الاستعدادُ النَّفسيُّ للعودةِ إلى المدرسة: رِحلةٌ تبدأ من الداخل
تاريخ النشر: 15th, August 2025 GMT
صراحة نيوز _ بقلم : سامي الكايد / أخصائي نفسي إكلينيكي
معَ اقترابِ بدايةِ العامِ الدراسيِّ، يمرُّ كثيرٌ من الأطفالِ بمرحلةٍ انتقاليةٍ دقيقة، يمكن تشبيهُها ووصفها بإعادةِ التكيُّف مع بيئةٍ تعليميةٍ واجتماعيةٍ تحملُ ملامحَ مألوفة، لكنَّها في الوقتِ ذاتهِ تُخفي تحدِّياتٍ جديدة. هذه المرحلةُ ليست مجرَّدَ استعدادٍ للحقائبِ والكُتُب، بل استعدادٌ للذاتِ من الداخل.
الأبحاثُ الحديثةُ تؤكِّدُ أنَّ العودةَ إلى المدرسةِ تمثِّلُ حدثًا ضاغطًا (Stressful Event) يختبرُ قدرةَ الطفلِ على ضبطِ انفعالاتِه، ومرونتِه في التكيُّف (Resilience)، وحماسَه نحوَ التعلُّمِ والإنجاز.
وعلى المستوى العصبيِّ، تُشيرُ الدراساتُ إلى أنَّ مناطقَ الدماغِ المرتبطةَ بالتوتُّر مثل اللَّوزةِ الدماغيَّة (Amygdala) تنشَطُ بصورةٍ أكبرَ في مثلِ هذه التحوُّلات، ممَّا يُضاعفُ من شِدَّةِ الاستجابةِ الانفعالية. هنا يُصبحُ دورُ الأسرةِ محوريًّا في احتواءِ مشاعرِ الطفل من القلقِ إلى الحماس ومنحِه استراتيجياتٍ عمليةً للتعامُلِ مع التوتُّر، وهو ما ينعكسُ لاحقًا على تحصيلِه الدراسيِّ، وتكوينِ صداقاتِه، وحتَّى ثقتِه بنفسِه، ولعلَّ ما أشارَ إليهِ بياجيه في نظريَّتِه عن النُّموِّ المعرفيِّ يُدعِّمُ هذا الطَّرح، حيثُ أوضحَ أنَّ الطفلَ يبني معرفتَه عبرَ التفاعلِ النَّشطِ مع بيئتِه. كذلك، فإنَّ مفهومَ التَّنظيمِ الذَّاتي(Self-Regulation) يُعَدُّ مهارةً محوريَّةً في مساعدةِ الطفلِ على إدارةِ عواطفِه وسلوكِه داخلَ البيئةِ المدرسيَّة.
فالاستعدادُ النَّفسيُّ للعودةِ إلى المدرسةِ هو، في جوهرِه، عمليَّةٌ وقائيَّةٌ وعلاجيَّةٌ تدمجُ بين الفهمِ العاطفيِّ، والدَّعمِ الأسريِّ، والتَّدريبِ السلوكيِّ، ليبدأَ الطفلُ عامَه بقدرةٍ أكبرَ على مواجهةِ الضُّغوطِ والتَّعلُّمِ بمرونةٍ وطمأنينة.
البدايةُ من الداخل: فَهمُ مَشاعِرِ الطِّفل
إنَّ أهمَّ ما يحتاجُه الطِّفلُ في هذه المرحلةِ هو أن يتعرَّفَ على مشاعِرِه ويُعبِّرَ عنها بصدق. قد يبدو قلقُه من أوَّلِ يومٍ دراسيٍّ أمرًا بسيطًا للكبار، لكنَّهُ بالنسبةِ له شعورٌ كبيرٌ يضغطُ على نفسِه، حينَ يجلسُ الأهلُ مع أطفالِهم ليستمعوا لهم بصدق، ويؤكِّدوا لهم أنَّ الخوفَ والفضولَ والحماسَ كلَّها مشاعرُ طبيعيَّة، فإنَّهم يمنحونَهم راحةً وطمأنينةً تُشبه سندًا داخليًّا يُرافِقُهم إلى المدرسة، ويُصبِحونَ لهم مُرشِدينَ في فَهمِ أنفُسِهم.
من النَّاحيةِ النَّفسيَّة، السَّماحُ للطِّفلِ بالتعبيرِ عن انفعالاتِه بوعيٍّ يُعَدُّ خطوةً أساسيَّةً في تنميةِ الذَّكاءِ العاطفيِّ، الذي يُساعدُه لاحقًا على التكيُّفِ مع الضُّغوطِ وإدارةِ المواقفِ الاجتماعيَّة. الإصغاءُ الفعّالُ من الأهلِ ليسَ مجرَّدَ تعاطُف، بل هو تدخُّلٌ وقائيٌّ يُقلِّلُ من احتماليَّةِ تراكمِ القلقِ ليظهرَ فيما بعدُ على شكلِ مشكلاتٍ سلوكيَّةٍ أو أعراضٍ جسديَّة. وعندما يشعرُ الطِّفلُ أنَّ مشاعِرَه مُعترَفٌ بها وغيرُ مُستهانٍ بها، فإنَّ ذلك يُعزِّزُ داخِلَه الإحساسَ بالأمانِ والقُدرةَ على مواجهةِ المجهولِ بروحٍ أكثرَ ثباتًا.
غيرَ أنَّ الاطمئنانَ وحدَه لا يكفي؛ فالطِّفلُ بحاجةٍ إلى اختبارِ شعورِ الكفاءةِ والسَّيطرةِ على بعضِ جوانبِ حياتِه. السَّماحُ له باتخاذِ قراراتٍ صغيرة، مثل اختيارِ حقيبتِه، أو ترتيبِ أدواتِه، أو تنظيمِ غرفتِه، ليست تفاصيلَ عابرة، بل محطَّاتٌ تدريبيَّة تُنمِّي الاستقلاليَّةَ وتُغذِّي شعورَه بالقُدرة.
من منظورٍ علاجيٍّ، تُسهِمُ هذه الممارساتُ في بناءِ تقديرِ الذات، وهو حجرُ الأساسِ لمواجهةِ التحدِّياتِ المستقبليَّة. كلُّ تجربةٍ صغيرةٍ بالنجاح، وكلُّ قرارٍ بسيطٍ يُحترَمُ من المحيطينَ به، كغرسِ بذرةٍ صغيرةٍ تنمو داخلَ الطِّفلِ لتُصبِحَ شجرةَ الثِّقةِ بالنَّفس. ويُصبِحُ استعدادُ الطِّفلِ النَّفسيُّ عاملًا فاعلًا في تعامُلِه لاحقًا مع المدرسةِ وزُملائِه ومعلِّميه، ويُمَهِّدُ الطَّريقَ لتجربةٍ تعليميَّةٍ متكاملةٍ ومتوازنة.
من التوتُّرِ إلى الطُّمأنينة: أدواتُ الطِّفلِ لمواجهةِ اليومِ الدراسيِّ
ومعَ مواجهةِ التحدِّياتِ اليوميَّة، سواءٌ كانت امتحانًا مُفاجئًا، أو صعوبةً في مادَّةٍ معيَّنةٍ، أو حتَّى موقفًا اجتماعيًّا مُربِكًا، يحتاجُ الطِّفلُ إلى إعادةِ تشكيلِ إدراكِه لهذه المواقف، دورُ الأهلِ والمعلِّمينَ هنا لا يقتصرُ على تقديمِ الحلولِ الجاهزة، بل على مساعدتِه في رؤيةِ العقباتِ كفرصٍ للتعلُّمِ والنموِّ. استخدامُ قصصٍ مُلهِمةٍ عن شخصيَّاتٍ تجاوزت صعوبات، أو الاحتفالُ بإنجازاتٍ صغيرةٍ يُحقِّقها، يُعزِّزُ لديه ما يُعرَفُ في العلاجِ المعرفيِّ السلوكيِّ بـ “إعادةِ البناءِ المعرفيِّ”، حيثُ تتحوَّلُ النَّظرةُ للمشكلةِ من تهديدٍ إلى تحدٍّ قابلٍ للتجاوز.
المدرسةُ بدورِها تُعَدُّ مختبرًا اجتماعيًّا، يواجهُ فيه الطِّفلُ مواقفَ حياتيَّةً تُشكِّلُ جزءًا من هويَّتِه المستقبليَّة. انتظارُ دورِه، الإصغاءُ لزميلِه، أو طلبُ المساعدةِ من المعلِّم، كلُّها ممارساتٌ تبدو عاديَّة، لكنَّها في جوهرِها دروسٌ في التَّنظيمِ الاجتماعيِّ والانفعاليِّ. الطِّفلُ الذي يتعلَّمُ التَّعبيرَ عن حاجاتِه بوضوح، أو يجرؤُ على بدءِ حوارٍ مع صديقٍ جديد، يُنمِّي لديه مهارةَ التَّواصُلِ الفعَّال، والتي تُعَدُّ من أهمِّ عواملِ الصِّحَّةِ النَّفسيَّةِ على المدى الطَّويل. فالجملةُ البسيطةُ: “أحتاجُ المساعدة” قد تكونُ مدخلًا إلى شبكةِ دعمٍ قويَّة، وكلمةُ: “هل نلعَبْ معًا؟” قد تُرسي أُسُسَ علاقةِ صداقةٍ طويلةِ الأمد.
ومعَ كلِّ ذلك، فإنَّ الضُّغوطَ ستظلُّ جزءًا من البيئةِ المدرسيَّة. الامتحاناتُ، تراكمُ الواجبات، أو حتَّى الخِلافاتُ البسيطةُ مع الأصدقاء، قد تُثيرُ لدى الطِّفلِ استجاباتٍ انفعاليَّةً حادَّة. من هنا تأتي أهميَّةُ تدريبِه على استراتيجيَّاتِ ضبطِ الانفعال التَّنفُّسِ العميق، العدِّ حتَّى العَشرة، أو الكتابةِ التَّعبيريَّة، وهي أدواتٌ فعَّالةٌ أثبتت الدِّراساتُ الإكلينيكيَّةُ في العلاجِ السلوكيِّ المعرفيِّ أنَّها تُقلِّلُ من التوتُّرِ وتزيدُ من كفاءةِ التَّفكيرِ العقلانيِّ في مواجهةِ المواقفِ الضَّاغطة.
وفي قلبِ هذا كلِّه يقفُ الرُّوتينُ اليوميُّ باعتبارِه أداةً تنظيميَّةً نفسيَّة، حينَ يلتزمُ الطِّفلُ بمواعيدَ نومٍ منتظمة، ويُقسِّمُ يومَه بين الدِّراسةِ واللَّعبِ والرَّاحة، فإنَّهُ يبني لنفسِه إحساسًا بالاستقرارِ الدَّاخليِّ. الرُّوتينُ ليسَ تقييدًا لحُرِّيَّتِه كما قد يُفهَم، بل هو إطارٌ يُوفِّرُ له القدرةَ على التنبؤِ والتَّحكُّمِ في يومِه، الأمرُ الذي يُعزِّزُ إحساسَه بالأمانِ النَّفسيِّ ويُخفِّفُ من فوضى الأفكارِ والمشاعر.
الجسدُ والعقلُ والرُّوح: معادلةُ نُموِّ الطِّفلِ المتوازن
ولا يمكنُ فصلُ الجانبِ النَّفسيِّ عن الجسديِّ؛ بالإضافةِ إلى ضبطِ الانفعالاتِ، يحتاجُ الطِّفلُ إلى جسدٍ متوازنٍ ليُكمِلَ نُموَّه النَّفسيَّ والمعرفيَّ. النَّومُ الكافي، والتَّغذيةُ السَّليمة، والأنشطةُ البدنيَّة، ليست مجرَّدَ توصياتٍ صحِّيَّةٍ عامَّة، بل هي مُكوِّناتٌ علاجيَّةٌ وقائيَّةٌ تُدعِّمُ التَّنظيمَ الانفعاليَّ والمعرفيَّ، وجبةُ إفطارٍ متوازنة، الابتعادُ عن السُّكَّريات، ممارسةُ الرياضة، وحتَّى الالتزامُ بالنَّظافةِ الشخصيَّة، جميعُها عناصرُ تُسهِمُ في تحسينِ المزاجِ وزيادةِ القدرةِ على التَّركيزِ والتَّعلُّم.
كما أنَّ القراءةَ المشتركةَ مع الأهل، مراجعةً بسيطةً للدروسِ السَّابقة، أو ممارسةَ ألعابٍ تعليميَّة، تُساعدُ الطِّفلَ على استعادةِ إيقاعِه الدِّراسيِّ تدريجيًّا بعد عطلةٍ طويلة. هذه الأنشطةُ تُنشِّطُ الذَّاكرةَ العاملةَ وتُعزِّزُ مهاراتِ الانتباه، ممَّا يجعلُه يدخلُ العامَ الدِّراسيَّ بخُطواتٍ أكثرَ ثقةً واستعدادًا.
وأخيرًا، فإنَّ الأهلَ ليسوا مجرَّدَ داعمينَ من الخارج، بل هم شركاءُ فِعليُّون في بناءِ التَّجربةِ المدرسيَّة، إشراكُ الطِّفلِ في اختيارِ مُستلزماتِه، الحديثُ الإيجابيُّ عن المدرسة، وتقديمُ مكافآتٍ رمزيَّةٍ على جهودِه، كلُّها رسائلُ تُؤكِّدُ له أنَّه ليسَ وحيدًا في هذه الرِّحلة. الصَّداقاتُ التي يُكوِّنُها، والخِلافاتُ التي يُواجِهُها، كلُّها دروسٌ حياتيَّة تُرسِّخُ قيمَ التَّعاونِ والحوارِ والتَّسامح. وهُنا تبرُزُ أهميَّةُ نظريَّةِ التَّعلُّق (Attachment Theory) التي توضِّحُ أنَّ وجودَ روابطَ آمنةٍ مع الأهلِ والمعلِّمينَ يمدُّ الطِّفلَ بقاعدةٍ صُلبةٍ تمنحُه الطُّمأنينةَ لاستكشافِ العالمِ وتكوينِ علاقاتٍ صحِّيَّة. وعندما يُقدَّمُ له التَّعلُّمُ في صورةٍ ممتعةٍ ومتصلةٍ بحياتِه اليوميَّة، فإنَّ المدرسةَ تتحوَّلُ من عبءٍ إلى مساحةٍ للنُّموِّ والإبداع.
أهميَّةُ التَّواصُلِ بينَ البيتِ والمدرسة
التَّواصُلُ الفعَّالُ بينَ البيتِ والمدرسةِ هو العمودُ الفقريُّ لنجاحِ تجربةِ الطِّفلِ الدراسيَّةِ والنَّفسيَّة. فعندما يتبادَلُ الأهلُ والمعلِّمونَ المعلوماتَ بشكلٍ مستمرٍّ حولَ احتياجاتِ الطِّفلِ، مشاعِرِه، وسلوكياتِه، يُصبِحُ من السَّهلِ التَّدخُّلُ المبكِّرُ ومعالجةُ أيِّ صعوباتٍ قد تطرأ، هذا التَّواصُلُ لا يقتصرُ على الاجتماعاتِ الرَّسميَّة، بل يشملُ الرَّسائلَ اليوميَّة، والملاحظاتِ السَّريعة، وحتَّى اللِّقاءاتِ غيرَ الرَّسميَّةِ التي تزرعُ الثِّقةَ المتبادَلة. إنَّ وجودَ قناةٍ مفتوحةٍ للحوارِ بينَ الطَّرفَين يمنحُ الطِّفلَ شعورًا بالأمان، لأنَّهُ يُدرِكُ أنَّ عالمَه المنزليَّ والمدرسيَّ يُشكِّلانِ شبكةً واحدةً متماسكةً تعملُ لصالحِه.
ومن منظورٍ نفسيٍّ إكلينيكيٍّ، فإنَّ هذا التَّكامُلَ يُقلِّلُ من التَّناقُضاتِ التي قد تُربِكُ الطِّفلَ، ويُعزِّزُ لديهِ الإحساسَ بالاستقرارِ والاتِّساقِ الدَّاخليِّ، ممَّا ينعكسُ إيجابًا على تحصيلِه الأكاديميِّ وتوازُنِه الانفعاليِّ.
المدرسةُ كمنصَّةٍ للحياة: إعدادُ الطِّفلِ للنَّجاحِ والتَّوازن
وهكذا يُصبِحُ الاستعدادُ النَّفسيُّ، والاجتماعيُّ، والجسديُّ عمليَّةً متكاملةً، لا يقتصرُ هدفُها على تمكينِ الطِّفلِ من الجلوسِ في صفٍّ دراسيٍّ أو اجتيازِ امتحان، بل يتعدَّاهُ إلى بناءِ شخصيَّةٍ مرِنةٍ وقادرةٍ على مواجهةِ تحدِّياتِ الحياةِ بثقةٍ وتوازن. إنَّ إعدادَ الطِّفلِ للمدرسةِ هو في جوهرِه إعدادٌ للحياةِ نفسها، بما تحمِلُه من مواقفَ متغيِّرةٍ وفُرَصٍ لا تُحصى، وكلُّ دعمٍ نقدِّمُه له اليومَ هو استثمارٌ في مستقبلِه كفردٍ ناضجٍ وفاعلٍ في مجتمعِه.
فالاستعدادُ النَّفسيُّ للعودةِ إلى المدرسةِ ليسَ إجراءً عابرًا، بل هو عمليَّةٌ إكلينيكيَّةٌ متكاملةٌ تمسُّ أعماقَ نُموِّ الطِّفلِ الانفعاليِّ والمعرفيِّ والاجتماعيِّ. نحنُ لا نُعِدُّه فقط ليجلسَ في مقعدِه الدراسيِّ أو ليُجيبَ عن أسئلةِ الامتحان، بل نُؤهِّلُه ليكونَ أكثرَ وعيًا بذاتِه، أقدرَ على ضبطِ انفعالاتِه، وأقوى في مواجهةِ الضُّغوطِ اليوميَّة. وبإتاحةِ بيئةٍ آمنةٍ، وزرعِ الثِّقةِ فيه، وتزويدِه بأدواتٍ للتنظيمِ الذَّاتيِّ، نمنحُه ما هو أبعدُ من النَّجاحِ الأكاديميِّ: القدرةَ على بناءِ هويَّتِه النَّفسيَّةِ والاجتماعيَّةِ بثبات.
ومن منظورٍ وقائي- علاجيٍّ، فإنَّ الإعدادَ النَّفسيَّ المبكِّرَ يُقلِّلُ من احتماليَّةِ ظهورِ أعراضِ قلقِ الانفصالِ أو السُّلوكيَّاتِ السَّلبيَّةِ التي قد تُرافِقُ الأسابيعَ الأولى من العامِ الدراسيِّ. بل إنَّهُ يعملُ كعاملِ حمايةٍ يُسهِمُ في تعزيزِ الصِّحَّةِ النَّفسيَّةِ على المدى الطَّويل، ويُهيِّئُ الطِّفلَ ليُواجِهَ المواقفَ الصَّعبةَ بمرونةٍ أكبر.
ولإعطاءِ هذا الاستعدادِ بُعدًا عمليًّا، يمكنُ للأهلِ أن يتبنَّوا خطواتٍ بسيطةً لكنَّها عميقةُ الأثر: تخصيصَ عشرِ دقائقَ يوميًّا للاستماعِ إلى الطِّفلِ بصدق، تعزيزَ لحظةِ الدُّخولِ الأولى للمدرسةِ بالطُّمأنينةِ والابتسامة، والإبقاءَ على حوارٍ مفتوحٍ مع المعلِّمِ حولَ تقدُّمِ الطِّفلِ وتحدِّياتِه. هذه الممارساتُ الصَّغيرةُ تمنحُ الطِّفلَ شعورًا بالانتماءِ والأمان.
فالمدرسةُ في جوهرِها مختبرٌ للنُّموِّ الإنسانيِّ وصورةٌ مُصغَّرةٌ للحياةِ نفسها، وكلُّ طفلٍ يدخلُها مُزوَّدًا بالاستعدادِ النَّفسيِّ السَّليمِ هو مشروعُ قائدٍ صغيرٍ يتعلَّمُ اليومَ كيف يُواجِهُ التحدِّيات، ليُصبِحَ غدًا شخصًا قادرًا على صناعةِ أثرٍ حقيقيٍّ في مجتمعِه.
وفي الختام، اجعلوا من العودةِ إلى المدرسةِ رحلةً مشتركةً بين البيتِ والطفلِ والمدرسة؛ استمعوا لمشاعرِه، عزِّزوا ثقته، وامنحوه بيئةً آمنةً وداعمة، فكلُّ كلمةِ طمأنينةٍ، وكلُّ لحظةِ اهتمامٍ، هي لبنةٌ تُضافُ في بناءِ مستقبلِه النَّاجح والمتوازن، وإذا واجهتم أيَّ صعوبةٍ أو لاحظتم مشكلاتٍ انفعاليَّةً أو سلوكيَّةً لدى أطفالِكم، فاستشارةُ مختصٍّ نفسيٍّ تُعدُّ خطوةً أساسيَّةً لضمان دعمِهم بالطريقةِ الأمثل.
المادة مستندة إلى مفاهيم من علم النفس الإكلينيكي وأبحاث حديثة في مجال الصحة النفسية للأطفال.
المراجع:
Li, J., & Chen, M. (2025). Evaluating the outcomes of resilient left-behind children: A social-emotional learning and mindfulness group counseling program. Frontiers in Psychology, 16, 1498961. https://doi.org/10.3389/fpsyg.2025.1498961
Martinez, R., & Green, P. (2025). Environmental stability and self-regulation development in children: Evidence from longitudinal neurobehavioral data. Frontiers in Psychology, 16, 1498961. https://doi.org/10.3389/fpsyg.2025.1498961
Wang, Y., Liu, H., & Li, X. (2024). Association between sleep, physical activity, and working memory in young children. BMC Pediatrics, 24(1), 5186. https://doi.org/10.1186/s12887-024-05186-z
Zhou, L., & Zhang, H. (2024). Self-regulation and classroom adjustment in early childhood education: A longitudinal study. Early Childhood Research Quarterly, 67, 45–58. https://doi.org/10.1016/j.ecresq.2024.03.005
Kim, S., & Kochanska, G. (2022). Secure attachment and children’s emotion regulation: A developmental perspective. Journal of Experimental Child Psychology, 221, 105459. https://doi.org/10.1016/j.jecp.2022.105459
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام إلى المدرسة فی جوهر ه
إقرأ أيضاً:
قرارات غريبة في المدارس الخاصة.. والاهالي يرفعون الصوت
اشتكى عدد من اهالي الطلاب في المدارس الخاصة من مجموعة من القرارات التعسفية التي اتخذتها ادارات المدارس، لا سيما الكبيرة منها بحق عدد من الطلاب، حيث عمدت احداها الى طرد عدد كبير من الطلاب، وخصوصاً في المراحل الثانوية، على الرغم من تأمينهم المعدلات المطلوبة، بحجة "رفع مستوى المدرسة"، في حين ان مدارس أخرى رفضت استقبالهم تحت ذريعة عدم وجود اماكن وعدم جهوزية المدرسة لهذا العدد من الطلاب.
واعتبر الاهالي ان هكذا قرارات تعتبر مجحفة بحق التلاميذ، خصوصاً وانهم لم يبلغوا بنية المدرسة رفع المعدل العام للنجاح، كما ان تطبيقه في هذا الوقت، يحرم الاولاد من ايجاد مقعد لهم في مدارس أخرى.
في المقابل، يجد العديد من الاهالي أنفسهم مضطرين الى سحب اولادهم من المدرسة بعد ان ابلغتهم الإدارات بنيتها رفع الاقساط بحدود 110% للسنة المقبلة لتتمكن من تلبية الحاجات المدرسة ورواتب الاساتذة.
المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة سحب دخان فوق سهل البقاع.. والاهالي يرفعون الصوت Lebanon 24 سحب دخان فوق سهل البقاع.. والاهالي يرفعون الصوت 13/08/2025 08:46:35 13/08/2025 08:46:35 Lebanon 24 Lebanon 24 الاهالي يرفعون الصوت والعام الدراسي المقبل على المحك Lebanon 24 الاهالي يرفعون الصوت والعام الدراسي المقبل على المحك
13/08/2025 08:46:35 13/08/2025 08:46:35 Lebanon 24 Lebanon 24 "اتحاد" يطالب وزارة التربية بالتدخل فورًا لوضع حد لزيادات الأقساط في المدارس الخاصة Lebanon 24 "اتحاد" يطالب وزارة التربية بالتدخل فورًا لوضع حد لزيادات الأقساط في المدارس الخاصة
13/08/2025 08:46:35 13/08/2025 08:46:35 Lebanon 24 Lebanon 24 تحذير من رفع الأقساط في المدارس الخاصة Lebanon 24 تحذير من رفع الأقساط في المدارس الخاصة
13/08/2025 08:46:35 13/08/2025 08:46:35 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص رادار لبنان24 تابع قد يعجبك أيضاً
في زيارة تعارف... جعجع يستقبل سفير أوكرانيا الجديد في معراب
Lebanon 24 في زيارة تعارف... جعجع يستقبل سفير أوكرانيا الجديد في معراب
08:41 | 2025-08-13 13/08/2025 08:41:39 Lebanon 24 Lebanon 24 ارسلان يوازن الواقع الدرزي
Lebanon 24 ارسلان يوازن الواقع الدرزي
08:30 | 2025-08-13 13/08/2025 08:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 لاريجاني من بيروت: نسعى لتحقيق مصالح لبنان العليا
Lebanon 24 لاريجاني من بيروت: نسعى لتحقيق مصالح لبنان العليا
08:20 | 2025-08-13 13/08/2025 08:20:23 Lebanon 24 Lebanon 24 "التيار" حسم قراره
Lebanon 24 "التيار" حسم قراره
08:15 | 2025-08-13 13/08/2025 08:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الدخان الاسود غظى المدينة.. السيطرة على حريق في معمل بلاستيك في زحلة (فيديو)
Lebanon 24 الدخان الاسود غظى المدينة.. السيطرة على حريق في معمل بلاستيك في زحلة (فيديو)
08:11 | 2025-08-13 13/08/2025 08:11:20 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
فضيحة غذائيّة... إقفال محل لبيع الدجاج بالشمع الأحمر
Lebanon 24 فضيحة غذائيّة... إقفال محل لبيع الدجاج بالشمع الأحمر
15:27 | 2025-08-12 12/08/2025 03:27:25 Lebanon 24 Lebanon 24 اعتباراً من مساء اليوم.. تغييرات ملحوظة في الطقس وهذه التفاصيل
Lebanon 24 اعتباراً من مساء اليوم.. تغييرات ملحوظة في الطقس وهذه التفاصيل
10:44 | 2025-08-12 12/08/2025 10:44:27 Lebanon 24 Lebanon 24 إطلاق نار في مطار بيروت.. إليكم ما حصل
Lebanon 24 إطلاق نار في مطار بيروت.. إليكم ما حصل
23:33 | 2025-08-12 12/08/2025 11:33:11 Lebanon 24 Lebanon 24 معلومات توافرت لقوى الأمن عن شخص داخل "فان"... بعد توقيفه هذا ما تبيّن
Lebanon 24 معلومات توافرت لقوى الأمن عن شخص داخل "فان"... بعد توقيفه هذا ما تبيّن
14:37 | 2025-08-12 12/08/2025 02:37:00 Lebanon 24 Lebanon 24 موجة الحرّ ستشتدّ... هكذا ستُصبح درجات الحرارة
Lebanon 24 موجة الحرّ ستشتدّ... هكذا ستُصبح درجات الحرارة
17:24 | 2025-08-12 12/08/2025 05:24:03 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب
خاص "لبنان 24" أيضاً في لبنان
08:41 | 2025-08-13 في زيارة تعارف... جعجع يستقبل سفير أوكرانيا الجديد في معراب 08:30 | 2025-08-13 ارسلان يوازن الواقع الدرزي 08:20 | 2025-08-13 لاريجاني من بيروت: نسعى لتحقيق مصالح لبنان العليا 08:15 | 2025-08-13 "التيار" حسم قراره 08:11 | 2025-08-13 الدخان الاسود غظى المدينة.. السيطرة على حريق في معمل بلاستيك في زحلة (فيديو) 08:00 | 2025-08-13 حادث سير في عاليه.. هذه تفاصيله فيديو بالفيديو.. الحرارة تحرم اللبنانيين من الكهرباء
Lebanon 24 بالفيديو.. الحرارة تحرم اللبنانيين من الكهرباء
23:51 | 2025-08-12 13/08/2025 08:46:35 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو: من بائعة إلى زوجة أشهر رياضي.. من هي جورجينا رودريغز؟
Lebanon 24 بالفيديو: من بائعة إلى زوجة أشهر رياضي.. من هي جورجينا رودريغز؟
21:28 | 2025-08-12 13/08/2025 08:46:35 Lebanon 24 Lebanon 24 لا يحمل جواز السفر السوري.. عبد المنعم عمايري يكشف سراً عنه لا يعرفه كثيرون (فيديو)
Lebanon 24 لا يحمل جواز السفر السوري.. عبد المنعم عمايري يكشف سراً عنه لا يعرفه كثيرون (فيديو)
09:22 | 2025-08-12 13/08/2025 08:46:35 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24