اعتراف إسرائيلي: العدوان على إيران يعود لـ24 عاما من التحضيرات العسكرية
تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT
نشرت صحيفة "معاريف" العبرية، مقالا، للكاتب تسور شيزاف، جاء فيه أنّه: "في خضمّ الضجّة المثارة حول العدوان الاسرائيلي على إيران، وتصدّر رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، للحملة التي نفّذها الموساد وسلاح الجو، تم نسيان الاسمين اللذين بادرا بتنفيذها، ومكّنا لها، وهما أريئيل شارون رئيس الحكومة الراحل، ومائير داغان رئيس الموساد الأسبق".
وأكّد شيزاف، في مقال ترجمته "عربي21" أنّ: "رئيس الموساد بين 2002 و2011، هو الذي بدأ الحرب الخفية في إيران، ونشر شبكاته عالية الفعالية في جميع أنحائها، وحفّزه ودفعه للاستعداد ليوم اتّخاذ قرار الهجوم، ما يؤكّد أن الهجوم الجاري على إيران لم يتم في يوم، أو أسبوع، أو شهر، أو عام".
وتابع: "في هذه الحالة، استغرق إنشاء البنية التحتية 24 عامًا على الأقل، وهنا يمكن الإشارة إلى داغان، وليس نتنياهو وغيره من القادة السياسيين المحتالين الذين يضغطون على أزرار قوية لإنقاذ أنفسهم من المستنقعات السياسية".
وأبرز: "من الصعب أن نفكر في فيلم "أكشن" ينجح دون التفكير والتخطيط لمجموعة من الإجراءات المحددة، وإدخال العملاء، ودمجهم داخل السكان الإيرانيين، وإنشاء النسيج المحلي، وإدخال الموارد، وتجميعها على مدى سنوات، والحفاظ على حجاب من السرّية، والتنفيذ المثالي من قبل أفراد الميدان على الأرض، وفي الجو، وفي البحر، وعلى الأرض".
وأشار إلى أنّ: "الهجوم الجاري أثبت أنّ القواعد الإسرائيلية حول إيران أكدت فعاليتها، فالقوات البحرية في البحر الأحمر، والقوات البرية في الدول المجاورة للحدود الإيرانية، وفي الصحاري الإيرانية نفسها، كما أن استمرار الهجمات الإسرائيلية يشير لوجود قواعد جوية إسرائيلية في البحر الأحمر تعمل على تقصير المدى، وتُمكّن من تنفيذ هجمات طويلة ومتواصلة".
وأردف بأنّ: "الدرس المستفاد من العملية الأميركية الفاشلة أواخر السبعينيات، والقدرات التي تم توجيهها نحو إيران واليمن في 2024، تجعل إيران وغيرها من بلدان المنطقة بين البحر الأحمر والبحر الأسود، عرضة للعمليات الإسرائيلية، كما أن قطع رؤوس قادة الأمن والعلماء يشكل إشارة أن القوى المحلية تحاول خلق انقلاب، أو ثورة داخل المجتمع".
"الضربة التي تعرضت لها تبريز في الجولة الثانية من الهجمات هي إشارة للمدينة التي تضم عدداً لا بأس به من الأقليات المعادية للنظام في إيران من الأذربيجانيين، والمسيحيين، والأكراد، الذين يشكلون الأغلبية في شمال شرق البلاد، ويشكل البلوش الأغلبية في جنوب شرقها" بحسب المقال نفسه الذي ترجمته "عربي21".
وأضاف: "الاحتلال لديه تقليد يتمثل بمهاجمة المنشآت النووية لدى جيرانها وأعدائها، ففي 1981، أمر مناحيم بيغين بمهاجمة منشأة تموز بالعراق، وفي 2007 أمر إيهود أولمرت بتدمير المنشأة في سوريا، أما الآن، فهذه العملية المعقدة، لأنه ليس مؤكدا أن الظروف والمخاطر هي نفسها".
واسترسل: "كان العراق آنذاك في حرب مريرة مع إيران، ولم يكن بوسعه الانتقام من دولة الاحتلال، وسوريا كانت ضعيفة وهشّة، وبدون دعم دولي خارجي، بينما إيران دولة مسلحة ذات قدرات، ولكن لم يتم تدميرها".
وأشار إلى أنّ: "روسيا والصين تعتبران من الموردين لمنتجات مختلفة لإيران، فالصين تشكّل جزءاً مهماً من إمداداتها من الطاقة، وهذا السبب الذي يجعل الاحتلال يتجنب مهاجمة محطة الوقود الكبيرة والضعيفة لديها، حتى لا تشعل النار في الخليج بأكمله، وتتسبب في نقص النفط والغاز الطبيعي في العالم".
وأكد أنّ: "أي نجاح إسرائيلي ضد إيران سيعني أن الأكراد في شمال شرقها، الجالسين على الحدود التركية، يمكنهم تشكيل تحالف مع أشقائهم الأتراك والعراقيين، ما يعني أن قدرات سلاح الجو الإسرائيلي لا تختفي عن أعين الأتراك، وسيعمل جهازهم الاستخباراتي على تعميق بحثه عن الشبكات الإسرائيلية العاملة في تركيا".
واستدرك: "في حين أن تراجع إيران لن يسمح بالهيمنة الإسرائيلية فحسب، بل سيسمح أيضاً بتعزيز القوة التركية التي تستمر، وقد تؤدي لمسار تصادمي مع دولة الاحتلال".
وأوضح أنّ: "الحروب الأبدية هي استراتيجية خطيرة، ولم يتمكن الاحتلال حتى الآن من استكمال أو إغلاق أي من الجبهات التي يواجهها، لأسباب سياسية تتعلق باستدامة الحكومة الحالية بشكل رئيسي، والجبهات هي لبنان وسوريا وغزة، فيما تستمر الاستراتيجية الإسرائيلية لمنع الهدوء".
وختم بالقول: "بعد أن أدّى تدخلنا في لبنان عام 1982 لطرد منظمة التحرير، وصعود حزب الله، الذي خضنا معه صراعا لمدة 43 عاماً، فهذا يعني أننا سنبدأ مواجهة مباشرة لمدة 43 عامًا أخرى مع عدو جديد، وبالتالي سندفع ثمن ذلك لسنوات عديدة قادمة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية إيران الاحتلال سوريا لبنان إيران سوريا لبنان غزة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ليبيا تستعيد حضورها في قمة المحيطات في نيس… لكن ما الذي ينتظر صياديها؟
في ميناء مدينة الخمس يجلس فرج عبدالصادق على حافة قاربه الخشبي القديم بعد رحلة صيد طويلة بدأت مع أولى ساعات الصباح. لم تكن الحصيلة وفيرة هذه المرة، بضع سمكات صغيرة وعدة زجاجات بلاستيكية عالقة في شباكه المهترئة.
يجلس فرج على حافة قاربه الخشبي، يمد ساقيه في المياه الضحلة، وينظر إلى البحر الذي كان يومًا مصدر أمل وتحول اليوم إلى عبء يومي. “نشتغل أكثر ونصطاد أقل. تعب البحر صار مثل تعبنا، بلا نتيجة”، يقولها بنبرة هادئة تخفي غضبة الصامت.
فرج، البالغ من العمر 46 عامًا، لا يخفي خيبته من السنوات الأخيرة التي شهدت تدهورًا حادًا في الثروة السمكية قبالة السواحل الليبية. يقول: “أنا في البحر من عمري عشرين سنة، ولكن ما عمري شفت الوضع بهذا السوء. الأسماك قلّت، والجرافات تصيد بعمق ولم تترك شي، والنفايات في كل مكان”.
غير بعيد عن فرج، كان الصياد الشاب محمد سويسي، 29 عامًا، ينقل صناديق فارغة من قاربه إلى الرصيف. سُئل عن محصول يومه فأجاب مبتسمًا بسخرية: “محصولي؟ خيطان ممزقة وسمك لم يسد فطور طفل”.
وأشار بيده نحو البحر قائلاً: “كنا نصطاد هناك. اليوم هذا المكان ميت. أنواع كثيرة اختفت تمامًا”.
وبينما يعيش الصيادون في ليبيا هذا الواقع المتدهور يوميًا، كانت أنظار العالم البيئي تتجه إلى مدينة نيس الفرنسية، حيث انطلقت في 9 يونيو 2025 فعاليات قمة الأمم المتحدة الثالثة للمحيطات، بمشاركة أكثر من 15 ألف شخص، بينهم 55 رئيس دولة وحكومة.
و رغم أن ليبيا تمتلك أكثر من 1900 كيلومتر من السواحل على البحر المتوسط، إلا أن بنيتها التحتية البحرية تكاد تكون معدومة.
لا توجد محميات بحرية فعلية، ولا مرافئ مجهزة لدعم قطاع الصيد، ولا حتى برامج حكومية مستدامة لحماية الشعاب المرجانية أو لتنظيم الصيد. بينما تعتمد مجتمعات كاملة على البحر كمصدر دخل، يُترك الصيادون وحدهم في مواجهة التدهور البيئي.
حضور رمزيلأول مرة منذ سنوات، سجلت ليبيا حضورًا رسميًا على هذا المستوى، بوفد رفيع ضم رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ووزير البيئة إبراهيم العربي. حضور بدأ مهمًا من حيث الشكل، لكنه لم يترجم إلى مضمون فعلي، بحسب المراقبين.
الخبير البيئي التونسي بسام إبراهيم، الذي حضر القمة ضمن الوفد التونسي قال لقناة ليبيا الأحرار،: “تابعت الوفود العربية والأجنبية، لاحظت حركة كثيفة من الجزائر، مصر، المغرب، وحتى موريتانيا. أما الوفد الليبي، فكان حضوره بروتوكوليًا لا أكثر. لم يُنظم جلسات نقاشية، لم يعلن عن شراكات، وغادر في اليوم الثاني بصمت”.
وأضاف إبراهيم: “أمضيت ساعات أبحث عن جلسة أو عرض أو حتى كتيب يتضمن رؤية بيئية ليبية. لم أجد. حتى التصريحات كانت محدودة وعامة، ولا تُغني المختصين بشيء يمكن البناء عليه دراسات حقيقية وكان مقعد ليبيا في كل الجلسات شاغرا”.
ورغم هذا الغياب عن المبادرات النوعية، خصّ رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي قناة ليبيا الأحرار بمقابلة، قال فيها: “طلبنا من ممثلي اليونسكو والاتحاد الأوروبي القيام بزيارات ميدانية إلى السواحل الليبية بهدف إعادة تفعيل الدراسات البيئية التي توقفت منذ أكثر من عشر سنوات”. وأضاف أن ليبيا تأمل بالحصول على دعم فني من أجل إعداد خارطة بيئية شاملة.
لكن التصريح، رغم أهميته الرمزية، لم يتضمّن أي جدول زمني أو خطة تنفيذ، ما جعله في نظر كثيرين مجرد وعد آخر غير مُنجز.
غزو بلاستيكيمن جانبه، قال القائم بالأعمال الليبي في باريس، فتحي أميمة، في تصريح لموفد قناة “ليبيا الأحرار”، بعد تمثيله للدولة الليبية في قمة إفريقيا من أجل المحيط، إن حماية المحيطات والبحار من التلوث الناتج عن النفايات البلاستيكية والصيد الجائر أصبحت ضرورة ملحّة، لما لهذه الظواهر من تأثيرات بيئية تهدد الحياة البشرية.
وأوضح أن المحيطات تولد نحو نصف كمية الأكسجين على كوكب الأرض، وتلعب دوراً محورياً في استقرار المناخ العالمي، حيث تعتمد الحياة على الأرض بشكل غير مباشر على هذا التوازن الحيوي. كما أشار إلى أن ما يزيد عن 80% من التجارة العالمية تمر عبر المحيطات والبحار، في وقت يُتوقع أن تتجاوز كمية البلاستيك في المياه حجم الأسماك خلال العقود القادمة، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة.
بدوره، اعتبر الخبير البيئي عبدالمجيد مليطان مشاركة ليبيا في القمة خطوة رمزية لا أكثر، قائلاً: “ما جرى في نيس لم يتجاوز الحضور الشكلي. البحر لا تُنقذه المناسبات، بل السياسات الفعلية، والقرارات الجريئة، وبرامج الحماية والمحميات البحرية”. وأضاف: “ما تبقى من الحياة البحرية في ليبيا يتلاشى بوتيرة مقلقة، ونحن نقترب من نقطة لا عودة إذا استمر هذا الإهمال”.
وتابع: “المسألة ليست مجرد سمك أو ماء، بل مجتمعات بأكملها تعيش على البحر. الصياد اليوم لا يملك بديلاً، والبحر يُنهب أمام عينيه، دون رقابة أو محاسبة أو قوانين مُطبقة. نحن أمام كارثة بيئية صامتة”.
مبادرة 30×30ويشير الخبراء إلى أن ليبيا متأخرة كثيرًا عن جيرانها في الانضمام إلى المبادرات البيئية الدولية. فبينما تعمل تونس ومصر بجدية لتنفيذ التزام “30×30” العالمي، الذي يهدف لحماية 30% من المناطق الساحلية والبحرية بحلول 2030، لم تعلن ليبيا عن أي رؤية مشابهة أو حتى خطة أولية.
في قمة نيس، تمحورت النقاشات حول قضايا الصيد غير القانوني، والتلوث البحري، وتغير المناخ، وشهدت القمة طرح مبادرات من عدة دول تهدف إلى حماية النظم البيئية البحرية، وتنظيم عمليات الصيد، ووضع خرائط للمحميات البحرية. في المقابل، غابت ليبيا كليًا عن هذه الجهود، دون طرح أي رؤية أو التزام واضح يعكس مسؤوليتها كدولة متوسطية.
في الخمس، لا تعني فرج عبدالصادق تفاصيل المؤتمرات أو البيانات الرسمية، فكل ما يريده هو دعم حقيقي. يقول: “نحن نشتري الشباك من جيوبنا، ونصلّح القوارب بالديون. البحر لم يعد يعيلنا، وكل شيء أصبح غاليًا بشكل لا يُطاق. نريد فقط أن تنظر الدولة إلى حالنا”.
ويعتقد السويسي أن الأمل يكمن في إشراك الصيادين في اتخاذ القرار. “نحن نعرف البحر أكثر من أي مسؤول في مكتب. نستطيع أن نعيد له الحياة… فقط أعطونا الوسائل”.
ورغم إحباطه، لا يُخفي السويسي أمله بأن تكون هذه المشاركة، ولو رمزية، بداية لتحرك فعلي. ويختتم بقوله: “إذا كانت هناك نية حقيقية، فليبدأوا منّا. نحن نعرف البحر، ونعرف كيف نعيد له عافيته… فقط استمعوا إلينا”.
ومع نهاية النهار، تنخفض الشمس نحو الأفق، ويستعد الصيادون لطيّ شباكهم ليوم آخر لا يعدهم بالكثير.
تم إعداد هذه المادة ضمن زمالة قمة الأمم المتحدة للمحيطات 2025 بتنظيم من شبكة صحافة الأرض التابعة لمنظمة “إنترنيوز”
إسلام الأطرش – نيس، فرنسا Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0