موقع عبري: 7 أسئلة وأجوبة لفهم ملابسات طلب نتنياهو العفو عنه
تاريخ النشر: 1st, December 2025 GMT
فجّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مفاجأة سياسية وقضائية عندما قدّم طلب عفو رسمي إلى الرئيس إسحاق هرتسوغ، بعد أكثر من 5 سنوات ونصف العام على بدء محاكمته في 3 قضايا فساد كبرى تعد الأشهر في تاريخ البلاد السياسي.
وفي تحليل إخباري بموقع (واي نت) التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت، قال الكاتب نتائيل باندل إن نتنياهو برر طلبه العفو بأن استمرار المحاكمة يسبب انقساما داخليا عميقا، ويعيقه عن إدارة شؤون الدولة والملفات الدبلوماسية، خاصة مع اضطراره للمثول أمام المحكمة 3 مرات أسبوعيا.
يذكر أن نتنياهو مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
ولفهم ملابسات طلب العفو، طرح المحلل 7 أسئلة حاول تقديم إجابات عنها على النحو التالي:
أولا بماذا يُتهم نتنياهو؟وفق التحليل، يواجه نتنياهو تهما بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة في 3 ملفات: القضية (1000) المتعلقة بهدايا قيمتها نحو 700 ألف شيكل من رجلي الأعمال أرنون ميلتشن وجيمس باكر.
والقضية (2000) الخاصة بالتفاوض مع ناشر صحيفة يديعوت أحرونوت، نوني موزيس، على صفقة تغطية إعلامية مقابل إضعاف صحيفة "يسرائيل هيوم" المنافسة.
والقضية (4000) المتصلة بشبهات منح امتيازات مالية ضخمة لمالك شركة "بيزك" للاتصالات شاؤول ألوفيتش مقابل تغطية إيجابية على موقع "والا" الإخباري الذي يملكه أيضا.
ورغم تصريحاته المتكررة عن انهيار تلك القضايا، فإن النيابة ترى أن القضية 1000 بقيت متماسكة، خصوصا شقها المتعلق باتخاذ نتنياهو قرارات رسمية لمصلحة رجل الأعمال ميلتشن، بينها تكليف مدير عام وزارة الاتصالات الأسبق شلومو فيلبر بتقديم استشارات خاصة لميلتشن حول صفقة اندماج تلفزيوني كان يسعى إليها.
ثانيا، هل انهارت تلك القضايا كما يزعم نتنياهو؟رغم تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي المتكررة عن انهيار تلك القضايا، فإن النيابة ترى أن القضية 1000 بقيت متماسكة بخلاف القضيتين الأخريين، خصوصا في شقها المتعلق باتخاذ نتنياهو قرارات رسمية لمصلحة رجل الأعمال ميلتشن، منها تكليف مدير عام وزارة الاتصالات الأسبق شلومو فيلبر بتقديم استشارات خاصة لميلتشن حول صفقة اندماج تلفزيوني كان يسعى إليها.
إعلان ثالثا، لماذا لم يتم التوصل إلى صفقة إقرار بالذنب؟كانت هناك مبادرة سابقة لتوقيع اتفاقية إقرار بالذنب في المحاكمة، وحتى بعد طرحها، طلب القضاة من الأطراف إعادة النظر في احتمال التوصل إلى اتفاق. كما طُرحت مقترحات لوساطة، لكن كل هذه الجهود باءت بالفشل.
ويعزو موقع "واي نت" السبب في ذلك إلى أن القضية (1000) تركز على منافع وتضارب مصالح خطير، ومن ثم فإن أي صفقة من ذلك القبيل تتضمن اعترافا بفساد أخلاقي، مما يستلزم القضاء عمليا على مسيرة نتنياهو السياسية، وهو ما يرفضه.
رابعا، ما هو العفو وماذا يحدث بعد تقديم الطلب؟العفو أداة بيد رئيس دولة إسرائيل تهدف إلى تخفيف تبعات إجراء جنائي بعد انتهائه، وتسمح أيضا بالنظر في اعتبارات عدالة عامة وغير جنائية.
ويمر طلب العفو بسلسلة مراجعات مهنية في وزارة العدل والنيابة ومستشاري الرئيس قبل اتخاذ القرار النهائي، مع إمكانية الطعن فيه أمام المحكمة العليا.
خامسا، ما هي الحجج التي يقدمها نتنياهو؟يجادل نتنياهو بأنه على الرغم من أن العملية الجنائية لم تنتهِ، فهو يطلب من الرئيس العفو عنه لأسباب عامة وللمصلحة الوطنية.
ويقول إنه يكافح لإدارة البلاد، خاصة في القضايا الدبلوماسية، في حين يُضطر للإدلاء بشهادته 3 مرات في الأسبوع في المحكمة. كما يزعم أن العفو قد يساعد في رأب صدع المجتمع الإسرائيلي وإنهاء الصدام المؤسسي الذي غذته المحاكمة.
سادسا، هل مُنح أحد في إسرائيل عفو قبل انتهاء المحاكمة؟رغم نُدرة منح عفو قبل نهاية المحاكمة، فقد حدث ذلك مرة واحدة عام 1986 في قضية "الحافلة 300″، حين منح الرئيس حينها حاييم هرتسوغ عفوا عن عملاء في جهاز "شين بيت" حتى قبل التحقيق معهم بقتل فلسطينييْن اثنين بعد القبض عليهم.
سابعا، إذا حصل نتنياهو على عفو، فماذا سيحل بموزيس وإلوفيتش؟من المتوقع أن تستمر المحاكمة ضد المتهمين الآخرين، وستظل شهادة نتنياهو جزءا من الأدلة. أما إذا تضمّن ترتيب العفو اعترافا منه، فقد يشكّل ذلك أساسا قانونيا يُستخدم ضدهما، وقد يعيد فتح باب المفاوضات على صفقات ادعاء جديدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات
إقرأ أيضاً:
سموتريتش: أدعو الرئيس الإسرائيلي إلى الموافقة على طلب العفو عن نتنياهو
قال وزير المالية الإسرائيلي ورئيس الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش، إن "التزام الصهيونية الدينية بإصلاح النظام القضائي سيستمر بشكل جوهري بغض النظر عن عفو نتنياهو".
وأضاف: "بمعزل عن الإصلاح الضروري لنظام إنفاذ القانون، من الواضح لأي عاقل أن نتنياهو يُلاحق منذ سنوات من قبل نظام قضائي فاسد افتعل له قضايا سياسية، ولذلك أدعو الرئيس إلى الموافقة على طلب العفو".
وفي ؤوقت سابق، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قدّم طلب عفو إلى الرئيس إسحاق هرتسوغ.
وكتب نتنياهو في طلب العفو الذي أرسله إلى الرئيس هرتسوغ: "في السنوات الأخيرة، ازدادت التوترات والنزاعات بين فئات الشعب وبين مختلف سلطات الدولة.. أُدرك أن إجراءات قضيتي أصبحت محور نقاشات حادة، وأتحمل مسؤولية عامة وأخلاقية واسعة، انطلاقًا من فهمي لتداعيات جميع الأحداث الناجمة عن ذلك".
وأضاف: "ورغم اهتمامي الشخصي بإجراء المحاكمة وإثبات براءتي حتى تبرئتي بالكامل، أعتقد أن المصلحة العامة تقتضي خلاف ذلك".
وتابع: "وانطلاقًا من مسؤوليتي العامة كرئيس للوزراء في السعي لتحقيق المصالحة بين فئات الشعب، لا أشك في أن انتهاء المحاكمة سيساهم في تخفيف حدة الجدل الدائر حولها".
والجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، اقترح على الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إصدار عفو عن بنيامين نتنياهو، في كلمة ألقاها في الكنيست في أكتوبر الماضي.
وفي الرسالة، قال ترامب إنه يخاطب هرتسوغ في "وقت تاريخي، إذ حققنا معًا سلامًا طال السعي إليه لما يقرب من 3000 عام".
وأضاف: "أدعوكم بموجب ذلك إلى منح عفو كامل لبنيامين نتنياهو، الذي كان رئيس وزراء عظيمًا وحاسمًا في زمن الحرب".
وفي وقت سابق، قال الدكتور نضال أبو زيد، الخبير العسكري والاستراتيجي من العاصمة الأردنية، إن حكومة بنيامين نتنياهو تواجه "أزمات حادة" تعصف بها داخليًا، وهو ما يدفع رئيس الوزراء إلى تصدير هذه الأزمات للخارج عبر تصعيد العمليات العسكرية في لبنان والضفة الغربية والعديد من الجبهات الأخرى التي شهدت تصعيدًا وتوترًا خلال الساعات الأخيرة.
وأكد نضال أبو زيد، خلال مداخلة هاتفية عبر شاشة "القاهرة والناس"، أن نتنياهو "يسابق الزمن" قبل الرابع من ديسمبر المقبل، وهو موعد مراجعة الموازنة الإسرائيلية في الكنيست، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء يخشى الإطاحة به خلال مناقشة الموازنة في ظل الانقسامات داخل الائتلاف الحاكم.
وأضاف أبو زيد أن حكومة نتنياهو "قائمة على الحرب وليس على السلام"، وأن هناك احتمالًا بأن يتجه نتنياهو إلى الدعوة لانتخابات مبكرة قبل يونيو 2026 للهروب من الضغوط السياسية والقانونية التي تلاحقه.