المتحف الوطني يحتضن معرض الأسلوب الروسي الفني الجديد
تاريخ النشر: 20th, June 2025 GMT
((عمان)): افتتح المتحف الوطني معرضًا بعنوان "الأسلوب الروسي الفني الجديد" الذي يستضيفه بالتعاون مع متحف الإرميتاج الحكومي، تحت رعاية معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، في إطار "المواسم الثقافية الروسية"، ويستمر حتى الثاني من نوفمبر العام الجاري.
ويُسلّط المعرض الضوء على الحياة الثقافية للإمبراطورية الروسية خلال العقود الممتدة من ثمانينيات القرن التاسع عشر وحتى العقد الثاني من القرن العشرين الميلاديين، فقد شهد "الأسلوب الروسي"، الذي ظهر قبل ذلك بعدة عقود، موجة جديدة من الشعبية والاهتمام.
تجلّت سمات هذا الأسلوب المتجدد في عمارة مدن مثل سانت بطرسبورغ وموسكو، في مدن الأقاليم وبلدانها الإقليمية، إلى جانب الأعمال الفنية والتشكيلية، والنحت، والحرف اليدوية التي ازدهرت في عهد الإمبراطورين الأخرين، ألكسندر الثالث ونيكولاي الثاني.
وأفاد سعادة جمال بن حسن الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني، في كلمة ألقاها خلال حفل الافتتاح، أن تدشين هذا المعرض يأتي ضمن سلسلة الفعاليات الثقافية للمواسم الثقافية الروسية في سياق من التفاعلات المستمرة مع المؤسسات الثقافية والمتحفية في روسيا الاتحادية لتعزيز أصر التعاون الثقافي والمتحفي، كان أحدثُها تدشين الموقع الإلكتروني للمتحف الوطني باللغة الروسية.
مضيفا بأن العمل جارٍ على عدد من المشاريع والفعاليات المشتركة مع وزارة الثقافة الروسية لاستضافة المواسم الموسيقية في بيت الجريزة في أكتوبر من العام الجاري، والتعاون مع متحف تريتيكوف الحكومي لتنظيم معرض رواد الفن التشكيلي العُماني، في إطار الدبلوماسية الثقافية، وسيكون هناك تعاون مع متاحف كرملين موسكو لإقامة معرض روسيا القيصرية والشرق، فضلا عن تدشين ركن الإصدارات العُمانية في كل من: جامعة الشيشان الحكومية ومكتبة روسيا الوطنية في إطار الاحتفاء بمناسبة (40) عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية".
من جانبه قال سعادة أوليغ فلاديميروفيتش ليفين، سفير روسيا الاتحادية المعتمد لدى سلطنة عُمان في كلمته إن المعرض يُسلط الضوء على حقبة من الثقافة الروسية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين المعروفة باسم ذروة "النمط الروسي"، التي تعكس تنوع تقاليد الإمبراطورية الروسية، والمتجسدة في الفن والعمارة والحياة اليومية. وأضاف أن هذا المعرض يمثل خطوة مهمة في تعزيز الحوار الثقافي بين روسيا الاتحادية وسلطنة عُمان فهو يُظهر كيف يمكن للفن والتقاليد أن يكونا جسراً بين الشعوب في سبيل الحفاظ على التراث الثقافي العالمي.
وتم خلال الحفل عرض كلمة البروفيسور الدكتور ميخائيل بيتروفسكي، مدير متحف الإرميتاج الحكومي، وعضو مجلس أمناء المتحف الوطني، وعبر عن سروره بافتتاح معرض "الأسلوب الروسي الفني الجديد" الذي يقدم حكاية لتطور الثقافة الروسية من ثمانينيات القرن التاسع عشر وحتى العقد الثاني من القرن العشرين الميلاديين، قدم فيها نماذج رائعة من الفنون التطبيقية والأزياء التنكرية التاريخية التي استخدمت في الحفلات التنكرية في البلاط الروسي، كما أشار إلى افتتاح المعرض الثاني ضمن مبادرة ركن متحف الإرميتاج الحكومي بعنوان "هدايا أمراء بخارى وخانات آسيا الوسطى للبلاط القيصري الروسي"، وفي انتظار افتتاح المعرض الجديد في "قاعة عُمان" بمتحف الإرميتاج الحكومي.
وتتضمن المعروضات قطعًا قُدّمت كهدايا إلى أباطرة من فئات اجتماعية مختلفة داخل الإمبراطورية، مثل الصحون التذكارية، وأوعية الملح، والمراوح اليدوية، وقد عكست هذه القطع، كما لو كانت مرآة، لمفهوم وحدة القيصر والكنيسة والشعب، وهي الثلاثية الأيديولوجية الرسمية التي أرست دعائمها الدولة الروسية منذ الثلث الأول من القرن التاسع عشر الميلادي.
ومن بين هذه المعروضات، صحن تقديم فضي قُدّم للإمبراطور ألكسندر الثالث والإمبراطورة ماريا فيودوروفنا من رجال النفط في شبه جزيرة أبشرون خلال زيارتهما لمنطقة القوقاز عام(1888م)، وقد صُنع على الطراز الروسي في مصنع المجوهرات الشهير "إيفان خليبنيكوف". كما يضم المعرض مملحة فضية بغطاء قُدّمت إلى الإمبراطور نيكولاي الثاني أثناء عودته من رحلته الشرقية بين عامي (1890-1891م)، وصُنعت في مصنع "بافل أوفشينّيكوف" الشهير بموسكو، وقُدّمها له حرفيو منطقة جنوب الأورال.
وتشمل المعروضات أيضًا مروحة من دانتيل فولوغدا مغزولة على البكرات، تحمل الحرف "M" منقوشًا على بطانة من الساتان الأصفر، موضوعة داخل علبة خشبية، وتعود ملكيتها للإمبراطورة ماريا فيودوروفنا، ومؤرخة بعام (1883م). كما تُعرض لوحة لامرأة شابة ترتدي زيًا روسيا تقليديًا يظهر فيه غطاء الرأس المعروف باسم "الكوكوشنيك"، بريشة الفنانة صوفيا يونكر-كرامسكايا، تعود إلى مطلع القرن العشرين الميلادي.
ومن بين أبرز المعروضات أزياء تنكرية كانت تُرتدى في حفلات تنكرية مستوحاة من الأسلوب الروسي، لاقت رواجًا واسعًا في تلك الفترة. صمّم هذه الأزياء نُخبة من الخياطين في مشاغل العواصم خصيصًا لأفراد الأسرة الإمبراطورية وأوساط النبلاء. وقد أُقيمت مثل هذه الاحتفالات في منازل متواضعة للمواطنين العاديين، كما في قصور مترفة للنبلاء الروس، وفي قاعات استأجرتها المؤسسات الخيرية لليلة واحدة، وفي مقار ملكية فخمة تابعة للدوقات الكبار أو القيصر نفسه. وخلال هذه الحفلات التنكرية، التي كانت الأزياء عنصرها المحوري، تجلّت عظمة البلاط الإمبراطوري الروسي في أبهى صورها.
ويتضمن هذا المعرض عددًا من أزياء أفراد أسرة "يوسوبوف" النبيلة، الذين اشتهروا بتنظيم الحفلات التنكرية والكرنفالات التاريخية في مدينة سانت بطرسبورغ، وكانوا من أبرز رموز هذا التقليد. ومن بين أبرز المحطات التاريخية، الحفل التنكري الباذخ لعام (1903م) الذي أُقيم في قصر الشتاء، ويُعد أشهر حفلة تنكرية ملكية بأسلوب روسي لما أحدثه من صدى واسع بين الجمهور، مجسدًا هيبة وعظمة سلالة "رومانوف". وتُعد الأزياء الفاخرة التي ارتدتها الدوقة الكبرى "كسينيا ألكساندروفنا"، شقيقة "نيكولاي الثاني"، مثالاً بليغًا على الأسلوب الروسي المتجدد في أزياء أوائل القرن العشرين الميلادي من حيث التصميم والتفصيل واختيار الخامات ومستوى الحرفية.
الجدير بالذكر أن المتحف الوطني افتتح في مطلع شهر فبراير من هذا العام المعرض الثاني ضمن مبادرة ركن متحف الإرميتاج الحكومي بعنوان "هدايا أمراء بخارى وخانات آسيا الوسطى للبلاط القيصري الروسي"، وذلك بوصفه أولى فعاليات "المواسم الثقافية الروسية" في سلطنة عُمان. ويركز المعرض على الروابط العميقة والممتدة بين روسيا وشعوب الشرق، مع تسليط الضوء على الهدايا الفريدة التي قدمها حكام الشرق للبلاط القيصري الروسي.
وبلغ عدد زوار المعرض الثاني ضمن مبادرة "قاعة عُمان" الذي افتتحه المتحف الوطني في متحف الإرميتاج الحكومي بعنوان "الإمبراطورية العُمانية بين آسيا وأفريقيا" 414 ألفًا و481 زائرًا خلال الفترة من ديسمبر 2023م إلى يناير 2025م، ما يعكس اهتمام الزوار بمكنونات التراث الثقافي لعُمان.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: القرن التاسع عشر روسیا الاتحادیة المتحف الوطنی القرن العشرین معرض ا
إقرأ أيضاً:
ثقافة أسيوط تشارك فى افتتاح معرض الفنون التشكيلية للأطفال
شارك قصر ثقافة أسيوط فى افتتاح معرض الفنون التشكيلية للأطفال، والذي نظمه لفيف من الفنانين الموهوبين من طلاب مدارس سمارت، وذلك في أجواء احتفالية تعكس الاهتمام المتزايد برعاية الفنون وتنمية قدرات الأجيال الجديدة
وياتى تنظيم المعرض تحت رعاية الدكتور احمد فؤاد هنو وزير الثقافة، واللواء خالد اللبان رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة والدكتور جمال عبدالناصر مدير عام الإقليم، وخالد خليل مدير عام فرع ثقافة أسيوط، والدكتورة صفاء حمدان مدير قصر ثقافة أسيوط
ويضم المعرض مجموعة متميزة من الأعمال الفنية التي تنوعت ما بين الرسم والتلوين والتصوير التشكيلي، حيث أظهر الأطفال مواهبهم الفريدة ورؤاهم الفنية التي عكست وعيًا جماليًا وثقافيًا لافتًا، وقد جاءت الأعمال معبرة عن موضوعات متنوعة، جمعت بين الخيال والواقع، ولامست قضايا بيئية وثقافية واجتماعية من منظور الطفولة.
وجاء ذلك بحضور الدكتور جمال عبدالناصر مدير عام إقليم وسط الصعيد الثقافى وخالد خليل المدير العام لفرع ثقافة أسيوطة وسماح حلمى مدير المدرسة وعدد من الفنانين التشكيليين وأولياء الأمور، بالإضافة إلى مسؤولي الثقافة والتعليم بالمحافظة، الذين أشادوا بجودة الأعمال وروح الابتكار التي ظهرت جليّة في معروضات الأطفال. واعتبر كثير من الحاضرين هذا المعرض بمثابة منصة لاكتشاف ورعاية طاقات فنية واعدة، من شأنها أن تساهم مستقبلًا في إثراء الحركة الفنية المصرية
ويأتي هذا النشاط ضمن خطة الهيئة العامة لقصور الثقافة في دعم المدارس المتميزة مثل مدارس سمارت، التي تجمع بين التعليم العلمي والأنشطة الإبداعية، بما يخلق جيلًا متكاملًا يجمع بين العقل والتعبير الفني. وقد عبر الأطفال المشاركون عن سعادتهم بهذه الفرصة التي أتاحت لهم عرض إبداعاتهم أمام الجمهور، مما يعزز ثقتهم بأنفسهم ويحفزهم على مواصلة مسيرتهم الفنية.