انتقادات إسرائيلية متواصلة بسبب استمرار الحرب في قطاع غزة
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
تواصلت الانتقادات الإسرائيلية على خلفية استمرار الحرب في قطاع غزة، وفي ظل الحوادث الأمنية التي تسببت في خسائر بشرية إضافية في صفوف جيش الاحتلال، وسط تحذيرات من الغرق في "وحل" غزة.
وقال الرئيس السابق للجنة الخارجية والأمن بالكنيست ورئيس برنامج الأمن بمعهد دراسات الأمن القومي عوفر شيلح، إنّ "ما يصل من أخبار سيئة من غزة في الأسابيع الأخيرة يؤكد أن الإسرائيليين لم يتعلموا من دروس أحداث 1983-1985 في لبنان، حين كان الهدف المعلن من التحرك العسكري فيه هو إزالة التهديد الذي تشكله حركة فتح لمستوطني الشمال، ورغم أنه تحقق بالفعل، لكن الجيش استمر بالبقاء في لبنان، بينما عانى من خسائر فادحة، 286 قتيلاً بين سبتمبر 1982 ويونيو 1985، وتعرضه للاستنزاف حتى النخاع".
وأضاف شيلح في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "الأسباب التي قدمت للبقاء في لبنان مألوفة بشكل مؤلم، وهي الردع، ومنع العدو من الشعور بالنصر، وعودة ثمانية مخطوفين وجثث القتلى، والاعتقاد بأن الضغط العسكري سيجلب النصر، وهذه هي الأسس الدائمة للجمود الأمني، الذي يقف على قدمين: غياب التحرك السياسي التكميلي الذي يحدد الإنجازات العملياتية، بحيث تصبح غاية في حد ذاتها، وليس وسيلة؛ والتفكير العسكري ضيق الأفق، بتجاهل دروس الماضي، واندماج المصالح الحزبية مع السياسية والأمنية".
وأشار إلى أن "أربعين عاماً مرت من الجمود الأمني من لبنان الى غزة، حيث لم يحقق الجيش أي إنجاز في غزة، رغم القصص التي يتم تسويقها كل يوم عن "فككنا، دمرنا"، وعلى النقيض من إفاداته، فإن مثل هذا الإنجاز مستحيل: فحماس تحولت إلى حرب العصابات، وأصبح عدد قتلاها لا معنى له تقريباً، وكذلك القضاء على قادتها، أو استيلاء الجيش على الأراضي، كما أن التناقض بين تفكيكها وعودة المختطفين، مصطنع، فكل المختطفين سيعودون فقط في إطار صفقة شاملة لإنهاء الحرب، التي كانت وشيكة في بداية العام".
وأكد أن "الاختيار الحقيقي هو بين وقف الحرب واحتلال غزة وفرض حكم عسكري وتحمل المسؤولية عن مليوني فلسطيني، مع كل العواقب الوخيمة التي تترتب على ذلك على مكانة الدولة العالمية، واقتصادها وجيشها، لأن استمرار الوضع الحالي يقودها هناك، دون اتخاذ قرار".
وتابع: "الحجة القائلة بأنه "لولا القتال في غزة لما كان هناك إنجازات في لبنان وإيران" لا أساس لها من الصحة، لأن الضربات العملياتية الناجحة على حزب الله، وأسفرت عن نتائج إيجابية بعيدة المدى بالنسبة لأمن الدولة، وكذلك على إيران، رغم أنه من السابق لأوانه معرفة كيف ستؤثر على الهدف المعلن المتمثل بمنع انتشار أسلحتها النووية، لا علاقة لها بالركود المستمر في غزة".
وأوضح أنه "هذا العام 2025، سقط أكثر من مائة جندي في غزة، أربعين منهم منذ استئناف العدوان في مارس، بدعوى أنها الطريقة الوحيدة لإعادة المخطوفين، لكن لم يعد سوى واحد منهم، وهو عيدان ألكسندر، تكريماً للرئيس دونالد ترامب، والصفقة التي بين أيدينا كما هي ذاتها التي توصلنا إليها بالفعل، ومن المشكوك فيه أنها ستعيد جميع الرهائن، أحياء وأمواتاً".
وأكد أن "محاولة السيطرة على المساعدات في غزة، تشكل نصف الطريق للحكم العسكري، فشل متعمد وكارثي، حيث يجد الجنود أنفسهم في مواجهة حشد يائس وجائع، في وضع يقودهم لقتل المئات منهم، وتتحول الدولة إلى مصابة بالجذام، والجيش البري منهك بشكل غير مسبوق، وكأن الحرب أصبحت طبيعية".
وأوضح أنه "قبل أربعين عاما كانت الدولة مليئة بالمظاهرات، حيث امتلأت الطرقات والساحات بلافتات تحمل صور وأرقام القتلى، وارتفعت أصوات المطالبة بإنهاء الإقامة الخبيثة في لبنان، وكذلك ظهر الاضطراب في وحدات جيش الاحتياط واضحا".
وأضاف أن "فرقا جوهريا بين لبنان وغزة، فقد استقال آنذاك رئيس الوزراء مناحيم بيغن، الذي دفعته مسؤوليته عن الوضع للقول إنني "لم أعد قادراً على الاستمرار في ذلك"، حيث استغرق الأمر عامين آخرين، وسقوط أكثر من مائة قتيل قبل الانسحاب للمنطقة الأمنية، لأنه قبل أربعين عامًا، كان هناك مجتمع إسرائيلي يؤمن بقدرته على تغيير الواقع، وإنهاء الحروب".
ولفت إلى أنه "في أحدث استطلاع للرأي، قال 60% إن الحرب في غزة يجب أن تنتهي، لكن المظاهرات الوحيدة التي تجري في الشوارع هي المظاهرات العاطفية الخاصة بذوي المختطفين، لكنها تفتقر للمعنى العملي، وتسمح للمستويات السياسية والعسكرية بالقول "نحن نفعل كل شيء".
ونوه إلى أنه "في النظام السياسي الاسرائيلي الفاسد لا يوجد بديل حقيقي، ولا مطلب حقيقي لإنهاء الحرب ببساطة، لأن استمرارها يسبب لها أضراراً لا يمكن حسابها، وضحاياها هم تضحيات مجانية، وعلى خلفية فقدان الإيمان، نمت الأعشاب الضارة، مثل أعضاء الائتلاف الحالي الذين يتحدثون عن احتلال غزة والحرب الأبدية، والمجتمع المصاب بالحزن واليأس، مع أغلبية قوية داخله تؤيد أفكاراً مثل "الترانسفير الطوعي" في غزة، وهو هراء غير أخلاقي يدعمه في النظام السياسي ليس فقط نتنياهو وحكومته، ولكن أيضاً ما يسمى بالمعارضة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الانتقادات غزة الاحتلال غزة الاحتلال انتقادات حرب الابادة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی لبنان فی غزة
إقرأ أيضاً:
تفاصيل إسرائيلية داخلية حول مجريات صفقة التبادل ومواقف الأطراف منها
قال المراسل السياسي لموقع "زمان إسرائيل" العبري، ديفيد هورويتس، إنّه: "في الوقت الذي يحتدم النقاش الاسرائيلي حول صفقة التبادل مع حماس، لا يخفي الاسرائيليون قناعتهم بأن الرئيس، دونالد ترامب، يريد إنهاء الحرب، والمبعوث الشخصي للمنطقة، ستيف ويتكوف، يعِد بالسلام".
وتابع هورويتس، في المقال التي ترجمته "عربي21" أنّ: "بنيامين نتنياهو، يتعهد بتدمير الحركة، التي تُصِرّ على انسحاب الجيش خلال فترة وقف إطلاق النار"، مردفا: "صحيح أن الاتفاق يبدو قريبًا، لكن الفجوات في الرسائل تشير لغموض متعمد، وربّما مناورة نحو جولة أخرى من القتال بدلاً من نهاية حقيقية للحرب".
وأضاف: "ترامب يريد إنهاء حرب غزة في أقرب وقت ممكن، وأكّد أكثر من مرة أنه علينا أن نحلّ هذا الأمر، وحسب قوله فإن الاتّفاق أصبح جاهزا تقريبا، لأن الاحتلال وحماس يريدان ذلك، أما ويتكوف، أقرب مبعوثيه إليه".
"زعم أن هذا الاتفاق قيد التبلور سيؤدي لهدوء دائم في غزة، ولذلك تم استدعاء نتنياهو مرتين بشكل عاجل للبيت الأبيض، لكنه تجنّب في المرة الثانية، وبشكل غير معتاد، الاجتماع مع وسائل الإعلام، قبل أو أثناء أو بعد اللقاء، الذي حضره نائب الرئيس جيه دي فانس" بحسب المقال نفسه.
وأردف: "رغم كل ذلك، فليس هناك شكّ في أن شيئا ما يحدث، لكن نتنياهو لم يكن حتى الآن مستعداً لدعم صفقة لمرة واحدة لإنهاء الحرب مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى، لأنه يخشى، كما يزعم، أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لن يسمحا للاحتلال باستئناف القتال على غزة".
وأوضح أنّ: "ويتكوف أحد الشركاء في التوصل لاتفاق تدريجي سابق في يناير، الذي انهار في مارس، لأن نتنياهو رفض إجراء مفاوضات جوهرية بشأن إنهاء الحرب، ومنذ ذلك الحين، قُتل في غزة 40 جنديًا، أعلن الاتفاق على ثلاثة من القضايا الأربع المتنازع عليها في المفاوضات".
وتابع: "حالت حتى الآن دون التوصل لاتفاق تدريجي جديد، وهي القضية المتبقية المتعلقة بتفاصيل انتشار قوات الجيش خلال الهدنة المؤقتة التي تستمر 60 يوماً، ومن المتوقع خلالها إطلاق سراح 10 أسرى أحياء و18 جثة".
وأشار إلى أن "الهدف المعلن للاتفاق التدريجي الجديد، مثل الاتفاق السابق، هو التوصل لوقف دائم لإطلاق النار، وفي إطاره سيتم إطلاق سراح جميع الأسرى، وسينسحب الجيش بالكامل من غزة، وتنتهي الحرب".
وأكّد أنه: "إذا كانت القضية الوحيدة التي تظل دون حل هي موقع الجيش في الفترة الانتقالية، فمن الممكن أن تدرك حماس التي أُضعِفت بعد 21 شهراً من القتال، أن حتى هذا الاتفاق لن يؤدي في الواقع لإنهاء القتال بشكل دائم".
وأكد أن "النسخة الأكثر مصداقية مما يسمى "اقتراح ويتكوف" تنص على أنه إذا "لم يتم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار الدائم" خلال الأيام الستين الأولى، فإن وقف إطلاق النار المؤقت قد يتم تمديده بشروط ولفترة يتفق عليها الطرفان، طالما أنهما يجريان المفاوضات بحسن نية"،
واسترسل: "حتّى الآن، طالبت حماس بحذف عبارة "بحسن نية"، على اعتقادها أن نتنياهو سيستغل هذا البند لتجديد مساعيه لتدمير قدراته العسكرية والحكومية، وطالبت بضمانات موثوقة بأن الاتفاق سيؤدي بالفعل لإنهاء الحرب".
ولفت أنه "قبل وقت قصير من عودته للبيت الأبيض، أجرى نتنياهو محادثة مع الصحفيين، كرر فيها مرارا وتكرارا، وبنية واضحة، أن الاحتلال عازم تماما على "استكمال جميع أهداف الحرب في غزة: إطلاق سراح جميع الأسرى، وتدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس؛ وضمان أن غزة لم تعد تشكل تهديدا".
وأكد أكثر من مرة أنّ: "هذا يعني بدون حماس، وهذا أمر يجب فهمه"، بل وزعم أن عبارة "بدون حماس" تعني "إلقاء سلاحها، ونزعه، وغزة بحاجة للتهدئة، ولدينا القدرة على تحقيق ذلك، ولن أتخلى عنه، ولا عن الأسرى".
وأورد بأنّ: "رغم كل ذلك، فيبدو أن هناك شيئًا هنا نفتقده، أوسع وأكثر دراماتيكية، لأن حماس، بحسب الوضع الحالي، توقع اتفاقاً تم تصميمه بعناية للسماح في نهاية المطاف بالقضاء عليها، وهي تعلم أن الاتفاق لن يصمد أكثر من الستين يوماً الأولى، لأن نتنياهو هذه المرة أيضاً، كما في مارس، لن يوافق على إنهاء الحرب".
وأشار إلى أنّ: "الحركة ستستغل فترة وقف إطلاق النار المؤقتة لإعادة تنظيم نفسها، وتجنيد عناصر جديدة، وتسليح نفسها، ثمّ تستأنف المعارك فيما لا يزال 22 أسيرا، 10 منهم على الأقل على قيد الحياة، محتجزين، وهو ما أكده نتنياهو في نفس الظهور الإعلامي مع الصحفيين بقوله إننا: نقاتل عدوًا قاسيًا وساخرًا للغاية، وليس هناك حاجة لنا للكشف عن خططنا له".
وختم بالقول إنه: "بعد مرور واحد وعشرين شهراً على الحرب، فإننا نأمل أن تكون القيادتان الإسرائيلية والأميركية قد وجدتا حلاً، وهذا ما سنعرفه قريبا".