تفشي حمى الضنك والحصبة والكوليرا في ساحل حضرموت: 780 إصابة و4 وفيات منذ مطلع العام
تاريخ النشر: 12th, July 2025 GMT
تشهد مديريات الساحل في محافظة حضرموت، شرقي اليمن، موجة تفشٍ خطيرة لأوبئة متعددة، على رأسها حمى الضنك والحصبة والكوليرا، وسط تحذيرات من انهيار الوضع الصحي في واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية على الساحل الشرقي للبلاد.
فقد كشفت إحصائية حديثة صادرة عن دائرة الترصد الوبائي في مكتب الصحة العامة والسكان بساحل حضرموت عن تسجيل نحو 780 حالة إصابة تراكمية بهذه الأوبئة منذ بداية العام الجاري وحتى 9 يوليو/تموز 2025.
ووفقًا للإحصائية، فإن حالات الاشتباه توزعت بين 346 حالة حمى ضنك، و322 حالة حصبة، و112 حالة كوليرا. من بين هذه الحالات، تم تأكيد إصابة 30 حالة مخبريًا باستخدام الفحوصات السريعة والزراعية، بواقع 4 حالات حمى ضنك، و23 حالة حصبة، و3 حالات كوليرا. كما تم تسجيل أربع وفيات جميعها مرتبطة بالحالات المؤكدة للحصبة، منها حالتان في مديرية الديس الشرقية، وثالثة في مدينة المكلا، ورابعة لحالة وافدة من خارج المحافظة.
وتصدرت مدينة المكلا قائمة المديريات المتضررة من حمى الضنك، حيث سُجلت فيها 132 حالة، تلتها بروم ميفع بـ92 حالة، ثم مديرية حجر بـ32 حالة. كما توزعت باقي الحالات بين غيل باوزير، وأرياف المكلا، والديس، والشحر، وغيل بن يمين، ودوعن، إضافة إلى عدد من الحالات الوافدة. وتشير هذه الأرقام إلى تزايد مقلق في انتشار المرض، الذي يعزى بالدرجة الأولى إلى ضعف البنية التحتية وتراكم المياه الراكدة، التي تشكل بيئة خصبة لتكاثر البعوض الناقل للمرض.
أما بالنسبة لمرض الحصبة، فقد تصدرت المكلا أيضًا قائمة المديريات من حيث عدد حالات الاشتباه، حيث تم رصد 103 إصابات، تلتها مديرية الديس بـ65 حالة، ثم غيل باوزير بـ55، والشحر بـ37، والريدة وقصيعر بـ14 حالة. كما رُصدت إصابات في مديريات بروم ميفع، غيل بن يمين، الضليعة، أرياف المكلا، دوعن، حجر، ويبعث.
وأكدت دائرة الترصد أن 65% من حالات الحصبة سُجلت في صفوف أطفال غير مطعمين، لم يتلقوا أي جرعة من اللقاح، وهو ما يكشف حجم الفجوة الكبيرة في برامج التحصين الروتيني، ويثير مخاوف من تفشٍ أوسع للمرض.
وبخصوص الكوليرا، فقد بلغت حالات الاشتباه 112 حالة، كانت أغلبها في مديرية حجر التي سجلت 54 حالة، تلتها بروم ميفع بـ35 حالة، فيما توزعت بقية الإصابات بين المكلا وغيل باوزير والشحر، إضافة إلى حالات وافدة. وتعكس هذه الأرقام عودة انتشار الكوليرا بعد فترة من التراجع، في ظل ضعف الرقابة على مصادر المياه وتردي خدمات الصرف الصحي في عدد من المديريات.
وعلى الرغم من ارتفاع عدد الإصابات، أوضحت دائرة الترصد الوبائي أن 775 حالة من إجمالي الحالات المشبوهة قد تماثلت للشفاء، أي بنسبة تعافٍ بلغت 99.4%، وهو ما اعتبره مسؤولو الصحة مؤشرًا إيجابيًا يعكس فعالية بعض التدخلات الطبية العاجلة، لكنه لا يُخفي حقيقة أن المنظومة الصحية في المحافظة لا تزال عاجزة عن التعامل مع أي موجات وبائية أكبر، خصوصًا مع استمرار ضعف الإمدادات الطبية وانخفاض التغطية باللقاحات، لا سيما في الأرياف.
وفي ضوء هذه التطورات، دعا مسؤولو الصحة في حضرموت الجهات الحكومية والمنظمات الدولية وشركاء العمل الإنساني إلى التدخل العاجل لإنقاذ الوضع الصحي في مديريات الساحل، من خلال تعزيز قدرات المرافق الصحية، وتكثيف حملات التحصين والتوعية، ومكافحة نواقل الأمراض، إلى جانب تحسين خدمات المياه والصرف الصحي في المناطق المتأثرة.
ويُحذر مراقبون من أن استمرار الوضع على ما هو عليه قد يؤدي إلى كارثة صحية أوسع نطاقًا، لا سيما في ظل الهشاشة الاقتصادية، وسوء التغذية، وتزايد النزوح الداخلي، مما قد يُحول ساحل حضرموت إلى بؤرة مفتوحة لتفشي الأمراض المعدية.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: الصحی فی
إقرأ أيضاً:
الصحة العالمية: 8 وفيات و12 إصابة بـ«فيروس ماربورغ» في إثيوبيا
أعلنت منظمة الصحة العالمية، عن تسجيل 12 حالة إصابة بفيروس ماربورغ في إثيوبيا، أسفرت عن وفاة 8 أشخاص منذ ظهور أولى الحالات في 13 نوفمبر.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن “استمرار تفشي المرض يتطلب مراقبة نشطة للمناطق المحتمل تأثرها، لضمان متابعة الأشخاص المصابين المحتملين وتقديم الرعاية الطبية لهم عند الحاجة”.
وأوضح غيبريسوس أن وزارة الصحة الإثيوبية سجلت حالة جديدة في مدينة أواسا، لشخص أصيب بعد مخالطته لمريض سابق.
وأضاف أن المنظمة وفرت بناء على طلب الحكومة الإثيوبية، لوازم اختبار إضافية ومعدات حماية شخصية للعاملين في القطاع الصحي.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، تم نشر فريقين من خبراء الصحة المتخصصين في إدارة الحالات ومراقبة الأمراض في مدينتي أواسا وجينكا، لتطويق تفشي الفيروس، بعد أن شارك بعضهم في تدريبات الاستجابة الطارئة لمنظمة الصحة العالمية.
وكانت الوكالة الرسمية الإثيوبية قد أعلنت خلال الأيام الماضية ارتفاع عدد الوفيات إلى 6 أشخاص، مؤكدة أن هذا التفشي هو الأول من نوعه في البلاد منذ نوفمبر الماضي.
وفيروس ماربورغ من الأمراض النزفية الشديدة والقاتلة، ويشترك في بعض الأعراض مع فيروس إيبولا، ما يجعل الكشف المبكر والتعامل الطبي السريع ضروريين لتقليل الوفيات وانتشار المرض.
وتعمل السلطات الصحية الإثيوبية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية على مراقبة المخالطين وتقديم الرعاية الطبية للمتأثرين، كما تركز فرق الاستجابة على تطويق المناطق الموبوءة ومنع انتقال العدوى بين المجتمعات المحلية.
وتم اكتشاف فيروس ماربورغ لأول مرة في ألمانيا وإفريقيا في عام 1967، وهو من الفيروسات النزفية الخطيرة التي تصيب البشر والقرود على حد سواء، وشهدت بعض الدول الإفريقية تفشيات متفرقة محدودة، ما جعل الاستجابة المبكرة والمراقبة الوبائية من أهم سبل السيطرة عليه.