دراسة: اتباع نظام غذائي متوسطي أثناء الحمل يحسنّ من قدرات الطفل
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت تجربة سريرية عشوائية جديدة أن الأمهات اللاتي اتبعن حمية البحر الأبيض المتوسط أثناء الحمل تمكنّ من تحسين النمو المعرفي والاجتماعي والعاطفي لدى أطفالهن بعمر عامين، مقارنة بالأطفال الذين لم تتبع أمهاتهم النظام الغذائي المتوسطي.
وأوضحت الدكتورة فرانشيسكا كروفيتو، المؤلفة المشاركة في الدراسة، وهي باحثة ما بعد الدكتوراه لدى مركز أبحاث طب الجنين BCNatal بجامعة برشلونة في إسبانيا، عبر البريد الإلكتروني: "رغم الأدلة السابقة التي تشير إلى وجود علاقة بين أنماط الحياة الضارة وتدهور النمو العصبي لدى الأطفال، فإن الدراسات السابقة لم تقم بأي بتقييم حول ما إذا كانت تدخلات نمط الحياة تحسّن النمو العصبي".
من جانبه، أشار الدكتور ميغيل مارتينيز-غونزاليس، وهو أستاذ الطب الوقائي والصحة العامة بجامعة نافارا في مدينة بامبلونا بإسبانيا، في رسالة بالبريد الإلكتروني، وهو لم يشارك في الدراسة، إلى أنه "في السنة الثانية، تحصد أدمغة الأطفال بعض الفوائد التي حصلوا عليها من التغذية الكافية خلال حياتهم داخل الرحم".
وقال مارتينيز-غونزاليس، وهو أيضًا أستاذ مساعد في التغذية بكلية تي أتش تشان للصحة العامة في جامعة هارفارد: "لا يوجد نموذج غذائي آخر يمتلك مثل هذا التراكم المثير للإعجاب من الأدلة العلمية مثل حمية البحر الأبيض المتوسط التقليدية".
وأظهرت الدراسات أن حمية البحر الأبيض المتوسط، التي تتميز بالطهي البسيط القائم على المكونات النباتية، تقلل من خطر الإصابة بمرض السكري، وارتفاع نسبة الكوليسترول، والخرف، وفقدان الذاكرة، والاكتئاب، وتعزز قوة العظام وصحة القلب، وطول العمر.
كما سجل أطفال الأمهات اللاتي تلقين حصصًا للحد من التوتر أثناء الحمل نتائج أعلى في الرفاهية الاجتماعية والعاطفية، مقارنة بأطفال الأمهات اللاتي لم يتلقين تلك الحصص، وفقًا لما ذكرته الدراسة التي نشرت، الثلاثاء، في الدورية الطبية JAMA Network Open.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: تجارب دراسات صحة الأطفال
إقرأ أيضاً:
كنز بحري مذهل في أعماق المتوسط.. اكتشاف سفينة من القرن الـ16 | ماذا يوجد بها؟
في إنجاز استثنائي يُضاف إلى سجل الاكتشافات الأثرية البحرية، أعلنت البحرية الفرنسية عن اكتشاف حطام سفينة تجارية تعود إلى القرن السادس عشر، على عمق يناهز 2500 متر تحت سطح البحر قبالة سواحل "راماتويل" جنوبي فرنسا.
السفينة الغارقة، التي وصفت بأنها "كبسولة زمنية" محفوظة بشكل شبه مثالي، تمثل أول اكتشاف من نوعه بهذا العمق في التاريخ البحري الفرنسي، ما يضفي على الحدث بعدا علميا وتاريخيا بالغ الأهمية.
سفينة ليغورية وشحنة خزفية نادرةخلال مهمة علمية للبحرية الفرنسية باستخدام تقنيات استشعار متطورة وأجهزة سونار عالية الدقة، التقطت الإشارات مؤشرات على وجود هيكل غريب في قاع البحر.
وبعد تحليل البيانات باستخدام روبوتات الأعماق، تبين أن الهيكل الذي يبلغ طوله 30 مترًا وعرضه 7 أمتار يعود إلى سفينة تجارية من عصر النهضة.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "Midi Libre" الفرنسية، تحتوي السفينة على أكثر من 200 إبريق خزفي و100 صحن فايانس، بعضها مزين برموز دينية كـشعار "IHS" (رمز مسيحي يشير إلى يسوع المسيح) وزخارف نباتية دقيقة.
كما ضمت الشحنة مدافع بحرية ومرساتين وقدرين نحاسيين في حالة جيدة، ما يعكس القيمة الأثرية الاستثنائية للحطام.
نافذة جديدة على تاريخ البحر المتوسطتقول الجهات الرسمية إن السفينة الغارقة تعد بمثابة "كبسولة زمنية" تقدم لمحة فريدة عن أنماط التجارة البحرية والتقنيات المستخدمة في بناء السفن خلال القرن السادس عشر.
ويُعتقد أن السفينة تعود إلى أصول ليغورية (منطقة ليغوريا شمال غربي إيطاليا)، ما يشير إلى شبكة التجارة النشطة التي كانت تربط بين موانئ البحر الأبيض المتوسط في تلك الحقبة.
ما يجعل هذا الاكتشاف فريدا هو العمق الاستثنائي الذي وُجد فيه الحطام؛ إذ لم يسبق لفرنسا أن رصدت أثرا أثريا بحريا على هذا العمق الكبير، ما يمثل تحديا لوجستيًا وتقنيا أمام عمليات التوثيق والاستكشاف.
التوثيق والتحليل والمعارض الرقميةوفقًا لما أعلنته السلطات الفرنسية، ستبدأ خلال الأسابيع القادمة عمليات توثيق دقيقة للحطام باستخدام تقنيات التصوير ثلاثي الأبعاد المعروفة بـ"الفوتوغرامترية"، تمهيدا لإجراء تحليلات علمية موسعة على مكونات الشحنة.
ومن المقرر تشكيل فريق متعدد التخصصات يضم خبراء في علم الآثار البحرية، وعلم السيراميك، والهندسة، إضافة إلى باحثين في التاريخ البحري، للعمل على دراسة السفينة وشحنتها وتفسير دلالاتها الحضارية والتجارية.
كما يتم التحضير لإطلاق معارض رقمية وبرامج تعليمية عامة تسلط الضوء على تاريخ الملاحة البحرية في البحر المتوسط، وتتناول في الوقت ذاته قضايا بيئية معاصرة كالتلوث البحري وأثره على التراث الغارق.
صوت من الماضي يعود للحياةيرى مراقبون أن هذا الاكتشاف لا يقتصر على كونه انجاز أثريا فحسب، بل يُعد بمثابة "رسالة صامتة" من الماضي، تحكي عن حضارات وتجارات وعلاقات بين شعوب البحر المتوسط في عصر النهضة، وتعيد تسليط الضوء على أهمية حفظ التراث المغمور بالمياه.