البوابة نيوز:
2025-12-15@01:02:13 GMT

يا بخت من جاورته مصر

تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT

عندما تندلع أزمة سياسية في دولة ما، من الممكن أن تكون دول الجوار دول معتدية بهدف الاستيلاء على الثروات أو التدخل السياسي أو فرض سيطرة اقتصادية، ومن الممكن أن تكون محايدة، لا تتدخل في مثل تلك الأزمات بل أنها تكتفي بتأمين حدودها فحسب. 


ولكن مصر لا تترك أشقائها ولديها مسارات خاصة في التعامل مع أزمات الجوار، يظهر ذلك في زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إلي مصر كأول وجهة له منذ اندلاع الأزمة، فالتعامل مع الأزمة السودانية على الطريقة المصرية اتسم بمسارات عدة  ؛ منها الدعم اللوجيستى للضيوف الأشقاء السودانيين في وقت حرج في الاقتصاد العالمي ؛ لا تتحمل دولة استيعاب أعباء دولة أخرى في مثل هذا التوقيت، وعلى الرغم من ذلك استطاعت مصر تأمين الممرات الآمنة لهم وتأمين الدعم الطبي والغذائي، وأيضا، المسار الداخلي وهو دعم المؤسسات الوطنية وتشجيع المكون الوطني على نزع فتيل الأزمة وتهدئة الأوضاع، المسار السياسي واحتضان كل أطراف الأزمة وتكوين خلية مصرية مؤلفة من وزارة الخارجية والمخابرات العامة لحل الأزمة السودانية.

 

أما عن المسار الخارجي والدولي  و وضع أزمة السودان على طاولة المجتمع الدولي وهي ليست المرة الأولى، فبعد نظام البشير ومصر تتحدث بحكم التزامها التاريخي والجعرافى تجاه السودان الشقيق وتطالب برفع اسمها من قوائم الدول الراعية للإرهاب وإسقاط الديون عنها تخفيفا، ودعوة المجتمع الدولي لتهدئة الأمور في السودان وكأنها تدعو العالم لتهدئة الأوضاع ومساعدته في إطفاء نيران تلك الأزمة حفاظا على قلب إفريقيا وحدود إفريقيا الداخلية، فمصر تعلم جيدًا ولديها رؤية تجاه الاستقرار والأمن الإفريقي، فإذا ما اندلعت أزمة في دولة افريقية مهمة مثل السودان، يصبح ذلك بمثابة دعوة لكل الفرق والمليشيات المسلحة للتمركز بها  وهو تهديد حقيقي ومباشر لكل الدول الإفريقية، فيمكننا اليوم اعتبار إفريقيا هي البنك الدولي للعالم للموارد والمخزون الائتماني المستقبلي خاصة في ظل شُح الموارد وانعدام الأمن الغذائي العالمي، مما يجعل الحفاظ على أمن القارة واستقرارها أمر استراتيجي بل أمن قومي لجميع البلدان الإفريقية.
إن معالجة مصر لقضايا دول الجوار دائما ما تكون مميزة وشاملة وكأنها بمشرط جراحي تحاول فصل النسيج الطالح من الصالح دون التدخل في الشأن الداخلي،  سواء في القضية الليبية أو القضية السودانية، منذ احتضان قوي الحرية والتغيير بعد سقوط نظام البشير حتي يومنا هذا، فهي لا تكتفي بانتهاج مسار واحد أو دعم من زاوية معينة بل الشمولية وتعدد مسارات حل الأزمة هو ما يجعلها دولة متميزة وجارة حليفة وصديقة بل أمينة على جيرانها وتستحق أن تكون سفيرة إفريقيا والمتحدث الرسمي باسمها.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مصر والسودان الأزمة السودانية الحرب في السودان

إقرأ أيضاً:

السودان يجدد مطالبته للمجتمع الدولي بالضغط على الإمارات

بعثة السودان، أكدت أن تجاهل المجتمع الدولي لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي ارتكبتها قوات الدعم السريع شجعتهم على التمادي.

فيينا: التغيير

طالبت الحكومة السودانية، المجتمع الدولي بما أسمته “الوقوف في الجانب الصحيح من التاريخ” بتكثيف الضغوط على دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحميلها مسؤولية العدوان على السودان، وتصنيف “مليشيا الدعم السريع” كياناً إرهابياً.

وتتهم الحكومة السودانية بقيادة الجيش بدعم وتمويل قوات الدعم السريع في حربهما الممتدة منذ ابريل 2023م، فيما تصر أبوظبي على أن دورها لا يتجاوز المساعدات الإنسانية ومساعي إيجاد الحل السلمي، دون انحياز لأحد طرفي النزاع.

تجاهل دولي

وقدمت بعثة السودان الدائمة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالنمسا أمس، إحاطة للبعثات الدبلوماسية المعتمدة بفيينا حول الأوضاع الإنسانية بالبلاد، شهدت استعراض مقاطع فيديو وصور تبرز جانباً من الفظائع التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، وآخر التطورات في الساحة.

وشددت البعثة، على أن مذبحة كلوقي في جنوب كردفان الأسبوع الماضي والتي راح ضحيتها أكثر من 120 مدنيا غالبيتهم من الأطفال والنساء لن تكون المذبحة الأخيرة ما لم يتخذ المجتمع الدولي موقفاً حازماً تجاه من وصفتهم بـ”المتمردين” وراعيتهم الإقليمية.

وذكّرت بأن تجاهل المجتمع الدولي لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية “التي ارتكبها المتمردون منذ بداية تمردهم في ابريل 2023 شجعتهم على التمادي في ارتكاب المزيد من الجرائم المروعة والفظائع غير المسبوقة”- حسب وصفها.

وتطرق مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة بفيينا السفير مجدي أحمد مفضل، إلى آخر المستجدات خلال الأسابيع الأربعة الماضية وعلى رأسها مذبحة كلوقي واكتشاف جانب من الفظائع المروعة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بالفاشر عبر صور الأقمار الصناعية وإفادات الناجين من المدنيين، ومواصلة استهداف محطات الكهرباء وقوافل المساعدات الإنسانية واستخدامهم للمرتزقة.

دعم جهود الحكومة

ولفت المندوب إلى ما كشفه مدير معمل الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل الأمريكية حول المعلومات التي نقلوها لمجلس الأمن بشأن مذبحة الجنينة في يونيو 2023 وتحذيرهم من احتمال مواجهة الفاشر لذات المصير، وتأكيده أن بعض الفاعلين الدوليين يرون أن مصالحهم الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية مع “الراعي الإقليمي للتمرد” أهم لهم من أرواح المدنيين في السودان لذلك لم يولوا ملف السودان الاهتمام الذي يستحقه، علاوة على قرار وزارة الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات على كيانات وأفراد كولومبيين متورطين في تجنيد المرتزقة الكولومبيين للقتال بجانب المليشيا المتمردة.

ودعا المندوب إلى دعم جهود حكومة السودان مع سكرتارية الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاستعادة خدمات العلاج الإشعاعي للأورام بالمعهد القومي للسرطان بجامعة الجزيرة، ودعم الإعلان المشترك بين حكومة السودان ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية بشأن برنامج التعافي الصناعي للبلاد، ودعم جهود إعادة إعمار المؤسسات ذات الصلة بالاستخدامات السلمية للطاقة الذرية والاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي ومحاربة الجريمة المنظمة عابرة الحدود والمخدرات والإرهاب وتهريب الأسلحة.

الوسومالإمارات الجيش السوداني السودان الفاشر بعثة السودان الدائمة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية حرب ابريل 2023م دارفور فيينا قوات الدعم السريع كردفان كلوقي مجدي أحمد مفضل معمل الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل الأمريكية

مقالات مشابهة

  • وزارة الإعلام تدشّن فعاليات أسبوع الثقافة السودانية ضمن مبادرة "انسجام عالمي 2"
  • جامعة ييل توثق مؤشرات لمقابر جماعية في الفاشر السودانية
  • وزارة الإعلام تدشّن فعاليات أسبوع الثقافة السودانية
  • ‏”العرفي”: الحوار المهيكل لن يكون المسار الكفيل بحل الأزمة والغموض في آلية اختيار المشاركين فيه
  • الجوع يهدد نحو 22 مليون مواطن.. السودان يواجه مجاعة متزايدة!
  • المرزوقي يدعو إلى التظاهر لإسقاط النظام واستعادة دولة القانون في تونس
  • معاناة بلا نهاية.. الشعب السوداني يعيش أعمق أزمة إنسانية
  • السودان بين العواصف الدبلوماسية وتضييق الخناق الدولي على المليشيات وتصاعد الأزمة الإنسانية
  • السودان يجدد مطالبته للمجتمع الدولي بالضغط على الإمارات
  • مسيرة لقوات الدعم السريع تستهدف حي طيبة شرقي مدينة الأبيض السودانية