الثورة نت:
2025-08-09@06:44:36 GMT

أميركا وروسيا والصين… وإيران

تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT

 

لدى أميركا أسباب عديدة للعداء مع إيران، وفي طليعتها اليوم موقف إيران العدائي الجذري من كيان الاحتلال ودعمها المبدئي لحركات المقاومة، وتقارب واشنطن الملف النووي الإيراني في إحدى زواياه من هذا المنطلق، كذلك هناك الهوية الاستقلالية الصارمة للنظام السياسي الحاكم في إيران، ونجاحه في بناء دولة متطورة على الصعيد الصناعي والتقني رغم الحصار والعقوبات من جانب دول الغرب، بحيث باتت الرقم الصعب في معادلات المنطقة ومثالاً على الفارق بين الدول التي تتمسك باستقلالها وتلك التي تخضع للمشيئة الأميركية، لكن في العداء الأميركي لإيران جانب حيوي يتصل بتحديات دولية كبرى تتصل بتراجع مكانة أميركا العالمية والخشية من تشكل مركز آسيوي صاعد تمثل إيران نقطة التقاطع الجيواستراتيجي فيه بين روسيا والصين.

وبمقدار ما يمثل ضرب الصعود الإيراني مصدر قوة لكيان الاحتلال ومنحه مكانة القوة القيادية في المنطقة، يمثل تخلصاً من نموذج استقلالي تنموي صاعد، لكنه يمثل إطاحة كاملة بكل فرص تحول الصين وروسيا إلى قوتين لهما طابع عالمي ومكانة دولية عظمى، لأن إسقاط إيران يعني عزل روسيا وتحويلها إلى مجرد قوة إقليمية في أقصى الشمال، وعزل الصين وتحويلها قوة إقليمية في أقصى الشرق، بحيث يبدو واضحاً أنه بدون إيران لا مستقبل لنظام عالميّ جديد متعدّد الأقطاب، فقد منحتها الجغرافيا صفة لا يملكها سواها هي موقع قلب الشرق.

عندما طوّر الأميركيون ومن خلالهم حلف الناتو مصطلح الحزام الشمالي، كانوا يقصدون إيران ومن حولها تركيا وباكستان، كقوس يضمّ دولاً كبرى إقليمياً وسكانياً وجغرافياً واقتصادياً وعسكرياً تشكل حاجزاً يمنع الصين وروسيا من الوصول إلى الخليج والبحر المتوسط، وشكلت خسارة أميركا لإيران بعد الثورة الإسلامية سبباً لانهيار هذا الحزام الجيواستراتيجيّ، بل أكثر من ذلك سبباً لإعادة تموضع تركيا الواقعة بين إيران وروسيا بما يتيح إقامة توازن بين مصالحها وسياساتها كعضو في حلف الناتو وبين مقتضيات الجغرافيا السياسية والاقتصادية، بحيث إن الافتراق حول سورية لم يدفع تركيا للابتعاد عن روسيا وإيران ولا دفع بهما إلى ذلك، أما باكستان الواقعة بين الصين وإيران فقد تأثرت بالمتغيّرات من حولها وباتت أقرب لجسر صينيّ إيرانيّ منها لدولة تدور في الفلك الأميركي، وإذا لم يكن إسقاط إيران سبباً لاستعادة الحزام الشمالي، فإن الخشية من فوالق التقسيم بعد سقوط إيران وامتدادها نحو تركيا وباكستان سوف يدفع بهما إلى التقرّب أكثر من أميركا و”إسرائيل”

روسيا والصين ليستا بوارد الدخول على خط الحرب إلى جانب إيران، سواء بقيت حرباً إسرائيلية إيرانية أو تحوّلت إلى حرب أميركية إسرائيلية على إيران، لكن روسيا والصين تدركان أهمية إيران وموقعها ودورها، وتدركان حجم الخسارة المترتبة على ترك واشنطن وتل أبيب تستفردان بتدمير قدراتها.

إن الحديث هنا يدور عن دولة كاملة المواصفات عضو في الأمم المتحدة كاملة الشرعيّة، وصاحبة قدرات استثنائيّة، تربطها بكل من روسيا والصين معاهدات تعاون استراتيجي ومن ضمنها أشكال للتعاون الدفاعيّ، فهل يمكن أن تكتفي روسيا والصين بموقف يدعو لخفض التصعيد، وإبداء الرئيس فلاديمير بوتين الاستعداد للوساطة؟

إيران تقاتل بالنيابة عن كل قوى التحرر والحرية والاستقلال، وهي دولة عظمى قادرة على الصمود، ولن تُهزم في هذه الحرب مهما كانت التضحيات، لكن مصداقية روسيا والصين التي اهتزت كثيراً خلال حرب إبادة غزة، بحيث إن دولاً أوروبية غربية مثل إسبانيا قررت تجميد العلاقات التجارية مع «إسرائيل» وبعضها مثل إيرلندا قرّر تعليق العلاقات السياسية والدبلوماسية، بينما بقيت الصين وروسيا عند حدود سقف الموقف الخليجيّ، بالدعوة لوقف الحرب والوساطة والمواقف الإنشائية العامة، كأنما تمّ تلزيم المنطقة من موسكو وبكين لدول الخليج وعقلية تاجر الشنطة، ولا يمكن تجاوز سقف الموقف الخليجي، وكثيرة هي التساؤلات التي أثارها سقوط سورية حول مصداقية بكين وموسكو في تحالفاتهما، فهل نشهد ما يسقط صفة المصداقيّة عن مواقف روسيا والصين نهائياً مع الحرب ضد إيران، أم أنهما سوف تظهران قدراً من الشجاعة بالضرب على الطاولة والقول إن هذه الحرب العدوانيّة بلا مبرر شرعي وقانوني هي حرب ممنوعة، وإن هذه الحرب هي حرب بالواسطة على الصين وروسيا ولن يسمح لأميركا و”إسرائيل” بالفوز بها، وليس مطلوباً لقول ذلك دخول الحرب بل توفير ما تحتاجه إيران لتصبح أكثر قدرة على المواجهة.

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تقرير: روسيا وأميركا يبحثان صفقة "وقف الحرب مقابل الأرض"

تسعى واشنطن وموسكو للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في أوكرانيا، من شأنه أن يُكرّس سيطرة روسيا على الأراضي التي استولت عليها خلال غزوها العسكري، حسبما نقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية عن أشخاص مطلعين على الأمر.

ويعمل مسؤولون أمريكيون وروس على التوصل إلى اتفاق بشأن الأراضي تمهيدا لعقد قمة محتملة بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في أقرب وقت ممكن، ربما الأسبوع المقبل، حسبما قال الأشخاص الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية المناقشات، وفق "بلومبيرغ".

 وأضافوا أن الولايات المتحدة تسعى للحصول على موافقة أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين على الاتفاق، رغم أن تحقيق ذلك ليس مضمونًا.

ويطالب بوتين بأن تتخلى أوكرانيا عن منطقة دونباس الشرقية بالكامل لصالح روسيا، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمّتها قواته عام 2014.

ويتطلب ذلك من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إصدار أمر بسحب القوات من أجزاء من منطقتي لوغانسك ودونيتسك لا تزال تحت سيطرة كييف، ما يمنح روسيا نصرًا لم تستطع تحقيقه عسكريًا منذ بدء الغزو الشامل في فبراير 2022.

وسيُعدّ هذا بمثابة نصر كبير لبوتين، الذي سعى طويلًا لمفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن شروط إنهاء الحرب التي بدأها، متجاوزًا أوكرانيا وحلفاءها الأوروبيين.

 ويواجه زيلينسكي خطر عرض اتفاق لا يقبل التفاوض بشأن فقدان الأراضي الأوكرانية، بينما تخشى أوروبا أن تُترك لمراقبة وقف إطلاق النار في وقت يعيد فيه بوتين بناء قواته.

وبحسب المصادر، فإن روسيا ستوقف هجومها في منطقتي خيرسون وزابوريجيا على خطوط الجبهة الحالية كجزء من الاتفاق. وأشاروا إلى أن الشروط والخطط لا تزال قيد التفاوض وقد تتغير.

وليس من الواضح ما إذا كانت موسكو مستعدة للتخلي عن أي من الأراضي التي تحتلها حاليًا، والتي تشمل محطة زابوريجيا للطاقة النووية، وهي الأكبر في أوروبا.

ولم تردّ البيت الأبيض على طلب للتعليق. ولم يعلق المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف حتى اللحظة. كما رفضت أوكرانيا التعليق على هذه المقترحات.

تجميد الحرب

ويهدف الاتفاق إلى تجميد الحرب فعليًا وتمهيد الطريق لوقف إطلاق نار ومحادثات تقنية بشأن تسوية سلمية نهائية، وفقًا للمصادر. وكانت الولايات المتحدة قد طالبت في وقت سابق بأن توافق روسيا أولًا على وقف إطلاق نار غير مشروط لتهيئة المجال للمفاوضات.

وعاد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير بناء على وعد بحل أسرع لأشد نزاع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، لكنه عبّر عن إحباطه المتزايد من رفض بوتين الاتفاق على وقف لإطلاق النار.

أجرى الزعيمان ست مكالمات هاتفية منذ فبراير، كما التقى مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، ببوتين خمس مرات في روسيا لمحاولة التوصل إلى اتفاق.

وحتى الآن، لم يتخذ ترامب أي إجراءات مباشرة ضد موسكو، رغم أنه ضاعف الرسوم الجمركية على البضائع الهندية إلى 50% هذا الأسبوع بسبب شرائها للنفط الروسي، مما أثار غضب نيودلهي. وطالب بوتين بالموافقة على وقف إطلاق النار بحلول الجمعة، وإلا ستفرض الولايات المتحدة رسومًا على الدول التي تشتري النفط الروسي، لزيادة الضغط الاقتصادي على موسكو.

مطالب بوتين

وأصر بوتين مرارًا على أن أهدافه من الحرب لم تتغير. وتشمل مطالبه أن تقبل كييف بوضع الحياد وتتخلى عن طموحها للانضمام إلى الناتو، وأن تعترف بفقدانها للقرم والمناطق الأوكرانية الأربع الأخرى شرقًا وجنوبًا.

وتخضع أجزاء من دونيتسك ولوغانسك للاحتلال الروسي منذ 2014، عندما غذّى الكرملين العنف الانفصالي بعد عملية الاستيلاء على القرم. وأعلن بوتين أن المناطق الأوكرانية الأربع باتت "إلى الأبد" جزءًا من روسيا بعد ضمّها في سبتمبر 2022، رغم أن قواته لم تسيطر بالكامل على تلك الأراضي.

ولا يمكن لأوكرانيا دستوريًا التنازل عن أراضٍ، كما أنها صرّحت بأنها لن تعترف بالاحتلال الروسي أو ضمّ أراضيها.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان بوتين سيوافق على المشاركة في اجتماع ثلاثي مع ترامب وزيلينسكي الأسبوع المقبل، حتى لو كان قد توصل إلى اتفاق مع الرئيس الأمريكي، حسبما أضافت المصادر.

وأخبر بوتين الصحفيين يوم الخميس بأنه لا يمانع لقاء زيلينسكي "في الظروف المناسبة"، لكنه قال إن هذه الظروف "غير متوفرة حاليًا".

وأعرب العديد من المسؤولين، بمن فيهم أمريكيون، عن شكوكهم في مدى استعداد بوتين لإنهاء الحرب، أو إذا كان جادًا فعلًا في التوصل إلى اتفاق سلام لا يحقق أهدافه المعلنة في أوكرانيا، بحسب المصادر.

وقال ترامب يوم الخميس إنه مستعد للقاء بوتين، حتى لو لم يوافق الرئيس الروسي على الجلوس أيضًا مع زيلينسكي، في تراجع عن تصريحات سابقة حول لقاء ثلاثي.

وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي: "لا أحب الانتظار الطويل. هم يريدون مقابلتي وسأفعل كل ما بوسعي لإيقاف القتل".

اللمسات الأخيرة

وقال يوري أوشاكوف، مستشار الكرملين لشؤون السياسة الخارجية، يوم الخميس إن مسؤولين روسًا وأمريكيين يضعون اللمسات الأخيرة على تفاصيل اللقاء خلال الأيام المقبلة، وإنهم اتفقوا على مكانه، دون أن يسميه.

وكانت الولايات المتحدة قد عرضت في وقت سابق الاعتراف بالقرم كجزء من روسيا ضمن أي اتفاق لوقف الحرب، والتخلي فعليًا عن السيطرة الروسية على أجزاء من مناطق أوكرانية أخرى. ووفقًا لتلك المقترحات السابقة، كان من المفترض أن تعود السيطرة على أجزاء من زابوريجيا وخيرسون إلى أوكرانيا.

مقالات مشابهة

  • توتر خلف الكواليس بين روسيا وإيران.. ومصادر تكشف لـCNN علاقته بالمسيرات وإسرائيل
  • تقرير: روسيا وأميركا يبحثان صفقة "وقف الحرب مقابل الأرض"
  • الحرب التجارية بين أمريكا والصين عقيمة
  • جورجيا تطالب روسيا بالانسحاب من أوسيتيا الجنوبية.. 17 عاما على الحرب
  • بعد تسجيل مئات الجرائم الطقسية.. روسيا تعلن الحرب على عبدة الشياطين
  • زيلينسكي: روسيا أصبحت أكثر ميلا لوقف إطلاق النار
  • صحيفة بريطانية: سوريا ساحة تنافس ثلاثي محتدم بين أميركا وروسيا والصين
  • إيران تنفي الادعاءات الغربية بشأن تزويد روسيا بالأسلحة
  • يعمل داخل مؤسسة رئيسية وحساسة.. إيران تُعدم عميلاً لإسرائيل سرّب معلومات عن عالم نووي
  • روسيا تُحذر إيران من هجوم عسكري (أمريكي-إسرائيلي) قريب .. تفاصيل