في ظل التصعيد الإقليمي المتواصل بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران، ووسط أجواء توتر غير مسبوقة على خلفية الهجمات المتبادلة بين الطرفين، تتعالى في الداخل الإسرائيلي الأصوات التي تدعو إلى استثمار الإنجازات العسكرية الأخيرة في إيران لتحقيق مكاسب سياسية طويلة الأمد، بدل الاكتفاء بانتصارات ميدانية مؤقتة.

وفي هذا السياق، نشرت صحيفة هآرتس العبرية مقالاً تحليلياً للجنرال المتقاعد وعضو الكنيست السابق يائير غولان، تناول فيه رؤية نقدية لنهج الحكومة الإسرائيلية، ودعا فيه إلى ضرورة تحويل القوة العسكرية إلى إنجاز سياسي دائم يضمن أمن واستقرار إسرائيل في السنوات القادمة.



وحذر الجنرال الإسرائيلي من أن الانتصار العسكري النادر الذي حققته إسرائيل في الهجوم الأخير ضد البنية التحتية النووية الإيرانية، قد لا يُترجم إلى مكسب استراتيجي طويل الأمد إذا لم يُتبَع بخطوة سياسية مدروسة.

وقال غولان، الذي شغل مناصب عسكرية وأمنية رفيعة، إن "الهجوم الإسرائيلي الأخير مثل عملية معقدة ودقيقة نفذت بتنسيق استخباري عالي المستوى"، مضيفاً أن إسرائيل أظهرت تفوقاً تكنولوجياً تملكه دول قليلة فقط في العالم، لكنه تابع: "هذا إنجاز عسكري وليس سياسياً"، محذراً من أن تفويت فرصة استثمار اللحظة الراهنة قد يكرر أخطاء الماضي.


وأكد الكاتب أن الهدف ليس إسقاط النظام الإيراني أو تدمير كامل البرنامج النووي، معتبراً أن مثل هذه التطلعات "غير واقعية"، وقد تدفع إيران إلى الرد بوسائل أكثر عناداً وتطوير برنامج نووي أكثر تحصيناً، مستشهداً بالحرب الإيرانية العراقية (1980-1988) التي صمد خلالها النظام رغم الخسائر الفادحة.

ودعا غولان القيادة الإسرائيلية إلى استغلال اللحظة الحالية، حيث ما زالت إسرائيل تحتفظ بزخم التفوق، من أجل إطلاق مبادرة سياسية تفضي إلى اتفاق نووي جديد، "يكون أقوى وأدق من اتفاق 2015، لكنه يرتكز عليه"، مضيفاً أن المطلوب اتفاق يقوم على الردع المتبادل والرقابة المشددة، وليس على الإذلال السياسي.

كما شدد على ضرورة بناء جبهة إقليمية تضم "الدول المعتدلة" مثل الولايات المتحدة، مصر، الأردن، السعودية، الإمارات وإسرائيل، من أجل مواجهة ما وصفه بـ"محور الشر الإيراني"، مؤكداً أن "القيادة الإسرائيلية مطالبة الآن بإفساح المجال للرؤية الإستراتيجية لتحل محل التكتيك العسكري".


وفي نهاية مقاله، انتقل غولان إلى انتقاد السياسة الإسرائيلية في غزة، متسائلاً: "إذا كانت لدينا هذه القدرات ضد إيران، فلماذا لم نحرر الرهائن في غزة أو نقضي على حماس؟". وأجاب بأن الأمر "ليس عسكرياً بل سياسياً"، محملاً الائتلاف الحاكم مسؤولية تعطيل القرار الأمني بسبب حسابات داخلية.

واختتم مقاله بالتأكيد على أن "القوة وسيلة وليست غاية، والزعامة الحقيقية تقاس بقدرتها على تحويل الإنجازات العسكرية إلى واقع إقليمي أكثر استقراراً وأمناً"، معتبراً أن هذه هي الفرصة لضمان مستقبل إسرائيل كقوة إقليمية تقود، لا فقط ترد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال إيران مصر السعودية إيران مصر السعودية الاحتلال جنرال إسرائيلي صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

هل ستحتل إسرائيل قطاع غزة بأكمله؟.. محلل عسكري إسرائيلي يجيب

سلطت صحيفة عبرية، الضوء على التقارير التي تحدثت عن توجه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لإقرار خطط عسكرية لاحتلال قطاع غزة بشكل كامل، من أجل تحقيق أهداف الحرب وتحديدا فيما يتعلق بالقضاء على حركة حماس.

وتساءلت صحيفة "معاريف" العبرية في مقال للمحلل العسكري آفي أشكنازي: "هل ستحتل إسرائيل قطاع غزة بأكمله؟"، مضيفة أنه "يبدو أنها لن تفعل ذلك في المستقبل القريب".

وأوضح أشكنازي في المقال الذي ترجمته "عربي21"، أنّه "وفقا للمؤشرات الحالية، سيناقش المجلس المصغر الخطة التي أعدها الجيش الإسرائيلي، والتي تتضمن تطويق مدينة غزة والمعسكرات المركزية، مع استخدام نيران مكثفة وتنفيذ غارات برية على المناطق".

وبيّن أن "الخطة التي أعدتها القيادة الجنوبية وشعبة العمليات تعتمد على وجود معظم قوات الجيش في وسط قطاع غزة"، منوها إلى أن "الجيش قطع معظم شبكة أنفاق حماس الاستراتيجية التي كانت تربط مناطق مختلفة بالقطاع".



ولفت إلى أنّ "آخر نفق دمره الجيش الإسرائيلي كان الأسبوع الماضي في بيت حانون، وهو نفق يربط مناطق بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا شمال غزة"، منوها في الوقت ذاته إلى أن "الجيش دمر أيضا ثلاثة أنفاق استراتيجية في جنوب القطاع، وتحديدا بمنطقة خانيونس ورفح".

وأكد أشكنازي أن "خطط الجيش الإسرائيلي تتضمن شن سلسلة هجمات على مواقع لحماس في وسط القطاع ومدينة غزة، وسيتولى سلاح الجو معظم العمليات الأولية، بينما تقود الفرقة 99 المنتشرة حاليا في وسط القطاع الغارات".

وشدد على أن "رئيس الأركان المقدم إيال زامير يعارض احتلال القطاع بشكل كامل في هذه المرحلة، ويفضل خطة فرض الحصار وسحق قوات حماس في مدينة غزة ومعسكرات وسط القطاع"، مضيفا أن "الجيش يعتقد أنه بهذه الطريقة يُقلل من احتمالية إيذاء الأسرى والقوات المُناورة".



ونقل المحلل الإسرائيلي عن مصدر عسكري يعلق على الخطة التي سيقدمها رئيس قسم العمليات اللواء إيتسيك كوهين وقائد المنطقة الجنوبية اللواء ينايف آسور للمجلس المصغر، قائلا: "نريد من مقاتلي الجيش أن يطاردوا الإرهابيين لا أن يُطارَدوا"، وفق تعبيره.

وأشارت "معاريف" إلى أن وزير الجيش يسرائيل كاتس زار الثلاثاء قطاع غزة، والتقى بقادة الجيش، وأعرب عن دعمه لخطط الجيش الإسرائيلي لمواصلة القتال، وامتنع خلال زيارته عن التصريح بـ"احتلال غزة"، بل انحاز إلى رؤية قيادة المؤسسة الأمنية.

وجاء في بيان صادر عن مكتب كاتس: "صاغ وزير الجيش موقفه بشأن الخطوات الأمنية والسياسية التي يجب على إسرائيل اتخاذها لضمان تحقيق أهداف الحرب، وسينقلها إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ثم إلى وزراء الحكومة".

وتابع: "هزيمة حماس في غزة، مع تهيئة الظروف لعودة المختطفين، هما الهدفان الرئيسيان للحرب في غزة، وعلينا اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتحقيقهما".

مقالات مشابهة

  • الجيل: احتلال غزة إفلاس سياسي واستمرار لانتهاكات وإجرام إسرائيل
  • جنرال إسرائيلي متقاعد: نتنياهو يجر الجيش إلى حفرة أعمق.. حماس تملك زمام المبادرة
  • “ذا إيكونوميست”: الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر الحروب تدميراً في التاريخ الحديث
  • مدى قدرة جيش إسرائيل على بسط سيطرة كاملة في غزة؟.. محلل إسرائيلي يوضح
  • بدعم من السعودية والإمارات.. لحج تغرق في صراعات قبلية جديدة
  • جنرال إسرائيلي سابق: نحتل غزة بالفعل ونرفض تغيير النظام هناك
  • غولان يدعو إلى مظاهرات ضد نتنياهو وشل الاقتصاد الإسرائيلي
  • هل ستحتل إسرائيل قطاع غزة بأكمله؟.. محلل عسكري إسرائيلي يجيب
  • إيران تعدم شخصا مدانا بالتجسس لصالح إسرائيل
  • روسيا تُحذر إيران من هجوم عسكري (أمريكي-إسرائيلي) قريب .. تفاصيل