المملكة تبهر العالم بموسم حج استثنائي (2-2)
تاريخ النشر: 11th, June 2025 GMT
سري شعبان
لقد كان حج هذا العام 1446هـ مبهراً، وأنموذجًا فريدًا يُحتذى به في التنظيم، وفن الإدارة، والتكامل التقني والإنساني. ويُعد هذا النجاح امتدادًا لجهود المملكة المستمرة في تحسين جودة الخدمات المقدمة للحجيج، وتأكيدًا على مكانتها كقلبٍ للعالم الإسلامي، وراعٍ أمينٍ لأعظم شعائر الدين، مما أبهر العالم بحسن التنظيم وإدارة الحشود، وفق منظومة خدمية متطورة، وقصة نجاح استثنائي ترويها الإنجازات على أرض الواقع.
وكان لحرص قائدنا الملهم، سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – على رعاية ومتابعة أعمال الحج وكافة الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام، من خلال تواجده على أرض الميدان بالمشاعر المقدسة، الأثر العظيم في هذا النجاح المبهر، وما تحقق من تميز في أداء الخطط التشغيلية التي تزامنت مع الرحلة الإيمانية لضيوف الرحمن، وأسهمت – بفضل الله – في أدائهم لشعيرة الحج بأمنٍ ويسرٍ وطمأنينة.
كما نجحت الإجراءات التي اتخذتها المملكة للحفاظ على أمن وسلامة الحجاج. وكم كانت سعادتنا لا توصف كمواطنين سعوديين بإعلان صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، نائب رئيس اللجنة الدائمة للحج والعمرة، من مقر الإمارة بمشعر منى، نجاح حج هذا العام 1446هـ أمنيًّا، وصحيًّا، وخدميًّا، مؤكدة بذلك المملكة ريادتها العالمية في إدارة الحشود وخدمة ضيوف الرحمن.
وقد جاء هذا النجاح نتيجةً لتخطيط دقيق، وتكامل مؤسسي، واستخدام ذكي للتقنية، مما مكَّن الحجاج من أداء مناسكهم في أجواء روحانية آمنة وهادئة. وبفضل التنظيم المحكم والتنسيق المتكامل بين مختلف الجهات الحكومية السعودية، بدأت الجهات المعنية منذ وقت مبكر بتنفيذ الخطط التشغيلية لموسم الحج، بمشاركة أكثر من 250 ألف موظف ومتطوع من مختلف القطاعات.
تم تنفيذ خطط التفويج بين المشاعر المقدسة (منى، عرفات، مزدلفة) وفق جداول زمنية دقيقة، بما يضمن انسيابية الحركة وتقليل الازدحام، دون تسجيل حوادث مؤثرة أو انتشار أمراض وبائية. ومن جانبها، اعتمدت وزارة الحج والعمرة على أحدث النظم اللوجستية، كما أطلقت برامج إرشادية متعددة اللغات، وخدمات ميدانية شاملة شملت التوعية، والإيواء، والنقل، بالإضافة إلى توزيع ملايين الوجبات والمياه الباردة في مناطق الحجيج.
وقد أثبتت قوات الأمن قدرتها العالية على حفظ الأمن خلال موسم الحج، حيث لم تُسجَّل أي حوادث أمنية أو أعمال شغب، وتمت السيطرة على تدفقات الحجاج بسلاسة. وكان للتحول الرقمي دور بارز في تحسين تجربة الحاج، من خلال خدمات رقمية مثل تطبيق “نسك”، وخريطة الحاج الذكية، ومنصة الترجمة الفورية. كما أسهمت “بطاقة الحج الذكية” في تنظيم البيانات، وتعزيز التواصل بين الجهات، وتمكين الحجاج من الوصول إلى الخدمات بسهولة وسرعة.
كشفت الاتصالات السعودية عن ارتفاع حجم البيانات المنقولة عبر الشبكة بنسبة 64% عن موسم الحج الماضي، في حين قفز استخدام خدمات الجيل الخامس بنسبة 129%، وهي قفزة هائلة تشير إلى تزايد اعتماد الحجاج على التطبيقات الرقمية والتواصل المرئي واستخدام تقنيات الملاحة. لقد وفرت السعودية الفرصة لكل حاج على أرضها أن يكون على اتصال دائم بالعالم.
كل هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا وجود بنية تحتية متينة من التقنيات المتقدمة، وكفاءات بشرية مؤهلة لإدارتها وتسخيرها بأقصى طاقة وفاعلية للمستفيدين، وكانت النتيجة: نجاح عظيم أبهر العالم، وموسم حج استثنائي بكل المقاييس.
فما فعله رجال الأمن – على سبيل المثال – كان أنموذجًا فريدًا لما ينبغي أن يكون عليه رجل الدولة: صارم في المبدأ، لين في المعاملة، حاضر بلا ضجيج… لم تكن هناك مظاهر قوة استعراضية، بل كانت هناك هيبة للنظام، وتلك معادلة صعبة حققها رجال الأمن بالعلم والتخطيط، بثقة واقتدار.
هنيئًا لقيادتنا الفذّة، ولمملكتنا الحبيبة، هذه المكانة العالمية المرموقة، وهذا النجاح العظيم لموسم حج 1446هـ الذي أبهر العالم، ولسوف نفخر دومًا بترديد كلمات الملهم: نحن لا نحلم… نحن نفكر في واقع يتحقق.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: سري شعبان هذا النجاح
إقرأ أيضاً:
تنفيذ حُكم القتل تعزيرًا في باكستاني لتهريبه الهيروين إلى المملكة
مكة المكرمة
أصدرت وزارة الداخلية اليوم، بيانًا بشأن تنفيذ حُكم القتل تعزيرًا بأحد الجناة في منطقة مكة المكرمة، فيما يلي نصه:
قال الله تعالى: “ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها”، وقال تعالى: “ولا تبغِ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين”، وقال تعالى: “والله لا يحب الفساد”، وقال تعالى: “إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ”.
أقدم / سارنج بختيار زيب – باكستاني الجنسية – على تهريب الهيروين المخدر إلى المملكة، وبفضل من الله تمكنت الجهات الأمنية من القبض على الجاني المذكور، وأسفر التحقيق معه عن توجيه الاتهام إليه بارتكاب الجريمة، وبإحالته إلى المحكمة المختصة صدر بحقه حُكم يقضي بثبوت ما نُسب إليه وقتله تعزيرًا، وأصبح الحُكم نهائيًا بعد استئنافه ثم تأييده من المحكمة العليا، وصدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعًا.
وتم تنفيذ حُكم القتل تعزيرًا بالجاني / سارنج بختيار زيب – باكستاني الجنسية – يوم الأحد 2 / 2 / 1447هـ الموافق 27 / 7 / 2025م بمنطقة مكة المكرمة.
ووزارة الداخلية إذ تُعلن ذلك؛ لتؤكد للجميع حرص حكومة المملكة العربية السعودية على حماية أمن المواطن والمقيم من آفة المخدرات، وإيقاع أشد العقوبات المقررة نظامًا بحق مهربيها ومروجيها؛ لما تسببه من إزهاق للأرواح البريئة، وفساد جسيم في النشء والفرد والمجتمع، وانتهاك لحقوقهم، وهي تحذر في الوقت نفسه كل من يقدم على ذلك بأن العقاب الشرعي سيكون مصيره.
والله الهادي إلى سواء السبيل.