ميثاق غليظ.. يواصل ترسيخ الوعي الأسري وقيم الزواج
تاريخ النشر: 10th, July 2025 GMT
يواصل برنامج "ميثاق غليظ" أعماله لليوم الثالث على التوالي بجامع السلطان قابوس الأكبر، حيث نُظّمت محاضرة بعنوان "كونوا على حذر" ركّزت على خطورة بعض الأفكار الهدّامة التي قد تهدّد كيان الأسرة واستقرار المجتمع.
وقدّمت ميمونة بنت محمود البريدية، موجهة للكوادر الدينية، محاضرة توعوية تناولت فيها أبرز التيارات الفكرية التي تسعى إلى زعزعة القيم الأسرية، منها تقليل أهمية الروابط الأسرية والانجرار خلف مفاهيم مغلوطة.
وأكّدت البريدية أهمية تعزيز الوعي الذاتي والتحصين الفكري لدى الأزواج والزوجات الجدد، مشيرة إلى أن أولى خطوات الوقاية من التيارات الفكرية المغلوطة تبدأ من الأسرة الواعية التي تربي أبناءها على النقد البنّاء والتفكير المتزن المبني على القيم والثوابت الأصيلة.
وتطرّقت إلى ثمانية أنماط للتفكير المحدود، منها: الترشيح، والتفكير المتطرّف، والتعميم الزائد، وقراءة الأفكار، والتهويل، والتضخيم، والشخصنة، والقواعد الإلزامية التي تعيق التفكير والنمو في تفاعل العلاقات الزوجية.
كما أشارت إلى الأدوات التي تساعد على التصدّي لتلك الأفكار التي قد تهدّد كيان الأسرة، منها الوعي، وإعادة البناء المعرفي، والتفاهم بين الزوجين، مؤكدة أن التفاهم بين الزوجين يُسهم في بناء أسرة متكاملة وسعيدة.
واختُتمت المحاضرة بعدد من التوصيات التي أكّدت ضرورة وجود تفكير متزن في أمور الزواج، إلى جانب متابعة البرامج المساعدة التي يمكن للزوجين الاستفادة منها، واللجوء إلى المختصين عند مواجهة أي صعوبات في الحياة الزوجية.
كما ألقى الشيخ محمد بن خاتم الذهلي محاضرة تناول فيها أهمية هذه البرامج، لتوعية المقبلين على الزواج والمتزوجين بمفاهيم الطلاق ومشروعيته وأحكامه وأقسامه، مؤكّدًا أن الجهل أقوى أسباب الطلاق.
وأضاف: إن الطلاق مشروع وجائز في الدين الحنيف، وينقسم إلى الطلاق المسنون الذي يكون في طلقة واحدة في طُهرٍ لم يُمَسّ فيه، والمقصود أنها تكون في استقبال الطُّهر ولم يطأها زوجها، والطلاق البدعي الذي يكون أكثر من طلقة، أو في الحيض، أو طُهرٍ جامع فيه.
وبيّن أن ألفاظ الطلاق تنقسم إلى قسمين: إما لفظ صريح بالطلاق، أو اللفظ الكنائي الذي يحتاج لمعرفة نية الزوج، ويجوز للرجل إرجاع زوجته في وقت العدة، ولها مشروعيتها، والرجل هو من يملك حق رجوع الزوجة، وتأتي كيفية المراجعة بين الزوجين بالفعل مع النية، والقول مع الإشهاد.
وتطرّق الشيخ في نهاية اللقاء لجانب الخُلع ووضّح مفهوم الخُلع والمتطلبات التي تترتّب عليه، والظِهار ومفهومه وأمثلة عليه.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
دار الإفتاء تطلق «ميثاق الفتوى والكرامة الإنسانية» في الندوة الدولية الثانية.. الاثنين
تعقد دار الإفتاء المصرية، الندوة الدولية الثانية للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، والمقرر عقدها يومَي الإثنين والثلاثاء 15–16 ديسمبر 2025 بالقاهرة، وذلك برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية. وتعقد الندوة تحت عنوان: «الفتوى وقضايا الواقع الإنساني: نحو اجتهاد رشيد يواكب التحديات المعاصرة».
الندوة الدولية الثانية للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالموأوضح الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن انعقاد هذه الندوة يأتي في توقيت بالغ الأهمية؛ نظرًا لتصاعد التحديات العالمية وتزايد الحاجة إلى خطاب ديني رشيد قادر على التعامل مع تعقيدات الواقع الإنساني، قائلًا "إن الندوة الدولية تمثل منصة علمية كبرى تجمع نخبة من كبار العلماء والمفتين والباحثين من مختلف دول العالم الإسلامي، لمناقشة قضايا تمس حياة الناس مباشرة، وإبراز دور الفتوى في خدمة الإنسانية وتحقيق السلم المجتمعي".
وأكد المفتي أن موضوعات الندوة ستتناول محاور وثيقة الصِّلة باحتياجات المجتمعات، مثل: الفقر والصحة والأمية والغزو الثقافي والقضية الفلسطينية والانحراف السلوكي، إضافة إلى ملفات بناء الإنسان والتنمية المستدامة، موضحًا: "نحن نعمل على تطوير اجتهاد شرعي مؤسسي قادر على الاستجابة لمتغيرات العصر، وترسيخ منهج وسطي يحقق مقاصد الشريعة ويحفظ كرامة الإنسان."
وأضاف مفتي الجمهورية أن الندوة ستشهد إطلاق عدد من المبادرات الدولية والمشروعات التطبيقية، من بينها: "ميثاق الفتوى والكرامة الإنسانية"، و"مدونة المعايير الإفتائية للتنمية المستدامة"، و"منصة الفتوى من أجل الإنسانية"، مؤكدًا أن هذه المبادرات تأتي "ضمن رؤية استراتيجية تهدف إلى تحويل العمل الإفتائي من مجرد إصدار للفتاوى إلى منظومة متكاملة من التأثير المجتمعي، تقوم على البحث العلمي والقياس الموضوعي للأثر".
وأشار إلى أهمية تعزيز التعاون بين دُور وهيئات الإفتاء في العالم من أجل بناء شبكة دولية موحدة لمواجهة الفتاوى المتشددة والشاذة، مؤكدًا: "إننا ماضون في ترسيخ العمل الإفتائي المؤسسي القائم على المنهج الوسطي الأزهري، وبناء قدرات العلماء والمفتين، من أجل حماية الوعي العام ومنع الفوضى الفكرية التي تهدد استقرار المجتمعات".
واختتم المفتي تصريحاته بالتأكيد على أن الندوة الدولية الثانية ستكون محطة فارقة في مسيرة تطوير العمل الإفتائي عالميًّا، مضيفًا: "إننا نطمح إلى دفع العمل الإفتائي نحو آفاق أرحب، والانطلاق من مصر إلى العالم برسالة تجمع بين العلم والرحمة، وبين الاجتهاد والانضباط، بما يخدم الإنسان في كل مكان".
حكم الدعاء بقول: «اللهم بحق نبيك» .. يسري جبر يوضح
دعاء الشفاء .. 10 كلمات لمن أصابه تعب أو ألم في جسده
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الندوة الدولية الثانية تأتي امتدادًا لنجاح النسخة الأولى وتعكس المكانة الدولية التي وصلت إليها دار الإفتاء المصرية باعتبارها مركزًا دوليًّا لصناعة الوعي الإفتائي الرشيد، قائلًا "نحن أمام حدث عالمي يجمع خبراء ومؤسسات إفتائية من مختلف دول العالم لوضع رؤية مشتركة للعمل الإفتائي في مواجهة تحديات العصر".
وأشار د. نجم إلى أن اختيار عنوان الندوة يعكس رؤية تربط بين الاجتهاد الشرعي ومتطلبات الواقع الإنساني، موضحًا أن العالم يشهد تحولات سريعة تتطلب خطابًا إفتائيًّا رصينًا يعتمد على البحث العميق ويبتعد عن الفتاوى المبتسرة التي تزيد من مشكلات المجتمع.
كما أوضح أن المبادرات التي ستطلق خلال الندوة تمثل نقلة نوعية في أدوات العمل الإفتائي، وستسهم في تعزيز وصول الخطاب الإفتائي الوسطي الرشيد إلى الناس في كل مكان.