مسؤول بيئي بالحديدة: التلوث الناتج عن الهجوم الحوثي قد يمتد إلى باب المندب
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
حذر مدير عام حماية البيئة بمحافظة الحديدة، المهندس فتحي عطا، من كارثة بيئية خطيرة باتت وشيكة الوقوع، جراء الهجوم الذي نفذته ميليشيا الحوثي الإرهابية على السفينة التجارية ماجيك سيز قرب موانئ الحديدة، باستخدام زوارق مفخخة وطائرات مسيرة مفخخة، في اعتداء وصفه بالـ"همجي وغير المسؤول".
وقال عطا، في تصريح نقله إعلام محافظة الحديدة، إن التداعيات البيئية الناجمة عن هذا الهجوم تتجاوز حدود المياه الإقليمية للحديدة، محذرًا من أن التلوث البحري الناتج عن تسرب الوقود أو المواد الخطرة من السفينة المستهدفة قد يمتد ليشمل سواحل ميدي شمالًا وحتى مضيق باب المندب جنوبًا، ما يشكل تهديدًا بالغًا للبيئة البحرية على مستوى البحر الأحمر والمنطقة برمتها.
وأوضح أن هذا الاعتداء يمثل جريمة مزدوجة، ليس فقط في بعده الأمني والعسكري، وإنما في كونه عدوانًا مباشرًا على البيئة البحرية والثروات السمكية، مؤكداً أن الحادث يعمق معاناة آلاف الصيادين الذين يعتمدون على هذه المياه في تأمين قوتهم اليومي ويعرض مصادر رزقهم للدمار، ناهيك عن التهديد الخطير للحياة البحرية الهشة في هذه المنطقة.
وأشار مدير حماية البيئة إلى أن الأضرار المحتملة لا تقتصر على التلوث المباشر، بل قد تشمل تدمير الشعاب المرجانية، وتسمم الأحياء البحرية، وتراجع التنوع البيولوجي، ما يضاعف من الآثار البيئية والاقتصادية الكارثية على المدى المتوسط والبعيد.
وفي هذا السياق، وجه عطا نداءً عاجلاً إلى الأمم المتحدة، والمنظمات البيئية الدولية، والدول المطلة على البحر الأحمر، من أجل التدخل السريع لاحتواء آثار الهجوم، وتقديم الدعم الفني واللوجستي العاجل للحكومة اليمنية، خصوصًا أن الإمكانات المحلية المتوفرة من كوادر ومعدات وخطط استجابة بيئية لا تكفي للتعامل مع كارثة بهذا الحجم.
وأكد أن حماية البيئة البحرية في اليمن لم تعد مسؤولية محلية فقط، بل أصبحت ضرورة إقليمية ودولية لحماية الأمن البيئي المشترك، خاصة في ظل استمرار الهجمات الحوثية المتكررة على السفن التجارية وناقلات الوقود في البحر الأحمر، وهو ما ينذر بتحول الممر الملاحي الأهم في العالم إلى بؤرة تلوث بحري ومصدر خطر بيئي عالمي.
واختتم عطا تصريحه بالتشديد على أن استمرار هذه الممارسات الحوثية التخريبية دون ردع حازم سيؤدي إلى مزيد من التدهور البيئي، مؤكدًا أن الوقت ينفد أمام تفادي تداعيات كارثية تهدد ليس فقط اليمن، بل البيئة البحرية الإقليمية والدولية.
وكانت شركة الأمن البحري البريطانية أمبري أعلنت غرق سفينة الشحن “ماجيك سيز” التي ترفع علم ليبيريا، قبالة السواحل اليمنية، وعلى متنها حملة تقدر بـ35 ألف طن من مادة نترات الأمونيا، وهي مادة تُستخدم في الأسمدة ولكنها قابلة للانفجار وتشكل خطرًا بيئيًا وصحيًا شديدًا في حال تسربها إلى المياه.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخا من اليمن بعد أيام من هجمات على الحديدة
أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن، صباح اليوم الخميس، بعد أيام قليلة من شن مقاتلاته سلسلة هجمات على بنى تحتية في اليمن تابعة لجماعة الحوثيين.
وقال جيش الاحتلال في منشور على حسابه في "إكس" إن سلاح الجو اعترض قبل قليل صاروخا أُطلق من اليمن وتسبّب بتفعيل الإنذارات في بعض مناطق البلاد".
وكانت صفارات الإنذار دوت في تل أبيب مع إعلان الجيش رصده للصاروخ المتجه نحو إسرائيل.
وأعلن الحوثيون هذا الأسبوع مسؤوليتهم عن هجومين استهدفا في غضون 24 ساعة سفينتين تجاريتين قبالة اليمن.
وأعلن الناطق العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع استهداف السفينة "إتيرنتي سي"، التي كانت ترفع علم ليبيريا والمتجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي، بزورق مسير و6 صواريخ، وهو ما أدى إلى غرقها، وذلك بعد يوم من إغراق سفينة "ماجيك سيز".
ومنذ نهاية 2023 يشن الحوثيون الذين يسيطرون على مناطق واسعة من اليمن هجمات صاروخية ضد إسرائيل وضد سفن في البحر الأحمر يقولون إنها ترتبط بها، في خطوة يقولون إنها تصبّ في إطار إسنادهم للفلسطينيين في قطاع غزة.
وترد إسرائيل على هجمات الحوثيين بشنّ ضربات على مواقع سيطرتهم في اليمن، آخرها موجة هجمات استهدفت فجر الاثنين مدينة الحديدة الساحلية ومناطق مجاورة.
دعوة أمميةمن جهة أخرى، دعا المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن لحماية حرية الملاحة في البحر الأحمر وإبعاد البنية التحتية المدنية عن الصراع.
في الأثناء، قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن تكلفة تأمين السفن المارة عبر البحر الأحمر ارتفعت بشكل حاد منذ استئناف الحوثيين هجماتهم على السفن التجارية.
وأضافت الصحيفة أن أقساط التأمين على مخاطر الحرب ارتفعت في المنطقة المائية الممتدة بين أفريقيا وآسيا إلى ما يصل إلى 1% من القيمة الإجمالية للسفينة، من حد أقصى بلغ 0.4% قبل هجوم يوم الأحد.