طهران لا تثق في نوايا واشنطن وتستبعد استئنافا سريعا للمفاوضات النووية
تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT
واشنطن"أ ف ب": استبعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم استئنافا سريعا للمحادثات مع الولايات المتحدة بشأن برنامج بلاده النووي، مؤكّدا أنّ الجمهورية الإسلامية بحاجة لأن تضمن أنّ واشنطن لن تشنّ ضربات عسكرية جديدة ضدّها.
وردّا على سؤال لشبكة "سي بي إس" الإخبارية الأمريكية بشأن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب إمكانية استئناف المحادثات بين واشنطن وطهران هذا الأسبوع، قال عراقجي "لا أعتقد أنّ المفاوضات ستُستأنف بهذه السرعة".
وخلال المقابلة سئل عراقجي بشأن ما أدلى به أخيرا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي لجهة أنّ إيران تمتلك القدرات التقنية لاستئناف تخصيب اليورانيوم في غضون "بضعة أشهر".
وقال الوزير الإيراني "لا يمكن تدمير تكنولوجيا التخصيب وعلومه بالقصف".
وأضاف "إذا كانت لدينا إرادة لإحراز تقدّم جديد في هذا المجال، وهذه الإرادة موجودة، فسنتمكن من إصلاح الضرر بسرعة وتعويض الوقت الضائع".
وأتى تصريح عراقجي غداة إعلان نائبه مجيد تخت روانجي في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أنّه لا يمكن استئناف المحادثات الدبلوماسية مع واشنطن إلا إذا استبعدت الأخيرة تنفيذ ضربات جديدة على بلاده.
وقال تخت روانجي في المقابلة التي بُثّت الأحد، "نسمع أنّ واشنطن تريد التحدث معنا"، مضيفا "لم نتفق على تاريخ محدد. ولم نتفق على الآليات".
وقال "نسعى للحصول على إجابة على هذا السؤال: هل سنشهد تكرارا لعمل عدواني ونحن منخرطون في حوار؟"، مشيرا إلى أنّ الولايات المتحدة "لم توضح موقفها بعد".
وأوضح نائب وزير الخارجية الإيراني أنّ طهران أُبلغت بأنّ واشنطن لا تريد "الانخراط في تغيير للنظام في إيران" عبر استهداف المرشد الأعلى علي خامئني.
من جهة أخرى أعلنت الأمم المتحدة أنها ستضطر إلى مضاعفة ميزانيتها للمساعدات الإنسانية والتنموية المخصصة لإيران بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل، وفقا لتصريح مسؤول أممي كبير اليوم.
وقال منسق الأمم المتحدة المقيم في إيران، ستيفان بريسنر، خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو من طهران مع الصحفيين في جنيف: "نحن بصدد إعداد الميزانية. هناك زيادة كبيرة في الأرقام".
وأضاف "من السابق لأوانه تحديد المبلغ الدقيق الذي نحتاجه، لكننا نتوقع بالتأكيد مضاعفة التمويل المطلوب"، مشيرًا إلى أن ميزانية العام الماضي بلغت نحو 75 مليون دولار (أي ما يعادل 63 مليون يورو).
وقال بريسنر" نأمل أن تُفصل قضية المساعدات الإنسانية والتنموية عن القضايا الأخرى، وأن تدفع الأزمة الحالية المجتمع الدولي إلى تعزيز دعمه".
وأوضح أن "ميزانية الأمم المتحدة بلغت العام الماضي حوالى 75 مليون دولار، منها 50 مليون دولار خُصصت لأزمة اللاجئين، وقرابة 25 مليون دولار لبرامج التنمية".
وأشارالمسؤول الأممي إلى أن المنظمة الدولية ترسل عادة نحو 50 موظفا دوليا في إيران إلى جانب 500 موظف محليين، وقد نُقل بعضهم مع أفراد عائلاتهم إلى خارج إيران بعد اندلاع الحرب مع إسرائيل.
وختم قائلاً: "لقد كانت هذه الأزمة اختبارا لنظام الأمم المتحدة وقدرته على التكيف وتنفيذ برامجه في ظروف صعبة. لقد بقينا على الأرض وأدّينا عملنا".
وفجر 13 يونيو، بدأت إسرائيل الحرب بهجوم مباغت استهدف مواقع عسكرية ونووية في إيران، تخللته عمليات اغتيال لقادة عسكريين وعلماء نوويين، معلنة عزمها على منع إيران من امتلاك القنبلة النووية.
وليل 21 إلى 22 يونيو، شنّت الولايات المتحدة ضربات على ثلع نووية إيرانية رئيسية.
وبعد 12 يوما من الحرب، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل في 24 يونيو.
وتوعّد في وقت لاحق بأن تعاود الولايات المتحدة توجيه ضربات إلى إيران في حال قامت بتخصيب اليورانيوم للاستخدام العسكري.والأحد، جدد مجيد تخت روانجي التأكيد على حق إيران في تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المئة لإنتاج الطاقة.
وقال "يمكن مناقشة المستوى، ويمكن مناقشة القدرة، ولكن القول.. يجب أن يكون مستوى التخصيب لديكم صفرا، وإذا لم توافقوا فسوف نقصفكم، فهذه هي شريعة الغاب".
ووفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، فإنّ إيران هي القوة غير النووية الوحيدة التي تقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المئة، علما بأن سقف مستوى التخصيب كان محددا عند 3,67 في المئة في اتفاق العام 2015.ويتطلب صنع رأس نووية تخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المئة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمم المتحدة ملیون دولار فی إیران فی المئة
إقرأ أيضاً:
طهران: تفعيل آلية الزناد من قبل الترويكا الأوروبية "أمر غير مبرر"
قالت وزارة الخارجية الإيرانية، إن تفعيل الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) لآلية الزناد بحق إيران غير مبرر، مشيرة إلى أن 6 من أعضاء مجلس الأمن الدولي يعارضون هذا الإجراء.
ولفتت وزارة الخارجية الإيرانية إلى أن الأعضاء الـ6 بمجلس الأمن الدولي يعارضون هذا الإجراء ويؤكدون أنه لا يمثل قرارا أمميا بل خطوة منفردة من الترويكا الأوروبية. وأوضحت الخارجية أن إيران ستتابع هذا التصعيد في المحاكم والمنظمات الدولية.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي أن المسؤولية الأساسية للتصعيد ضد إيران تقع على عاتق إسرائيل والولايات المتحدة، لكن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أسهم في توفير الذريعة لهذا التصعيد، داعيا المنظمات الدولية لتوخي الحذر وعدم إعطاء مبررات لمن يسعى لاستخدام القوة.
وحملت الخارجية الإيرانية الدول الأوروبية الثلاث مسؤولية اتخاذ نهج سلبي وغير مسؤول في الملف النووي، معتبرة أن الأوروبيين أساؤوا استغلال ما يعرف بآلية فض النزاعات وأصروا على شروط وصفتها بـ"غير المنطقية".
كما أشار بقائي إلى أن إيران مستعدة للدبلوماسية إذا كانت مثمرة، لكنها ترفض أي طرح يهدف فقط لإرضاء مطالب الولايات المتحدة على حساب مصالحها الوطنية.
وزير خارجية إيران: أكدنا للأوروبيين استعدادنا لأي حل يُعيد الثقة
قال عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، إنهم أكدوا للأوروبيين استعدادهم لأي حل يضمن مصالح الجانبين ويعيد الثقة بشأن برنامجنا النووي.
وقات إيران إن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم يعد ملائما بعد إعادة فرض العقوبات.
وقال مسعود بزشكيان، الرئيس الإيراني، إن الضربات العسكرية لن تمنعهم من إعادة بناء برنامجهم النووي.
وأضاف بزشكيان :"إعادة العقوبات لا يمكن أن توقفنا".
وفي سياقٍ مُتصل، قال مجيد تخت روانجي نائب وزير الخارجية الإيراني: أي تحرك أوروبي لإعادة فرض العقوبات سيكون منحازا وذريعة للتصعيد.
وقال روانجي في وقتٍ سابق إن مواقفهم قبل الحرب لم تتغير وسنعمل في أي محادثات على تأمين حقوقنا النووية.
وفي وقتٍ سابق قال مسعود بزشكيان، الرئيس الإيراني، إن الحروب ليست في صالح أحد، ولا مُنتصر فيها.
وأضاف :"لم ولن نمارس الغطرسة ولكن لن نرضخ للظلم والهيمنة".
وتابع بزشكيان :"نسعى إلى منع تكرار الحروب والصراعات عبر الدبلوماسية".
ذكرت وكالة فارس الإيرانية أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أُصيب بجروح طفيفة في ساقه جراء هجوم إسرائيلي استهدف المجلس الأعلى للأمن القومي في 16 يونيو الماضي.
وذكرت الوكالة الإيرانية أن التحقيق جار في احتمال وجود متسلل بعد حصول إسرائيل على معلومات عن اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي.
وتابعت :"مسئولون إيرانيون غادروا المبنى عبر فتحة طوارئ بعد إصابة بعضهم في الهجوم".
وأضافت قائلةً :"الهجوم الإسرائيلي في يونيو استهدف اجتماعا للمجلس الأعلى للأمن القومي في طوابق سفلى بمبنى غربي طهران".
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية نقلاً عن مصادرها أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أخبر الرئيس الأمريكي بنواياه تجاه إيران.
وقال نتنياهو لترامب إن إسرائيل ستوجه ضربات لإيران إن استأنفت سعيها لامتلاك سلاح نووي.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية رد ترامب الذي قال :"نُفضل حلاً دبلوماسياً، ولكني لا أعارض خطط إسرائيل".
وقال الحرس الثوري الإيراني إنه لا خطوط حمراء في الرد إذا تعرضت البلاد لأي هجوم من جديد.
وقال الجيش الإيراني في وقت سابق إن قوات الدفاع الجوي التابعة له تصدت بقوة للعدوان الإسرائيلي على البلاد.
وأضاف الجيش الإيراني في حديثه: "سنتصدى بكل قوة لأي اعتداء وسندافع عن سيادة البلاد".
وتابع قائلاً: "الشعب والقوات المسلحة وقفا صفا واحدا في مواجهة العدوان".