هل لبى تقرير لجنة تقصي الحقائق في أحداث الساحل تطلعات السوريين؟
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
دمشق – سجّلت اللجنة الوطنية للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث مارس/آذار الماضي التي شهدها الساحل السوري شهادات 938 شخصا بعد القيام بزيارات ميدانية إلى منازلهم برفقة مخاتير القرى ورجال دين في المنطقة، إلى جانب تسجيل 200 شهادة إلكترونيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وانطلقت عملية رصد الشهادات وتسجيلها بعد إصدار مرسوم رئاسي في 9 مارس/آذار الماضي السوري يقضي بتشكيل لجنة وطنية مستقلة مكونة من 7 أعضاء للتحقيق في تلك الأحداث.
وأعلنت اللجنة نتائج تحقيقها، أمس الثلاثاء، وقالت إنها أحالت إلى النائب العام في البلاد لائحتين بالمشتبه بضلوعهم في الانتهاكات التي شهدها الساحل السوري، كما أوصت بملاحقة الفارين والمضي في إجراءات العدالة الانتقالية، وذلك بعد أن سلّمت تقريرها للرئيس أحمد الشرع يوم الأحد الماضي.
وكانت اللجنة قد أعلنت في وقت سابق أنها تحقق في انتهاكات جسيمة تعرض لها المدنيون في 7 و8 و9 مارس/آذار، تشمل "القتل والقتل القصد والسلب وتخريب البيوت وحرقها والتعذيب والشتم بعبارات طائفية". وخلال العملية تمّ التحقق "من أسماء 1426 قتيلا، بينهم 90 امرأة والبقية معظمهم مدنيون وعسكريون سابقون أجروا تسويات" من العلويين في منطقة الساحل، وفقدان 20 آخرين.
رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع يتسلم التقرير النهائي للجنة الوطنية للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث آذار المنصرم بالساحل السوري، وذلك بعد إنهاء عملها.#أحمد_الشرع#سوريا#سانا pic.twitter.com/kRUi3BpRpB
— الوكالة العربية السورية للأنباء – سانا (@Sana__gov) July 20, 2025
خطوة كبيرةيقول الخبير القانوني محمد طبلية مدير "المنظمة الدولية لحقوق الإنسان" في المملكة المتحدة للجزيرة نت، إن التقرير خلص إلى وجود 298 شخصا متورطا في أعمال العنف بينهم 265 من فلول النظام السابق.
إعلانولفت إلى أن جمع اللجنة شهادات أكثر من 938 شخصا، بينهم 452 شاهدا على القتل و496 شاهدا على عمليات السلب والسرقة والحرق والتعذيب، خطوة كبيرة تعزز سير القضية لكثرة الشهود على هذه الجرائم، كما أنها تضيف مصداقية وشفافية كبيرة لعملها.
بدوره، قال المحامي والخبير القانوني عبد الناصر حوشان للجزيرة نت، إن تشكيل لجنة تقصي حقائق بأحداث داخلية أهم خطوة في تاريخ سوريا، لأنها المرة الأولى التي تقوم فيها مؤسسة الرئاسة بذلك، خاصة أن الاتهامات موجهة للحكومة، وهذه سابقة قانونية وسياسية بتكليف لجنة محايدة ومستقلة.
وقيّم عملها وتقريرها بأنه يتمتع بالإيجابية المطلقة، وأنه "لا شك أن هناك من سيعارض قراراتها وهذه حالة طبيعية للمتضررين منها".
كما أشار الخبير طبلية إلى أن اللجنة ضمت 5 قضاة ومحاميا وعميدا في الشرطة، مما يؤكد أن فيها "من المهنية والخبرة ما يكفي للوصول إلى نتائج مبنية على أسس قانونية"، أما بالنسبة لعامة الناس فلا شك أن هناك البعض لن ترضيهم النتائج لأنهم سيعتبرونها غير منصفة لهم".
متابعة التحقيقاتونوه طبلية إلى أن التقرير أخفى أسماء المشتبه في تورطهم لضمان عدم هروبهم، و"لكن في الوقت ذاته يجب أن تسلّم اللجنة أسماءهم والشهادات للنيابة العامة ليتسم عملها بالشفافية ولا تكون مسيّسة".
وأكد على ضرورة جبر الضرر عبر تحمل الدولة مسؤولياتها وملاحقة المشتبه بهم من "الفلول ومن طرفها" وتقديمهم للنيابة العامة، وتبني كل التوصيات التي وصلت إليها اللجنة وتحقيق العدالة الانتقالية.
وتؤكد زيارة اللجنة لـ33 موقعا برفقة المخاتير ورجال الدين وممثلي العدالة -وفق طبلية- أنها كانت تريد الوصول إلى الحقيقة والشفافية، وأنه لم يكن عليها أية ضغوط سياسية من قبل الحكومة أو أي طرف آخر.
من ناحيته، قال نقيب المحامين أحمد دخان للجزيرة نت إن المرحلة التالية، بعد تسليم اللجنة تقريرها إلى الجهات القضائية المختصة، هي ضمان مسار العدالة الانتقالية سواء محليا عبر محاكم مستقلة، أو دوليا إن اقتضى الأمر.
وأكد أنهم سيعملون على متابعة ملفات الضحايا حتى مرحلة المرافعات القانونية، مع تأكيد أهمية إشراك المجتمع المدني ونقابة المحامين في حماية الشهود وتأمين سلامة الإجراءات. كما سيطالبون بإنشاء لجنة متابعة قضائية مشتركة تراقب تنفيذ التوصيات و"تحول دون طيّ الملف سياسيا".
وأضاف أن النتائج كانت خطوة مهمة، لكنها -برأيه- لم تُلبِّ كل تطلعات الضحايا وذويهم، وقال "نعم، تضمن التقرير كشفا عن جرائم خطيرة وعن مرتكبيها، لكنه ترك مناطق رمادية ولم يحدد المسؤوليات بشكل حاسم في بعض الوقائع الجوهرية، ربما مراعاة لحساسية المرحلة".
ووفق دخان، فإن مجرد الاعتراف الرسمي بوقوع هذه الانتهاكات يعد تطورا غير مسبوق، لكنه ليس كافيا وحده لأن الضحايا ينتظرون محاكمات علنية وتعويضات فعلية و"ليس فقط توصيفا قانونيا".
معايير دوليةفيما اعتبر عبد الناصر حوشان أن النتائج التي خلصت إليها اللجنة -من الناحية القانونية- كانت بمعايير دولية من خلال آلية العمل التي اتبعتها من حيث تشكيل اللجنة واختيار الوجهاء والمخاتير ورجال الدين في منطقة الساحل لمرافقة أعضائها خلال لقاء الشهود.
إعلانولفت إلى أن التقرير هو المرحلة الأولى باتجاه الوصول للمحاسبة، تتبعه إجراءات ثانية بعد تسليمه لمؤسسة الرئاسة التي ستحوله بدورها للجهات المختصة الأمنية والعسكرية، ومن ثم القضائية لتقديم المشتبه بهم للمحاكم.
وأكد النقيب أحمد دخان على:
ضرورة أرشفة هذا التقرير كوثيقة قانونية رسمية، يمكن الاستناد إليها مستقبلا في أي محاكمات دولية. المطالبة بضمان عدم استخدام التقرير لأغراض سياسية أو انتقائية، ويكون جزءا من مسار وطني شامل للعدالة والمصالحة.وختم حديثه بأن المحاسبة لا تعني الانتقام، بل ترسيخ ثقافة دولة القانون، وأن نقابة المحامين ستكون في موقع رقابي وشريك فاعل لضمان ذلك.
من جهته، قال المحلل السياسي ورجل الأعمال بأميركا جلال بشور، إن الأحداث التي مرت بها سوريا من الساحل إلى السويداء تضع على عاتق الدولة مسؤولية تنفيذ المحاكمات ضد من ارتكب الجرائم والانتهاكات علنا، لكسب ثقة الشارع السوري والعالم أجمع.
وأكد للجزيرة نت أن التقسيم، إن كان في منطقة الساحل أو الجنوب السوري، فهو "عبارة عن أحلام لا يمكن تنفيذها على أرض الواقع".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات للجزیرة نت إلى أن
إقرأ أيضاً:
لجنة أمانة عمّان الكبرى تصادق على مشاريع للتحول الذكي
صراحة نيوز- عقدت لجنة أمانة عمّان الكبرى، الخميس، جلستها الثامنة العادية برئاسة رئيس اللجنة يوسف الشواربة. وهنأ الشواربة خلال الجلسة جلالة الملك عبدالله الثاني وولي العهد الأمين بمناسبة السنة الميلادية الجديدة، متمنيًا أن تكون سنة خير وسلام على الأمتين العربية والإسلامية، كما قدم التهاني للطوائف المسيحية بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
وصادقت اللجنة على عدة ملفات ومشاريع هامة تهدف إلى تطوير الأداء المؤسسي والخدمات الحضرية في العاصمة، أبرزها:
مشروع إعداد استراتيجية المنتدى العربي للمدن الذكية 2030: تم اعتماد مسودة الاتفاقية مع المعهد العربي لإنماء المدن لتحديد رؤية ورسالة المنتدى وأولوياته الاستراتيجية للفترة 2026-2030. تعاون مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة: تم إقرار مسودة مذكرة تفاهم تهدف إلى تبادل الخبرات والبيانات بين أمانة عمان والسلطة، بما يعزز التخطيط والتنظيم الحضري، وتطوير خدمات المدينة، وتحسين إجراءات تراخيص الأبنية، ودعم التحول نحو المدن الذكية والمستدامة. مشروع حافلات النقل السريع الكهربائية الأوروبية (EBRT2030): تم اعتماد اتفاقية لتقديم منحة مع الاتحاد الدولي للنقل العام لدراسة جدوى أنظمة النقل المستدامة بالحافلات الكهربائية، بما يسهم في خفض الانبعاثات وتخفيف الازدحام المروري. تحسين الخدمات البيئية: تم تخصيص مبلغ ضمن موازنة أمانة عمان لشركة “رؤية عمان للمعالجة وإعادة التدوير” لمدة عشر سنوات، لضمان تقديم أفضل الخدمات البيئية من خلال مقدمي الخدمة المعتمدين. دعم مكب الغباوي: صادقت اللجنة على مسودة اتفاقية منحة مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بقيمة 75 ألف يورو، لتمويل الخدمات الاستشارية والفنية المتعلقة بتركيب محرك جديد بنظام الغاز الحيوي في مكب الغباوي، ضمن تمويل إنشاء الخلية السادسة في المكب.كما وافقت اللجنة على:
تسمية نقيب المهندسين الأردنيين عبدالله غوشة وسيزار عمر صوبر كأعضاء في لجنة التخطيط المركزية، التي تشرف على مجالات التخطيط والتنظيم في أمانة عمان. تشكيل اللجنة التوجيهية للمدينة الذكية لاعتماد الخطة الإستراتيجية للتحول إلى مدينة ذكية، واعتماد المشاريع والحزم المقترحة، وضمان عكس المشاريع الذكية للطابع الحضاري والتاريخي للمدينة.وشدد الشواربة على أن هذه المشاريع والاتفاقيات تعكس التزام أمانة عمان الكبرى بتطوير العاصمة نحو بيئة حضرية مستدامة وذكية، وتحسين جودة الحياة للمواطنين، وتعزيز كفاءة الأداء المؤسسي والخدمات العامة