قال خالد البلشي نقيب الصحفيين، إن قضية المؤقتين في الصحف القومية، ستبقى إحدى العلامات الواضحة على أزمة الصحافة، وما تعانيه الصحف القومية وحاجتها إلى تجديد الدماء واستعادة حيويتها وشبابها.  

وأضاف على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن استمرار وجود صحفيين مؤقتين لمدة تصل إلى 15 عامًا دون توظيف دائم هو بالفعل علامة على أزمة مهنية عميقة تهدد جوهر مهنة الصحافة ومبادئ العدالة.

وتابع: “هذا الوضع لا يعكس خللًا في نظام العمل بالمؤسسات الصحفية فحسب، بل يُظهر أيضًا تجاهلًا للدور الحيوي الذي يلعبه هؤلاء الصحفيون في الحفاظ على مؤسساتهم، كما يمثل رسالةً مهمةً تؤكد عدم جواز ترك هذه المؤسسات للشيخوخة، وضرورة إعادة إحياء دورها كرقيب على السوق الصحفي، وعودتها كمراكز لتدريب الكفاءات”.

واستكمل قائلًا: “ولعل المفارقة الصارخة أن هؤلاء الزملاء الذين يؤمن قطاع كبير منهم بأن الصحافة هي مهنة للدفاع عن حق المواطنين في حياة كريمة، هم أنفسهم نموذجا على هذه الأوضاع الصعبة حيث يتقاضى بعضهم مكافآت لا تتجاوز 500 جنيه شهريًا”.

وقال إن المهنة التي تُعرف نفسها بالدفاع عن الحقوق لا يمكن أن يكون ممارسوها أولَ من يدفعون ثمن هذه الانتهاكات. الصحفيون ليسوا أرقامًا في ملفات، بل أصحاب رسالة وأسر وحياة. واستمرار هذا الوضع يُعد انتهاكًا لدولة القانون، ويُشكل انتقاصًا من سمعة المؤسسات. والعدالة تقتضي أن يكون الطريق إلى الحل سريعًا وشاملًا.  

واستطرد: “ولعل الجهود المخلصة التي بذلتها بعض الأطراف لمعالجة هذا الملف تُشكل بدايةً مشرقة، لكنها تبقى غير كافية إذا لم تُترجم إلى حلول دائمة وعادلة. فلا يمكن التهاون في حقوق مئات الصحفيين الذين كرّسوا سنوات من حياتهم لخدمة المهنة، بينما يعيشون في حالة من عدم الاستقرار الوظيفي والمعيشي. إن تعليق مصيرهم على حسابات بيروقراطية أو تأويلات ضيقة للقوانين هو انتهاك صارخ لحقوقهم الإنسانية والمهنية”.

واستكمل: “في نهاية يوم التدوين التضامني عن أزمة المؤقتين في الصحف القومية، لا بد أن أشكر كل من ساهم في رسم طريق لوضع نهاية لهذه المأساة، وفي مقدمتهم الزملاء المؤقتون أنفسهم الذين دافعوا عن حقهم طوال عام كامل، تحت مظلة النقابة، وآمنوا بالعمل الجماعي من خلالها، وكادوا أن يقتربوا من الحل في منتصف العام بإطلاق مبادرة تعيينهم بين نقابة الصحفيين والهيئة الوطنية للصحافة، وهو الاتفاق الذي تعثّر بينما كنا ندق الباب الأخير للحل”.

وتوجّه “البلشي” بالشكر للمهندس عبدالصادق الشوربجي، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، الذي بذل جهودًا مضنية لاستكمال الحل. وكل الشكر لجنود مجهولين فتحوا أبواب الحل. والشكر في النهاية للتوجيه الأخير ردًا على مخاطبات النقابة بالبدء بتعيين 80 من الزملاء كمرحلة أولى، والذي ينتظر الخطوة الأخيرة باعتماد وزارة المالية للحل، وهو ما نتمنى إنجازه في أقرب وقت. تصريح رسمي من مجلس الوزراء يؤكد أحقية الدفعة الأولى وعددها 80 زميلًا وزميلةً في التعيين.  

وتابع: "اليوم وأمس، تواصلت النقابة مع جميع الأطراف في العديد من الملفات ومن بينها استكمال ما تم من خطوات كان آخرها ما جاء في مخاطبة مجلس الوزراء للهيئة الوطنية ردًا على طلب النقابة بتعيين الدفعة الأولى، شاملةً كل من حان موعد تعيينهم طبقًا للجدول الزمني المعلن من الهيئة والنقابة مع بداية حل المشكلة، 
وطالبت النقابة بضرورة استكمال ما جاء في الخطاب بالبدء في اجراءات التعيين، على أن يليهم باقي الزملاء في دفعات شهرية متتالية، وفقًا للجدول الزمني المعلن مع بداية خطوات الحل".

واختتم قائلًا: “لعلها تكون بدايةً مستحقةً لتصحيح وضع طال أمده لسنوات. وستبقى قضية تحسين الأوضاع الاقتصادية والمهنية، للصحفيين على رأس أولويات النقابة”.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الصحف القومیة

إقرأ أيضاً:

جدعون ليفي: لا يمكن الوثوق بروايات من يقتل الصحفيين بالجملة وبدم بارد

كشف الكاتب الإسرائيلي البارز جدعون ليفي أن معظم الصحافة الإسرائيلية تجاهلت خبر اغتيال مراسل الجزيرة أنس الشريف، مبرزا أنه بشجاعته واستقلاليته كان بإمكانه تعليم كثير من المراسلين الإسرائيليين أبجديات العمل الصحفي.

وأضاف ليفي في مقال له بالنسخة العبرية من صحيفة هآرتس أنه في غياب أي دليل، اغتالت إسرائيل الشريف في قصف مباشر لخيمة الصحافة الملاصقة لمستشفى الشفاء، حيث لقي حتفه إلى جانب أربعة من فريق تغطية قناة الجزيرة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحفيو جنوب أفريقيا يرفعون صوتهم من أجل غزة وينعون شهداء الحقيقةlist 2 of 2وصية أنس الشريف تتردد في برشلونة.. مطالبات بمحاسبة إسرائيل على اغتيال الصحفيينend of list

وتابع أن إسرائيل بررت عملية الاغتيال بالزعم أن الشريف "رئيس خلية" في حركة حماس دون أن تقدم دليلا واحدا، موضحا أنه وكما حدث في قضية مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، وجدت الرواية الإسرائيلية من يصدقها.

وتساءل ساخرا: "حتى لو صدق البعض هذه المزاعم، ماذا عن بقية الصحفيين الذين قتلوا معه: هل كانوا نواب رئيس الخلية؟".

وشدد ليفي على أن جيشا يقتل الصحفيين بالجملة وبدم بارد، ودولة تمنع تغطية حرة للحرب لا يمكن الوثوق برواياتها.

وأوضح أن إسرائيل قتلت في هذه الحرب أكبر عدد من الصحفيين في تاريخ الصراعات، 186 بحسب لجنة حماية الصحفيين، و263 وفق منظمة بتسليم الحقوقية الإسرائيلية، ولم يستبعد أن توجه سلاحها يوما ما نحو الصحفيين الإسرائيليين أنفسهم.

يشار إلى أن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة أفاد بارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في غزة إلى 238، وذلك بعد استشهاد الصحفيين الخمسة في قناة الجزيرة: المراسلان أنس الشريف ومحمد قريقع، والمصوران إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة، ومساعدهم محمد نوفل.

وزاد ليفي أن الصحافة الإسرائيلية انقسمت بين من تجاهلوا الخبر، وبين من رددوا رواية الجيش دون تدقيق، متخلين عن التضامن المهني وواجب البحث عن الحقيقة.

وأكد جدعون ليفي أن الشريف الأكثر شجاعة واستقلالية من كثير من المراسلين الإسرائيليين، كان بإمكانه أن يلقن إعلاميين إسرائيليين دروسا في أبجديات الصحافة.

إعلان

وكان الزميل الشهيد أنس الشريف قد قال في وصيته التي نشرت بعد استشهاده: "إن وصلتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي"، وتابع: "يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهد وقوة لأكون سندا وصوتا لأبناء شعبي"، وأكد أنه لم يتوان يوما عن نقل الحقيقة "بلا تزوير أو تحريف" رغم معايشته الألم والفقد بشكل متكرر.

يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهد وقوة لأكون سندا وصوتا لأبناء شعبي، ولم أتوان يوما عن نقل الحقيقة بلا تزوير أو تحريف.

بواسطة الشهيد أنس الشريف

وجاء اغتيال الشريف بعد حملة تحريض إسرائيلية واسعة عليه، إذ أقر جيش الاحتلال باستهدافه، وكان الشريف من الصحفيين القلائل الذين بقوا في شمالي القطاع لنقل فصول العدوان وحرب التجويع.

وأوصى الشريف في وصيته بفلسطين، واصفا إياها بـ"درة تاج المسلمين" ونبض قلب كل حر، داعيا إلى الوفاء لأهلها وأطفالها الذين لم يمهلهم العمر للحلم أو العيش في أمان بعدما مزقت أجسادهم القنابل والصواريخ الإسرائيلية.

وخص الشريف أهله بوصايا، فذكر ابنته شام التي حلم برؤيتها تكبر، وابنه صلاح الذي تمنى أن يكون له سندا، ووالدته التي كانت دعواتها حصنه ونور دربه، وزوجته التي واجهت الحرب بثبات الزيتون وصبره.

مقالات مشابهة

  • الصحفيين تنظم اليوم حفلًا تضامنيًا مع شهداء الصحافة الفلسطينية
  • كاتب إسرائيلي بارز يندد باغتيال الشريف: لا ثقة بجيش يقتل الصحفيين
  • البلشي: يوم تضامني مع الصحافة الفلسطينية في مقر النقابة غدًا
  • جدعون ليفي: لا يمكن الوثوق بروايات من يقتل الصحفيين بالجملة وبدم بارد
  • قتل الصحفيين.. جريمة إسرائيلية موثقة لكنها مبررة أميركيا
  • «الصحفيين» تنظم مناظرة حول الذكاء الاصطناعي في الصحافة بين الابتكار ومخاوف التغيير
  • مراسلون بلا حدود منظمة دولية للدفاع عن حرية الصحافة وحماية الصحفيين
  • نقابة مصرية تمنح جائزة حرية الصحافة لضحايا المهنة الفلسطينيين
  • محمد قريقع مراسل الجزيرة الذي اغتاله الاحتلال
  • دقيقة حداد.. مجلس النقابة يمنح شهداء الصحافة الفلسطينية جائزة حرية الصحافة 2025