مفوضية الأمم المتحدة للاجئين تفقد 5 آلاف موظف
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
جنيف"أ.ف.ب": أعلن مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي اليوم الاثنين أن الوكالة الدولية خسرت نحو خمسة آلاف موظف منذ مطلع العام، في ظل التراجع الكبير في التمويل الدولي.
تواجه مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أزمة متفاقمة. ففي ظل ازدياد حالات النزوح حول العالم، ينفد التمويل الإنساني سريعا منذ عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة في يناير.
وقال جراندي في مستهل الاجتماع السنوي للجنة التنفيذية للوكالة إن "نحو 5000 من زملائنا في مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين خسروا وظائفهم هذا العام".
وأشار إلى أن ذلك يعادل "أكثر من ربع إجمالي القوة العاملة لدينا"، محذّرا من أنه يتوقع ارتفاع العدد.
وأفاد متحدث باسم الوكالة فرانس برس بأن الموظفين العاملين بدوام كامل وأولئك الذين يعملون بموجب عقود مؤقتة أو كمستشارين هم من بين الأشخاص الذين خسروا وظائفهم.
خفضت الولايات المتحدة التي لطالما كانت أكبر الدول المانحة، المساعدات الخارجية بشكل كبير، ما تسبب بحالة فوضى في أنحاء العالم.
وساهمت واشنطن في الماضي بحوالى 40 في المئة من ميزانية مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين. وتسبب قرارها خفض المساعدات الخارجية إلى جانب قرار كبرى الدول المانحة خفض النفقات أيضا، بوضع صعب للوكالة، بحسب غراندي الذي قال إن "الأرقام قاتمة".
أقرّت المفوضية ميزانية قدرها10.6مليار دولار للعام 2025، بحسب جراندي الذي شدد على أنها لم تحصل في السنوات الأخيرة سوى على "نصف احتياجاتها من الموازنة تقريبا" أو حوالى خمسة مليارات دولار.
وقال "بناء على المعطيات الراهنة، توقعنا بأن ننهي العام 2025 مع تمويل متوفر تبلغ قيمته 3,9 مليار دولار، في تراجع قدره 1.3 مليار دولار عن العام 2024، أو نحو 25 في المئة أقل تقريبا".
وقال غراندي إن "أي بلد أو قطاع أو شريك لم يسلم.. يتعيّن إيقاف برامج وأنشطة حيوية وإيقاف العمل على منع العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي وإيقاف الدعم النفسي للناجين من التعذيب".
وأضاف "أُغلقت مدارس وتم خفض مساعدات غذائية ومنح نقدية وتوقفت عمليات إعادة التوطين. هذا ما يحصل عندما تخفض التمويل بأكثر من مليار دولار في غضون أسابيع".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مفوضیة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئین
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الألماني يتمسك بموقفه: دمشق مدمرة وواقع سوريا يمنع عودة اللاجئين
تمسك وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، بتقييمه للوضع في سوريا التي أنهكتها الحرب، رغم الانتقادات التي تلقاها من داخل حزبه، معلنا تمسكه بما قاله بشأن تحليله للوضع هناك، داعيا من يرى الأمر بشكل مختلف أن اقديم حجج وحقائق تدعم ذلك.
وقال الوزير المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي، خلال مؤتمر اقتصادي من تنظيم صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية: إن "عبارته حول أن العودة إلى المناطق المدمرة في دمشق غير ممكنه حالياً إلا في أضيق الحدود، تمثل الحد الأدنى مما يمكن قوله في هذا السياق"، وأضاف "سأظل متمسكاً بما قلته لأنه تحليلي الواقعي.. هذا هو تقييمي للوضع هناك".
Johann Wadephul: Wenn der Außenminister innenpolitisch unter Beobachtung steht https://t.co/hI6DxZeZiv — Süddeutsche Zeitung (@SZ) November 19, 2025
وكان فاديفول قد شكك في نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي، خلال زيارته لإحدى ضواحي دمشق المدمرة بشدة، في إمكانية عودة عدد كبير من اللاجئين السوريين طوعاً إلى هناك في ظل حجم الدمار الهائل، وقال حينها: "هنا لا يستطيع الناس أن يعيشوا بكرامة فعلاً"، وبعد أسبوع، نقل مشاركون في جلسة للكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي عنه قوله إن "سوريا تبدو في حال أسوأ مما كانت عليه ألمانيا عام 1945"، وهو تصريح أثار أيضاً انتقادات واسعة.
وقال فاديفول إنه تجول بالسيارة عبر دمشق التي تعرضت للقصف بالكامل، واستمع إلى شرح مفصل عن الوضع الفعلي هناك، حيث لا توجد كهرباء ولا مياه ولا صرف صحي.
وزير الخارجية الألماني والوفد المرافق يطلعون برفقة وزير الطوارئ على واقع الأحياء المدمرة في مدينة حرستا بريف دمشق. pic.twitter.com/ojUHrZ29IB — الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@Sana__gov) October 30, 2025
وأشار الوزير إلى أن مدناً أخرى مثل حمص وحلب أكثر دماراً، وتعرضت لقصف جوي مكثف من قبل القوات الروسية، وقوات رئيس النظام المخلوع بشار الأسد، إضافة إلى تعرضها لهجمات بغازات سامة، ووجود عدد كبير من الذخائر غير المنفجرة، مضيفاً أن هذا يذكر - على الأقل في الأماكن التي حدث فيها ذلك - بصور ما بعد الحرب العالمية الثانية، وقال: "لا ينبغي أن نفقد التعاطف ورؤية الواقع".
وأوضح فاديفول، أن الحكومة الألمانية تقدم المساعدة، من أجل أن يتم تنفيذ إعادة الإعمار هناك أيضاً بدعم ألماني على يد رجال ونساء سوريا، مثلما قامت به سابقاً نساء بإزالة الأنقاض في ألمانيا، لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة تحفيز السوريين للعمل هناك، قائلاً: "علينا أيضاً أن نمارس بعض الضغط"، مشيراً إلى أن ذلك لن ينجح إلا إذا تم بطريقة مناسبة، مضيفاً أن الحكومة السورية ترغب في عودة أعداد كبيرة من المواطنين إلى بلدهم، وقال: "سوريا بلد رائع ومتعدد".
وأكد فاديفول أن إعادة المجرمين والمصنفين كمصدر خطر إلى بلادهم أمر غير قابل للجدل، وأن من لم يتمكن بعد سنوات طويلة من تعلم اللغة الألمانية، أو الحصول على تدريب مهني أو الاندماج في سوق العمل، لن يمول بشكل دائم من قبل دافع الضرائب الألماني، لكنه أشار أيضاً إلى وجود عدد كبير من السوريات والسوريين الذين اندمجوا بشكل ممتاز في المجتمع الألماني.
وفي سياق متصل، كشفت تقرير صحفي، نقلا عن سلطات الهجرة الألمانية، عن رفض كل طلبات لجوء السوريين تقريبا، فيما يستمر الخلاف في الحكومة الألمانية حول تقييم الوضع في سوريا التي أنهكتها الحرب، بحسب تقرير لشبكة دويتشه فيله الألمانية.
ومنذ عودة السلطات الألمانية إلى البت بطلبات لجوء السوريين الشهر الماضي جاءت النتيجة بالرفض بنسبة أكثر من 99 بالمئة، وفق صحيفة "بيلد" الألمانية، التي نلقت عن مصادر في المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، وحسب المتحدث باسم المكتب، منح اللجوء السياسي في طلب واحد فقط من أصل 3,134 طلباً تمت معالجتها في تشرين الأول/أكتوبر 2025، فيما تم منح عشرة سوريين فقط صفة اللجوء، وحصل تسعة على حماية ثانوية، وصدر حظر ترحيل في ست حالات.