العراق يُجهض مخططًا لتهريب كنوز أثرية نادرة إلى الخارج
تاريخ النشر: 5th, June 2025 GMT
5 يونيو، 2025
بغداد/المسلة: أكدت لجنة الأمن والدفاع النيابية، اليوم الخميس، أن جهوداً استخبارية مكثفة نفذتها وزارة الداخلية أسفرت عن توجيه أربع ضربات نوعية ضد شبكات تهريب الآثار والكتب النادرة خلال الشهرين الماضيين، في مناطق مختلفة من البلاد، ما أدى إلى اعتقال عدد من المتورطين وإفشال عمليات تهريب خطيرة كانت تستهدف الإرث الحضاري العراقي.
وقال عضو اللجنة، النائب ياسر إسكندر، إن “الفرق الأمنية والاستخبارية التابعة لوزارة الداخلية، وبتنسيق مشترك مع عدة تشكيلات أمنية، نفذت أربع عمليات نوعية في بغداد وعدد من المحافظات، كان آخرها في ديالى، حيث تم ضبط كتاب أثري نادر بحوزة شخصين جرى اعتقالهما على الفور”.
وأشار إلى أن “النجاحات المتحققة جاءت نتيجة جهد استخباري دقيق ومتابعة ميدانية مستمرة لعناصر تنشط ضمن شبكات محلية ترتبط بجهات خارجية تتاجر بالآثار”، لافتاً إلى أن “هذه الشبكات تسعى لتهريب كنوز العراق التاريخية إلى الخارج، مدفوعة بإغراءات السوق السوداء العالمية”.
وأوضح إسكندر أن “خطة تأمين المواقع الأثرية تطورت بشكل كبير من خلال التنسيق بين هيئة الآثار العامة والأجهزة الأمنية في مختلف المحافظات، ما ساهم في تعزيز الحماية ومنع تسلل المهربين”.
وتابع، أن “وعي المواطنين لعب دوراً مهماً في إفشال عمليات التهريب، حيث ساهمت البلاغات الشعبية بالكشف عن عدد من المحاولات، ما يؤكد تنامي الشعور الوطني بأهمية الحفاظ على الإرث الحضاري”.
ويعد العراق من أغنى دول العالم بالمواقع والقطع الأثرية، إلا أن هذه الثروات تتعرض باستمرار لمحاولات سرقة وتهريب تقودها شبكات منظمة تستهدف تاريخه وتراثه العريق.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
اقتصاد ما بعد الريع: طريق التنمية بوابة العراق إلى العصر اللوجستي
2 أغسطس، 2025
بغداد/المسلة: في مشهد استراتيجي يعيد رسم الخريطة الاقتصادية للمنطقة، يبرز “طريق التنمية” وميناء الفاو الكبير كمفصل تحوّل في الوظيفة الجيو-اقتصادية للعراق، ويؤشران إلى خروج تدريجي من قفص الاقتصاد الريعي نحو فضاء أوسع من التكامل والتشابك الإقليمي.
وتبدو معالم المشروع أقرب إلى هندسة سياسية جديدة، حيث لا يُقرأ بوصفه مجرد بنية تحتية، بل كأداة جيوسياسية متعددة الأوجه، تقاطع فيها الاقتصاد مع الجغرافيا، والإقليم مع العالم، والاستثمار مع الأمن. فالعراق، الذي طالما عُرف بدوره كمصدر للموارد الخام، بدأ يُعاد تقديمه كلاعب لوجستي محوري في ربط الخليج بأوروبا عبر محور بري وسككي، لا يقل طموحًا عن محاور طريق الحرير الصيني.
ويعكس تقليص زمن نقل البضائع إلى أقل من النصف، وتخفيض التكاليف اللوجستية بنسبة تُناهز 40%، ليس فقط كفاءة المشروع، بل حجم الرهان عليه في تعديل منظومة سلاسل الإمداد العالمية. فالدول المشاركة، خصوصًا تركيا ودول الخليج، لا تنظر إليه كـ”خط عبور”، بل كبنية استراتيجية لإعادة توجيه تدفقات التجارة والطاقة والصناعات التحويلية.
وفي الوقت الذي يتقدم فيه الإنجاز الميداني للميناء بنسبة تفوق 90%، تترسخ ملامح شراكة إقليمية جديدة، تتجاوز الخطابات السياسية إلى تعاقدات اقتصادية فعلية، تُعيد تعريف موقع العراق بوصفه عقدة لوجستية لا يمكن تجاوزها في أي حسابات مستقبلية للنقل والتوزيع.
وما يُضاعف من القيمة الرمزية للمشروع، أنه يأتي في ظل بيئة إقليمية مأزومة، يُعاد فيها تعريف أمن الطاقة، وتُختبر فيها موثوقية الممرات البحرية، مما يمنح “طريق التنمية” صفة البديل الجيوسياسي لا اللوجستي فقط، في حال أي اختناق في الممرات التقليدية.
ومع تجاوز المشروع للبُعد الاقتصادي نحو صياغة هوية جديدة للدولة العراقية، يصبح التحدي الحقيقي ليس في الإنجاز الهندسي، بل في القدرة على تحويله إلى روافع للنمو، وأدوات لخلق الوظائف، ومساحات لتجسير الانقسامات الجغرافية والسياسية، وتكريس صورة العراق كـ”جسر لا خندق”.
وفي زمن لم يعد فيه الموقع الجغرافي كافياً للعب أدوار كبرى، فإن العراق، عبر هذا المشروع، لا يكتفي باستثمار موقعه، بل يعيد إنتاج وظيفته في النظام الاقتصادي الدولي، ويخطو نحو مرحلة ما بعد النفط بشروط لوجستية وسيادية جديدة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts