لجريدة عمان:
2025-06-20@21:56:02 GMT

تفاصيل..

تاريخ النشر: 20th, June 2025 GMT

هل تهمنا التفاصيل؟ نعم، تهمنا التفاصيل، هل جميعنا يسعى لمزيد من التفاصيل، سواء يعنيه الأمر، أو لا يعنيه؟ نعم، الجميع يسعى إلى ذلك، كنوع من «الحشرية» أليست التفاصيل مزعجة؟ بلى، في كثير منها مزعجة إلى درجة القلق، وقد نعاتب أنفسنا، على أننا ذهبنا بعيدا للحصول على تفاصيل لموضوع ما، ما كان ينبغي أن نسعى إلى معرفتها أكثر، وفي كل ما ورد أعلاه لا أذهب إلى المعرفة العلمية التي تتطلب الكثير من التفاصيل، بل الحرص على البحث عن التفاصيل لتحقيق المنهج المعلمي في البحث.

يقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم..) ــ 101 المائدة ــ وهذا ما يؤكد أن الذهاب في البحث عن التفاصيل، قد يجر إلى كثير من المتاعب، والهموم، وليس فقط في جانبه الآخر، وهو الحصول على معرفة أكثر وضوحا، أو تيقنا، وسواء ذلك يحصل لرغبة الشخص عن التحقق عن موضوع عام «يهم المجموع» أو موضوع خاص، فكلا الأمرين يذهبان إلى جلب المتاعب النفسية، أكثر من الاطمئنان على الحقيقة، لأن الدائرة المتاحة للفرد أن يهتم في حدود دائرته المغلقة فقط، وليس متاحا له الولوج إلى دوائر الآخرين.

ولذلك فالتعامل مع العموميات، ربما، أكثر راحة للبال، والخروج من مأزق الوقوع في المتاعب النفسية، والفكرة ذاتها تذهب إلى النهي عن البحث عن تفاصيل الآخرين من خلال التجسس عليهم، وتكوين صورا نمطية تختزنها الذاكرة، لتستجلبها في مواقف معينة، فتبني عليها قرارات وقناعات، يكون في أغلبها خاطئة، أو الحصول على معلومات، ربما تجاوزت فترتها الزمنية،

ومع ذلك يسعى الفرد الذي حصل عليها على استخدامها كورقة ضغط «لي ذراع» لما يسعى إلى تحقيقه من الطرف الآخر، فهذه كلها أساليب ملتوية تجر الكثير من المتاعب « في نهاية الأمر» على الطرفين، وهذا ليس من الحكمة في شيء، وليس من أسس العلاقات بين الأفراد، التي يجب أن تبنى على الصدق، وعلى الاطمئنان، وقد جاء في النهج النبوي على صاحبه أفضل صلاة وسلام: «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن. قيل: من يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه» فالتربص بالآخر، لا يحدث إلا عندما يكون أحد الطرفين يملك أوراقا، يرى فيها ورقة ضغط على الآخر، فينزل نفسه منزلة المبتز لكي يحقق ما يريد.

يلعب كثير من الناس لعبة اصطياد التفاصيل، وقد تكون حالة نفسية متأصلة في نفوسهم، ليس فقط للإساءة إلى الآخر، وهي إحدى الوظائف لهذا الاصطياد، ولكن كنوع من المباهاة أمام الآخرين، وخاصة في المجالس العامة حيث يمسك أحدهم بزمام المجلس ليبدأ في نثر المعلومات، والأقاويل، عن فلان من الناس خاصة إذا كان هذا الفلان من الناس بينه وبين المتحدث المصطاد لتفاصيله عداوة ما أو موقف أخل بطرفي العلاقة لظرف ما، أو عدم تحقيق خدمة، أو رغبة جامحة لأمر ما،

هنا تعرض التفاصيل المهمة وغير المهمة على «الحضرة» فتنتشر من خلالها الأقاويل والإشاعات عن الناس، وفي مثل هذه المواقف، هناك من يمعن الإساءة أكثر، ولربما يراكم مع المعلومات المتداولة، معلومات أكثر، وقد تكون غير واقعية، ولعل وسائل التواصل الاجتماعي اليوم بيئة خصبة لذلك، والناس متماهون فيها بقصد وبغير قصد، مع أن محصلة ذلك خطيرة جدا، ليس فقط، في اللحظة الراهنة للأشخاص، ولكن لأننا مسائلون عن ذلك حيث سنحاسب على مثقال ذرة، إن كان خيرا فخير، وإن كان شرا فشر، فهل هناك من عاقل لا يعي مسؤولية عواقب التفاصيل؟

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

قانون الإيجار القديم من «شقة زمان» إلى «عدّاد زمنى» لإنهاء العقود.. التفاصيل س&ج

بعد سنوات من الجدل، يعود قانون الإيجار القديم إلى الواجهة بمشروع تعديل يهدف لإنهاء العقود الممتدة وتنظيم العلاقة بين المالك والمستأجر بشكل عادل ومتوازن، التعديلات الجديدة تمس حياة ملايين المواطنين، وتطرح تساؤلات كثيرة حول مصير العقود القديمة، وحقوق المستأجرين، وتعويضات الدولة، ويقدم اليوم السابع في التقرير التالي كل الأسئلة التي تشغل بال المواطن سواء المالك أو المستأجر بشأن قانون الايجار القديم الجديد :

س: ما الهدف من تعديل قانون الإيجار القديم؟
ج: القانون يسعى لحل أزمة الإيجارات القديمة بشكل عادل، وتنظيم العلاقة بين المالك والمستأجر، خاصة بعد حكم المحكمة الدستورية الأخير.

س: هل ستنتهي عقود الإيجار القديمة تلقائيًا؟
ج: نعم، العقود السكنية ستنتهي بعد 7 سنوات من تطبيق القانون، أما العقود غير السكنية (محال – أنشطة تجارية) فستنتهي بعد 5 سنوات، ما لم يتم اتفاق جديد بين الطرفين.

س: هل هناك زيادات في الإيجار قبل إنهاء العقود؟
ج: نعم، الإيجار سيرتفع تدريجيًا حسب المنطقة:
• المناطق المتميزة: حتى 20 ضعفًا.
• المتوسطة: حتى 15 ضعفًا.
• الاقتصادية: حتى 12.5 ضعفًا.
• المحال التجارية: 5 أضعاف.
مع زيادة سنوية 15%.

س: هل يحق للدولة إخلاء الشقة؟ ومتى؟
ج: يحق للمالك رفع دعوى طرد في حالتين:
1. ترك المستأجر العين أكثر من سنة دون سبب.
2. امتلاك المستأجر لوحدة سكنية أخرى صالحة للسكن.

س: هل يحق للمستأجر الحصول على شقة بديلة؟
ج: نعم، يتيح القانون للمستأجر أو من امتد إليه العقد تقديم طلب للحصول على وحدة بديلة من الدولة بنظام الإيجار أو التمليك، بشرط تسليم الوحدة القديمة، مع أولوية للفئات الأولى بالرعاية.

س: ما مصير القوانين القديمة المنظمة للإيجارات؟
ج: سيتم إلغاء القوانين أرقام 49 لسنة 1977، و136 لسنة 1981، و6 لسنة 1997، بعد مرور 7 سنوات من بدء تنفيذ القانون الجديد.

س: كيف سيتم تحديد القيمة الإيجارية الجديدة؟
ج: وفقًا لمعايير محددة، منها:
• الموقع الجغرافي وطبيعة الشوارع.
• نوع البناء ومساحة الوحدة.
• المرافق المتصلة.
• وسائل النقل والخدمات العامة.
• القيمة الإيجارية للعقارات في المنطقة (وفق قانون الضريبة العقارية).

س: هل هناك لجان مختصة بتقييم هذه المعايير؟
ج: نعم، وسيصدر رئيس الوزراء قرارات بتنظيم عمل هذه اللجان، التي تنهي عملها خلال 3 أشهر (قابلة للتمديد مرة واحدة)، ويُعلن القرار في الوقائع المصرية.

س: متى يبدأ تطبيق القانون؟
ج: من اليوم التالي لنشره في الجريدة الرسمية.


 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • برج الدلو حظك اليوم السبت 21 يونيو 2025.. احترم حرية الآخر
  • الحوثيون يعلنون قبولهم بفتح طريق "عقبة القنذع" في شبوة
  • صنعاء تعلن فتح طريق “عقبة القنذع” الحيوي بين محافظتي البيضاء وشبوة
  • صنعاء تعلن عن مبادرة من طرف واحد لفتح طريق عقبة القنذع وتدعو الطرف الآخر لتأمين عملية إصلاح أضرار الحرب 
  • قناة الأهلي تطلب استثناءً من "الأعلى للإعلام.. التفاصيل
  • قرار قضائي بقضية نجل الفنان محمد رمضان.. «التفاصيل»
  • قانون الإيجار القديم من «شقة زمان» إلى «عدّاد زمنى» لإنهاء العقود.. التفاصيل س&ج
  • استشهاد 12 فلسطيني وإصابة أكثر من 100 آخرين.. تفاصيل
  • جامعة الحدود الشمالية تنشر أكثر من 6000 ورقة علمية ضمن شبكة العلوم لعام 2025