دمشق – سجّلت اللجنة الوطنية للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث مارس/آذار الماضي التي شهدها الساحل السوري شهادات 938 شخصا بعد القيام بزيارات ميدانية إلى منازلهم برفقة مخاتير القرى ورجال دين في المنطقة، إلى جانب تسجيل 200 شهادة إلكترونيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وانطلقت عملية رصد الشهادات وتسجيلها بعد إصدار مرسوم رئاسي في 9 مارس/آذار الماضي السوري يقضي بتشكيل لجنة وطنية مستقلة مكونة من 7 أعضاء للتحقيق في تلك الأحداث.

وأعلنت اللجنة نتائج تحقيقها، أمس الثلاثاء، وقالت إنها أحالت إلى النائب العام في البلاد لائحتين بالمشتبه بضلوعهم في الانتهاكات التي شهدها الساحل السوري، كما أوصت بملاحقة الفارين والمضي في إجراءات العدالة الانتقالية، وذلك بعد أن سلّمت تقريرها للرئيس أحمد الشرع يوم الأحد الماضي.

وكانت اللجنة قد أعلنت في وقت سابق أنها تحقق في انتهاكات جسيمة تعرض لها المدنيون في 7 و8 و9 مارس/آذار، تشمل "القتل والقتل القصد والسلب وتخريب البيوت وحرقها والتعذيب والشتم بعبارات طائفية". وخلال العملية تمّ التحقق "من أسماء 1426 قتيلا، بينهم 90 امرأة والبقية معظمهم مدنيون وعسكريون سابقون أجروا تسويات" من العلويين في منطقة الساحل، وفقدان 20 آخرين.

رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع يتسلم التقرير النهائي للجنة الوطنية للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث آذار المنصرم بالساحل السوري، وذلك بعد إنهاء عملها.#أحمد_الشرع#سوريا#سانا pic.twitter.com/kRUi3BpRpB

— الوكالة العربية السورية للأنباء – سانا (@Sana__gov) July 20, 2025

خطوة كبيرة

يقول الخبير القانوني محمد طبلية مدير "المنظمة الدولية لحقوق الإنسان" في المملكة المتحدة للجزيرة نت، إن التقرير خلص إلى وجود 298 شخصا متورطا في أعمال العنف بينهم 265 من فلول النظام السابق.

إعلان

ولفت إلى أن جمع اللجنة شهادات أكثر من 938 شخصا، بينهم 452 شاهدا على القتل و496 شاهدا على عمليات السلب والسرقة والحرق والتعذيب، خطوة كبيرة تعزز سير القضية لكثرة الشهود على هذه الجرائم، كما أنها تضيف مصداقية وشفافية كبيرة لعملها.

بدوره، قال المحامي والخبير القانوني عبد الناصر حوشان للجزيرة نت، إن تشكيل لجنة تقصي حقائق بأحداث داخلية أهم خطوة في تاريخ سوريا، لأنها المرة الأولى التي تقوم فيها مؤسسة الرئاسة بذلك، خاصة أن الاتهامات موجهة للحكومة، وهذه سابقة قانونية وسياسية بتكليف لجنة محايدة ومستقلة.

وقيّم عملها وتقريرها بأنه يتمتع بالإيجابية المطلقة، وأنه "لا شك أن هناك من سيعارض قراراتها وهذه حالة طبيعية للمتضررين منها".

كما أشار الخبير طبلية إلى أن اللجنة ضمت 5 قضاة ومحاميا وعميدا في الشرطة، مما يؤكد أن فيها "من المهنية والخبرة ما يكفي للوصول إلى نتائج مبنية على أسس قانونية"، أما بالنسبة لعامة الناس فلا شك أن هناك البعض لن ترضيهم النتائج لأنهم سيعتبرونها غير منصفة لهم".

متابعة التحقيقات

ونوه طبلية إلى أن التقرير أخفى أسماء المشتبه في تورطهم لضمان عدم هروبهم، و"لكن في الوقت ذاته يجب أن تسلّم اللجنة أسماءهم والشهادات للنيابة العامة ليتسم عملها بالشفافية ولا تكون مسيّسة".

وأكد على ضرورة جبر الضرر عبر تحمل الدولة مسؤولياتها وملاحقة المشتبه بهم من "الفلول ومن طرفها" وتقديمهم للنيابة العامة، وتبني كل التوصيات التي وصلت إليها اللجنة وتحقيق العدالة الانتقالية.

وتؤكد زيارة اللجنة لـ33 موقعا برفقة المخاتير ورجال الدين وممثلي العدالة -وفق طبلية- أنها كانت تريد الوصول إلى الحقيقة والشفافية، وأنه لم يكن عليها أية ضغوط سياسية من قبل الحكومة أو أي طرف آخر.

من ناحيته، قال نقيب المحامين أحمد دخان للجزيرة نت إن المرحلة التالية، بعد تسليم اللجنة تقريرها إلى الجهات القضائية المختصة، هي ضمان مسار العدالة الانتقالية سواء محليا عبر محاكم مستقلة، أو دوليا إن اقتضى الأمر.

وأكد أنهم سيعملون على متابعة ملفات الضحايا حتى مرحلة المرافعات القانونية، مع تأكيد أهمية إشراك المجتمع المدني ونقابة المحامين في حماية الشهود وتأمين سلامة الإجراءات. كما سيطالبون بإنشاء لجنة متابعة قضائية مشتركة تراقب تنفيذ التوصيات و"تحول دون طيّ الملف سياسيا".

وأضاف أن النتائج كانت خطوة مهمة، لكنها -برأيه- لم تُلبِّ كل تطلعات الضحايا وذويهم، وقال "نعم، تضمن التقرير كشفا عن جرائم خطيرة وعن مرتكبيها، لكنه ترك مناطق رمادية ولم يحدد المسؤوليات بشكل حاسم في بعض الوقائع الجوهرية، ربما مراعاة لحساسية المرحلة".

ووفق دخان، فإن مجرد الاعتراف الرسمي بوقوع هذه الانتهاكات يعد تطورا غير مسبوق، لكنه ليس كافيا وحده لأن الضحايا ينتظرون محاكمات علنية وتعويضات فعلية و"ليس فقط توصيفا قانونيا".

معايير دولية

فيما اعتبر عبد الناصر حوشان أن النتائج التي خلصت إليها اللجنة -من الناحية القانونية- كانت بمعايير دولية من خلال آلية العمل التي اتبعتها من حيث تشكيل اللجنة واختيار الوجهاء والمخاتير ورجال الدين في منطقة الساحل لمرافقة أعضائها خلال لقاء الشهود.

إعلان

ولفت إلى أن التقرير هو المرحلة الأولى باتجاه الوصول للمحاسبة، تتبعه إجراءات ثانية بعد تسليمه لمؤسسة الرئاسة التي ستحوله بدورها للجهات المختصة الأمنية والعسكرية، ومن ثم القضائية لتقديم المشتبه بهم للمحاكم.

وأكد النقيب أحمد دخان على:

ضرورة أرشفة هذا التقرير كوثيقة قانونية رسمية، يمكن الاستناد إليها مستقبلا في أي محاكمات دولية. المطالبة بضمان عدم استخدام التقرير لأغراض سياسية أو انتقائية، ويكون جزءا من مسار وطني شامل للعدالة والمصالحة.

وختم حديثه بأن المحاسبة لا تعني الانتقام، بل ترسيخ ثقافة دولة القانون، وأن نقابة المحامين ستكون في موقع رقابي وشريك فاعل لضمان ذلك.

من جهته، قال المحلل السياسي ورجل الأعمال بأميركا جلال بشور، إن الأحداث التي مرت بها سوريا من الساحل إلى السويداء تضع على عاتق الدولة مسؤولية تنفيذ المحاكمات ضد من ارتكب الجرائم والانتهاكات علنا، لكسب ثقة الشارع السوري والعالم أجمع.

وأكد للجزيرة نت أن التقسيم، إن كان في منطقة الساحل أو الجنوب السوري، فهو "عبارة عن أحلام لا يمكن تنفيذها على أرض الواقع".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات للجزیرة نت إلى أن

إقرأ أيضاً:

صليب التركمان وبرج إسلام… وجهة سياحيّة واعدة على الساحل السوري

اللاذقية-سانا

تشهد شواطئ مناطق صليب التركمان وبرج إسلام في ريف اللاذقية الشمالي حركةً نشطةً وإقبالاً واسعاً من الزوار من مختلف المحافظات السورية والمغتربين؛ نظراً لما تتمتّع به من مقومات سياحيّة مميّزة.

وتشكل هذه المنطقة التي تبعد 20 كم شمال محافظة اللاذقية وجهة مفضّلة لمحبّي رياضة السباحة والباحثين عن الهدوء والجمال، حيث الطبيعة البكر والمياه النقية والشواطئ المتنوعة بين الرملية والصخرية.

المهندس محمد باش بيوك، رئيس بلدية صليب التركمان وبرج إسلام، أوضح في تصريح لمراسل سانا، أن المنطقة تتبع إدارياً لناحية عين البيضا، وتعود تسميتها إلى المعالم المحلية، وسُميت برج إسلام نسبةً إلى برج مراقبة قرب جامع الرحمة، في حين تعود تسمية صليب التركمان إلى الجذر “صلب” في إشارة إلى الطبيعة الجغرافية والمكون السكاني، حيث تتشارك القريتان بلدية واحدة، ويبلغ عدد سكانهما نحو 13 ألف نسمة، يعمل معظمهم في الزراعة والصيد.

وأشار باش بيوك، إلى ضرورة إيلاء المزيد من الاهتمام بالقطاع الخدمي في المنطقة لمواكبة التطور المتسارع الذي تشهده كوجهةٍ سياحيّةٍ، وتعزيز مقوماتها كنقطة جذب للاستثمارات المحلية والدولية، معتبراً أن إزالة الاستملاك السياحي عن المنطقة خطوة أولى لإفساح المجال أمام المستثمرين المحليين لتنفيذ مشاريع سياحية.

بدوره، أكد زهير عبد الواحد الدهونجي، عضو مجلس قرية صليّب التركمان، أن المنطقة متكاملة سياحياً؛ إذ تضم شاطئاً يمتد لنحو 10 كيلومترات متنوع التضاريس والارتفاعات سهل الوصول مباشرة من الطريق العام، دون أي رسوم دخول، فضلاً عن كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال التي يتميز به السكان.

الصيدلاني رضا برغل أحد الزوار القادمين من مدينة حلب، رأى أن المنطقة تعدّ واحدة من أجمل المواقع السياحية في سوريا، لافتاً إلى ما يميّزها من شواطئ رملية وصخرية، إلى جانب المناظر الطبيعية الخلابة والمناخ المعتدل والأسعار الرمزية، حيث تتوافر خدمات الطاولات والطعام بأسعار شبه مجانية لتناسب مختلف الشرائح المجتمعية.

وأشار المهندس بشار شيخ عبد الله إلى أن صليّب التركمان تمتاز بتكوينات صخرية بيضاء نادرة، إضافة إلى المغاور والكهوف الطبيعية على امتداد الشاطئ، ما يضفي على المنطقة طابعاً جمالياً مختلفاً ومميزاً.

الساحل السوري صليب التركمان وبرج إسلام محافظة اللاذقية 2025-07-26BOUTHINA BOUTHINAسابق مدير وحدة الإعلام والتواصل في الهلال الأحمر: 17 حافلة تتضمن مساعدات غذائية وطبية لدعم العائلات الوافدة إلى درعا والمجتمعات المضيفة انظر ايضاًالشؤون الاجتماعية في اللاذقية تواصل دعم المتضررين من الحرائق

اللاذقية-سانا تواصل مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة اللاذقية جهودها الميدانية لمواجهة تداعيات الحرائق

آخر الأخبار 2025-07-26رحيل الفنان اللبناني الكبير زياد الرحباني بعد مسيرة فنية لأكثر من 5 عقود 2025-07-26رئيس الوزراء البريطاني: الكارثة الإنسانية في غزة يجب أن تنتهي 2025-07-26الهلال الأحمر العربي السوري يرسل قافلةَ مساعداتٍ إنسانية إلى درعا_ فيديو 2025-07-26وزير الخارجية التركي يجدد التأكيد على وحدة سوريا ويحذر من خطر تقسيمها 2025-07-26عدليتا دمشق وريفها تتصدّيان بحزم لآفة المخدّرات عبر سياسات متوازنة 2025-07-26وزير الداخلية يبحث مع المحافظين الواقع الأمني في المحافظات السورية 2025-07-26الدفاع المدني: نقل القافلة الخامسة من المدنيين من محافظة السويداء عبر معبر بصرى الشام 2025-07-26التربية السورية تنفي تحديد موعد إصدار نتائج امتحانات التعليم الأساسي 2025-07-26مراسل سانا: انطلاق قافلة مساعدات إنسانية للهلال الأحمر العربي السوري وعدد من المنظمات الأممية من دمشق إلى محافظة درعا ضمن جهود متواصلة لتعزيز الاستجابة الإغاثية للأسر المتضررة وتلبية احتياجاتها الأساسية 2025-07-25مؤسسة نقل وتوزيع الكهرباء تعلن إيصال التيار الكهربائي إلى محطة مياه السويداء

صور من سورية منوعات أمازون تغلق مختبرها للذكاء الاصطناعي بالصين 2025-07-25 بحث جديد: جلد القرش الأزرق يخفي تراكيب نانوية تساعده على تغيير لونه 2025-07-25
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • عاجل | وزارة الداخلية السورية: إلقاء القبض على شخص يترأس غرفة عمليات لمجموعات خارجة عن القانون في الساحل السوري
  • نادي بنش يفوز على تفتناز بثلاثة أهداف دون مقابل في المباراة التي جمعتهما على أرضية ملعب إدلب البلدي
  • صليب التركمان وبرج إسلام… وجهة سياحيّة واعدة على الساحل السوري
  • الخارجية السويسرية ترحب بعمل اللجنة الوطنية للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث الساحل السوري
  • الكشف عن لجنة سرية بقيادة شقيق الشرع لإعادة هيكلة الاقتصاد السوري
  • هل تنجح لجنة البرهان في نزع السلاح وإعادة الأمان للعاصمة؟
  • عن تداعيات أحداث سوريا على لبنان.. إليكم ما كشفه تقرير لـThe Economist
  • لجنة أمن سنار تناقش الأوضاع الأمنية وتأمين الموسم الزراعي
  • الإدارة والعدل عرضت ملاحظات القضاء الأعلى والوزارة حول اقتراح قانون
  • شبكة النفوذ الجديدة: كيف يعيد شقيق الرئيس أحمد الشرع رسم ملامح الاقتصاد السوري في الظل؟