جامعة القاهرة تُطلق أول جهاز تنفس صناعي مصري بالتعاون مع "الصناعة الوطنية"
تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT
في إنجاز وطني غير مسبوق، نجحت مصر في تطوير أول جهاز تنفس صناعي مخصص للرعاية الحرجة بتصميم وتنفيذ محلي بالكامل، بعد حصول جهاز "EZVent" المطور من قبل شركة "عز ميديكال" على الترخيص التجاري من هيئة الدواء المصرية، ليصبح بذلك أول جهاز تنفس صناعي مصري يُنتج وفقًا للمعايير الدولية للأداء والسلامة.
بدأت ملامح المشروع من داخل أروقة كلية طب قصر العيني – جامعة القاهرة، حينما تقدمت شركة "عز ميديكال" بمقترح تطوير جهاز تنفس صناعي محلي الصنع، الأمر الذي قوبل بترحيب واسع من الكلية، لما لمسته من جدية واحترافية عالية من الشركة في التعامل مع الفكرة وتطبيقها.
وسرعان ما بدأ التنسيق المشترك لتأسيس خارطة طريق واضحة تدمج بين الخبرة السريرية المتقدمة التي تمتلكها قصر العيني، والإمكانيات التصنيعية والتقنية التي توفرها "عز ميديكال". وانطلقت المرحلة الأولى بتنظيم دورة تدريبية مكثفة لفريق المهندسين والفنيين من الشركة داخل مركز التعليم المتطور (LRC) بالكلية، تحت إشراف نخبة من المتخصصين في الرعاية الحرجة، بهدف إكساب الفريق الفني المفاهيم الدقيقة للتهوية الميكانيكية وأساليب استخدام أجهزة التنفس الصناعي.
أعقب التدريب تنفيذ تجارب ما قبل السريرية على حيوانات التجارب داخل مركز التعليم المتطور، بعد الحصول على كافة الموافقات الرسمية من جامعة القاهرة واللجان الأخلاقية المختصة. وجاءت نتائج هذه التجارب مشجعة للغاية، لتفتح الطريق أمام المرحلة الأهم وهي البحث السريري على المرضى.
جرى تنفيذ البحث السريري داخل وحدة الرعاية المركزة بقصر العيني، تحت إشراف الأستاذ الدكتور ياسر نصار كباحث رئيسي، بمشاركة الدكتور محمد جمال الأنصاري وعدد من الأطباء والأساتذة بقسم طب الحالات الحرجة، حيث تم اختبار الجهاز على المرضى ومقارنة أدائه بأجهزة التنفس الصناعية القياسية المستخدمة عالميًا.
وبحسب نتائج الأبحاث، والتي تم نشر جزء منها فيالمجلةالدولية "HELION"، أثبت جهاز "EZVent" كفاءة عالية في تقديم تهوية ميكانيكية مستقرة وآمنة، دون ظهور أية آثار جانبية أو تغيرات فسيولوجية ضارة على المرضى، مما يؤكد قدرته على تلبية احتياجات وحدات الرعاية الحرجة بكفاءة تضاهي مثيلاتها المستوردة.
دعم كامل من جامعة القاهرة وقياداتهاوأكد الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، أن هذا المشروع يعكس بوضوح الرؤية الاستراتيجية للجامعة في دعم البحث العلمي التطبيقي الموجه لخدمة القضايا الوطنية، وفي مقدمتها توطين الصناعة الطبية. وأوضح أن الجامعة تسعى باستمرار إلى تحويل مخرجات البحث العلمي إلى تطبيقات عملية، تُسهم في تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطن، وتُقلل من الاعتماد على الاستيراد.
الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة
وأضاف عبد الصادق:"نحن فخورون بأن تكون جامعة القاهرة حاضنة لهذا الإنجاز الذي يُجسد معنى التكامل بين الجامعة والصناعة، وهو توجه نعمل على تعزيزه في جميع كليات الجامعة. إن نجاح جهاز EZVent ليس فقط نجاحًا أكاديميًا أو صناعيًا، بل هو رسالة بأن العقول المصرية قادرة على الإبداع والابتكار متى توافرت البيئة الحاضنة والدعم المؤسسي."
ومن جانبه، أكد الدكتور حسام صلاح مراد، عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، أن المشروع يُعد نموذجًا رياديًا للتعاون بين التعليم والبحث والصناعة، وقال:
الدكتور حسام صلاح مراد عميد كلية طب قصر العيني
"منذ اليوم الأول لهذا المشروع، كان لدينا إيمان حقيقي بقدرة الكوادر المصرية على إنتاج جهاز تنفس صناعي بمواصفات عالمية. وقد وفّرت قصر العيني كل الإمكانات العلمية والسريرية، بدءًا من التدريب، ومرورًا بالتجارب المعملية، وصولًا إلى الدراسات السريرية، بإشراف علمي صارم وتوثيق دقيق."
وأضاف مراد أن المشروع شهد مشاركة واسعة من فريق طبي متكامل يضم أساتذة وحدة الحالات الحرجة، وشباب الأطباء، وفرق التمريض، والفنيين، إلى جانب باحثين من خارج الكلية، مما رسخ مفهوم العمل الجماعي والتشاركية في الابتكار الطبي.
يمثل نجاح مشروع EZVent خطوة مهمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في المعدات الطبية عالية الحساسية، خاصة في ظل التحديات العالمية التي أثّرت على سلاسل الإمداد. ويأتي هذا الإنجاز في إطار حرص جامعة القاهرة على تعظيم دور البحث العلمي في خدمة المجتمع، ودعم سياسات الدولة المصرية نحو التصنيع المحلي، وتحقيق الأمن الصحي.
ويأمل القائمون على المشروع في أن يكون "EZVent" هو البداية فقط لسلسلة من الأجهزة الطبية التي تُصمم وتُنتج بأيادٍ مصرية خالصة، بدعم من مؤسسات التعليم العالي والقطاع الخاص، ليكون نموذجًا يُحتذى به على مستوى الوطن العربي والقارة الإفريقية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: جهاز تنفس صناعي جامعة القاهرة طب قصر العيني كلية طب قصر العيني طب الحالات الحرجة التعليم المتطور الدكتور محمد جمال الدكتور حسام صلاح هيئة الدواء المصرية الدواء المصري جهاز تنفس صناعی جامعة القاهرة قصر العینی
إقرأ أيضاً:
إصلاحات جمركية تعيد رسم خريطة الاستثمار في مصر.. والنواب: خطوة إستراتيجية لدفع الصناعة الوطنية
مرفت ألكسان: خفض التكلفة وزيادة التنافسية.. مكاسب مباشرة للصناعةعلي الدسوقي: التحول الرقمي يُنهي زمن "الإجراءات الغامضة" ويُحفز رأس المال الأجنبيمحمد بدراوي: الجمارك أصبحت أداة دعم وليست عبئًا على الاستثمار
أشاد عدد من نواب مجلس النواب بحزمة الإصلاحات الجمركية الجديدة التي أعلنتها الحكومة، مؤكدين أنها تأتي كاستجابة عملية لتحديات الصناعة والاستثمار، وتؤسس لمرحلة جديدة من الشفافية والعدالة التجارية.
النواب أكدوا أن الإجراءات الجديدة – والتي تشمل تقسيط الضريبة الجمركية على مستلزمات الإنتاج، وتفعيل نظام التخليص المُسبق، وتيسير إنشاء المراكز اللوجستية – لا تمثل فقط استجابة للمطالب الاقتصادية، بل تعكس رؤية دولة تسعى لتحويل الموانئ إلى بوابات نمو، لا عوائق عبور.
وصفت النائبة مرفت ألكسان، عضو لجنة الخطة والموازنة، الإصلاحات الجمركية بأنها منحازة بوعي للإنتاج المحلي، مؤكدة أن تقسيط الضريبة الجمركية على مستلزمات الصناعة يخفف من الأعباء المالية ويمنح المصانع فرصة للتوسع وتحقيق وفورات تشغيلية.
وقالت إن تبسيط الإجراءات في الموانئ وتقليص زمن الإفراج الجمركي، لا يساهم فقط في تقليل التكلفة، بل يعزز ثقة المستثمر في أن الزمن أصبح قيمة اقتصادية محمية بقرارات حكومية، وليست معوقًا في الموانئ.
وأكد النائب علي الدسوقي، عضو لجنة الشئون الاقتصادية، أن التحول الرقمي في إدارة الجمارك وتحديث آليات الإفراج الإلكتروني عن البضائع يمثل نقلة نوعية في البيئة الاستثمارية المصرية، ويقضي على ما وصفه بـ"الإجراءات الغامضة" التي كانت تربك المستثمر وتطيل أمد العمليات التجارية.
وأضاف أن تحديث التعريفة الجمركية يعكس إدراك الدولة لضرورة تحقيق توازن بين الإيرادات وتحفيز النمو، مشددًا على أن مصر لم تعد تنتظر الاستثمارات، بل تبني بنية تحتية اقتصادية جاذبة لها.
ومن جانبه قال محمد بدراوي عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب أن الإجراءات الجديدة تمثل تحولًا في الفلسفة الحكومية تجاه المنظومة الجمركية، معتبرين أن الجمارك لم تعد "جهة تحصيل" فقط، بل باتت أداة تنموية تُستخدم لدعم القطاعات الإنتاجية.
وأشار إلى أن الإصلاحات تسهم في تقليل التكاليف التشغيلية، وتعزيز صادرات الصناعات المصرية، خاصة مع ارتفاع الأسعار العالمية للمواد الخام وسلاسل التوريد، ما يجعل تبسيط دخول مستلزمات الإنتاج ضرورة استراتيجية.