سيدي افني: للأسف لاجديد يذكر بل هناك فقط قديم يعاد
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
تعيش مدينة سيدي إفني مؤخرا على إيقاع متزايد من الرتابة وذلك مشخص في مجموعة من النقط المطروحة بالواحهة منها متعلقة بالصحة والنقل وكذا بنية تحتية تتحرك ببطء كتحرك سلحفاة بدينة عجوز عمرت لسنوات دون فائدة.
جولة مطولة للموقع بالمدينة أول أمس كشف المستور بعد آخر زيارة كانت قبل ثلاث سنوات ،حيث لازال الوضع على حاله دون أي جديد يذكر في الميدان إلا ما سبق وخلفه المجلس البلدي والاقليمي السابقين من طرق وإنارة وحدائق وبنية تحتية بدأت تتآكل للأسف بفعل عوامل عديدة نظرا ربما لغياب ميزانيات الإصلاح والتتبع او ربما لعدم اكتراث بعض من يهمهم الأمر بشكل مباشر.
هذا فابستثناء بعض* التطبيل*!!!غير مفهوم والمبرر، ومعه طريق حديث يؤدي لشاطىء “كاصبانيا” ومعه إنارة لشارع حي الودادية وكذا طريق مزفت مؤدي للشيخ سيدي عبدالله إفني تحت إشراف المجلس الإقليمي الحالي. فلا جديد إذن يرى بالعين المجردة لكل زوار المدينة .حيث لا تجشير حديث ولا ورود ولا أزهار في الممرات لتستقبلك بمدخل المدينة مثلا ولا أفكار حديثة توضع على أرض الواقع ولا حتى مصباح “فارو” اصبح هو ايضا للأسف لا يضيء حتى نفسه ومحيطه ولا ولا …فباستثناء بعض الأفكار المنسوبة، حسب قول الساكنة المحلية، للسلطة المحلية والمنبعثة من مقر باشوية وعمالة المدينة،ضمنها كورنيش المدينة وكذا بعض النقط المتفرقة بعاصمة ايت بعمران العتيدة والعنيدة. فلا جديد إذن يذكر بل هناك فقط قديم يعاد.
ابن المنطقة الأستاذ والزميل شباطي عبدالرحيم
المصدر: مملكة بريس
كلمات دلالية: السلطات المحلية جنوب المغرب سيدي افني
إقرأ أيضاً:
نجوع، ثم نُقتل.. لم يعد هناك أمل للفلسطينيين
ترجمة: بدر بن خميس الظفري
كانت والدته واحدة من عشرات الفلسطينيين الذين قتلوا خلال الأيام الأخيرة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات، التابعة لما يُعرف بـ «مؤسسة غزة الإنسانية»، والمدعومة من الولايات المتحدة.
في الأول من يونيو، قُتل أكثر من 30 فلسطينيًا. وفي الثاني من يونيو، قتل 3. وفي الثالث من يونيو قتل 27. ثم قتل 4 في الثامن من يونيو، وقتل 17 في العاشر من يونيو، و60 في الحادي عشر من يونيو.
بات واضحًا أن الجوع في غزة لم يكن مجرد نتيجة للعدوان، بل سلاحا متعمدا يُستخدم لإضعاف السكان والسيطرة عليهم.
حين بدأت المساعدات الأمريكية تصل، ظنّ الناس أن بصيص أمل قد لاح في الأفق، وأن المجاعة القاتلة ربما تخف حدّتها. لكن هذه الآمال سرعان ما انهارت. تحولت نقاط توزيع الغذاء إلى مصائد موت.
في نقطة نتساريم تحديدا، سار الناس الضعفاء من الجوع لمسافات طويلة تجاوزت 15 كيلومترًا على الرمال الحارقة. وحين وصلوا، وجدوا حواجز تمنعهم من الدخول، فدخلوا فردا فردا. ثم حشروا في منطقة محاطة بأسلاك شائكة، وطرحت صناديق المواد الغذائية على الأرض بطريقة عشوائية، ما أدى إلى هرج ومرج؛ كأنك تلقي بلحم نيئ إلى قفص مليء بالأسود الجائعة.
لا أحد راعى الأرامل، أو المصابين، أو كبار السن. كلّ من استطاع أن يخطف شيئًا فعله، وغالبًا ما كانوا يبحثون عن الطحين؛ لأنه أصبح خارج متناول اليد من شدة الغلاء. ثم، ودون سابق إنذار، بدأت الدبابات بالاقتراب من الأسوار وفتحت نيرانها على الحشود، بلا تمييز بين طفل وشيخ.
فرّ الناس مذعورين، بعضهم يحمل القليل مما تمكن من التقاطه، وآخرون يهربون فارغي الأيدي. كانوا يرون من يسقط حولهم، لكن لا أحد يستطيع التوقف؛ لأن التوقف يعني الموت.
نجا بعضهم. سمعت جاري يعود بعد أربع ساعات من الغياب. كان ينادي أطفاله: «بابا، بابا، جبتلكم خبز! جبتلكم سكر»!
نظرت من النافذة ورأيت أولاده يحتضنونه ويصرخون فرحًا. كان يرتدي قميصًا داخليًا فقط، وقد ربط قميصه الخارجي على ظهره ليحمل فيه القليل من المساعدات التي تمكّن من جمعها.
الناس يائسون. الناس جوعى. نحن لسنا متوحشين، ولسنا عنيفين. نحن بشر نحافظ على كرامتنا، ونقدّرها أكثر من أي شيء. لكن الجوع الذي نواجهه الآن لا يوصف.
الطعام حق، لا رفاهية. ومع ذلك، نحن نعيش مجاعة حقيقية. الأسواق غالية جدا، الطرقات مليئة بالمسلحين الذين يسرقون المعونات من الأضعف، ثم يبيعها التجار بأسعار باهظة.
في المقابل، كان نظام المساعدات التابع لوكالة الأونروا أكثر تنظيمًا وإنسانية. كان والدي، وهو معلم في مدارس الأونروا، يشارك في توزيع بطاقات الطعام والمساعدات للناس. كان التوزيع يتم عبر معلمين وجيران معروفين، وتحت حماية محلية. الأهم من ذلك: كانت الكرامة محفوظة.
النظام كان يقسم العائلات بحسب الحجم، وتُوزع المساعدات شهريًا عبر كوبونات: دقيق وغاز وسكر وزيت وغيرها. لم يكن الطعام وفيرًا، لكنه كان كافيًا لسدّ الرمق.
أما اليوم، فنحن نتضور جوعا. هذه ليست مساعدات إنسانية. بل إهانة علنية، مغطاة بشعارات «الإنقاذ». كل ما تبقى لنا الآن هو الإذلال، والموت البطيء.
إسراء أبو قمر كاتبة فلسطينية مقيمة في غزة
عن الجارديان البريطانية