أول ظهور للموقوفين بقضية طائرة زامبيا والسلطات تتهمهم بالتجسس
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
ظهر الموقوفون في قضية طائرة زامبيا -وهم 5 مصريين و6 زامبيين- أول مرة أمام وسائل الإعلام لدى مثولهم أمام المحكمة أمس الاثنين؛ حيث وُجهت لهم تهمة التجسس وفقا لما أعلنته السلطات.
وقررت المحكمة حبس المتهمين احتياطيا، رافضة الإفراج عنهم بكفالة، ويواجهون في حال إدانتهم عقوبة السجن لمدة تصل إلى 30 عاما بموجب القانون الزامبي.
وأظهرت مقاطع فيديو الموقوفين أثناء نقلهم من المحكمة وحاول بعضهم تغطية وجهه أمام الكاميرات.
وكانت السلطات قد احتجزت هذه الطائرة الخاصة بمطار كينيث كاوندا الدولي في لوساكا لدى وصولها من مصر في 14 أغسطس/آب، وتحفظت على حمولتها التي تضمنت 5.7 ملايين دولار نقدا و5 مسدسات مع 126 طلقة ذخيرة فضلا عن حوالي 600 سبيكة من الذهب "المزيف".
واحتجزت السلطات الزامبية على ذمة التحقيقات 10 أشخاص كانوا على متن الطائرة، منهم 6 مصريين، ومواطن من كل من زامبيا وهولندا وإسبانيا ولاتفيا.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية -التي اطلعت على وثائق قضائية- إن من بين الموقوفين عسكريا مصريا سابقا ورجل أعمال إضافة إلى ضابط شرطة زامبي.
وكانت منصة إخبارية مصرية وتقارير صحفية عديدة قد ذكرت أن من بين الموقوفين رائدا سابقا في القوات المسلحة كان مساعدا للملحق العسكري بالسفارة المصرية في واشنطن، وآخرين من خلفيات أمنية ورجل أعمال يشتغل بتجارة الذهب.
#زامبيا تعلن توجيه تهمة التجسس لـ5 مواطنين مصريين ومثولهم أمام المحكمة مع إرجاء البت في اتهامهم إلى جلسة تعقد غدًا الثلاثاء pic.twitter.com/WB2gENs6tC
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) August 28, 2023
المصري السادسوتثير القضية تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي في مصر، حيث تساءل معلقون عن الموقوف المصري السادس الذي لم يُكشف عن هويته بعد ولم يكن ضمن قائمة المتهمين.
وكان اسم "العرجاني" قد تصدر تدوينات الناشطين في وقت سابق، حيث زعم معلقون ارتباط رجل الأعمال المصري إبراهيم العرجاني بالطائرة، وسط تساؤلات إن كان رجل الأعمال أو نجله عصام ضمن المحتجزين.
وأظهرت بيانات تتبع رحلات الطائرة، ارتباطها برحلات نجل العرجاني في أوقات سابقة، وقد ظهر في إحدى الصور مع والده وفي الخلفية الطائرة المذكورة، كما تزامنت بعض رحلات الطائرة نفسها مع صور نشرها عصام عبر حسابه على إنستغرام.
وأوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية مساء أمس الاثنين أن القاهرة تنسق مع السلطات في زامبيا بشأن التحقيقات مع المواطنين المصريين المحتجزين.
ونقلت الوكالة الرسمية عن مصدر مطلع قوله إن السلطات "تتابع بشكل مستمر تطورات الإجراءات القانونية" تجاه المصريين المحتجزين.
وأضاف المصدر أن "الجهات المعنية تتابع عن كثب سلامة سير إجراءات التحقيق معهم وفقا لقواعد القانون الدولي".
وكان رئيس زامبيا هاكيندي هيشيليما قد أكد أن جميع الضالعين في القضية سيحاسبون، وأن الحكومة لن تقدم حصانة لأحد.
وقال هيشيليما إن القضية "إجرامية" وإنه لا داعي لخلط الجريمة بالسياسة، وفق تعبيره.
وشدد على أنه لن يتدخل في سير العدالة، وأنه سيترك الأمر برمته إلى وكالات إنفاذ القانون.
وكان تاريخ رحلات هذه الطائرة الخاصة قد أثار الكثير من التساؤلات عبر المنصات، حيث ترددت على محطات عديدة من بينها الإمارات وليبيا، وارتبطت بزيارة وفود رسمية مصرية وشخصيات بارزة.
لكن وكالة الأنباء المصرية الرسمية نقلت -عن مصدر لم تذكر اسمه- أن الطائرة ليست مصرية، وأنها توقفت بمطار القاهرة في وقت سابق وخضعت للتفتيش وتم التأكد من استيفائها لقواعد الأمن والسلامة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
«رأيت الناس يموتون أمام عيني»
قبل كل شيء، «الأعمار بيد الله تعالى»، ولكن المفاجآت تحدث بشكل غير متوقع. في بعض الأحيان، يبدو لنا أن الأمر مستحيل للغاية أو يحدث بمحض الصدفة، لكنه قدر يتشكل أمامنا ليكون مفاجأة من العيار الثقيل. ولكن، بعد وقت قصير، ندرك حيثيات الواقع الذي حدث فعليًا؛ لأنه سيبقى في الذاكرة لسنين طويلة.
منذ فترة زمنية ماضية، فُجع العالم بنبأ تحطّم طائرة تابعة للخطوط الجوية الهندية في مدينة أحمد آباد، بعد إقلاعها بوقت قصير. ولكن المفاجأة المدوية التي انتشرت «كالنار في الهشيم»، خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، كانت عبارة عن مشهد يظهر فيه رجل يمشي من مكان الحادث بقميص ملطخ بالدماء، وحوله بعض الناس يلاحقون تقدمه، فيما تنتظره سيارة إسعاف!.
في هذه اللحظة بالذات، لم يصدق الكثير من الناس ما يتم تداوله، فهذه الحادثة الجوية تُعد من النوادر في ملاحم النجاة من الموت. ومن لحظتها، بدأت الأسئلة تُطرح بكثافة، سواء في وسائل الإعلام أو منصات التواصل الاجتماعي: كيف نجا شخص من انفجار مميت أودى بحياة أكثر من مائتي شخص كانوا يحلمون بوصول آمن إلى وجهتهم؟!
سمعنا سابقًا أن البعض نجا من الموت بسبب تخلفه عن موعد سفره، بعد أن تم إرجاعه من المطار بسبب نقص في أوراق سفره. ربما عاد هذا المسافر حزينًا؛ لأنه لم يتمكن من السفر مع بقية زملائه إلى الوجهة التي كان يريد الوصول إليها، لكنه لم يكن يعلم مطلقًا بأن سفر رفاقه هو المشهد الأخير الذي يراهم فيه!
لكن أن تكون في جوف طائرة محملة بالركاب والأمتعة، ثم تقلع من المطار إلى وجهتها، وعلى بعد أمتار معدودة من المدرج تسقط الطائرة بشكل مخيف، لتخلف وراءها كارثة جوية جديدة، وتودي بحياة جميع المسافرين ما عدا «راميش»، الناجي الوحيد من الكارثة!
سيظل عالم الطيران يتحدث عن هذا الناجي الوحيد طويلًا. ربما لم يفرح كثيرًا «راميش» بنجاته – بحسب ما ذكر لاحقًا – لأن على متن الطائرة ذاتها كان أخوه يجلس في مقعد موازٍ للمقعد الذي كان يجلس فيه، ولم يُكتب له النجاة، وتمنى لو أنه كان مكانه!
وبحسب ما تم نشره حول تفاصيل الحادثة في وسائل الإعلام المختلفة، فقد أكدت أن الطائرة اصطدمت بالمباني القريبة من المطار بعد حوالي 30 ثانية من إقلاعها. وظن «راميش» أنه مات، لكن عندما أدرك أنه على قيد الحياة، رأى فتحة في جسم الطائرة كانت ملاذه نحو الحياة. قال راميش: «رأيت الناس يموتون أمام عيني»، لكنني تمكنت من فك حزام الأمان، ودفعت نفسي بساقي عبر الفتحة، وزحفت للخارج، لم يكن واضحًا ما إذا كانت هذه الفتحة هي الباب أم هي تمزق في جسم الطائرة.
بالمقابل، يرى خبراء الطيران أن النجاة من الكارثة الجوية، مع حصول إصابات جسدية طفيفة في جسد الناجي الوحيد، تُعد بمثابة «معجزة». لكن التركيز على كيفية بقاء «راميش» على قيد الحياة، تحول إلى مقعده على متن طائرة بوينج 787-8 دريملاينر – «11A»، وهو مقعد مخرج طوارئ بالقرب من مقدمة الطائرة وعلى مقربة من أحد أقوى أجزاء جسم الطائرة المعروف باسم «صندوق الجناح».
من بعد هذه الحادثة، بدأ الناس يبحثون عن فرصة الحصول على المقعد الذي كان يجلس فيه «راميش»، الناجي الوحيد من الكارثة الجوية الهندية، معتقدين بأنه المكان الوحيد الآمن على متن الطائرة. لكنهم لا يدركون بأن الحياة والموت بيده سبحانه، فكل ما حدث هو بأمره وإرادته.
في عالم الطيران، كثيرًا ما كنا نعتقد بأن الكوارث الجوية لا يمكن أن تخلف وراءها أحياء، ولكن في السنوات الماضية شهد هذا القطاع حالات نادرة. فهناك أشخاص كُتب لهم الحياة من مقبرة الكارثة وخرجوا أحياء يُرزقون، بعضهم أكمل مسيرته، والباقون رحلوا بصمت!
واسترشادًا لما نريد الوصول إليه، نقتبس نصًا مما قاله أحد خبراء السلامة من الحرائق والإخلاء في جامعة «غرينتش»: «إذا وقع حادث كهذا، حيث تهبط طائرة محملة بالوقود اضطراريًا خارج المطار في بيئة مبنية، فمن غير المرجح أن يكون حادثًا قابلاً للنجاة». وأضاف: «إن نجاة أي شخص أمر معجز»، موضحًا أن «راميش» كان محظوظًا في نجاته من صدمة الاصطدام، ولم يُصب بجروح بالغة في ذلك الحادث، وكان جالسًا بجوار المخرج رقم 2. ليس واضحًا ما إذا كان قد استخدمه أم خرج عبر تمزق قريب، لكنه كان قريبًا جدًا من نقطة الخروج، لذلك نجا من الموت المحقق».
وفي كل الأحوال، تبقى مسألة الحياة والموت خاضعة للأجل والقدر وإرادة المولى سبحانه. وفي كتابه العزيز يقول: «وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ» ومعنى ذلك أن الإنسان لا يعلم ما سيحصل له في المستقبل، سواء من خير أو شر، ولا يعلم أين سيلقى حتفه؟ ولكن قصة نجاة «راميش» ستبقى محفورة في ذاكرة وسجلات كوارث الطيران العالمية.