العدوان على اليمن وإيران وتحصين الوعي!
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
لم يعد أحد يستطيع إلا التسليم بأن أمريكا إما أنها انهزمت في معركة البحر الأحمر أو أنها انسحبت، وذلك يكفي كونه ببساطة يعني فشل أمريكا في فرض استمرار الملاحة البحرية إلى الكيان الصهيوني..
في العدوان على إيران فالرئيس الأمريكي ترامب بعد اليوم الأول طالب إيران بإعلان الاستسلام بل وقال عليها الذهاب إلى واشنطن للتوقيع على ورقة أو صيغة الاستسلام.
ومع ذلك فإيران لم تعلن استسلامها ولم تذهب إلى واشنطن للتوقيع على الاستسلام، والطريف أن من طالب باستسلام إيران هو من طلب إيقاف الرد على إسرائيل، لأن إسرائيل لم تعد قادرة على مواصلتها ولو ليومين اثنين، وفق ما كان مقرراً لها أمريكياً وإسرائيلياً..
وهنا نقول إن أمريكا وإسرائيل معاً انهزمتا أمام إيران فهما انسحبتا وقررتا وقف هذا العدوان..
مثل هذه النتيجة هو معطى لموقف ترامب حين شن العدوان على اليمن أو على إيران وأي منطق أو استخلاص آخر يطرح هو من الحروب الإعلامية والنفسية التي لا علاقة لها بواقع أو وقائع، ولا يفرق مرتزقة اليمن في هذا السياق عن عملاء أمريكا وإسرائيل في إيران..
حتى في الرياضة وكرة القدم فلا يوجد الا فريق ينتصر بوضوح أو ينسحب بوضوح، والفريق المنسحب يعتبر منهزماً غير العقوبات التي تفرض عليه..
الانسحاب الأمريكي من العدوان على اليمن هو الحقيقة الأوضح وكذلك انسحاب أمريكا وإسرائیل من العدوان على إيران..
عندما تصبح الحقيقة بهذا الوضوح الساطع فالمسألة لم تترك مجالاً لأي رأي آخر، وأي آخر يريد الجدل في هذا فلأنه المنهزم من واقع أمركته وصهينته ولم يكن لفضح وانفضاح ذاته المتأمركة المتصهينة وبما لا يقبل أي غطاء وتغطية..
فشل العدوان على اليمن وعلى إيران هو ببساطة فشل لمشروع الشرق الأوسط الأمريكي الإسرائيلي، وفي إطار واقعيتنا فنحن نسلم بانتصار أمريكي إسرائيلي في سوريا، وإذا مثل ذلك يحسب لصالح المشروع الأمريكي ـ الإسرائيلي فالفشل لهذا المشروع هو أكبر وأعمق بفشل العدوان على اليمن وإيران، فهل بمقدور المتأمركين المتصهينين من أبناء جلدتنا أن يتعاملوا بهذه الواقعية ومن أرضية حقائقية لم تقبل بأي تحريف أو تجريف؟..
لم يعد هدفي من هذا الطرح إدانة الأمركة والصهينة ولا إدانة المتأمركين المتصهينين بل إن الهدف الأعم الأهم هو الوعي واليقظة الدائمة تجاه ما يشن علينا من حروب نفسية وإعلامية، ومجرد تأثر أناس بما طرح حول العدوان على اليمن وإيران هو مثل ذلك..
فإذا مسائل وضوحها فوق الحاجة لتوضيح، كما فشل العدوان على اليمن و إيران تجد من يصدق التفافاً وتشكيكاً، فكيف في حالات أخرى هي الأقل وضوحاً وفيها لبوس وتلبيس أو تدليس أو حتى لبس فنحن بحاجة إلى رفع الحصانة العامة ضد الحروب الإعلامية والنفسية خاصة وأن هذا السلاح الخطير عادة ما يترك الدور التنفيذي الأهم في استعماله أو تنفيذه للعملاء والمرتزقة وهذا واضح ولا ينكر سواء في اليمن أو إيران..
هل يعقل أنه لا زال في هذا العالم من لا يعرف أن أمريكا انسحبت من مواجهة البحر مع اليمن، وهل لازال من لا يعرف أن إسرائيل أجهدت نفسها مع أمريكا لإيقاف الحرب مع إيران لأنها لم تعد تحتمل استمرارها حتى ليومين..
من هنا تأتي أهمية رفع الحصانة العامة لتمتلك الأهلية والقدرة على هزيمة الأمركة والصهينة خاصة وأنه في حالات أخرى لا يكون الوضوح فيها بمستوى الوضوح في حالتي العدوان على اليمن والعدوان على إيران..
الذي يعنيني هو عامة الناس الأنقياء و الغيورين والذين لا يمثلون الخط العام والغالبية الشعبية المطلقة وهي تمثل الطرف الأهم والفاعل في مواجهة العدوان الصهيوني وإفرازاتها وقراراتها في تشكلات أو حتى تيارات تمارس الأمركة والصهينة وباتت بمحاولات الأغطية و التغطية تنفضح كصهينة وأمركة ربطاً بمقولة مبارك مصر بعد خروجه من الحكم «المتغطي بأمريكا كالعريان»، فكيف لمن يصبح غطاؤه الصهينة وهو يريد تغطية أو إخفاء صهينته ما أمكن..
العدوان على اليمن و إيران بات بوصلة تكشف من الصهينة في واقعنا، وأي أطياف أو أطراف لا تتعاطى العدوان على اليمن و إيران ولا تسلم بحقيقة أن أطراف هذا العدوان انسحبت وهي على مشارف الهزيمة فهذا هو موقف الأمركة والصهينة كعمالة وخيانة وارتزاق، فهل لنا أن نعي ونرفع حصانتنا في الوعي؟!!.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
سرايا القدس في الذكرى الثانية لـالطوفان: نحيي إخوان الدم والسلاح في حزب الله واليمن وإيران
وقالت السرايا في بيانها: إنّ معركة طوفان الأقصى شكّلت "مرحلة مفصلية في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني"، حيث خاضت فيها المقاومة الفلسطينية "إحدى أعظم المعارك ضد النازية والظلم الصهيوني"، موضحة أن الاحتلال "مارس كل أشكال القتل والتدمير والتهجير ضد أبناء شعبنا في القدس والضفة وغزة، وسجل أسوأ محرقة ومأساة على مر العصور، والعالم يتفرج بصمت".
وأشارت إلى أنّ المقاومة "نفذت قبل عامين عملية مباركة ضد مواقع جيش العدو على طول السلك الزائل شرق قطاع غزة"، وأنّ مجاهديها "سطّروا مشاهد عظيمة من البطولة والإقدام والفداء، فقتلوا المئات من جنود العدو وأسروا العشرات، وقدّموا قوافل من الشهداء والجرحى والأسرى".
وأكدت السرايا أنّ "العدو الصهيوني رغم حربه المجنونة التي استهدفت عشرات آلاف المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، فشل في كسر إرادة شعبنا المتجذر في أرضه"، مشددة على أن المقاومة "قدمت كل المرونة اللازمة لإبرام اتفاق شرطه الوحيد وقف الحرب ورفع الحصار"، لكن حكومة نتنياهو "واصلت حربها لتحقيق أهداف ائتلافها المتطرف".
وفي الذكرى الثانية للمعركة، أوضحت السرايا أنها "ما زالت تواصل مواجهة فرق جيش العدو وألويته وكتائبه في أطول معركة يخوضها الكيان منذ تأسيسه"، مؤكدة أنها قدمت "مئات القادة والمقاتلين شهداء، في طليعة عشرات الآلاف من أبناء شعبنا الذين خاضوا عامين من القتال الشرس والصمود منقطع النظير بأقل الإمكانات على طريق القدس والتحرير".
وجددت سرايا القدس في بيانها التأكيد على مجموعة من الثوابت، أبرزها: أن "المقاومة مستمرة ما دام الاحتلال قائمًا، ولن تتراجع إلا بزواله"، وأنها "أعدّت نفسها لحرب استنزاف طويلة"، منوهةً إلى أنّ "عملية جدعون 2" الصهيونية "لن تكون إلا مزيدًا من الخيبة والهزيمة والانكسار".
كما شددت على أن "أسرى العدو لن يروا النور إلا بصفقة تبادل مشرفة يلتزم فيها الكيان بإنهاء الحرب"، لافتةً أنّ "سلاح المقاومة وجد لتحرير الأرض ولن يُغمد إلا بتحقيق هذا الهدف".
وحيّت السرايا "كتائبها المباركة في الضفة المحتلة، لا سيما جنين ونابلس وطولكرم وطوباس"، داعية إياهم إلى "تصعيد المواجهة ومواصلة ضرب العدو بكل قوة واقتدار".
كما وجهت التحية إلى "فدائيي الأردن وأبطال أساطيل كسر الحصار والأحرار من شعوب العالم"، وإلى "الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال"، مؤكدة أن "الحرية باتت قريبة، والفرج قادم لا محالة".
وفي سياق الدعم الإقليمي، بعثت سرايا القدس بـ"تحية كبيرة لإخوان السلاح والدم في حزب الله، الذين شكلوا سندًا كبيرًا للمقاومة وقدّموا خيرة قادتهم ومجاهديهم"، وفي مقدمتهم "السيد حسن نصر الله".
كما عبّرت عن امتنانها لـ"إخواننا في يمن النخوة والعزة، وفي طليعتهم أنصار الله"، مشيدة بـ"مواصلتهم ضرب الكيان الصهيوني منذ عامين بالصواريخ والمسيرات والزوارق المفخخة نصرة لغزة وأهلها".
وختمت السرايا بيانها بتوجيه التحية إلى "الإخوة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الذين شاركوا بشكل مباشر في ثلاث مواجهات مع العدو، وقدّموا ثلة من الشهداء العلماء والقادة"، مستذكرة "شهيد فلسطين الحاج رمضان الذي كان جزءًا أصيلاً من إعدادات المقاومة لمواجهة الكيان الغاصب".
واختتمت السرايا بيانها بتأكيد واضح قائلة: "جهادنا مستمر وقتالنا ماضٍ حتى القدس إن شاء الله".