يلقي أول خطاب أممي لرئيس سوري منذ ستة عقود.. زيارة تاريخية مرتقبة للشرع إلى أمريكا
تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT
البلاد – دمشق
أفادت مصادر إعلامية مطلعة، أن الرئيس السوري أحمد الشرع يعتزم القيام بزيارة رسمية إلى الولايات المتحدة في شهر سبتمبر المقبل، في خطوة تاريخية من المتوقع أن تمثل تحولًا نوعيًا في العلاقات السورية الأميركية، وتعيد دمشق إلى الواجهة السياسية الدولية بعد عقود من العزلة.
ووفقًا للمصادر -نقلًا عن قناة “سوريا تي في”- فإن الشرع سيلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال زيارته، ليكون بذلك أول رئيس سوري يخاطب الهيئة الأممية منذ ستين عامًا، في مؤشر على عودة تدريجية لسوريا إلى المسرح الدبلوماسي الدولي بعد سنوات من العقوبات والعزلة السياسية.
وتأتي هذه الزيارة المرتقبة بعد أسابيع من اللقاء الذي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع بنظيره الأمريكي دونالد ترمب في العاصمة السعودية الرياض، في 14 مايو الماضي. ووصِف اللقاء، الذي يعد الأول من نوعه بين زعيمي البلدين منذ ربع قرن، بأنه مقدمة لتفاهمات أوسع قد تعيد تشكيل المشهد السياسي في الشرق الأوسط.
وخلال الاجتماع، أعلن ترمب أن الولايات المتحدة ستبدأ رفع العقوبات التي فرضتها على دمشق منذ عقود، إبان حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد، واستمرّت خلال عهد ابنه بشار الأسد.
وبعد اللقاء، اتخذت الإدارة الأمريكية سلسلة من الإجراءات اللافتة، كان أبرزها إصدار وزارة الخزانة الأمريكية ترخيصًا عامًا يسمح بتنفيذ معاملات اقتصادية كانت محظورة سابقًا مع كيانات سورية. وشملت قائمة المؤسسات التي رُفعت عنها العقوبات كلاً من شركة “الطيران السورية”، وشركة النفط “سيترول”، والمصرف المركزي السوري، وعددًا من شركات النفط والغاز وهيئات اقتصادية أخرى.
وفي السياق ذاته، وقّع وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، وثيقةً رسمية تعلّق العقوبات المفروضة على سوريا لمدة 180 يومًا، بهدف “تهيئة الأجواء لاستعادة الاستقرار وإعادة دمج سوريا في النظام الإقليمي والدولي”.
من جانبه، أكد الرئيس أحمد الشرع في تصريحات سابقة أن “سوريا ستبقى دائمًا منفتحة على أشقائها العرب”، مشددًا على أهمية الانفتاح السياسي والاقتصادي في المرحلة المقبلة. وتُفهم هذه التصريحات في سياق تحركات دمشق لإعادة ترميم علاقاتها العربية والدولية، بعد أن بدأت بعض العواصم الخليجية والعربية بإعادة فتح سفاراتها في دمشق خلال العامين الماضيين.
ويرى مراقبون أن خطاب الشرع في الأمم المتحدة، إذا تم بالفعل، سيشكل علامة فارقة في السياسة السورية، ويعزز من موقع الرئيس الجديد كواجهة لإعادة سوريا إلى النظام الدولي، وسط تحديات إقليمية ودولية متشابكة. كما قد يمهّد الطريق أمام تسويات سياسية واقتصادية أوسع تشمل إعادة الإعمار، وعودة اللاجئين، وإعادة دمج سوريا في مؤسسات العمل العربي المشترك.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: أحمد الشرع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الرئيس السوري أحمد الشرع
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تواصل انتهاكاتها في القنيطرة.. الشرع يتعهد بتصويب ثغرات الانتخابات
البلاد (دمشق)
تعيش الساحة السورية تطورات متسارعة على المستويين السياسي والأمني، بين استكمال مرحلة الانتخابات البرلمانية الأولى بعد سقوط النظام السابق، وتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية في الجنوب السوري.
ففي الداخل، أعلنت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب السوري، أمس (الاثنين)، النتائج الأولية للاستحقاق الانتخابي، مؤكدة أن العملية جرت في معظم المحافظات، مع بقاء 12 دائرة انتخابية مؤجلة بسبب الظروف الأمنية. وأوضح رئيس اللجنة، محمد طه الأحمد، أن اللجنة لم تتلقَّ استجابة من بعض المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة، مشيراً إلى وجود خطة لاستكمال الانتخابات وضمان تمثيل جميع المكونات السورية.
وكشف الأحمد، أن الرئيس أحمد الشرع سيركز خلال المرحلة المقبلة على تعيين الكفاءات والتكنوقراط في الثلث الذي يملكه دستورياً من مقاعد البرلمان، بهدف تصويب الثغرات وتحقيق توازن سياسي وتنموي في المجلس الجديد. وأضاف أن اللجنة ستعقد اجتماعاً خلال الساعات المقبلة لوضع آلية لإجراء الانتخابات في الدوائر المتبقية، بالتنسيق مع ممثلي المجتمع المحلي لضمان الشفافية والنزاهة.
وبحسب اللجنة، شارك نحو 6 آلاف ناخب في العملية الانتخابية التي تنافس فيها أكثر من 1500 مرشح، 14% منهم من النساء، لانتخاب ثلثي أعضاء المجلس البالغ عددهم 210 نواب، على أن يعيّن الرئيس الثلث المتبقي وفقاً للإعلان الدستوري الجديد.
هذه التطورات تأتي في وقت تشهد فيه محافظة القنيطرة توترات متزايدة، بعد إعلان التلفزيون السوري أن قوات إسرائيلية توغلت مجدداً داخل الأراضي السورية أمس، مستخدمة قنابل دخانية لطرد المزارعين في حرش جباثا الخشب شمال القنيطرة، واحتجاز جرار زراعي لأحدهم.
وأكدت وسائل إعلام رسمية أن التوغل الإسرائيلي يأتي استكمالاً لسلسلة من الاعتداءات خلال الأسابيع الماضية، شملت تفتيش منازل واعتقال شبان في قرى خان أرنبة وخباثا الخشب وأوفانيا، إلى جانب أعمال حفر ورفع سواتر في تل الأحمر الشرقي.
وتعتبر هذه الانتهاكات خرقاً واضحاً لاتفاق فضّ الاشتباك الموقع عام 1974، والذي تقول دمشق إن تل أبيب تخلّت عنه منذ ديسمبر الماضي عقب سقوط النظام السابق. وتؤكد مصادر سورية أن القوات الإسرائيلية باتت متمركزة على مسافة لا تتجاوز 20 كيلومتراً من العاصمة دمشق، فيما تتعثر المفاوضات التي كانت تُجرى بوساطة دولية لإبرام اتفاق أمني جديد بين الجانبين.