فرضت العمليات العسكرية بين إيران وإسرائيل الكثير من السيناريوهات على المنطقة وبشكل خاص الخليج العربي الذي يأوي العديد من القواعد العسكرية الأمريكية، ما قد يضع دوله في حرج شديد رغم المواقف المعلنة والحيادية وإدانة العدوان الإسرائيلي والدعوة إلى التهدئة ووقف إطلاق النار.

هل تفرض العمليات العسكرية بين إسرائيل وإيران واقعا جديدا على دول الخليج وتحتم عليها ترك الحيادية والانحياز إلى أحد أطراف الصراع وهو ما يجعلها طرفا أصيلا في المعارك أو يبقى الخليج على مواقفه الثابتة ولا ينجر إلى تلك الأزمة؟
بداية يقول الخبير العسكري السعودي، اللواء عبد الله غانم القحطاني، ” بالنسبة للصراع القائم بين إسرائيل وإيران،أعتقد أن دول مجلس التعاون الخليجي موقفها حيادي إيجابي، وهو الدعوة إلى التهدئة وعدم الدخول أو إدخال المنطقة في أزمات جديدة، وهي تقدم النصح للجميع وعلاقاتها متوازنة وجيدة مع إيران ومجموعة الدول الست، وإسرائيل ليست صديق لا لمجلس التعاون الخليجي وليست حليف ولا بالتأثير الذي تؤثره دول مجلس التعاون الخليجي وإيران مجتمعه أو منفردة”.


وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: “لا أحد يستطيع إجبار مجلس التعاون أو الدول الخليجية لاتخاذ موقف ضد مصالحها الوطنية وضد مصالح شعوبها، وأيضا الداخل في هذه الدول متضامن مع القيادات، وهذه خاصية أو ميزة تنفرد بها هذه الدول دون جميع الدول العربية في المنطقة وهذا معروف”.

وتابع القحطاني: “القاعدة الشعبية في دول مجلس التعاون مع القيادات العليا في هذه الدول ولن تخرج عن الوحدة الوطنية في هذا الشأن”.
وأشار الخبير العسكري، إلى أن “الضغوط الخارجية لن تستجيب لها دول الخليج العربي الست، لأنها مُورست عليها ضغوط سابقة ولم تستجب لهذه الضغوط، ولم تدخل في تحالف الولايات المتحدة وأوروبا ضد الحوثي في اليمن، فيما يسمى تحالف (حارس الإزدهار) والثاني الأوروبي، ولم تستجب للدخول مع أحلاف أخرى ضد دول في المنطقة ولم تتنازل عن مواقفها الوطنية الثابتة التي تحقق مصالحها”.
وأكد القحطاني، أنه “مهما طالت الحرب أو مهما كانت نتائجها فدول مجلس التعاون الخليجي والمملكة العربية السعودية واضح جدا من مواقفها المُعلنة ومن تصريحاتها الدائمة، بأنها لن تدخل في هذا الصراع، بل إنها تدعو إلى وقف هذه الحرب بل إنها تدين الهجوم على إيران، هذا مثبت، وبالتالي لا اعتقد أن هناك ضغوط سوف تمارس بالمعنى، لأن المشكلة تقع بين جهتين عدائهم معروف و هما إسرائيل وإيران، والملف النووي الإيراني أصلا موقف دول مجلس التعاون الخليجي وخاصة المملكة، واضح ومعلن مسبقا، وبالتالي لا تغيير في المواقف إطلاقا”.

وأوضح الخبير العسكري، أن “المشكلة تكمن في تقدير المواقف من إيران ومن اسرائيل، هل لدى قيادة إيران المقدرة الحقيقية الصحيحة السليمة لتقدير الموقف وخطورته وهل لدى اسرائيل في المقابل تقدير موقف لما بعد تطور هذه الحرب والأزمات هذا هو السؤال..أعتقد أن الإسرائيليين لديهم تقدير موقف، لأنهم مدعومين بقوة دولية عظمى”.
وأردف، “أغلب دول العالم مع الأسف يدعمون إسرائيل قبل أن تعتدي أو قبل الحرب على إيران، إذا المشكلة هي في تقدير الموقف الإيراني، لأن لديها أمثلة ولدينا أمثلة في المنطقة لم تتألم منها كما أرى أنا شخصيا كمتابع، يعني سقط نظام صدام حسين وهو يكابر، آل الأسد زالو من سوريا وهم يكابرون و يغالطون ويتجبرون، وأيضا حدث مثل هذا الشيء في عدة دول أخرى ،المفروض أنهم يأخذوا منها عبرة، يعني حزب الله انتحر بنفسه وهو يحمل شعار الثورة الإيرانية وحماس انتحرت وهي تحمل راية إيران ومحورها ووحدة ساحاتها”.
وقال القحطاني: “لم يتبق إلا الرأس وهى طهران والتي عليها أن تقدر الأمور بمصداقية مع النفس وللتاريخ ولشعبه، إذا لم يقدروا الأمور كما ينبغي والموقف كما هو، وإلا فالكارثة ستحل مع الأسف وهو أمر ليس إيجابي للمنطقة ولا لإيران ولا للعالم واستقراره”.

من جانبه يقول د.مختار غباشي، الأمين العام لمركز الفارابي للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة، “مسألة إذا طالت المواجهات هل تظل دول الخليج على الحياد أم لا، دول الخليج الآن في ورطة تتمثل في وجود قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها ، تلك القواعد العسكرية الأمريكية سوف تكون في مهب الصواريخ الإيرانية إن دخلت الولايات المتحدة الأمريكية في الصراع صراحة أو بشكل مكشوف، أو أدركت إيران أن أمنها القومي في خطر، وأن هناك مُهدد كبير للدولة الإيرانية”.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: “إذا شعرت إيران بالخطر عند ذلك لن يكون أمامها سوى التدخل الصريح في هذا الصراع بمعنى تفجير المنطقة بشكل كبير، إيران لديها خطط وكشف بعدد القواعد العسكرية الأمريكية، وهناك من 40-50 ألف جندي من المارينز داخل هذه القواعد، وإيران في أكثر من حديث سابق قبل تفجر هذه الأوضاع ما بين إسرائيل وإيران، أعلنت بأن هذه القواعد ليست بعيدة عن مرمى الصواريخ الإيرانية إن احتدم الصراع بينهم”.
وأكد غباشي، “أن ضرب القواعد الأمريكية من جانب إيران سيكون له تأثير كبير وسلبي على دول الخليج، بجانب مضيق هرمز أو المضيق العربي، هذا المضيق إن استشعرت إيران تهديدا لأمنها بدرجة كبيرة أو توجيه ضربات إسرائيلية إلى مواقع الغاز والنفط الإيرانيين وتأثرا بشدة، لن يكون أمام إيران سوى إغلاق هذا المضيق، و إذا أغلق هذا المضيق معنى ذلك أن هناك تأثير كبير على حركة التجارة، خاصة تجارة النفط والغاز من الخليج إلى العالم الخارجي، وقد تتأثر أوضاع المنطقة بشكل مطلق”.
واختتم بالقول: “أنا أتصور أن القادم أسوأ في هذا الصراع وفي ظل تعافي إيران وبداية سياسة الردع مع الكيان الإسرائيلي، خاصة وأن ضرباتها أصبحت موجعة وبشدة في داخل إسرائيل”.

أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم محمد البديوي، اليوم الإثنين، تفعيل مركز إدارة الطوارئ، بعد احتدام المواجهات العسكرية بين إسرائيل وإيران، وتعرض عدد من المنشآت النووية لهجوم من جانب إسرائيل.
وعقد المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي، اجتماعا استثنائيا، اليوم الإثنين، عبر الدائرة التلفزيونية، ناقش خلالها تطورات الأوضاع في المنطقة، حسب ما أفادت وسائل إعلام خليجية.

ونقلت عن البديوي، قوله خلال الاجتماع: “شهدت المنطقة في الأيام الأخيرة تصعيدا بالغ الخطورة وغير مسبوق، بسبب هجمات قوات الاحتلال الإسرائيلي على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية والرد عليها من قبل إيران، ما زاد من حدة التوترات في الإقليم والمنطقة، وفتح الباب أمام سيناريوهات مبهمة ومقلقة، قوضت فرص المسارات السياسية”.
وأضاف: “كما أدى ذلك إلى توقف وانهيار جهود الحوار والدبلوماسية، الأمر الذي حدا بكل دول المجلس للتنديد بالعمليات العسكرية الإسرائيلية في حينها”.
وأشار البديوي إلى عدد من التداعيات والتحديات التي قد تواجه دول مجلس التعاون نتيجة هذه التطورات المتسارعة، ومنها “الآثار المترتبة على أي تصعيد قد يطول المنشآت النووية لما لها من آثار محتملة على البيئة الإقليمية والبنية التحتية الحيوية، بالإضافة إلى امتداد تلك الآثار على الجوانب الاقتصادية، وإمكانية تعطيل سلاسل الإمداد وحركة التجارة والطاقة، وتهديد سلامة الممرات المائية الحيوية”.
وقال: “في هذه الظروف الدقيقة، ومع ما قد ينجم عنها من تداعيات فنية وبيئية خطيرة نتيجة أي استهداف للمنشآت النووية، نؤكد أن الأمانة العامة لمجلس التعاون، وفي استجابة فورية تجسد وعيا دقيقا بخطورة الوضع الراهن، وتنفيذا مباشرا لتوجيهات وقرارات المجلس الأعلى في تعزيز منظومات الاستجابة للطوارئ، تم تفعيل مركز مجلس التعاون لإدارة حالات الطوارئ”.

وأضاف: “يأتي تفعيل المركز من أجل اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية اللازمة على المستويات البيئية والإشعاعية كافة، ومتابعة المؤشرات الفنية بدقة، وذلك بالتنسيق الكامل مع الجهات المختصة في الدول الأعضاء، وعبر منظومات الإنذار المبكر، مع إصدار التقارير الفنية فور توفرها، ونشر البيانات المتعلقة بها”.
وأشار البديوي إلى أن “المؤشرات الفنية حتى هذه اللحظة لا تزال ضمن النطاق الآمن، ولم يرصد ما يدعو للقلق، مع استمرار حالة الاستنفار الكامل، ضمانا لأعلى درجات الجاهزية، وترسيخا لليقظة المستمرة التي يتطلبها الموقف”.
وأكد البديوي أن “مجلس التعاون نشأ على قيم التضامن والعمل الجماعي، وظل يرى في الاستقرار دعامة أساسية لأمن شعوبه ومصالحها، ويواصل التزامه بتهدئة التوترات، وتمكين الحوار، ومنع الانزلاق إلى أي صراع يهدد استقرار الخليج والعالم”.
وشنت إسرائيل، فجر الجمعة الماضية، ضربات جوية مفاجئة ضد إيران في عملية أطلقت عليها اسم “الأسد الصاعد”، استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية، أهمها منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم.
وأدت الضربات إلى مقتل عدد من العلماء النوويين والقادة العسكريين البارزين والمسؤولين الإيرانيين، أبرزهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس أركان الجيش محمد باقري، وقائد القوات الجوية والفضائية في الحرس الثوري أمير علي حاجي زاده.

وردا على الهجمات الجوية التي شنتها إسرائيل ضد أهداف إيرانية، أعلنت إيران بدء عملية “الوعد الصادق 3” التي تضمنت قصف تل أبيب بمئات الصواريخ.
وأكد الحرس الثوري الإيراني أن العملية تضمنت قصف عشرات الأهداف والمواقع العسكرية في إسرائيل، ردًا على الهجوم الإسرائيلي واسع النطاق على إيران.

وكالة سبوتنيك

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: دول مجلس التعاون الخلیجی بین إسرائیل وإیران لمجلس التعاون فی المنطقة دول الخلیج فی هذا

إقرأ أيضاً:

كيف تشتري “إسرائيل” سكوت جمهورها وصمت العالم؟

 

 

في سؤال: لماذا يصمت الإسرائيلي، بل ويتعاطف مع جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها جيشه وحكومته ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة منذ زهاء السنتين، دون أن يتحرّك فيه ساكن سياسي أو إنساني، اللهم سوى مظاهرات ذوي الأسرى الإسرائيليين التي تقتصر فحوى شعاراتها وأهدافها على معاناة «الرهائن تحت القصف في أنفاق حماس»، دون الالتفات للفلسطينيين الواقعين «عراة» تحت القصف الإسرائيلي المباشر بعد أن دُمّرت بيوتهم، يُقتلون ويُهجّرون ويُجَوّعون حتى الموت.
في هذا السؤال، كان جوابنا التلقائي أننا أمام مجتمع استيطاني استعماري تتوحّد فيه مصالح المستعمرين الأفراد بمصالح السلطة المستعمِرة، ويستفيدون جميعًا من عدوانيتها وتوسّعها واستيطانها وحروبها، من خلال التشارك في غنائمها ومغانمها ومردوداتها الاقتصاديّة والسياسيّة، ويزداد هذا التوحّد كلّما استشعر هذا المجتمع المزيد من الخطر على مشروعهم الاستعماري المُربح الذي يسمّونه «خطرًا وجوديًّا».
وهم، على عكس المجتمع الأميركي الذي تحوّل بعد مرور مئات السنين على استيطانه الاستعماري إلى مجتمع «طبيعي»، ولذلك رأيناه يخرج في مظاهرات عارمة مُندّدة بالحرب الإجراميّة التي خاضتها بلاده على فيتنام، ونراه اليوم يخرج، أسوة بغيره من المجتمعات الغربيّة، لِيُندّد بحرب الإبادة على غزّة، فإنهم لم يتحوّلوا إلى مجتمع طبيعي، لأن الصراع على مشروعهم الاستعماري لم يُحسم مثلما حدث هناك، لسببين: الأول يرتبط بطبيعة هذا المشروع المختلفة، والثاني يرتبط بطبيعة السكّان الأصليّين والمقاومة العنيدة للشعب الفلسطيني المتواصلة منذ مئة عام وأكثر.
وفي سياق الاستفادة الماديّة العينيّة من حرب الإبادة على غزّة، والتي تُسهم في كتم أصوات هذا المجتمع واصطفافه الأعمى وراء حكومته اليمينيّة الدينيّة المتطرّفة، تساعدنا مقالة كتبها المؤرخ آدم راز، وعالم الاجتماع آساف بوند، على فهم هذه العلاقة المركّبة وإدراك بعض ديناميكيّاتها الداخليّة، حيث يكشف المقال أنّ الدولة تدفع لجندي الاحتياط، لقاء كلّ شهر «تطوّع» في الخدمة العسكريّة في غزّة، 29 ألف شيكل، وهو مبلغ يُنافس، كما يقول الكاتبان، الأجر اليومي للعاملين في مجال «الهايتك»، الذين يحظون بالأجر الأعلى في سوق العمل الإسرائيلي.
هذا الأجر المرتفع، برأي الكاتبين، هو ليس لقاء الحصول على قوّة عمل عسكريّة لتنفيذ سياستها فقط، بل لقاء الحصول على أمر آخر لا يقلّ قيمة: يتمثّل بالشراكة وكسب الدعم والمصداقيّة الواسعة للحرب، إذ إنّ «عملة» خدمة الاحتياط تلك تخلق منظومة مصالح يقع في شباكها جمهور يتّسع باطّراد، الأمر الذي يجعل جندي الاحتياط، الذي يحظى بعشرات آلاف الشواقل شهريًّا، لا ينتقد الحرب، وأن تتحوّل عائلته وأصدقاؤه وزملاؤه إلى شركاء غير مباشرين في «المشروع الحربي»… ويصمتوا عن انتقاد هذه السياسة وتداعياتها.
أمّا في سؤال صمت العالم على الإبادة الجماعيّة للشعب الفلسطيني، ومواصلته توفير الغطاء والدعم اللازم لاستمرارها على مدى السنتين الماضيتين، فجوابنا كان دائمًا أننا أمام منظومة استعماريّة تقودها أميركا، تعتبر إسرائيل ذراعها الضارب وقاعدة ارتكاز لها في المنطقة العربيّة، وهي لهذا السبب تواصل دعمها لها في كلّ الأحوال، حتى حين ترتكب جرائم ضدّ الإنسانيّة وحرب إبادة.
في هذا السياق أيضًا، خاض الباحث في الشأن العسكري الإسرائيلي يغيل ليفي، في مقال نشرته «هآرتس»، في تفاصيل التدخّل أو عدم التدخّل الدولي لدى تعرّض شعب من الشعوب لحرب إبادة، فأشار إلى مسؤوليّة المجتمع الدولي في منع الإبادة الجماعيّة، وجرائم الحرب، والجرائم ضدّ الإنسانيّة، والتطهير العرقي، في حال فشلت الحكومة المحليّة في منعها، وذلك باستعمال الوسائل الدبلوماسيّة والإنسانيّة وغيرها لحماية الجماعة التي تتعرّض لمثل هذه الجرائم، بما فيها فرض العقوبات الاقتصاديّة واستعمال القوّة العسكريّة.
ليفي يعطي أكثر من مثال على التدخّل الدولي عسكريًّا لمنع «الإبادة الجماعيّة»، أو ما كان يُعتقد أنّه «إبادة جماعيّة»، أحدثها في 2011م بعد اتخاذ قرار في مجلس الأمن باستخدام القوّة العسكريّة ضدّ ليبيا، بادّعاء حماية سكّانها من «جرائم» حكومتها، وكلّنا يذكر كيف قصفت طائرات الناتو العاصمة طرابلس وأطاحت بنظام القذافي.
والمثال الثاني في 1999م، عندما تجاوز حلف «الناتو» مجلس الأمن، وشنّت قوّاته غارات جويّة على صربيا لمنع «التطهير العرقي» ضدّ الألبان في كوسوفو، هذا علمًا أنّ عدد القتلى الألبان، كما يقول، بلغ عشية شنّ هذه الهجمات 2000 مدني فقط، مقابل أكثر من 50 ألف قتيل مدني، و350 ألف جريح، ومليوني مهجّر في غزّة، وهي أعداد كافية وجديرة بأن تجعل زعماء الناتو ورئيس الولايات المتحدة يلقون خطبًا ناريّة حول المسؤوليّة الأخلاقيّة للحلف، ويُذكّروا بالمحرقة النازيّة.
لكن في حالة إسرائيل، فإنّه ما من مسؤول غربي قد يفكّر بتدبير أقلّ من ذلك بكثير، مثل فرض حظر جويّ عليها أو نشر قوّات دوليّة لفضّ الاشتباك في غزّة، ليس لأنّ إسرائيل تحظى بحماية الولايات المتحدة فقط، كما يقول، بل لأنّها تُعتبر جزءًا من العالم الغربي، وجزءًا من «الجدار الحديدي» في وجه العالم الإسلامي، ويجب أن تكون محلّ شفقة بسبب صدمة السابع من أكتوبر والتداعيات التي تثيرها ذكرى المحرقة.
لهذه الأسباب، ستبقى الدول الغربيّة تواصل التفرّج على الجوع، والخراب، والقتل، والاقتلاع، وعلى أطفال غزّة الذين يُدفنون وتُدفن معهم الهويّة الأخلاقيّة الإسرائيليّة، دون أن تُحرّك ساكنًا.
كاتب فلسطيني

مقالات مشابهة

  • كيف تشتري “إسرائيل” سكوت جمهورها وصمت العالم؟
  • “التعاون الإسلامي”: قرار إعادة احتلال غزة تصعيد خطير في مسلسل جرائم الإبادة الجماعية
  • بعد إعدام “الجاسوس النووي”.. إيران تكشف عن تفاصيل صادمة وتبث اعترافاته (فيديو)
  • نهوض جيل “زيد” في السودان.. شباب ينتفض ويحول رماد الحرب لإنجاز عبر منصات التواصل الاجتماعي
  • الصحة السورية تبحث مع منظمة “أطباء بلا حدود” سبل تعزيز التعاون في المجال الصحي
  • وفد “بريدج” يصل إلى سيئول ويبحث فرص التعاون الإعلامي والتكنولوجي بين الإمارات وكوريا
  • تعزيز التعاون مع “شلمبرجير” لتطوير القطاع النفطي الليبي
  • “شراكات واتفاقيات” .. والي نهر النيل يستقبل السفير التركي بالسودان
  • “أكسيونا ليفينغ آند كالتشر” تُعيّن ليفيك نائبًا للرئيس لمنطقة الشرق الأوسط
  • “الأرصاد”: رياح نشطة وموجة حارة على المنطقة الشرقية