في موقف سياسي حازم وغير مسبوق من دولة في أمريكا اللاتينية، أعلن الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، اليوم الجمعة، أنه أصدر تعليماته، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، باعتراض أي سفينة محملة بالفحم تتجه إلى إسرائيل، مؤكدًا رفض بلاده المشاركة في "الإبادة الجماعية" التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

وقال بيترو في بيان عاجل: "كولومبيا لن تتواطأ مع الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في غزة. بصفتي القائد الأعلى للقوات المسلحة، أصدرت أمراً باعتراض كل سفينة تحمل الفحم وتتجه نحو إسرائيل."

سلاح الفحم الاقتصادي

ويعد الفحم أحد أهم صادرات كولومبيا، كما تعتبر إسرائيل من المستوردين الرئيسيين له، لا سيما في ظل أزمة الطاقة العالمية. ومن شأن هذا القرار أن يشكل ضغطاً اقتصادياً على تل أبيب، إضافة إلى كونه رسالة سياسية واضحة من دولة نامية ذات ثقل في أمريكا الجنوبية.

ويأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد الغضب الدولي من استمرار الهجمات الإسرائيلية على غزة، والتي خلفت آلاف الشهداء من المدنيين الفلسطينيين منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي علي القطاع في أكتوبر 2023. و

وكانت كولومبيا سحبت سفيرها من تل أبيب في وقت سابق، ووجهت انتقادات لاذعة لحكومة الاحتلال الإسرائيلية، داعية إلى وقف إطلاق النار الفوري ورفع الحصار عن القطاع.

تحول سياسي

ويعكس هذا القرار أيضًا التحول الكبير في السياسة الخارجية الكولومبية منذ تولي بيترو، أول رئيس يساري في تاريخ البلاد، والذي جعل من حقوق الإنسان والعدالة الدولية محوراً رئيسياً في مواقفه.

ومن المتوقع أن يثير هذا الموقف ردود فعل حادة من إسرائيل، وربما يؤدي إلى توتر دبلوماسي أكبر بين البلدين، في وقت تواجه فيه تل أبيب ضغوطاً متزايدة على الساحة الدولية لوقف عمليتها العدائية علي غزة.

وتبقى كولومبيا من الدول القليلة التي اتخذت إجراءات اقتصادية مباشرة ضد إسرائيل منذ بدء الحرب، ما قد يشجع دولًا أخرى على اتخاذ خطوات مماثلة في إطار تصعيد الضغوط الدولية لإنهاء الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.

طباعة شارك كولومبيا إسرائيل سفينة فحم الرئيس الكولومبي غزة الاحتلال

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: كولومبيا إسرائيل الرئيس الكولومبي غزة الاحتلال

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: عملية رفح رد بالنار على المدينة الإنسانية التي تريدها إسرائيل

قال الخبير العسكري العميد ركن حسن جوني إن العمليات التي أعلنت عنها المقاومة، اليوم الأربعاء، تبعث برسالة مفادها أن مسرح القتال يتوسع على نحو يجعل القوات الإسرائيلية غير آمنة في أي منطقة بقطاع غزة، بما في ذلك رفح، التي تخطط لإقامة ما تسميها "مدينة إنسانية" بها.

ووفق ما قاله جوني -في تحليل للمشهد العسكري بالقطاع- فإن عودة رفح في أقصى جنوب غزة للمشهد العملياتي يعني أن كافة مناطق القطاع غير خاضعة للسيطرة الإسرائيلية.

ويتعلق الأمر بإستراتيجية لدى المقاومة تقوم بتنفيذ عمليات منسقة ومتسقة على نحو يؤكد على حدود القطاع التي ستتحدد بقدرة الجانب الفلسطيني على العمل في مناطق تريد إسرائيل البقاء بها وتحديدا في رفح.

ويريد جيش الاحتلال إقامة ما يسميها المدينة الإنسانية في رفح التي كان يعتبرها خاضعة لسيطرته الكاملة قبل هذه العملية التي ضربت هذه الفكرة بشكل لا لبس فيه.

وتمثل العمليات الجديدة -وفق جوني- ردا بالنار على الخرائط التي تريد إسرائيل تطبيقها خلال أي اتفاق محتمل، وتكشف للجميع بما فيهم تل أبيب قدرة المقاومة على ضرب أهداف في المكان الذي تريد.

ويتصرف جيش الاحتلال بحذر في أي بقعة تشهد عمليات متواصلة للمقاومة، ومن ثم فإن إيجاد هدوء في مناطق بعينها يصيب الجنود الموجودين فيها بالخدر ويزيد حالة التململ على نحو يضعف إرادتهم القتالية، مما يوفر للمقاومة فرصة مباغتتهم.

وتكشف هذه العمليات اختراق المقاومة للتدابير التي يقيمها الاحتلال في مناطق بعينها لاعتبارها آمنة، وهو ما حدث في رفح التي دمرها بالكامل خلال الفترة السابقة ولم يكن يتوقع أن تستهدف قواته فيها.

قدرة المقاومة على الضرب

ويشي هذا النجاح بضرب أهداف متعددة في مناطق مختلفة بالقطاع بقدرة المقاتلين الفلسطينيين على الحركة في حدود معينة لكنها تجعلهم قادرين على ضرب القوات المعادية، برأي جوني، الذي قال إن هذه العمليات تثبت عدم تدمير البنية التحتية العسكرية للمقاومة بالشكل الذي تتحدث عنه إسرائيل.

إعلان

كما تكشف هذه العمليات استفادة المقاومة من الخبرات التي راكمتها خلال فترة الحرب والتي تتمثل في جمع المعلومات والمراقبة والرصد رغم عدم امتلاكها قدرات تكنولوجية كالتي تمتلكها إسرائيل.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إيقاع 25 جنديا إسرائيليا بين قتيل وجريح في سلسلة عمليات شرقي مدينة رفح.

كما بثت القسام مشاهد توثق تفجير مقاتليها آليات إسرائيلية في مخيم جباليا شمالا. وقالت إن مقاتليها استهدفوا أمس الثلاثاء قوة إسرائيلية قوامها 7 جنود بعبوة "تلفزيونية" مضادة للأفراد، وأوقعوهم بين قتيل وجريح.

مقالات مشابهة

  • فقدان الاتصال بسفينة «حنظلة» المتجهة إلى غزة.. رئيس كولومبيا يتحرّك ضدّ إسرائيل
  • الرئيس الكولومبي يصدر أمرا باعتراض سفن الفحم المتجهة نحو إسرائيل
  • كولومبيا ترفض تزويد إسرائيل بالفحم احتجاجاً على الإبادة الجماعية
  • الرئيس الكولومبي يصدر أمرا باعتراض سفن الفحم المتجهة نحو إسرائيل / شاهد
  • «لن نتواطأ ضد غزة».. رئيس كولومبيا يأمر باعتراض سفن الفحم المتجهة لإسرائيل
  • الرئيس الكولومبي: أصدرت أمرا باعتراض أي سفينة تحمل فحما وتتجه نحو إسرائيل
  • روسيا تعلن اعتراض 105 مسيرات أوكرانية
  • إسرائيل تعترض طائرة مُسيّرة قادمة من اليمن
  • خبير عسكري: عملية رفح رد بالنار على المدينة الإنسانية التي تريدها إسرائيل