«الاتحادية» تطلق «برنامج المستشارين الماليين الشباب»
تاريخ النشر: 10th, July 2025 GMT
دبي:«الخليج»
أعلنت المؤسسة الاتحادية للشباب، وبالتعاون مع مصرف الإمارات المركزي، وهيئة الأوراق المالية والسلع، إطلاق «برنامج المستشارين الماليين الشباب» لإعداد الشباب الإماراتي مستشارين ماليين متخصصين ومعتمدين في الثقافة المالية، وقادرين على تقديم تعليم مالي فعّال ومُلهم عبر تحسين قراراتهم المالية، وتحفيزهم على الادخار والاستثمار، وتوعيتهم كيفية الاستفادة من الفرص الاستثمارية في سوق الإمارات.
يهدف البرنامج الذي يأتي في إطار محور الاقتصاد إحدى التوجهات الرئيسية للأجندة الوطنية للشباب 2031، وضمن مبادرة «المدرسة المهنية» لشباب الإمارات، إلى تعزيز وعيهم المالي والمعرفي، وتمكينهم من تحقيق الاستقلال المالي، وتحفيزهم على الانخراط في البحث العلمي والاستفادة من أفضل الممارسات المحلية والدولية في الاستشارات المالية، وتأهيل جيلٍ من المستشارين الشباب القادرين على أن يصبحوا قدوة في الثقافة المالية الشخصية، وتوفير فرص لمسارات مهنية واعدة تناسب الشباب، وتسهم بتحقيق تطلعاتهم في سوق العمل.ضرورة أساسية
وقال الدكتور سلطان النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب «لطالما حرصت القيادة الرشيدة على مواصلة تمكين الشباب عبر تزويدهم بالفكر والقيم اللازمة ليكونوا فاعلين في المجتمع، لإيمانها الراسخ أنهم العمود الفقري للتنمية الاقتصادية المستدامة، لذلك يُعدّ تعزيز قدراتهم المعرفية والمهارية في المجالات المختلفة ضرورة أساسية لإعداد جيلٍ من قادة المستقبل القادر على تحمّل مسؤولياته بفاعلية ليسهم في تحقيق تطلعات الوطن. إذ يُعد تمكين الشباب في الثقافة المالية جزءاً أساسياً من الاستراتيجية الوطنية، إذ يأتي تزويد الشباب المشاركين في «برنامج المستشارين الماليين الشباب» بالمعرفة والمهارات، خطوة مهمة نحو تمكينهم من إدارة شؤونهم المالية، ما يُسهم في بناء مستقبل مستقر ومستدام، في إطار تأهيل كوادر وطنية تدرك أهمية دورها في نمو المجتمع وازدهاره».
وقال خالد محمد بالعمى، محافظ مصرف الإمارات المركزي «انطلاقاً من حرص القيادة الرشيدة على تمكين الشباب من قيادة القطاع المالي في الدولة، يواصل المصرف المركزي تكثيف جهوده لتوسيع الشمول المالي وتعزيز مبادئ الوعي والثقافة المالية لدى المجتمع. وإطلاق البرنامج يعكس التزامنا المستمر بتأهيل كوادر إماراتية شابة متخصصة في مجالات مالية مختلفة، وتمكينها للعمل والمساهمة الفاعلة في القطاع المالي، وبناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار، بما يخدم التنمية المستدامة للأجيال القادمة. وتُمثّل الجهود المشتركة مع المؤسسة وشركائنا الاستراتيجيين خطوة محورية في تطوير خبرات الشباب بمستويات معرفية مهنية عالية، وصقل مهاراتهم للاضطلاع بأدوار قيادية تُعزّز مستقبل القطاع المالي وتدعم المسيرة التنموية المستدامة للدولة».
وقال وليد العوضي، الرئيس التنفيذي لهيئة الأوراق المالية والسلع «نفخر بتعاوننا مع المؤسسة الاتحادية للشباب، الذي يُجسّد التزامنا برؤية بعيدة المدى ترتكز على تمكين الكفاءات الوطنية الشابة، وتزويدهم بالمعرفة والمهارات المالية المتقدمة. والاستثمار في شباب الإمارات استثمار مباشر في مستقبل الاقتصاد الوطني، فهُم المحرّك الأساسي للابتكار واستدامة النمو في القطاع المالي. وبهذا البرنامج النوعي، نطمح إلى إعداد جيل من المستشارين الماليين القادرين على مواكبة الاتجاهات العالمية، بما يمكّنهم من تقديم حلول مالية ذكية تعزز الكفاءة الاقتصادية، وتدعم الشمول المالي والتنمية المستدامة، انسجاماً مع توجهات القيادة الرشيدة نحو بناء اقتصاد معرفي تنافسي وعالمي».
ويرتكز البرنامج على 7 مجالات: أساسيات الثقافة المالية، والاقتصاد المالي والنقدي، والتمويل الريادي، والتمويل والاستثمار، والأنظمة واللوائح المالية، وصناعة المحتوى، والمهارات التدريبية؛ إذ تسعى المؤسسة إلى تحقيق مجموعة من المخرجات الأساسية وهي: تعزيز المعرفة المالية المتقدمة وتنمية المهارات العملية للمستشارين الماليين الشباب، بما يمكّنهم من رفع مستوى الوعي المالي، وتمكين المشاركين من إعداد وتقديم محتوى تعليمي يسهم في ترسيخ ثقافة مالية مستدامة، ويعزز قدرتهم على تحقيق الاستقلالية المالية. كما يعمل على تأهيل الشباب وتزويدهم بالمعرفة اللازمة التي تؤهلهم للتقديم على شهادات دولية معتمدة في مجال الثقافة المالية.
وفي إطار عام المجتمع، يسهم البرنامج في ترسيخ مفهوم العطاء المجتمعي بإشراك المستشارين الماليين الشباب في تقديم ساعات تطوعية لتدريب أقرانهم ونقل معارفهم المالية، وبناء شبكة وطنية من المدربين والمستشارين الماليين المؤهلين للعمل بفاعلية في مجال التوعية المالية داخل المجتمع.
ويتضمن البرنامج الذي يجمع بين التدريب النظري والتطبيق العملي، مجموعة من الأنشطة التفاعلية التي تتوزع على 30 ساعة تدريبية تُقدم على مدار 4 أشهر، لعزيز المهارات المالية للمشاركين، مثل ورش حضورية تُركّز على تطبيقات عملية، ورحلات وزيارات ميدانية للتعرّف إلى بيئة العمل في مؤسسات محلية وعالمية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات المؤسسة الاتحادية للشباب الثقافة المالیة القطاع المالی
إقرأ أيضاً:
صوتُ الثقافة.. محاولة لفهم الإنسان في سياقه الثقافي الأنثروبولوجي
الجزائر "العُمانية": يضمُّ كتاب "صوت الثقافة: مقالات أنثروبولوجية"، للمؤلف الدكتور شابي عقبي، والصّادر عن دار أدليس للنشر والترجمة والتوزيع بالجزائر، مدخلا لفهم الإنسان في سياقه الثقافي الأنثروبولوجي؛ وهو علم يهتمُّ بدراسة الإنسان واستكشاف معمق لكيفية تشكل المجتمعات الإنسانية، وطرائق تنظيمها للعلاقات، ونظرتها للعالم من حولها، ومعروف أنّ الأنثروبولوجيا علم يهتم بالمعنى بشكل أكبر من الحدث، وبالرمز أكثر من المظهر إذ تسعى لفهم الإنسان في محيطه الثقافي، عبر أدوات الملاحظة، والمشاركة، والتحليل. ويأتي الكتاب الذي يقع في 174 صفحة محاولة لفهم التغيرات الثقافية والاجتماعية التي تشهدها المجتمعات المعاصرة، من خلال تقديم عدد من المقالات الأنثروبولوجية. وجاءت المقالات المقدمة في الكتاب على الشكل التالي "من القبيلة إلى الخوارزمية"؛ وهي مقالة يفتتح الكاتب بها رحلته في مسألة انتقال المجتمعات من النظام القبلي الذي تحكمه القرابة والعرف، إلى شكل مختلف والمتمثل في عصر الخوارزميات، حيث تتحكم التقنيات الرقمية في العلاقات الاجتماعية والتفاعلات اليومية، مؤثرة على أنماط العيش والإدراك الجماعي. ثم يناقش في مقالات أخرى أثر العولمة في زيادة التباين الثقافي بدل إزالته من خلال مقالة بعنوان "العولمة والتباين الثقافي"، ويعالج انتقال المعارف من المرويات الشفوية إلى الوسائط الرقمية، محللا أثر التكنولوجيات على الثقافة الشعبية عبر مقالة جاءت بعنوان "من الشفهي إلى الرقمي: نقل المعارف الشعبية"، أما في مقالة "من الآلية إلى العضوية: تحولات التنظيم الاجتماعي"، فينتقل الكتاب إلى تفكيك نماذج التنظيم الاجتماعي، من المجتمع "الآلي" القائم على التراتبية والمؤسسات، إلى المجتمع "العضوي" الذي تحكمه التفاعلات الفردية والمرونة في ظل تزايد الفردانية واللامركزية. كما ناقش المؤلف مقالة جاءت في "الهجرة والثقافة بين الصدام والتأقلم"، وتطرقت إلى العلاقة بين الهجرة والاختلاف الثقافي، وحلل العلاقة بين الرمز والفعل الاجتماعي، باعتبار أن الفعل الإنساني لا ينفصل عن حمولة رمزية وأن الأنثروبولوجيا لا تكتفي بفهم الظاهر، بل تتوغل إلى الطبقات الرمزية للثقافة، عبر مقالة بعنوان "أنثروبولوجيا الرمز: من المعنى إلى الفعل". ويؤكد المؤلف، في خاتمة كتابه "صوت الثقافة" على أنّ هذا الإصدار هو عبارة عن تجميع لمقالات بسياق أنثروبولوجي، وفي الوقت نفسه، محاولة فكرية تسعى إلى فهم الإنسان في عصر التغيرات السريعة، إذ يقدم مقاربات نقدية وواقعية لعلاقة المجتمع بالثقافة، ويمنح القارئ مساحة لفهم بعض التحولات التي تمس الجذور العميقة للذات والهوية.