حقوقيون ومحللون: كل الدول مسؤولة عن تجويع غزة ما لم تكسر الحصار وتفرض العقوبات
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
فقدت المناشدات الدولية لإنقاذ الفلسطينيين في غزة معناها تماما في ظل التجاهل الرسمي العالمي والإقليمي لما ترتكبه إسرائيل من جرائم بحق المدنيين المحاصرين في القطاع والذين يموتون يوميا من التجويع الممنهج الذي تدعمه الولايات المتحدة الأميركية.
فلا كلام الأمم المتحدة ولا منظمة الصحة العالمية ولا المقررين والهيئات الأممية، تمكنت حتى اليوم من إدخال رغيف خبز إلى أكثر من ميلوني فلسطيني يعيشون مجاعة مكتملة الأركان.
ومع تفاقم الأزمة الغذائية والشح الشديد في الغذاء والماء، ودخول القطاع المرحلة الخامسة من سوء التغذية، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن الأهوال التي يشهدها القطاع "لا مثيل لها في التاريخ الحديث"، مؤكدا أن "المجاعة تطرق كل الأبواب".
كما لم تنجح الاحتجاجات والحملات الشعبية المتواصلة في العديد من الدول في تحريك الحكومات التي لا تزال تكتفي بالحديث عن مراجعة اتفاقيات مع إسرائيل أو الحديث معها في هذه المسألة.
العقوبات هي الحلومع تأكيد كافة المنظمات الأممية مسؤولية إسرائيل عن تجويع الفلسطينيين بشكل ممنهج، فإن الخطوة العملية الحقيقية لوقف ما يحدث هو فرض عقوبات على تل أبيب ومنع التعامل التجاري والعسكري معها، كما تقول المنسقة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيزي.
ولا يقف الأمر عند حد العقوبات والمحاسبة اللازمة لإسرائيل، لكنها تمتد أيضا إلى كافة الدول التي تمتلك موانئ على البحر المتوسط والتي يلزمها القانون الدولي بتحريك قطع بحرية لنقل الطعام والدواء وحليب الأطفال لهؤلاء المحاصرين، وفق ما أكدته ألبانيزي في برنامج "مسار الأحداث".
كما لا يمكن غسل يد الولايات المتحدة من علمية الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين، ليس اليوم فقط وإنما منذ 1967، وفق ألبانيزي، التي جددت انتقادها للموقف الدولي عموما والعربي على وجه الخصوص.
إعلانومع وجود قرار من محكمة العدل باحتمال وقوع إبادة في غزة، يصبح البقاء في منطقة النقاشات السياسية نوعا من صرف الأنظار عن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل يوميا ضد الفلسطينيين بدعم أميركي.
وليس أدل على نجاعة العقوبات من تغير موقف نقابة الأطباء الإسرائيليين بعد وقف نظيرتها البريطانية وقف التعامل معها، وكذلك موقف الأكاديميين الذين واجهوا مقاطعة دولية.
غير أن الولايات المتحدة تعتبر أن حل المشاكل الأمنية أولى من الحديث عن المساعدات لأن هذه المشكلات هي سبب الحرب وبحلها سيتحسن الوضع الإنساني الذي تحمل واشنطن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مسؤوليته كاملا.
ووفقا للمسؤول السابق في الخارجية الأميركية توماس واريك، فإن إدارة دونالد ترامب ترى أن حماس هي السبب في هذه المجاعة لأنها "ترفض كل المقترحات التي تقدم لها من أجل وقف إطلاق النار".
وتجاهل واريك كل التقارير الإسرائيلية التي أكدت قبول حماس مقترحا أميركيا منذ مارس/آذار الماضي، وكذلك حديث وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس العلني عن أن المساعدات ستظل وسيلة ضغط سياسية.
ورغم اعترافه بعدم قيام إسرائيل بما عليها من أجل إيصال المساعدات إلى الناس، فإن واريك لم يبد اكتراثا في حديثه لمئات الفلسطينيين الذين يسقطون كل يوم، ويرى أن إبعاد حماس عن مستقبل غزة يجب أن يكون هو المحور الأساسي لأي نقاش.
إسرائيل تنكر الواقعأما جيش الاحتلال فلا يزال يغسل يديه من قتل الناس تجويعا بزعمه أن كل ما يقال عن المجاعة لا يعدو كونه دعاية فلسطينية لتشويه صورة إسرائيل، بل ويقول إن مشاهد الجوع التي يراها العالم قادمة من اليمن وليس من غزة، حسب ما أكده الخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى.
وحتى المحللون الذين يظهرون على وسائل الإعلام الإسرائيلية يكشفون حقيقة أن الإسرائيلي والأميركي لا ينظران للفلسطيني كإنسان. وبالمثل من يعارضون التوغل البري الجديد في دير البلح بوسط القطاع، فإنهم يعارضونه خوفا على مصير 20 أسيرا لا يزالون على قيد الحياة، وليس على ميلوني محاصر فلسطيني.
لذلك، فإن استخدام التجويع سلاحًا لتركيع الشعب الفلسطيني ليس خافيا على أحد، لأن إسرائيل منعت منذ مارس/آذار الماضي، حتى إدخال ما كان يبقي الناس على قيد الحياة، كما تقول ألبانيزي، التي تقول إنها "لا تعرف ما الذي ستستفيده الدول الصامتة على كل هذه الجرائم".
وحتى الحديث عن تحريك الدول مساعدات بالقوة نحو غزة تتطلب موقفا دوليا يصعب الوصول إليه في ظل دعم الولايات المتحدة الكامل جرائم إسرائيل، كما يقول المحلل السياسي ساري عرابي، الذي أشار إلى أن 56 دولة عربية وإسلامية لم تنفذ تعهدا واحدا مما صدر عن قمة الرياض قبل عام ونصف.
فهذه الدول، وفق عرابي، تقمع مواطنيها الذين يحاولون الاحتجاج بما في ذلك السلطة الفلسطينية نفسها، ناهيك عن أن بعضها مثل مصر يمتلك حدودا ومعابر مع القطاع، لكنها لا تحاول تغيير الواقع الإنساني بأي طريقة من الطرق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
مندوب مصر بالأمم المتحدة: استمرار إسرائيل انتهاك سيادة الدول العربية خطر على الأمن الجماعي إقليميا ودولياً
حذر السفير أسامة عبد الخالق، مندوب مصر الدائم بالأمم المتحدة، من أن استمرار إسرائيل في انتهاك سيادة الدول العربية يشكل خطرا على الأمن الجماعي الإقليمي والدولي، معبرا عن إدانة مصر للقانون الذي صادق عليه الكنيست الإسرائيلي والرامي إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية وغور الأردن، وكذلك إدانتها لقيام إسرائيل باستهداف دور العبادة في كافة الأراضي الفلسطينية، وتعتبره انتهاكا سافرا للقانون الدولي الإنساني.
وقال السفير أسامة عبد الخالق، في كلمته أمام مجلس الأمن بشأن الأوضاع في غزة، مساء اليوم الأربعاء، إن المجموعة العربية تجدد دعمها للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، كما تشدد على وجوب احترام الوضع القانوني والتاريخي القائم بالمقدسات في القدس، وتثمن دور لجنة القدس، وكذلك في بيت مال القدس في الدفاع عن المدينة وصمود أهلها.
وأضاف أن المجموعة العربية ترحب باعتماد قرار الجمعية العامة بدورته الاستثنائية العاشرة في 12 يونيو الماضي، وتدعو مجلس الأمن إلى دعم تنفيذ بنوده بالكامل، بما في ذلك إنهاء الاحتلال الإسرائيلي فورا ووقف المجازر وضمان الحماية الكاملة للمدنيين، كما تدعو المجتمع الدولى إلى تحمل مسئولياته دون تقاعس لإنهاء العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار عن قطاع غزة وكافة الأراضي الفلسطينية، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
ولفت إلى مطالبة المجموعة العربية بمساءلة مرتكبي الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، بما يعيد الحياة الكريمة إلى أهل غزة، كما تدعو إلى دعم خطة التعافي المبكر وإعادة إعمار وتنمية غزة المعتمدة من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والمشاركة بفعالية في المؤتمر الذي تعتزم القاهرة استضافته لحشد الدعم والتمويل لتلك الخطة التي تعد أساسا لمستقبل جديد للقطاع تحت حكم وإدارة السلطة الفلسطينية.
وشدد السفير أسامة عبد الخالق على أهمية انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة رفيع المستوى بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا، وفق ما تؤكد عليه المجموعة العربية والتي تدعو أيضا جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة إلى المشاركة في ذلك المؤتمر المقرر في 28 إلى 30 يوليو الجاري.
وعبر مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة عن إدانة المجموعة العربية لانتهاك إسرائيل إعلان وقف الأعمال العدائية في لبنان بشكل يومي منذ دخوله حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024 بارتكاب الخروقات الجوية والبرية وشن الغارات يوميا، مما أدى إلى مقتل وجرح المئات، وفي المقابل يلتزم لبنان ببنود الاتفاق بالكامل ويعمل على تنفيذها بإصرار وبسرعة.
كما أدانت المجموعة العربية أيضا استمرار احتلال إسرائيل لخمسة مواقع حدودية في الجنوب اللبناني، إضافة إلى تعيين منطقتين عازلتين ضمن الأراضي اللبنانية ومنع الوصول إليهما، كما يمنع الاحتلال الإسرائيلي أيضا الانتشار الكامل للجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني ويعرقل حركة قوات "اليونيفيل"، ووصولها إلى بعض مواقعها الحدودية، وكل ذلك يشكل انتهاكا صارخا لسيادة لبنان وللقرار (1701) وخرقا فاضحا لإعلان الأعمال العدائية.
وفي هذا الإطار، تؤكد المجموعة العربية ضرورة أن يضطلع مجلس الأمن بمسؤولياته لإلزام السلطة القائمة بالاحتلال بالانسحاب الكامل والفوري الغير مشروط من كافة الأراضي اللبنانية المحتلة.