الفاتيكان: “حل الدولتين” الوحيد لوقف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
تاريخ النشر: 1st, December 2025 GMT
تركيا – صرح رئيس دولة الفاتيكان البابا ليو الرابع عشر، إنه يدعم حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد لوقف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر.
وفي تصريحات أدلى بها الأحد لصحفيين أتراك رافقوه على متن الطائرة أثناء توجهه من تركيا إلى لبنان، ثاني محطة له في أول رحلة خارجية رسمية يجريها منذ توليه البابوية في مايو/ أيار الماضي.
والخميس، وصل البابا ليو إلى تركيا، وعقد اجتماعاً مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة في اليوم الأول من زيارته، ثم انتقل إلى إسطنبول للمشاركة في فعاليات عدة، كما زار مدينة إزنيق بولاية بورصا.
وقال رئيس الفاتيكان إن زيارته لتركيا كانت رائعة، معربا عن شكره للرئيس أردوغان على وجه الخصوص.
وفي رده على سؤال لمراسل الأناضول، قال البابا ليو: “أن آتي إلى تركيا، وأن أذهب الآن إلى لبنان في إطار هذه الجولة، كان يحمل رسالة خاصة مفادها أن أكون سفيرًا للسلام”.
وأكد أن جولته تهدف إلى التشجيع على السلام في عموم المنطقة.
ولفت إلى أن لتركيا العديد من المزايا، فهي دولة ذات أغلبية مسلمة، لكنها تحتضن أيضًا العديد من المجتمعات المسيحية ويمكن لأتباع الديانات المختلفة العيش فيها بسلام وإن كانوا أقليات صغيرة”.
وأضاف أن تركيا “بلد يعيش فيه أناس من ديانات مختلفة في أجواء من السلام… وهذا مثال يُحتذى”.
وشدد على أن هذه المزايا ينبغي أن تلهم العالم بأسره.
وأردف: “أستطيع القول إن هذا مثالا لما نبحث عنه في كل مكان في العالم. فبالرغم من الاختلافات الدينية والعرقية والعديد من الاختلافات الأخرى، يستطيع الناس أن يعيشوا حقا في سلام”.
وأوضح أن القدرة على الحديث مع الرئيس أردوغان حول السلام كان عنصرًا مهمًا وقيّمًا في زيارته لتركيا.
– القضية الفلسطينية
وردًا على سؤال لأحد الصحفيين بشأن ما ناقشه مع الرئيس أردوغان حول الوضع في قطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل، وكذلك حول الحرب في أوكرانيا، قال البابا ليو: “بالطبع تحدثنا عن كلا الوضعين معه. الفاتيكان يدعم منذ زمن طويل وبشكل علني حلَّ الدولتين”.
وتابع: “نعلم جميعًا أن إسرائيل لا تقبل هذا الحل في الوقت الراهن. ونرى أن هذا (حل الدولتين) هو الحل الوحيد القادر على إنهاء الصراع المستمر”.
وأردف: “نحن أصدقاء لإسرائيل أيضًا، ونحاول أن نكون صوتًا وسيطًا يساعد الطرفين على الاقتراب من حلّ يحقق العدالة للجميع”.
وقال إنه بحث هذا الأمر مع الرئيس أردوغان أيضا، مضيفا: “إنه يؤيد كذلك هذا الاقتراح بالتأكيد. وتركيا يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في هذا الشأن”.
وشدد على أن الوضع نفسه ينطبق على أوكرانيا.
وأضاف: “قبل بضعة أشهر، عندما ظهرت إمكانية وجود حوار بين الجانبين الأوكراني والروسي، كان الرئيس (أردوغان) قد ساعد كثيرا في جمع الطرفين. وللأسف لم نر حتى الآن أي حل، لكن ظهرت اليوم مجددًا مقترحات ملموسة من أجل السلام”.
وأشاد البابا ليو الرابع عشر بالدور الذي يلعبه الرئيس التركي في القضايا الإقليمية، معربا عن أمله في أن “علاقات الرئيس أردوغان مع رئيس أوكرانيا (فولوديمير زيلينسكي)، والرئيس الروسي (فلاديمير بوتين)، ورئيس الولايات المتحدة (دونالد ترامب)، يمكن أن تساعد في تشجيع الحوار، واتخاذ خطوات نحو وقف إطلاق النار، وإيجاد سبل لإنهاء هذه الحرب”.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الرئیس أردوغان البابا لیو مع الرئیس
إقرأ أيضاً:
بابا الفاتيكان يوجه نداء لوحدة اللبنانيين.. ويطالب بحل الدولتين لإنهاء أزمة الشرق الأوسط
أعاد بابا الفاتيكان ليون الرابع عشر تأكيد الموقف الثابت للكرسى الرسولى حيال الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، معلناً أن أى حل دائم يجب أن يقوم على إقامة دولة فلسطينية، ووصف هذا الخيار بأنه الطريق الوحيد لإنهاء العقود الطويلة من الدم والانقسام. جاء ذلك خلال حديثه للصحفيين على متن الطائرة التى أقلته من تركيا إلى لبنان، وقال إن إسرائيل لم تقبل بعد بهذا الحل لكنه يظل السبيل الواقعى الوحيد فى نظر الفاتيكان، قبل أن يبدأ أول يوم كامل من زيارته إلى لبنان بلحظة روحانية لافتة عند قبر القديس اللبنانى شربل مخلوف فى عنايا.
وفى أجواء ممطرة تحدى آلاف اللبنانيين الطقس واصطفوا على طول الطريق المؤدى إلى الدير وهم يلوحون بأعلام لبنان والفاتيكان ويلقون بتلات الأزهار والأرز على سيارة البابا المغلقة. وتحولت بلدة عنايا الواقعة على بعد نحو أربعين كيلومتراً من بيروت إلى محطة تجمع فيها اللبنانيون من مختلف المناطق لاستقبال أول بابا أمريكى فى التاريخ يزور قبر القديس شربل، الذى يقصده سنوياً مئات الآلاف من الحجاج طلباً للشفاعة وسط روايات واسعة عن الشفاءات المرتبطة باسمه.
ووقف البابا ليون بصمت فى القبر وقدم مصباحاً مضاء هدية للدير ثم تحدث بالفرنسية قائلاً إن شفاعة القديس شربل تستودع اليوم لأجل الكنيسة ولبنان والعالم، مضيفاً أنه يطلب السلام للبنان والشرق الأوسط فى لحظة تبدو أكثر اضطراباً مما كانت عليه منذ سنوات. وقد شكلت هذه الزيارة الروحية افتتاحاً ليوم حافل سيشهد لقاءات مع الرهبان والراهبات فى مزار حريصا ثم اجتماعاً موسعاً بين الأديان إلى جانب قادة مسيحيين ومسلمين فى بيروت، فى محاولة لترسيخ رسالة التعايش فى بلد يختبر توترات عميقة تزامناً مع الحرب الدائرة فى غزة والأزمات السياسية والاقتصادية الممتدة منذ انفجار مرفأ بيروت عام ٢٠٢٠.
وتأتى الزيارة فيما يعيش لبنان انقساماً حاداً بشأن المطالب بنزع سلاح حزب الله بعد الحرب التى خاضها مع إسرائيل العام الماضى وما خلفته من أضرار واسعة. وخلافاً لنهج البابا الراحل فرنسيس الذى تجنب السيارات المصفحة طوال سنوات حبريته، سار البابا ليون فى موكب محاط بإجراءات أمنية مشددة وانتشار واسع للقوى اللبنانية على طول الطرق المؤدية لمسارات تحركاته.
ومن المقرر أن يختتم البابا يومه بلقاء شبابى واسع فى بكركى بمقر الكنيسة المارونية، حيث يتوقع أن يوجه رسالة تشجيع ودعوة إلى الشباب للبقاء فى بلادهم وعدم اللحاق بموجات الهجرة المتزايدة رغم التحديات الاقتصادية والاجتماعية الهائلة. وقد وصل البابا إلى لبنان قادماً من تركيا فى أول رحلة خارجية له، على أن يختتم زيارته اليوم الثلاثاء بالصلاة فى موقع انفجار مرفأ بيروت وإقامة قداس على الواجهة البحرية.
وفى كلمته الافتتاحية شدد البابا ليون على ضرورة أن يضع القادة اللبنانيون خلافاتهم جانباً، وأن يعملوا كصانعى سلام حقيقيين، موجهاً نداء مباشراً إلى المسيحيين اللبنانيين للبقاء فى وطنهم وعدم التخلى عن حضورهم التاريخى فى الشرق. ويشكل المسيحيون نحو ثلث سكان لبنان البالغ عددهم نحو خمسة ملايين، وهو ما يجعل البلاد صاحبة أعلى نسبة حضور مسيحى فى المنطقة. وبموجب نظام تقاسم السلطة يكون رئيس الجمهورية مسيحياً مارونياً ما يجعل لبنان الدولة العربية الوحيدة التى يترأسها مسيحى.
وبالرغم من الظروف الصعبة التى دفعت مجتمعات مسيحية فى العراق وسوريا إلى النزوح خلال صعود تنظيم الدولة الإسلامية، لا تزال الطائفة المسيحية فى لبنان صامدة.