فتحية العسال.. منعت من التعليم فصارت رائدة الكتابة النسوية والنضال الثقافي والسياسي
تاريخ النشر: 15th, June 2025 GMT
في ذكرى رحيلها، نستعيد سيرة واحدة من أبرز رموز الأدب والمسرح والدفاع عن حقوق المرأة في مصر والعالم العربي، الكاتبة فتحية العسال، التي حولت معاناتها الشخصية إلى مصدر إبداع، وجعلت من قضايا المرأة والحرية حجر الأساس في كتاباتها ومواقفها، لم تكن فتحية مجرد كاتبة، بل كانت صوتًا نسويًا حرًا، عرفت السجن بسبب آرائها، وعرفت المجد بسبب صدقها.
ولدت فتحية العسال في 20 فبراير عام 1933 في القاهرة لأسرة متوسطة الحال، لكنها لم تحظَ بفرصة التعليم النظامي بسبب اعتراض والدها، غير أن ذلك لم يقف عائقًا أمامها، إذ علّمت نفسها القراءة والكتابة بإصرار، حتى اقتنع والدها لاحقًا بدعمها، لتبدأ من هنا أولى خطواتها في درب الثقافة والفكر.
الزواج المبكر والدعم العاطفي والثقافي
تزوجت العسال وهي في سن الرابعة عشرة من الكاتب والمفكر عبد الله الطوخي، الذي كان له دور كبير في تشكيل وعيها الثقافي، ورغم ما مرّت به علاقتهما من توترات أدت إلى الطلاق لفترة، إلا أن الحب جمع بينهما مجددًا بعد ثلاث سنوات، وأنجبا أربعة أبناء، أبرزهم الفنانة صفاء الطوخي.
صفاء الطوخي امتداد لمسيرة فنية وإنسانية
ابنة الكاتبة الكبيرة، صفاء الطوخي، ولدت في عام 1964، ودرست في المعهد العالي للفنون المسرحية، وتخصصت في التمثيل والإخراج.
بدأت مشوارها الفني في نهاية السبعينيات، وواصلت العمل في المسرح والدراما، حاملة معها إرث والدتها من الإيمان بالقضايا الاجتماعية والإنسانية.
بدايات الكتابة ومسيرة إبداع متواصلة
دخلت فتحية العسال عالم الكتابة في أواخر الخمسينيات، وكان أول أعمالها الأدبية في عام 1957.
كتبت في مختلف الأشكال الإبداعية، لكنها تميزت في مجال الدراما التلفزيونية والمسرح، حيث قدمت أكثر من 57 عملًا تلفزيونيًا و10 مسرحيات.
من أشهر مسلسلاتها: حتى لا يختنق الحب، لحظة اختيار، شمس منتصف الليل، رمانة الميزان، بدر البدور، لحظة صدق، فيما نالت مسرحياتها مثل البين بين، سجن النسا، ليلة الحنة إعجاب النقاد والجمهور، خاصة أنها تناولت فيها قضايا الحرية والعدالة والهوية النسوية.
الاعتقال بسبب الفكر والموقف
عرفت فتحية العسال طريق السجن أكثر من مرة، فدفعت ثمن آرائها السياسية وانحيازها لقضايا الحرية.
اعتُقلت للمرة الأولى في الخمسينيات، ثم مرة ثانية في عهد الرئيس السادات بسبب احتجاجها على مشاركة إسرائيل في معرض الكتاب، وهو ما ألهمها كتابة مسرحية سجن النسا، التي عبرت فيها عن مرارة الظلم خلف القضبان.
نشاطها السياسي والنقابي
لم تكتف العسال بالإبداع الأدبي، بل خاضت العمل العام بشجاعة، انضمت للحزب الشيوعي وكانت من أبرز وجوه الحركة النسوية في مصر.
كما تولت رئاسة جمعية الكاتبات المصريات، وأسست مركز "الكاتبة" لدعم المرأة المبدعة، وظلت منخرطة في قضايا النضال الثقافي والاجتماعي حتى سنواتها الأخيرة.
السيرة الذاتية "حضن العمر"
في عام 2004، أصدرت العسال كتابها الشهير حضن العمر، وهو سيرة ذاتية مفعمة بالمشاعر والصدق، روت فيه ذكرياتها الشخصية، وتجاربها في النضال، والكتابة، والحياة كأم وزوجة ومفكرة ومناضلة. حاز الكتاب إعجاب واسع لأسلوبه الإنساني العميق.
الوفاة
رحلت الكاتبة الكبيرة فتحية العسال في 15 يونيو 2014، عن عمر ناهز 81 عامًا، بعد صراع مع المرض، تاركة إرثًا غنيًا من الأعمال الأدبية والمسرحية والدرامية، إضافة إلى مسيرة نضالية ألهمت أجيالًا من الكاتبات والمفكرات.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: حقوق المرأة الزواج المبكر صراع مع المرض صفاء الطوخي القضايا الاجتماعية قضايا المراة خلف القضبان مسيرة فنية معهد العالي للفنون المسرحية
إقرأ أيضاً:
"قبل ثوان من تنفيذها".. هكذا منعت إسرائيل ضربة إيرانية دقيقة
أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الاثنين، أنّ سلاح الجو نجح في إحباط محاولة إيرانية لإطلاق صواريخ أرض - أرض باتجاه إسرائيل، عبر استهداف مباشر لقاذفة صواريخ جنوب العاصمة الإيرانية طهران، وذلك "قبل لحظات" من تنفيذ الهجوم.
وأفادت مصادر عسكرية إسرائيلية أنّ طائرات مسيرة تابعة لسلاح الجو حلّقت داخل الأجواء الإيرانية لمدة تجاوزت 21 ساعة متواصلة، مما أتاح لها تحديد موقع القاذفة ومتابعة تحركاتها بدقة، قبل تنفيذ الضربة.
وقال الجيش إنّ العملية تأتي في إطار ما وصفه بـ"مستويين متوازيين من العمل"، يشمل الأول استهداف مكونات المشروع النووي الإيراني والبنية التحتية العسكرية، بينما يركّز الثاني على ملاحقة منصات إطلاق الصواريخ والقاذفات المتحركة.
وأضافت القيادة العسكرية الإسرائيلية أنّ هذه العمليات الوقائية أسهمت في إحباط وابل صاروخي وشيك، كان يستهدف مدنا إسرائيلية، مشيرة إلى أنّ الجبهة الداخلية كانت قد بدأت بتفعيل صافرات الإنذار والإجراءات الدفاعية.
ويأتي هذا التطور وسط تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران منذ انطلاق عملية "أم كالفي"، ويعكس، وفق البيان، ما وصفه الجيش بتفوق جوي مستمر يمتد إلى أكثر من 1500 كيلومتر خارج الأراضي الإسرائيلية.