في مساء الأحد العاشر من أغسطس/آب الجاري، قصف الطيران الإسرائيلي خيمة للصحفيين في باحة مستشفى الشفاء في مدينة غزة. استهدف الصاروخ أنس الشريف، الصحفي الفلسطيني الذي لم يتم عامه التاسع والعشرين بعد، ومعه زملاؤه صحفيو الجزيرة ومصوروها الشباب محمد قريقع ومحمد نوفل ومؤمن عليوة وإبراهيم ظاهر فقتلهم جميعا في جريمة حرب مركّبة.

لم تحاول إسرائيل إخفاء جريمتها ولم تموّه كما فعلت في أول الحرب مع قصف المستشفيات والصحفيين، ففي خلال أقل من ساعة كانت حسابات الجيش بالعبرية والإنجليزية تنشر متفاخرة نجاح عملية اغتيال أنس الشريف. كانت العملية جريمة اغتيال مع سبق الإصرار والترصد، وتمت بعد حملة تحريضية ضد الشريف، استمرت أشهرا قادتها حسابات إسرائيل ومؤيديها على مواقع التواصل الاجتماعي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل ينهار النظام السياسي الهندي؟list 2 of 2الصين تتكلم.. كيف ستواجه الحروب المقبلة؟end of list

كانت الساعة قد تجاوزت التاسعة مساء في لندن، ولم تزل بعد حوالي الرابعة عصرا في الساحل الشرقي الأميركي. ومع ذلك، توالت الأخبار العاجلة والإدانات من مؤسسات الدفاع عن الصحفيين، وبعض الجهات الأممية، وبعض وكالات الأنباء العالمية في كل العالم. فأنس ورفاقه لم يكونوا أول الصحفيين الشهداء، والطريقة التي أعلنت بها إسرائيل جريمتها ترجح أنه مع استمرار حرب الإبادة لن يكونوا آخرهم.

كانت معظم التغطيات الغربية متساهلة مع ادعاءات إسرائيل، لكنها مع ذلك نقلت الخبر بشيء من الدقة وبسرعة معقولة. فمؤسسات مثل رويترز، وأسوشيتد برس، وفرانس 24، ويورو نيوز والغارديان قدمت الخبر على حقيقته: إسرائيل قتلت صحفيين عاملين، في مقر إعلامي معروف لإسرائيل، وداخل مستشفى!

يمكن القول إن معظم هذه المنصات الإعلامية بدأت تغطياتها بفقرات تجيب على أسئلة الصحافة الأساسية: ما الجريمة؟ ومن الجاني؟ ومن الضحية؟ وأين تمت؟ ولماذا يهمّ الأمر؟ تحدثت بعض المنصات الأخرى، مثل صحيفة الغارديان، عن القانون الدولي، وحق الصحفيين في الحماية، ووصفت الغضب العالمي، وفي افتتاحيتها لاحقا حذرت من أن "إسرائيل تبيد الشهود".

تغطية نيويورك تايمز

كصحفي أعتمد في عملي على متابعة المصادر الأجنبية، أستخدم اشتراكا مدفوعا لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، ومن ضمن الخدمات التي أستخدمها باستمرار هي خدمة الأخبار العاجلة والتي تصل إلى هاتفي بمجرد نشر خبر جديد مهم في القضايا التي أهتم بها. خدمة مفيدة، لكنها مع نيويورك تايمز كانت دليل إدانة، واستثناء للمثل السائر: أن تاتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا.

إعلان

فبعد 24 ساعة تقريبا، وفي مساء الاثنين، أرسل تطبيق نيويورك تايمز إشعارا بعنوان "مقتل خمسة من صحفيي الجزيرة في غارة إسرائيلية، حسب الشبكة". دعنا من التأخر المقصود في إرسال "الخبر العاجل"، لكن الطريقة التي كُتب بها الخبر وغيره من المتابعات التي غطت بها نيويورك تايمز جريمة مقتل أنس الشريف ورفاقه تجعلنا نشير بأصابع الاتهام إلى سياسات الجريدة الأميركية الأوسع انتشارا، لا التساؤل بشأن نواياها كما فعل الكثيرون لسنوات طويلة، وخصوصا منذ بدء الحرب الإسرائيلية الحالية في غزة والإقليم.

تبنت نيويورك تايمز سردية إسرائيل واستخدمت أسلوبًا تحريريًا يبث الشك في رواية الضحايا  (رويترز)

خلاف هذا الخبر، تحدثت نيويورك تايمز عن الجريمة بالفعل، لكن في إطار أبعد ما يكون عن المهنية، أو عن حق الصحفيين في العمل الآمن والحصانة في الحروب.

في البداية، قدمت نيويورك تايمز الخبر لا باعتباره جريمة قتل لصحفي، بل كأزمة دبلوماسية محتملة بين الدوحة وتل أبيب! ففي أحد العناوين، قالت التايمز "تصاعد التوتر بين إسرائيل وقطر بعد مقتل صحفيين من الجزيرة على يد إسرائيل"، لتضع التداعيات السياسية في صدارة العنوان، لتجعل فعل القتل، قتل الصحفيين في المستشفى(!)، كجملة استطرادية ثانوية.

يتسق هذا الاختيار التحريري المتعمد مع مذكرة داخلية مسربة نشرها موقع ذي إنترسبت تأمر فيها المؤسسة صحفييها ومحرريها بتجنب استخدام أي مصطلحات واضحة، مثل "إبادة جماعية"، أو "تطهير عرقي"، أو "الأراضي المحتلة"، بل وحتى الحذر من استخدام كلمات مثل "مخيمات اللاجئين"، وأخيرا، وليس آخرا: "فلسطين". فإذا كانت غرفة الأخبار تقوض بشكل منهجي استخدام المصطلحات الوصفية الصحيحة، فمن الطبيعي أن تأتي تغطية مقتل صحفيين فلسطينيين مركزة على الروايات الرسمية والاعتبارات الجيوسياسية، بدلا من إدانة سياق الاحتلال أو الارتكاز على قوانين حرية الصحافة وحقوق الإنسان.

لكن العنوان لم يكن الدليل الوحيد على الانحياز الصارخ للاحتلال، حتى ضد أبناء المهنة؛ فبنية الخبر تظهر ما يمكن تسميته بإزاحة السردية، فمن المرجح أن تدّعي إدارة تحرير نيويورك تايمز أنها قدمت مساحة لعرض موقف الجزيرة، أو عمل أنس الشريف ورفاقه، أو الرواية الفلسطينية بشكل ما، لكن الأمر أعمق من ذلك. ففي السطور الأولى من الخبر، تذكر الصحيفة مزاعم الجيش الإسرائيلي بأن أنس الشريف "إرهابي يتبع الجناح المسلح لحركة حماس"، قبل أن تعرض أي خلفية قانونية حول حماية الصحفيين، أو ذكر أي إدانة دولية من التي نُشرت قبل ساعات طويلة من نشر التقرير. بهذا الترتيب، تمنح نيويورك تايمز الرواية الإسرائيلية موقع الانطلاق، وتهمش رواية الضحايا، لتبدو -حتى مع ذكرها- كدفاع لاحق لا باعتبارها الإطار الأصلي للجريمة والحدث.

وفي غالب تغطيتها، تغيب المصادر الرقابية المستقلة مثل تعليقات لجنة حماية الصحفيين، أو "مراسلون بلا حدود"، وهو ما يخرج الحدث من سياقه الحقوقي ويترك المجال مفتوحا أمام القارئ لاعتبار الجريمة جزءا من نزاع سياسي أو أمني بين دولتين، أو قوتين على قدم المساواة، لا باعتباره انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني.

استُشهد مراسلا الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع جراء قصف إسرائيلي على خيمتهم (الجزيرة)

فضلا عن ذلك، ابتعدت معظم صياغات الأفعال عن ذكر الفاعل، فلا يُقال "قتلت إسرائيل"، بل تستخدم تراكيب مبنية للمجهول وعبارات مخففة مثل "قُتلوا في غارة"، أو "استهداف". ورغم ما في هذا الأسلوب اللغوي من إيحاء بالحياد، يتحول -مع اعتراف الجيش الإسرائيلي بنفسه عن مسؤوليته- إلى إغماض عن الحقيقة، ومع اختلال القوة فهو يؤدي إلى طمس المسؤولية المباشرة لإسرائيل عن جريمة بهذا الحجم. وقد وثقت العديد من دراسات تحليل الخطاب كيف تستخدم مؤسسات صحفية كبرى، مثل "بي بي سي"، و"واشنطن بوست"، و"وول ستريت جورنال"، وبالطبع نيويورك تايمز هذه الألفاظ كنمط لضمان عدم إغضاب إسرائيل وحلفائها وداعميها، حتى لو كان ذلك على حساب الحقيقة. ليصبح التقرير الصحفي تواطؤًا مع القاتل أو ما يشبه التواطؤ.

إعلان

وبالنظر إلى سياق الإبادة، فإن هذه الصياغة لا يقتصر أثرها على خبر جريمة مقتل الصحفيين فحسب، بل ترسخ تصورا عاما لدى الجمهور الواسع لنيويورك تايمز وغيرها أن جرائم مثل قتل الصحفيين الفلسطينيين يمكن النظر إليها باعتبارها حدثا قابلا للنقاش، أو محل شك، لا انتهاكا صريحا للقوانين الدولية وحقوق الإنسان.

"ما يجب أن تعرفه عن الجزيرة"

لم تنته التغطية المريبة لنيويورك تايمز عند حد نقل رواية الاحتلال بشأن الشهيد الصحفي أنس الشريف والاعتماد عليها، بل ذهبت لما هو أبعد من ذلك. ففي أحد أبرز التقارير التي قُرئت في نيويورك تايمز في إطار تغطية جريمة الاغتيال كان العنوان: "ما الذي يجب معرفته عن قناة الجزيرة، المؤسسة الإعلامية التي استهدفتها إسرائيل"، والذي يقدم مثالا محرجا على كيف يمكن للإطار الخبري أن يحرف المسؤولية بعيدا عن الجاني ليزرع الشك في رواية الضحية، بل وتجريده من شرعيته وإنسانيته!

يمثل هذا البناء السردي نموذجا مثاليا لمعرفة الطريقة التي تعمل بها صحيفة نيويورك تايمز في تغطية الإبادة في إسرائيل، فمن ضمن النقاط التي يمكن ملاحظتها بوضوح:

إعادة توجيه القصة بعيدا عن الحدث نفسه

نعم، ظهر خبر اغتيال أنس الشريف والزملاء الصحفيين في المقدمة، لكن محرر الصحيفة سرعان ما يدفنه تحت ركام من الجدليات المرتبطة بشبكة الجزيرة، لينتقل تركيز القارئ بشكل مباشر من جريمة القتل -واضحة المعالم- إلى الاتهامات الموجهة للشبكة، والتي تمتلئ بالإثارة وانعدام اليقين الذي يحفز القراءة كما نرى في تغطيات الصحف الصفراء ومجلات الأرصفة.

إعطاء الأولوية لمزاعم إسرائيل

لا تفكر الصحيفة في عرض بروفايل لقصة شاب من جيل زد، وُلد في مخيم للاجئين، وعاش في مساحة تناهز مساحة حي من أحياء نيويورك، وعاصر انتفاضة وحروبا عدة، وفقد من رفاقه أكثر ممن بقي منهم، لينتهي به المطاف صحفيا شديد النباهة والشجاعة والحضور ولتقتله إسرائيل قبل أن يتم عقده الثالث.

بدلا من ذلك، تتحدث الصحيفة عن الوثائق التي قدمتها إسرائيل وتدّعي فيها انتماءه إلى كتائب القسام أو اعتباره إرهابيا. ولا تنسى الصحيفة التذكير بحيادها من خلال القول إنها "لم تتحقق بشكل مستقل" من صحة الوثائق المقدمة.

مذنب لأنه يعمل في شبكة مشاغبة، أو تأكيد الذنب بالارتباط!

في تقريرها، تسرد نيويورك تايمز بشكل مطول محاولات حظر قناة الجزيرة أو انتقادها من قبل حكومات أخرى، وهو ما يهيئ القارئ للنظر إلى الشبكة، وبالتالي لكل المتعاونين معها، من خلال عدسة أمنية بدلا من الحقيقة المباشرة في أنهم مدنيون، صحفيون مهنيون، يحميهم القانون الدولي، وتتحمل مسؤولية قتلهم إسرائيل بلا مواربة.

يجسد هذا التسلسل التحريري ما يصفه إدوارد سعيد في مقاله المنشور عام 1984 "الإذن بالسرد"، فقبل أن يُسمح للأصوات الفلسطينية بالكلام، وقبل أن تقص حكاياتها، يجب أن تمر من خلال روايات خصومها. عمليا، وصحفيا، يعكس هذا الشكل من التحرير عبء الإثبات، إذ يدعو القارئ للتساؤل عما إذا كان الضحايا يستحقون مصيرهم، بدلا من التساؤل عما إذا كان الاغتيال انتهاكا للقانون.

الأمن التابع للسلطة الفلسطينية أثناء تسليم قرار إغلاق مكتب الجزيرة برام الله (الجزيرة)

ففي التقرير، تقول نيويورك تايمز "أثارت قناة الجزيرة، التي قالت إن خمسة من صحفييها قُتلوا في غارة إسرائيلية، غضب حكومات … تتهمها بأنها تعطي منبرا للإرهابيين". في جملة شديدة الرداءة، تجعل الموضوع هو المؤسسة لا جريمة الاغتيال، وتحول التركيز من الضحايا إلى منتقدي الشبكة من الحكومات الشريكة للولايات المتحدة والتي تُكثر الصحيفة من نشر التقارير الإيجابية حولها.

مرة أخرى، لم تشر الصحيفة إلى القانون الدولي الذي يحمي الصحفيين، ولا إلى تصريحات المنظمات الحقوقية والإدانات الدولية، ولم تذكر أن الحادثة تمثل حلقة في سلسلة بدأتها إسرائيل في غزة لتجعل من العام الجاري أكثر الأعوام دموية بالنسبة للصحفيين على الإطلاق. بهذا يصبح حدث مقتل الصحفيين خيطا واحدا ضمن نسيج متداخل من الاتهامات إيابا وذهابا، ليخرج القارئ بانطباعات تبتعد عن الحقيقة المباشرة.

إعلان

وللمقارنة السريعة، يكفي النظر إلى صياغة جريدة بريطانية عريقة مثل الغارديان، والتي عنونت خبرها الأول "صحفي بارز في الجزيرة تقتله غارة إسرائيلية في غزة"، وفي مقدمة الخبر تقول: "أنس الشريف قُتل في غارة إسرائيلية قتلت أيضا أربعة من زملائه".

في تغطية الغارديان يبدو واضحا استخدام المبني للمعلوم، ووضع الضحايا في المركز، وذكر الجاني، والتركيز على مهنة الضحية ما يقدم الجريمة على حقيقتها كانتهاك مباشر لحرية الصحافة والتعبير والحق في الحياة.

أما في اليوم التالي، فقد نشرت الصحيفة تقريرا بعنوان "الصحفيون الفلسطينيون يُقتلون، والأجانب يُمنعون، في حرب إسرائيل على السردية في غزة". وفي البداية تقول الصحيفة بشكل مباشر "تقتل إسرائيل الصحفيين الفلسطينيين في غزة بينما ترفض السماح للمراسلين الأجانب بدخول القطاع"، وتستمر على هذا المنوال في فضح الإستراتيجية الإسرائيلية في التعتيم على الإبادة المستمرة منذ 22 شهرا.

الحق في السرد لا يوهب، بل يُنتزع

عودة إلى إدوارد سعيد، الذي كتب مطولا عن تعامل الإعلام الغربي مع قضية فلسطين ومع المسلمين. في كتابيه، الاستشراق، والذي نُشر لأول مرة عام 1978، و "تغطية الإسلام"، الذي نُشر بعده بسنوات قليلة، يتحدث سعيد عن أن الإعلام الغربي في مجمله لا يكتفي بعرض ما يراه واقعا عندما يتعلق الأمر بالمسلمين، بل يشارك فعليا في صنعه. ويكون المنتج النهائي متسقا تماما مع السرديات الإمبريالية، وهو ما يراه أداة هيمنة شديدة القوة.

هذه الطريقة في السرد والهيمنة تحذف بشكل متعمد كل سياق يرتبط بالتاريخ الاستعماري والاعتداءات الخارجية، وبالتالي يظهر رد الفعل الذي تقدمه حركات المقاومة، سواء دينية أو غيرها، باعتباره تعديا غير مبرر، وإرهابا بلا سبب.

بالنسبة للإعلام الغربي في مجمله، بحسب سعيد، يقدَّم المسلمون والعرب في صورة تهديد، أو مشكلة تحتاج للتعامل معها. والأمر نفسه أكده في مقالته "الإذن بالسرد" التي وصف فيها كيف يُحرم الفلسطينيون من الحق في حكاية قصتهم إلا ضمن الإطار الذي يجيزه أصحاب الهيمنة والنفوذ. وهذا بالضبط ما نراه الآن في تغطية نيويورك تايمز، عندما تقدم السردية الحكومية، بغض النظر عن كونها سردية احتلال مدان دوليا، على حساب القضايا الأخلاقية شديدة الوضوح والحدية.

لم يكن اغتيال أنس الشريف وصحفيي الجزيرة في غزة سوى اختبار صارخ لقدرة الإعلام الغربي على الالتزام بمعاييره. وقد فشلت النيويورك تايمز في الالتزام بتلك المعايير، فلم تفعل أكثر من إعادة إنتاج سردية الاحتلال عبر منصة أقوى. إن ما حذّر منه إدوارد سعيد قبل عقود يتجسد اليوم بوضوح: الفلسطينيون لا يُسمح لهم بالسرد إلا عبر قوالب أعدّها المتنفذون والاحتلال.

إن من شأن هذا الانحراف عن المهمة الصحفية ألا يشوه واقع ما يحدث في غزة فحسب، بل تقويض سلامة وحماية الصحفيين في كل مكان. لأن صاحب القوة عندما لا يمنح "الإذن بالسرد"، فهو يعني أن كل ناقل لسردية أخرى سيكون هدفا مستباحا للقتل. ما كان يقوله أنس الشريف عن غزة كانت ضد ما تقوله نيويورك تايمز عن غزة. كان أنس الشريف يقف ضد نيويورك تايمز حين حكى قصة شعبه بلا إذن بالسرد، وهذه بالتحديد كانت جريمته التي عاقبته عليها إسرائيل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات أبعاد غارة إسرائیلیة نیویورک تایمز الصحفیین فی أنس الشریف بدلا من فی غارة قبل أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز: تصعيد ترامب ضد فنزويلا والعفو عن تاجر مخدرات يكشف تناقضات فى استراتيجيته

معارضة داخلية شرسة لقرار الرئيس الأمريكى: يدفعنا نحو الحرب 

 

 ردت الحكومة الفنزويلية بتحد على الضغوط المتزايدة من جانب الحكومة الأمريكية، بما فى ذلك تصريحات دونالد ترامب  بأن المجال الجوى فوق فنزويلا ومحيطها سيتم إغلاقه.

فى بيان لها، وصفت الحكومة الفنزويلية تصريحات ترامب بأنها «تهديد استعماري» لسيادتها، وانتهاك للقانون الدولى. وأكدت الحكومة أنها تطالب باحترام مجالها الجوى، ولن تقبل بأى أوامر أو تهديدات خارجية.

فيما تصاعدت ردود الفعل على قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بسرعة واضحة، وسط قلق من تداعياته القانونية والدبلوماسية. قال السيناتور الديمقراطى تشاك شومر إن تصرفات ترامب المتهورة تجاه فنزويلا تدفع الولايات المتحدة نحو حرب خارجية مكلفة، مؤكدا أن دستور البلاد يعطى الكونغرس وحده سلطة إعلان الحرب، وليس الرئيس. وحذر خبراء قانونيون من أن التهديد باستخدام القوة ضد فنزويلا ينتهك ميثاق الأمم المتحدة، وقد يصل إلى مستوى القتل خارج نطاق القضاء.

وبحسب تحليل نشرته نيويورك تايمز الأمريكية أنه ورغم تأكيد الإدارة الأمريكية أن وجود القوات فى منطقة الكاريبى يهدف أساسًا لمكافحة المخدرات، إلا أن حجم القوات يوحى بطموحات أكبر، خصوصًا مع اهتمام ترامب باحتياطيات النفط فى فنزويلا ورغبته فى الإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو، وفق تصريحات أدلى بها ترمب  ومساعدوه فى جلسات خاصة.

حتى بين الجمهوريين كانت الردود أكثر تحفظًا حيث أعلن السيناتور روجر ويكر، رئيس لجنة القوات المسلحة فى مجلس الشيوخ، عن نيته التحقيق فى هجمات القوارب الأمريكية، وسط جدل واسع حول قانونية العمليات وأهدافها. وذكرت تقارير أن وزارة الدفاع الأمريكية كانت قد أصدرت أوامر بتنفيذ ضربات قاتلة للقوارب المستهدفة، مع هجمات لاحقة على الناجين، ما أثار انتقادات شديدة من الديمقراطيين الذين اعتبروا هذه العمليات غير قانونية وخارجة عن نطاق القضاء.

وأكد منتقدو الحملة أن إغلاق المجال الجوى يمثل تهديدًا باستخدام القوة، وأن الضربات ضد القوارب تجاوزت أهداف مكافحة المخدرات، إذ يمكن النظر إليها كجزء من محاولة لإضعاف مادورو وقطع مصادر تمويله. وقال برايان فينوكين، المحامى السابق فى وزارة الخارجية والمتخصص فى قوانين النزاعات المسلحة: «أى هجوم من هذا القبيل لن يحصل على تفويض من الكونجرس».

ورغم تأكيد الإدارة على أن الإجراءات تستهدف مكافحة المخدرات والهجرة غير الشرعية، يرى خبراء أن دور فنزويلا فى تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة محدود، حيث  يمر الكوكايين الكولومبى المتجه لأمريكا عبر المحيط الهادئ، بينما يُنتَج الفنتانيل غالبًا فى المكسيك باستخدام مواد كيميائية مستوردة من الصين. ومع ذلك، يربط ترامب بين فنزويلا وموجة الهجرة غير الشرعية، ويصفها كمصدر رئيسى للمخدرات.

وفى الوقت نفسه، وضعت وزارة الدفاع خيارات عسكرية أمام ترامب، تشمل ضرب الوحدات العسكرية الفنزويلية ومنشآت نفطية، ضمن ما وصفته الإدارة بمبادرة لمكافحة المخدرات، لكنها قد تؤدى أيضًا إلى زيادة الضغط على مادورو وزعزعة استقراره السياسى بشكل كبير.

كما أظهرت تصريحات ترامب على وسائل التواصل الاجتماعى، الصادرة خلال أقل من 24 ساعة، تناقضات واضحة فى استراتيجيته ضد تهريب المخدرات، إذ جاء إعلان العفو عن الرئيس السابق لهندوراس خوان أورلاندو هيرنانديز متزامنًا مع تصعيد تهديداته لفنزويلا.

أظهر التوقيت المتزامن للخطوتين تناقضًا كبيرًا فى استراتيجية ترامب، إذ سعى لتصعيد الحملة العسكرية ضد تهريب المخدرات، بينما أمر بالإفراج عن رجل اتهمه الادعاء بتلقى رشاوى مقابل حماية تجارة الكوكايين فى هندوراس، مستفيدًا من الجيش والشرطة والنظام القضائى. ووفقًا للادعاء، سمح هيرنانديز لسنوات بتدفق شحنات الكوكايين من فنزويلا عبر بلاده فى طريقها إلى الولايات المتحدة.

ووصف السيناتور الديمقراطى تيم كين، من ولاية فرجينيا، العفو بأنه «غير عادل»، مؤكدًا أن تصرفات ترامب تعكس «رواية كاذبة» حول استراتيجيته لمكافحة المخدرات. وأضاف كين أن هذا القرار «يقوض تماما ادعاء الإدارة بأنها تهتم حقًا بتجارة المخدرات، ويثير التساؤل حول ما يحدث بالفعل مع عملية فنزويلا».بحسب تحليل نيويورك تايمز الأمريكية.

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: تصعيد ترامب ضد فنزويلا والعفو عن تاجر مخدرات يكشف تناقضات فى استراتيجيته
  • نيويورك تايمز: واشنطن تدرس استهداف منشآت عسكرية ونفطية في فنزويلا
  • نيويورك تايمز: وفاة أكثر من 10 أطفال في الولايات المتحدة بسبب لقاح كوفيد-19
  • نيويورك تايمز: لقاح كورونا قتل 10 أطفال على الأقل في أميركا
  • نيويورك تايمز: مكالمة بين ترامب ومادورو وسط التحشيد العسكري بالكاريبي
  • مسؤول عراقي لـ"الوفد": استهداف الصحفيين في غزة لسحق الحقيقة
  • نيويورك تايمز: ترامب ومادورو تحدثا الأسبوع الماضي وناقشا عقد اجتماع محتمل
  • نيويورك تايمز: مباحثات بين ترامب و مادورو .. وتوقعات بعقد اجتماع عاجل
  • ترامب يهاجم نيويورك تايمز بعد تقرير يشكك في قوته وحيويته
  • ترامب يهاجم “نيويورك تايمز” بعد مقال عن حيويته في المنصب