هل تعلم أنني كنت أنتظر أحدا ما حين اصطدمت بك؟ لم تكن بشرا عاديا، بل كنت مرضا غرست أعراضك في جسدي، وكنت أطوف بك بين الأسرة البيضاء، وتلك الغرف الضيقة الباردة، وصوت الأجهزة يسد فمي عن الحديث، وتشخص عيني بفعل الخوف الذي يطوقني.
حين باغتني ذات يوم، وقفت جامدة إلا من قرع نبضي الذي كان يهدر كقطار عابر بسرعة البرق الخاطف.
ماذا كنت تريدني أن أفعل؟ كنت في لحظة ما أراك في كل مسامي تتسلل كضوء خافت في عالمي.
لا أعلم لماذا قصدتني ودنوت مني ودرت في مداراتي وغرست اسمك في حقلي؟! حين قصدتني لم أكن ألتفت إليك، بل كنت واقفة على نافذة الحياة أنتظر كل الأشياء المدهشة، والمبهرة التي سوف تنتشلني من فوضى طفولتي الأولى، أعلم أنك لم تنساني يوما رغم كل هذه التحولات والتبدلات التي حولت فيها جغرافيتي إلى ما أنا عليها الآن، أو أدركت بأنك تسير بي إلى دهاليز مختلفة ومساحات متسعة بين فضاءات الكون.
كنت يوما أسألك: هل تقرأ لي أم أن الأمراض لا تعرف حبر الأقلام كما تعرف مداد دم وألم؟! وهل يصلك نزيف حبري كما يصلني نزيف وجودك؟! وكيف تبدو حين يصلك نحيب قلمي حين أكتبك؟ كنت أحاول أن أذيبك بكلماتي مرة وبدمعي مرة أخرى.
إنني أتساءل كيف نستيقظ صباحا ونحن محملون بالشعور الوردي الأرجواني ذاته، ونترك خيط الشمس تحط على أحلامنا لتزهر كدوار الشمس في داخلنا، ثم فجأة نستيقظ من حلم وهمي غامض، رغم أننا نعيش في منتصف عتمة ليل وظل نهار.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
حماس: ندعو لجعل الأحد المقبل يوما عالميا لنصرة غزة
دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لجعل الأحد المقبل يوما وطنيا وعربيا وإسلاميا وعالميا لنصرة غزة والقدس والأقصى والأسرى، مع استمرار حرب الإبادة والتجويع التي تستهدف سكان قطاع غزة.
ودعت الحركة أيضا أحرار العالم لتصعيد الحراك الجماهيري أيام الجمعة والسبت والأحد من كل أسبوع، حتى وقف العدوان والمجاعة في القطاع المحاصر.
وأكدت حماس أن "شعبنا في قطاع غزة لا يزال يتعرض لحرب إبادة شاملة تتخذ من التجويع أداة حرب لكسر صموده".
وأمس الخميس، أكدت حماس جاهزيتها للانخراط الفوري في المفاوضات مجددا في حال وصول المساعدات لمستحقيها وإنهاء المجاعة في غزة.
بلغ حدا لا يطاقواعتبرت الحركة -في بيان لها- أن استمرار المفاوضات في ظل التجويع يفقدها مضمونها وجدواها، لا سيما بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي منها من دون مبرر.
وقال بيان حماس إن "التجويع الذي يمارسه الاحتلال بلغ بغزة حدا لا يطاق ويشكل الخطر الأكبر على حياة أكثر من مليوني فلسطيني".
ودعت الحركة المجتمع الدولي وجميع الجهات ذات الصلة للتحرك الفوري "لوقف المجزرة الجماعية التي يرتكبها العدو" الإسرائيلي.
كما طالبت المجتمع الدولي بالتحرك لإيصال المواد الغذائية فورا للشعب الفلسطيني من دون قيد أو شرط وضمان حمايتها.
شهداء ومجوّعون
واستشهد نازحون ومجوّعون اليوم الجمعة بغارات جوية أو بقذائف قوات الاحتلال الإسرائيلي عند مراكز المساعدات في قطاع غزة، في وقت يزداد فيه عدد الضحايا من المحاصرين تجويعا.
وقالت مصادر في مستشفيات غزة إن 24 استشهدوا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم الجمعة، منهم 5 من طالبي المساعدات.
ومنذ الفجر شنت الطائرات الإسرائيلية غارات على مدينة غزة وجباليا في الشمال، ودير البلح في الوسط، وخان يونس في الجنوب موقعة العديد من الشهداء والمصابين.
ولاحقا، عاودت قوات الاحتلال استهداف حشود المجوّعين الباحثين عن الطعام شمال رفح في الجنوب وقرب محور نتساريم في وسط القطاع.
إعلانوحذّر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من أن موجة الجوع المتفاقمة في غزة "لا يمكن وقفها إلا من خلال زيادة ضخمة في حجم المساعدات الإنسانية"، مشددا على ضرورة إدخال ما لا يقل عن 100 شاحنة مساعدات يوميا إلى القطاع، قائلا "لا نملك وقتا لنضيعه".
ومنذ تولّي "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل توزيع المساعدات في مايو/أيار الماضي، استشهد أكثر من 800 فلسطيني وأصيب آلاف برصاص قوات الاحتلال ومتعاقدين مع المؤسسة في محيط مراكز مخصصة لذلك.
وقد تصاعدت أخيرا الدعوات الدولية والأممية بعد الارتفاع الكبير في أعداد الشهداء الفلسطينيين المجوّعين الذين يقتلون في "مصايد الموت" عند نقاط توزيع مساعدات "مؤسسة غزة الإنسانية" التي تقف وراءها الولايات المتحدة وإسرائيل.