مونولج: أنا لم أكسر الزجاج
تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT
أنيسة الهوتية
كانت القرية تمتدّ حولها كمتاهة متحركة من الطين.
طرقاتها متشابكة، صامتة، بلا وجوه مألوفة، بلا خريطة.
خطواتها كانت تسأل الأرض: أين أذهب؟
لكن الأرض لم تُجب.
كانت تائهة...
وخائفة من ألا يُفتقد ضياعها.
ظلت تمشي حتى لمحت حداثة مختلفة، وضوء ناعم.
مبنى زجاجي، عالٍ، نقيّ، لا يشبه التراب ولا الخوف.
درج طويل يقود إلى أعلى...
ارتجفت.
تقدّمت.
كانت تصعد ببطء، تحمل في قلبها شيئًا بين الترقّب والقلق، بين الرجاء والخجل،
لكن هناك شيء فيها كان يؤمن أن في الصعود أمان.
وعندما وصلت، رأته.
مثلها الأعلى، من تعيشه في حياتها اليومية...
لم يكن حبيبًا، لكن وجوده مبعث سعادة.
كان مشغولا، داخل الغرفة الزجاجية، يفتّش أوراقًا فوق طاولة وكأنه مكتبها!
تجمّد قلبها ثم دفأ، كأنّ حضوره نهاية الخوف وبداية الأمان.
ابتسمت، ورفعت يدها تناديه.
لكن صوتها لم يصل إليه.
الغرفة صامتة. الزجاج عازل، لا يسمح بشيء أن يمر.
وضعت كفها على الزجاج،
تحسسته ببطء، كأنها تلمس جدارًا بين قلبين.
فجأة... شعرت بمقبض.
لفّت أصابعها حوله، فتحته.
واختفى الزجاج.
ركضت نحوه بفرحة طفلة في يوم العيد،
كادت أن تحتضنه، وقلبها يقول له: "أنا هنا."
لكنه سبقها بنظرة أشبه برصاصة إعدام.
وقال بصوت خافت:
"لماذا كسرتِ الزجاج؟"
شهقت من الألم أكثر من المفاجأة.
هزّت رأسها، بعينين تنكران:
"لا... لم أفعل. أنا فقط... دخلت".
لم يصدقها، وأدار وجهه عنها.
وكأن وجودها صار عبئًا.
انكمشت.
وخرجت من الغرفة.
نزلت الدرج، والخيبة على كتفيها أثقل من الهواء الذي كاد يخنق قلبها.
وفجأة...
وادٍ عظيم، جارف، كأنه أُتى غاضبا ليأخذ ما تبقّى معها من يقين.
اجتاح المكان، اقتلع كل شيء: القرية، الطريق، الذاكرة، حتى صوتها الداخلي.
كل شيء...
إلا الغرفة الزجاجية،
وهو.
أما هي... فبقيت.
واقفة في مكانها. ولازالت تشعر بمرور الماء حول ساقيها وهي صامدة لا تتحرك.
نظرت إلى قدميها،
فوجدتهما حافيتين.
الوادي لم يستطع أخذها، ولكنه أخذ نعليها.
رفعت عينيها إلى الغرفة،
رأته لا يزال هناك، لا يراها.
فهمست، لا إليه، بل إلى نفسها:
"أنا لم أكسر الزجاج... أنا فقط عبرته إليك".
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
محافظة درعا تستقبل عائلات جديدة كانت محتجزة في السويداء
درعا-سانا
استقبلت محافظة درعا اليوم عدداً من عائلات عشائر البدو التي كانت محتجزة في محافظة السويداء.
ودخلت القافلة عبر معبر مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي حيث قامت فرق الدفاع المدني السوري بنقلهم إلى مراكز إيواء مؤقتة في المحافظة، وتقديم المساعدات الإنسانية الإغاثية والغذائية والدوائية لهم ريثما يتم تأمين عودة كريمة وآمنة إلى منازلهم.
وكانت محافظة درعا استقبلت أمس 248 شخصاً من عشائر البدو من العائلات التي كانت محتجزة في السويداء وأغلبهم من النساء والأطفال، وتم نقلهم إلى مراكز إيواء مؤقتة في داعل والنعيمة واليادودة والمزيريب.
محافظة درعا 2025-07-25SAMERسابق غوتيريش: ما يجري في غزة أزمة أخلاقية تتحدى الضمير العالمي انظر ايضاً محافظة درعا تستقبل 248 شخصاً من العائلات التي كانت محتجزة في السويداءدرعا -سانا استقبلت محافظة درعا اليوم 248 شخصاً من عشائر البدو من العائلات التي كانت …
آخر الأخبار 2025-07-25محافظة درعا تستقبل عائلات جديدة كانت محتجزة في السويداء 2025-07-25غوتيريش: ما يجري في غزة أزمة أخلاقية تتحدى الضمير العالمي 2025-07-25رئيس مجلس الأعمال السعودي السوري: تأسيس المجلس سيُمكّن المستثمرين السعوديين من المشاركة في إعادة إعمار سوريا 2025-07-25وزارة التربية والتعليم تنفي ما يتم تداوله حول تحديد موعد بدء العام الدراسي الجديد 2025-07-25وزير الاستثمار السعودي يزور متحف دمشق الوطني 2025-07-25حمص.. ورشة تدريبية حول توظيف الذكاء الاصطناعي بأعمال مجلس المدينة 2025-07-25ألمانيا تحث على ضمان وصول المساعدات إلى جميع المحتاجين جنوب سوريا 2025-07-25باراك: سنواصل العمل على تحقيق الرخاء في سوريا 2025-07-25سوريا وفرنسا والولايات المتحدة تؤكد مواصلة التعاون لتحقيق الاستقرار ودعم قدرات الدولة السورية لمواجهة التحديات 2025-07-25الشيباني يلتقي نظيره الفرنسي والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا في باريس
صور من سورية منوعات أمازون تغلق مختبرها للذكاء الاصطناعي بالصين 2025-07-25 بحث جديد: جلد القرش الأزرق يخفي تراكيب نانوية تساعده على تغيير لونه 2025-07-25
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |