أوجلان: الكفاح المسلح ضد تركيا انتهى ونزع سلاح الحزب سيتم بسرعة (فيديو)
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
دعا عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني، اليوم الأربعاء، البرلمان التركي إلى تشكيل لجنة خاصة للإشراف على عملية السلام ونزع سلاح مقاتلي الحزب، في خطوة قد تمثل نقطة تحول تاريخية في الصراع المستمر منذ عقود بين أنقرة والتنظيم.
وفي رسالة فيديو نقلتها وسائل إعلام، أكد أوجلان أن “الكفاح المسلح ضد تركيا قد انتهى”، مشدداً على أن “نزع سلاح حزب العمال الكردستاني سيحدث بسرعة”، في إشارة إلى استجابة الحزب لدعوة سابقه بوقف إطلاق النار، التي أعلنها منذ مارس الماضي.
وأوضح أن “ضرورة إنشاء إطار سياسي ديمقراطي هو أمر حاسم لنجاح عملية السلام”، داعياً إلى انتقال كامل للسياسات الديمقراطية كجزء من الحل المستدام.
وجاءت هذه التصريحات بعد أن عقد حزب العمال الكردستاني مؤتمراً في شمال العراق في الفترة من 5 إلى 7 مايو الماضي، لمناقشة قرار إلقاء السلاح، وسط ترقب إقليمي ودولي واسع، وكان الحزب أعلن في 1 مارس وقف إطلاق النار مع تركيا استجابة لدعوة أوجلان، الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد في السجون التركية منذ سنوات.
وتصاعدت التوترات بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني، خاصة بعد تهديد السلطات التركية بشن عملية عسكرية واسعة ضد التنظيم خلال الصيف الحالي، في حال رفضه نزع السلاح، وفق ما أوردته وسائل إعلام تركية في أبريل الماضي.
ويعود تاريخ الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني إلى عام 1984، حيث استؤنف النزاع بشكل مكثف منذ عام 2015، وأطلقت تركيا عدة عمليات عسكرية داخل سوريا والعراق، أبرزها عمليات “غصن الزيتون” و”نبع السلام” في سوريا عامي 2018 و2019، وعملية “المخلب” في العراق عام 2022، رغم احتجاجات حكومات دمشق وبغداد. وترى أنقرة في هذه العمليات ضرورة أمنية لحماية حدودها من التهديدات التي تشكلها الميليشيات الكردية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المعارضة التركية تركيا حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان العمال الکردستانی
إقرأ أيضاً:
حزب العمال الكردستاني يبدأ تسليم السلاح رسمياً.. نهاية أربعة عقود من الصراع المسلح
بدأ حزب العمال الكردستاني، اليوم الجمعة، رسميًا تسليم سلاحه، في خطوة وُصفت بالتاريخية، إيذانًا بإنهاء أكثر من 40 عامًا من الصراع المسلح مع تركيا. جرت مراسم البداية بشكل رمزي في منطقة سورداش بمحافظة السليمانية شمال العراق، داخل كهف “جاسنه” التاريخي، حيث قام عشرات المقاتلين بإحراق أسلحتهم داخل مراجل معدنية، وسط إشراف أمني مشدد ومنع للصحفيين.
هذه المبادرة جاءت استجابة لدعوة زعيم الحزب عبد الله أوجلان، الذي أعلن في رسالة مصورة نهاية الكفاح المسلح، ودعا إلى الانتقال الكامل للعمل السياسي تحت مظلة القانون، ويُنتظر أن تُستكمل العملية على مراحل حتى سبتمبر المقبل، ضمن خطة من خمس مراحل تشمل: المبادرة السياسية، نزع السلاح، تفكيك الميليشيات، إعادة الإدماج القانوني، والتكامل الاجتماعي والنفسي.
وتشرف على العملية لجنة مشتركة تضم ممثلين عن الجيش والاستخبارات التركية، وبتنسيق مباشر مع حكومتي بغداد وأربيل، وبمشاركة أعضاء من اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني، إضافة إلى ممثلين عن أحزاب كردية ويسارية.
ردود الفعل التركية
وصفت الرئاسة التركية ما حدث بأنه “نقطة تحول لا رجعة فيها”، واعتبرته مؤشرًا واضحًا على نهاية حقبة دموية، وبداية مستقبل خالٍ من الإرهاب. وقال مسؤول رفيع في الرئاسة إن الخطوة تندرج ضمن المرحلة الثالثة من عملية نزع السلاح والتفكيك، مؤكدًا التزام أنقرة بدعم كل الجهود الرامية إلى تحقيق المصالحة الدائمة والاستقرار الإقليمي.
توسيع نطاق نزع السلاح
في سياق متصل، أكد حزب العدالة والتنمية الحاكم أن العملية الجارية لا تشمل فقط حزب العمال الكردستاني في العراق، بل تمتد أيضًا إلى قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في سوريا، وحركة “بجاك” الكردية في إيران، وكل أذرع منظومة المجتمع الكردستاني “KCK”، بما فيها وحدات حماية الشعب (YPG) وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD).
وأوضح المتحدث باسم الحزب، عمر جليك، أن تركيا ستواصل الضغط لتفكيك كل التنظيمات المرتبطة بـ”PKK” سياسيًا وأمنيًا، مشددًا على أن بقاء “قسد” خارج بنية الجيش السوري يشكل تهديدًا مزدوجًا لكل من تركيا وسوريا، داعيًا إلى دمجها تحت سلطة الدولة السورية.
السياق السياسي والأمني
يأتي هذا التحول عقب إعلان الحزب في مايو الماضي حل نفسه، وإبداء استعداده لوقف كامل للأعمال المسلحة. وقد سبقته خطوات ميدانية تمثلت بإغلاق بعض الأكاديميات التدريبية في شمال العراق وسحب مجموعات من المقاتلين من مناطق التماس مع القوات التركية.
بالموازاة، قالت مصادر أمنية إن المرحلة الثانية من عملية نزع السلاح ستُنفذ خلال الأيام المقبلة، وسط ترتيبات أمنية دقيقة وتنسيق ثلاثي بين أنقرة وبغداد وأربيل، وسط تأييد ملحوظ من بعض الأطراف السياسية الكردية.
آفاق المرحلة المقبلة
تُطرح في البرلمان التركي مبادرة لتشكيل لجنة إشراف وطنية لمتابعة تطبيق اتفاق نزع السلاح، والتعامل مع المقاتلين السابقين، سواء من استسلموا طوعًا أو تورطوا في عمليات عنف.
ويُنظر إلى هذه الخطوة كفرصة لإعادة صياغة العلاقة بين الدولة التركية والمجتمع الكردي، وتحقيق مصالحة مستدامة قد تعيد التوازن إلى ملفات إقليمية معقدة، خاصة في سوريا والعراق، وتفتح الطريق لتفاهمات أمنية جديدة بين أنقرة وحكومات الجوار.