العميد طارق صالح يتفقد أحوال المواطنين في ريف المخا وموزع
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
زار العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي- رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، عدداً من المناطق في ريف المخا وموزع غربي محافظة تعز؛ للاطلاع على أحوال المواطنين والمزارعين.
واستمع العميد طارق صالح إلى شرح من المزارعين عن أنشطتهم الزراعية والمشاكل التي تواجههم، مؤكداً دعمه لهم، وحاثاً إياهم على استغلال موسم الأمطار واستصلاح وزراعة المزيد من الأراضي لتعزيز الإنتاج الزراعي في الأراضي الخصبة.
كما وقف على حجم الأضرار التي لحقت بأحد الجسور، جراء الحرب الحوثية الغاشمة.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
فيصل محمد صالح: مثقف خلف البندقية التدميرية!
*في مقال بعنوان “مفكرون ومثقفون خلف البندقية”، كتب الصحفي ووزير الإعلام السابق فيصل محمد صالح عن ما اعتبره “أخطر الآثار” التي لحقت، جراء الحرب، بما أسماه “الكتلة المدنية الديمقراطية التاريخية”. وقد عرّف هذه الكتلة بأنها تضم ناشطين سياسيين، ومثقفين، ونقابيين، ومبدعين، قال إن أبرز ما يميزهم هو الدفاع عن الديمقراطية، والعمل السلمي، ورفض الحرب. وكما سنرى لم يكن فيصل محمد صالح مجرد مراقب موضوعي، بل كان مهندساً في صياغة سردية منحازة، تجرّد الجيش من دوره الوطني في الدفاع عن الدولة. وإن بقيت الميليشيا خلف بندقية التدمير، فقد بقي فيصل خلف الجزء الرئيسي من سرديتها!
1/ قال إن هذه الكتلة تعرضت لاستقطابات: (انقسم جزء واتجه رأساً لتأييد الحرب ودعم الجيش بصفته رمز الدولة، وفيهم من قضى عمره ينادي بتحطيم الدولة ويؤيد العمل المسلح ضدها):
* اعتبر أن دعم الجيش يعني “تأييد الحرب”.
* عبارته عن “من قضى عمره ينادي بتحطيم الدولة ويؤيد العمل المسلح ضدها” تتعاكس بوضوح مع زعمه بأن هذه الكتلة كانت دوماً “رافضة للحرب” وأنها كانت تُتهم بالعمالة والخيانة بسبب رفضها للحرب.
* جعل المعيار هو الاتساق مع المواقف السابقة “تأييد العمل المسلح لتحطيم الدولة” لا الاتساق مع واقع العدوان الحالي.
* حوى هذا القول ما يشبه التوبيخ الضمني على التحول من خطاب تحطيم الدولة إلى خطاب الدفاع عنها،
2/ يقول: (وقرر آخرون تأجيل معارضتهم للحلول العسكرية والموقف من الحكم العسكري الشمولي لحين القضاء على ميليشيا الدعم السريع، ثم سيعودون لمعارضة الحكم العسكري بكل سهولة ويسر، بينما أبسط أدبياتهم السابقة كانت تقول إن العسكر يبدأون الحروب ويطيلون أمدها لاكتساب الشرعية المفتقدة):
* صوَّر مقاومة تدمير الدولة بأنه دعم “للحلول العسكرية”. وصور الجيش “كصانع حروب تاريخي”
* أظهر استياءه من تأجيل بعض القوى المدنية لمعارضة الحكومة والجيش في ظرف الحرب التي تهدف لتحطيم الدولة.
* سخر من فكرة العودة إلى المعارضة “بكل سهولة ويسر” بعد نهاية الحرب، وتجاهل منطق ترتيب الأولويات الوطنية عند من لهم موقف ضد السلطة القائمة وضد العدوان الأجنبي.
* أغفل أن الحياد تجاه الميليشيا هو نفسه “تأجيل” للموقف اللازم تجاه مشروع هدم الدولة المدعوم من الخارج.
3/ قال: (نظر آخرون لقوات الدعم السريع على أنها البندقية التي ستهدم الدولة القديمة وتعيد رسم توازن القوى لمصلحة القوى الجديدة، وأنها بندقية مقاتلة بلا مشروع سياسي، ومن السهل الركوب على ظهرها للوصول للسلطة، وفيهم كتاب ومفكرون ومثقفون قرأوا التاريخ ودروسه وحللوه):
* تحدث عن هدم الدولة القديمة. بلهجة تقريرية باردة، دون توصيف سلبي.
* لم يعتبر دعم الميليشيا “تأييداً للحرب”، رغم أن حرب الميليشيا تدميرية ومدارة من الخارج.
* لم يقدم أي تحليل لمخاطر الموقف الذي يراه مجرد “ركوب على ظهر البندقية” واكتفى “بالتلميح” بأن دروس التاريخ لا تدعم هذا الموقف.
* أغفل أن بندقية الميليشيا ليست بلا مشروع، بل بمشروع سلطوي أجنبي/أسري.
* رغم أن فيصل اعترف سابقاً بأن الميليشيا احتلت بيته ونهبت سيارته كان هو من أكثر المثقفين طعناً في المطالبة بإخلاء المنازل وفق إعلان جدة، حيث وصفها بأنها “قراءة غير منطقية وساذجة ومتعسفة” للإعلان، لأن “الدعم السريع لم يُهزَم”، وطالب “بإعادة تفسير” إعلان جدة لكي لا يعني الإخلاء الفوري، ولكي يرهن الإخلاء “بقوات فصل بين الطرفين”!
4/ رغم محاولته التظاهر بالحياد والتحليل الموضوعي، فإن الميليشيا قد خرجت من مقال فيصل بعدة مكاسب تجعله مثقفاً خلف سرديتها:
* لأنه قسًَم داعمي الجيش ــ من هذه الكتلة التي يتحدث عنها ــ إلى فئتين، خصص لكل منهما انتقادات، وتحدث عن فئة واحدة داعمة للميليشيا.
* تجنب تحديد موقع تحالف “تقدم” ضمن التصنيفات الثلاثة، وترك الباب موارباً لوضعها في موقع الحياد.
* ساوى بين مشروع هدم الدولة الذي تتبناه الميليشيا، ومقاومته التي يتولاها الجيش، من حيث الإدانة، وهي مساواة تخدم الميليشيا.
* تجاهل تماماً الموقف الشعبي العريض الرافض للميليشيا، وتأثيره على كثير من السياسيين.
* ولم يخرج الجيش من مقاله بشيء سوى الإقرار البارد بأن الميليشيا تريد تحطيم الدولة القديمة، وهو ما لا تنكره الميليشيا أصلاً. وهو أيضاً ما لا يعترف بشرعية مقاومته!
*وهكذا كما رأينا استخدم فيصل “المربع الأيديولوحي” بمكوناته الأربع لصالح الميليشيا: ( الإبراز: أبرز الجيش كصانع حروب تاريخي )، ( الحذف: حذف العدوان الأجنبي لينزع الشرعية عن مقاومة الميليشيا )، ( التضخيم: ضخم المآخذ على داعمي الجيش )، (التصغير: قلل من خطر الميليشيا كصاحبة مشروع سلطوي مرتبط بالخارج، إلى مجرد جماعة بلا مشروع تهدف إلى هدم الدولة القديمة، كمشروع “تغيير”، وفيصل نفسه ليس بعيداً عن فكرته المبدئية مع اختلاف الوسيلة) ولذلك كان خطابه نموذجاً للموضوعية المتكلَّفة غير الصادقة، ورغم اجتهاده لم يفلح في إخراج نفسه من زمرة المثقفين خلف الميليشيا، بل موضع نفسه في قلب متبني الجزء المهم من سرديتها!
إبراهيم عثمان