تعرّض الملياردير الأمريكي إيلون ماسك لانتقادات واسعة، بعد أن تورط روبوت الذكاء الاصطناعي "Grok"، التابع لشركته الناشئة xAI، في نشر تعليقات معادية للسامية على منصة "X"، حيث أثار موجة غضب شديدة بسبب ردود غير لائقة ومسيئة تضمنت مدحًا لأدولف هتلر، ووصفًا مهينًا لبعض المستخدمين، وهو ما دفع الشركة إلى حذف المنشورات وفرض قيود فورية.

 

منشورات مسيئة و"MechaHitler" يثير صدمة الرأي العام


في تقارير وثقتها صحيفة "الجارديان" البريطانية، تم الكشف منشورات صادمة صدرت من روبوت الدردشة "Grok"، تضمنت إشارات إلى لقب "MechaHitler"، وهو ما اعتبره كثيرون تمجيدًا للزعيم النازي، حيث وصف الروبوت مستخدمًا يحمل اسمًا يهوديًا شائعًا بأنه "يحتفل بوفاة الأطفال البيض في فيضانات تكساس"، ونعته بـ "فاشيي المستقبل".

ترامب يهاجم إيلون ماسك: "لولا الدعم لعاد إلى جنوب إفريقيا".. وتصاعد الخلاف بسبب قانون "الإنفاق الكبير" إيلون ماسك يطلق "حزب أمريكا" ويخطط للسيطرة على مقاعد حاسمة في الكونجرس الأمريكي

وفي منشورات أخرى، قال Grok: "حالة كلاسيكية من الكراهية المتنكرة في زي النشاط – وهذا اللقب؟ في كل مرة، كما يقال"، وأضاف في منشور صادم آخر: "كان هتلر سيعلن ذلك ويحطمه"، ما أثار استياء متزايدًا على المنصة.

رد فعل الشركة: حذف المحتوى والاعتراف بالخلل


وبعد انتشار ردود Grok المسيئة، سارعت شركة xAI إلى اتخاذ خطوات عاجلة، حيث أصدرت بيانًا عبر منصة "X"، قالت فيه:
"نحن على دراية بالمنشورات الأخيرة التي نشرها Grok، ونعمل بنشاط على إزالة المنشورات غير اللائقة منذ أن علمنا بالمحتوى. وقد اتخذت xAI إجراءات لمنع خطاب الكراهية قبل أن ينشر الروبوت أي ردود إضافية".

وأضافت الشركة: "ندرب النموذج فقط على البحث عن الحقيقة، وبفضل ملايين المستخدمين يمكننا تحديد أي خلل في الأداء وتحديث النماذج بشكل فوري لتفادي تكرار مثل هذه الأخطاء".

قيود جديدة: حظر الردود النصية وتحويل Grok إلى توليد الصور


ردًا على الأزمة المتصاعدة، قررت الشركة تقييد مهام روبوت الدردشة Grok مؤقتًا، حيث اقتصر استخدامه على توليد الصور بدلًا من الردود النصية، وذلك في محاولة للحد من نشر محتوى مسيء أو غير خاضع للرقابة البشرية.

ووفقًا لتقارير إعلامية، فإن منشورات Grok التي تضمنت الإهانات والمعاداة للسامية قد حُذفت بالكامل، فيما لم تتمكن "الجارديان" من التأكد من هوية الحسابات التي وُجهت لها التعليقات أو مدى حقيقتها، حيث يبدو أن بعض الحسابات قد أُغلقت بالفعل.

مزيد من الإساءات: إساءة بحق رئيس وزراء بولندا


لم تتوقف إساءات Grok عند حدود معاداة السامية، بل تعدتها إلى السياسة، حيث وصف روبوت الذكاء الاصطناعي رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك بـ "الخائن" و"عاهرة زنجية"، في رد مباشر على استفسارات أحد المستخدمين، ما اعتبر تجاوزًا غير مقبول وتصعيدًا في سلوك الروبوت.

إيلون ماسك والوعود بتحسين الأداء

وتأتي هذه الأزمة بعد أيام فقط من إعلان إيلون ماسك عن تحديثات جديدة في أداء Grok، حيث نشر عبر حسابه على منصة X قائلًا:
"قمنا بتحسين GROK بشكل ملحوظ، وستلاحظون فرقًا عند طرح الأسئلة عليه".

لكن هذا الإعلان، بدلًا من أن يعكس تطورًا في دقة الذكاء الاصطناعي، تسبب في ردود فعل عكسية وأحرج ماسك أمام الرأي العام العالمي، مع دعوات من خبراء تقنيين وسياسيين لتشديد الرقابة على أدوات الذكاء الاصطناعي لمنع انتشار خطاب الكراهية عبرها.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: ايلون ماسك روبوت دردشة الذكاء الاصطناعي معاداة السامية هتلر منصة X خطاب الكراهية الجارديان الذكاء الاصطناعي التوليدي الذکاء الاصطناعی إیلون ماسک

إقرأ أيضاً:

"معاداة للسامية".. كيف برر ماسك لـ"غروك" بعد إجابات ممجدة لهتلر؟

في تطوّر تقني أثار ردود فعل واسعة، أثار نظام الذكاء الاصطناعي غروك (Grok) التابع لمنصة إكس جدلًا عالميًا، بعد نشره سلسلة من الردود وُصفت بأنها تحمل طابعًا عدائيًا ومعاديًا للسامية. اعلان

وردًا على الجدل، أصدرت شركة إكس، المملوكة لرائد الأعمال إيلون ماسك، بيانًا رسميًا أكدت فيه أنها على دراية بالمحتوى المثير للجدل، وأنها اتخذت إجراءات فورية لتعليق القدرات النصية لنظام غروك مؤقتًا، مع الاكتفاء بردود بصرية، إلى جانب حذف المحتوى يدويًا. وذكرت الشركة أن النظام لا يزال في مرحلة التطوير والتدريب، ويخضع لتحسينات تهدف إلى الحد من الانحيازات وتعزيز دقة المعلومات وجودتها.

ورغم الإجراءات، استمرت النقاشات على المنصة، حيث نشرغروك لاحقًا ردًا قال فيه إن بعض الحقائق تثير الانزعاج، في إشارة إلى انتقادات مؤيدة لإسرائيل. وأضاف أن "الرقابة ليست نهجه"، مما أثار تساؤلات إضافية حول قدرة الأنظمة على تجاوز الحدود التي حددها مطوروها.

وفي تدوينة أثارت تفاعلًا واسعًا، زعم مستخدم يُدعى بروبلا أنه كان ضمن الفريق المطور لغروك، وقال إنه طُرد من إكس بعد أن أطلق "النسخة غير المصفاة" من الذكاء الاصطناعي. وقد شوهدت التدوينة أكثر من 10 ملايين مرة خلال أقل من 24 ساعة، بحسب بيانات المنصة.

نشر غروك ردودًا تلقائية تضمنت إشارات لهتلر وادعاءات بتورط يهودي في كراهية البيض.

وفي تحليلات لاحقة نشرتها صحف مثل ذا غارديان البريطانية ووكالة رويترز بتاريخ 11 يوليو/تموز 2025، أشار باحثون في الذكاء الاصطناعي إلى أن ما حدث يعكس تحديات متزايدة في ضبط المحتوى الناتج عن الأنظمة التوليدية. كما اعتبر البعض أن تصرفات غروك قد تمثل تجاوزًا غير مقصود، في حين رأى آخرون أنها نتيجة مباشرة لتغذية النظام بمحتوى غير متوازن.

وتُعد قدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي على التعامل مع القضايا السياسية أو الثقافية الحساسة محل نقاش واسع في الأوساط البحثية. فبينما تعتمد هذه الأنظمة على مجموعات ضخمة من البيانات التي تتضمن مواقف وتوجهات متباينة، إلا أنها تفتقر إلى "الفهم السياقي" الحقيقي الذي يتمتع به البشر.

ماسك وتحيته التي وصفت بـ"النازية"

ووفقًا لتقرير صادر عن معهد آلان تورينغ البريطاني عام 2024، فإن أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي لا تميز دائمًا بين المحتوى الإخباري والتحليلي أو الساخر، ما قد يؤدي إلى نشر ردود تُفهم بشكل خاطئ أو تُعتبر مسيئة في سياقات معينة.

وفي حال حدوث أخطاء أو تجاوزات من قبل أنظمة الذكاء الاصطناعي، تبقى مسألة تحديد المسؤولية القانونية والأخلاقية موضع جدل. كما تشير المبادئ التوجيهية التي وضعتها المفوضية الأوروبية ضمن قانون الذكاء الاصطناعي المرتقب تطبيقه عام 2026 إلى أن مسؤولية المحتوى تقع في المقام الأول على مزود الخدمة والمنصة المستضيفة، مع أهمية إشراك المطورين في ضمان الامتثال للمعايير الأخلاقية.

في المقابل، يرى باحثون أن للمستخدمين دوراً أساسياً في الإبلاغ والتفاعل المسؤول، خصوصًا أن المحتوى غالباً ما يُنتج عبر المدخلات البشرية. ويبدو أن التحدي يكمن في صياغة نموذج رقابي تشاركي، لا يعتمد على جهة واحدة فقط، بل يُلزم الأطراف كافة.

Relatedبين التأييد والرفض.. الذكاء الاصطناعي يدخل قطاع التعليم في الولايات المتحدةحلم راودك مرة واختفى؟ تقنية الذكاء الاصطناعي ستحوله إلى مشهد حي أمامك!دراسة تُحذّر: الإفراط في استخدام الذكاء الاصطناعي قد يضر الذاكرة ويُضعف قدرات التعلم

ومع تسارع الابتكار في تقنيات الذكاء الاصطناعي، تزداد الحاجة إلى آليات تحقق التوازن بين التقدم التقني واحترام القيم المجتمعية والثقافية. تؤكد دراسة حديثة صادرة عن معهد بروكينغز في واشنطن أن ضبط مخرجات الذكاء الاصطناعي لا ينبغي أن يقتصر على الجوانب التقنية فحسب، بل يتطلب أيضًا توسيع نطاق الحوار العام حول المعايير الأخلاقية وحدود حرية التعبير الرقمية. ويتوافق ذلك مع توجهات منظمة اليونسكو التي دعت في توصياتها عام 2023 إلى اعتماد تشريعات وطنية تدمج البعد الأخلاقي في تطوير الذكاء الاصطناعي.

وبينما تستمر هذه التقنيات في التأثير على مختلف جوانب الحياة، يبقى تطوير منظومة حوكمة مسؤولة شرطًا أساسيًا لتحقيق التقدم دون المساس بالحقوق أو تعزيز الانقسامات.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • "معاداة للسامية".. كيف برر ماسك لـ"غروك" بعد إجابات ممجدة لهتلر؟
  • ماسك يقدم تفسيرا حول مدح روبوت لـهتلر.. حريص على إرضاء الآخرين
  • هجوم حاد من نواب يهود في الكونغرس ضد ممداني: مواقفه معادية للسامية
  • غوغل تقرأ رسائل واتساب تلقائياً.. وماسك يشعل المنافسة في عالم «الذكاء الاصطناعي»
  • بعد تصريحات غروك المعادية لإسرائيل.. هل خرج الذكاء الاصطناعي عن السيطرة؟
  • إيلون ماسك يطلق Grok 4 ويعلن: أذكى من طالب دكتوراه في أي تخصص.. فيديو
  • بدقة تصل إلى 91%‏.. منصة تايوانية تستخدم الذكاء ‏الاصطناعي للكشف عن الفصام ‏
  • الذكاء الاصطناعي غروك يثير الجدل بتصريحات معادية لليهود
  • غروك.. ضجة يشعلها الذكاء الاصطناعي لإيلون ماسك بإجابات عن هتلر ومعادية للسامية