فاروق حسني: مبارك طلب مني افتتاح معرض الكتاب يوم 29 يناير والناس في الشارع
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
كشف الفنان التشكيلي فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، عن تفاصيل آخر مكالمة هاتفية جمعته بالرئيس الراحل محمد حسني مبارك يوم استقالة من الحكومة.
وأشار فاروق حسني ، خلال تصريحات لبرنامج «الحكاية» مع الإعلامي عمرو أديب، المذاع عبر شاشة «MBC مصر» إلى استقباله مكالمة هاتفية من الرئيس مبارك يوم إعلان استقالة حكومة الدكتور أحمد نظيف، قائلا: «الرئيس مبارك كلمني يوم استقالة الحكومة وقال لي: (إزيك يا فاروق عامل إيه؟ وافتتاح معرض الكتاب أرجوك افتتحه أنت)، والناس في الشارع؟ قلت له يا ريس إحنا بنستقيل دلوقتي، أنا مش هكون موجود، قال لي: (طيب خلاص).
واسترجع الأيام التي سبقت الاستقالة، لافتا إلى أنه كان من المقرر عقد اجتماع وزاري دعا إليه رئيس الوزراء آنذاك الدكتور أحمد نظيف في القرية الذكية، قائلا: «وقتها كانت بدأت 25 يناير الأحداث، فقلت لازم يعتذر ويلغي الاجتماع، لكنهم طلبوا الحضور وذهبنا».
وعبّر عن دهشته من أن رئيس الوزراء بدأ الحديث في موضوع الاجتماع، بينما كانت المحافظات تشهد تظاهرات، قائلا: «وجدنا رئيس الوزراء يتحدث عن الموضوع، قلت إزاي يتكلم في موضوع زي ده! والبلد فيها مظاهرات؟».
وأكد أن علاقته بالرئيس مبارك لم تنقطع بعد الثورة، كاشفا أن الرئيس الراحل دعاه إلى منزله على الغداء بعد خروجه من السجن.
ونفى أن يكون الرئيس الراحل فقد التركيز خلال أيامه الأخيرة، قائلا: «كان ذهنه صاحي حتى آخر لحظة».
جدير بالذكر أن الحكومة المصرية برئاسة أحمد نظيف قدمت استقالتها يوم السبت 29 يناير عقب المظاهرات التي طالبت الرئيس الراحل مبارك بالتنحي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فاروق حسني عمرو أديب مبارك الرئیس الراحل فاروق حسنی
إقرأ أيضاً:
الفنون الشعبية يحتفي بإسهامات المفكر الراحل الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي
أصدرت وزارة الثقافة المصرية، ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، العدد (115) من مجلة الفنون الشعبية، والذي يُعد عددًا خاصًا يحتفي بإسهامات المفكر والناقد الراحل الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي، أستاذ الأدب العربي بكلية الآداب، جامعة القاهرة، ومسيرته البارزة في دراسة الأدب الشعبي والأسطورة والسيرة العربية.
يتصدر العدد دراسة موسعة بعنوان "ميلاد البطل في السيرة الشعبية العربية" بقلم الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي، يتناول فيها لحظة ميلاد البطل في السيرة العربية بوصفها نقطة فاصلة بين مرحلتين: ما قبل الميلاد وما بعده. ويشير الحجاجي إلى أن هذه اللحظة تمثل التحول الحاسم في حياة البطل والجماعة التي ينتمي إليها، حيث يُعاد تشكيل الأحداث لتدور حول هذا البطل الذي يتسم غالبًا بولادة استثنائية أو ظروف فريدة تحيط بميلاده.
ويصنف الحجاجي أبطال السيرة بحسب ظروف ولادتهم إلى خمسة أنماط: من يولد بين أهله ولادة غريبة دون انزعاج، ومن يولد في ظروف تثير القلق والاغتراب، ومن يولد بعيدًا عن أهله، ومن يولد يتيمًا، ومن يجتمع لديه الغرابة واليُتم. ويرى أن هذه التنويعات تُمهد لرحلة البطل نحو الاندماج والاعتراف به قائدًا لجماعته.
العدد يتضمن أيضًا اثنتي عشرة شهادة مؤثرة كتبها تلاميذ ومحبو الدكتور الحجاجي، تكشف عن الجوانب الإنسانية والعلمية لشخصيته، وتُبرز علاقته الفريدة بتلاميذه وزملائه في الوسط الثقافي، والتي تشبه إلى حد كبير علاقة "الشيخ والمريد". من بين الشهادات نذكر شهادة ابنته حسناء شمس بعنوان "أبي"، وشهادة الدكتور سعيد المصري "العالم المتفرد"، وشهادة الناقد حسين حمودة "عن حضوره المشهود"، وغيرها من الأسماء اللامعة التي رافقته في رحلته الأكاديمية والثقافية.
ويحتوي العدد كذلك على نصين من روائع السرد الشعبي، هما: قصة "حرب أبو زيد الهلالي والزناتي خليفة" التي جمعها الدكتور خالد أبو الليل عن الشاعر الشعبي الراحل سيد الضوي، وقصة "رحلة المواليد" التي جمعها الباحثان أحمد ومحمد الليثي عن الشاعر عز الدين نصر الدين. ويبرز من خلالها أثر الدكتور الحجاجي في احتضان المواهب الشعبية وتقديمها إلى الواجهة الثقافية.
في قسم الدراسات، يقدم الدكتور سامي سليمان أحمد دراسة بعنوان "الحجاجي والإبحار في لُجة الهوية"، يناقش فيها مشروع الحجاجي النقدي القائم على استكشاف الهوية الثقافية العربية من خلال المسرح والأدب الشعبي. بينما يقدم الدكتور خيري دومة قراءة في كتاب "العرب وفن المسرح" للحجاجي، ويحلل فيه كيفية تشكل الأنواع الأدبية بالتوازي مع تطور الوعي الجمعي واحتياجات الجمهور.
ومن بين الدراسات اللافتة أيضًا، مقال بعنوان "الحجاجي: صانع الأسطورة ودارس السيرة" للدكتور خالد أبو الليل، يستعرض فيه مشروع الحجاجي في تحليل البناء الفني للسيرة الشعبية من خلال أعماله المهمة مثل "مولد البطل" و"النبوءة أو قدر البطل". ويكمل الباحث عبد الكريم الحجراوي هذه الرؤية في مقال "الأسطورة مشكاة الحجاجي ناقدًا ومبدعًا"، مبينًا كيف استخدم الحجاجي الأسطورة كأداة منهجية نقدية، وظّفها لتحليل الشعر والرواية والمسرح.
ويُختتم العدد بدراسة للباحث مصطفى القزاز عن كتاب الحجاجي "الأسطورة في المسرح المصري المعاصر"، باعتباره مرجعًا تأسيسيًا في نقد المسرح العربي، يربط بين الأداء المسرحي ومصادره الأسطورية في التراث المصري والعالمي.
بهذا العدد، تؤكد مجلة "الفنون الشعبية" على استمرار دورها الحيوي في توثيق التراث الثقافي غير المادي، وتقديمه برؤية علمية وإنسانية، متجاوزة حدود التوثيق إلى قراءة معمقة لبنية السرد الشعبي وتاريخه، من خلال تكريم أحد أبرز رواده، الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي.