مصور نيجيري يحتفي بـوحوش صغيرة في صور شديدة الوضوح
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كان دارا أوجو في ما مضى يرتعب من العناكب، خصوصًا تلك السامة التي تلدغ. لكنّ الأيّام لا تبقى على حالها.
فاليوم، لا يكتفي المصور النيجيري بالاقتراب الشديد من هذه المخلوقات المثيرة للرهبة، بل تحوّل خوفه إلى شغف يسخّره لحماية الحشرات والتوعية على مدى جمالها وأهميّتها البيئية من خلال فنّه.
ويُعتبر أوجو، البالغ من العمر 34 عامًا، من أساتذة التصوير بتقنية الماكرو. وهو نوع من التصوير الفوتوغرافي يركّز على التقاط صور مقرّبة جدًا للأشياء الصغيرة، وفي هذه الحالة للحياة البرية، حيث يُظهر المخلوقات الصغيرة بكل غرابتها وجمالها المدهش.
وقال أوجو في مقابلة مع CNN: "في كل مرة ألتقط فيها صورة لحشرة، أشعر بالبهجة والفضول والانبهار بالفن والتفاصيل في تكوين أجسامها".
وبالنسبة للمصور، الذي يصف نفسه بـ"راوي قصص بيئية"، فإن الأمر يتعلّق بـ"تسليط الضوء على تلك التفاصيل الصغيرة للغاية التي يمرّ الناس بجانبها من دون أن يلاحظوها، فقط لأنّها صغيرة".
وُلد دارا أوجو في لاغوس بنيجيريا، ويعيش حاليًا في كندا. وكانت أولى تجاربه مع التصوير عندما استخدم في طفولته آلة التصوير الخاصة بوالده من نوع "نيكون"، حيث التقط صورًا للطيور والثعابين والضفادع وسواها من الكائنات.
وبعد سنوات، فيما كان يُدرّس اللغة الإنجليزية في الصين، ضربت جائحة كورونا البلاد، وبدأ حينها تصوير الحشرات كوسيلة للهروب من الملل خلال الإغلاق.
لكن الدافع لم يكن الترفيه فقط، ففي خضم تدفّق الصور للحيوانات المختلفة على الإنترنت، لاحظ أوجو قلّة الاهتمام البصري بالكائنات الأصغر في الطبيعة، وأراد أن يسدّ هذه الفجوة، "وصنع دعاية إيجابية للحشرات أيضًا".
عيون تشبه مكبرات الصوتتعلّم أوجو أساسيات تصوير الماكرو من خلال متابعة دروس عبر منصة "يوتيوب"، كما التحق بدورة جامعية بعنوان "الحشرات والتفاعل البشري" في جامعة ألبرتا بكندا. وفي العام 2020، أنجز أول صورة ماكرو له وكانت لحشرة اليعسوب. وبعد عامين، انتشرت صوره لذبابة الخنفساء طويلة القرون البيضاء التي التقطها في الصين، بشكل واسع النطاق على الإنترنت.
ورغم أنّ طول الخنفساء يتراوح عادة بين 20 و40 مليمترًا، فإن صورة أوجو جعلتها تبدو بحجم الإنسان تقريبًا، بوضعية تجمع بين الرهبة والجاذبية. فعيناها تبدوان كمكبرات صوت، والتفاصيل الدقيقة التي لا تراها العين المجردة، مثل الشعيرات الدقيقة على وجهها، ظهرت بكل وضوح في لقطته.
وقد انتشرت أعماله على الإنترنت، وحققت بعض منشوراته على منصة "إنستغرام" نحو مليون مشاهدة. كما لفتت انتباه نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة ج. محمد، التي شاركت بعضها على منصة "إكس" احتفالًا بيوم التنوع البيولوجي العالمي للعام 2025.
لكن هذه الشهرة تجلب معها ضغوطًا معينة.
يقول أوجو: "الآن، مع تركيز الأنظار عليّ عالميًا، يجب أن أرتقي بمعياري أكثر من السابق في كل مرة أصور فيها. وبصفتي شخصًا من ذوي البشرة السوداء، أشعر بأنني نموذج يُحتذى به، وأمنح صوتًا للأشخاص الملونين الذين لا تتم ملاحظتهم عادة في هذا المجال. لذلك لا يمكنني البقاء في منطقة الراحة".
وتضم بعض الصور اللافتة الأخرى فراشة الزيزفون ذات الألوان الوردية والصفراء الزاهية، وعنكبوت ذو البطن الشوكي، وحشرة الجندب الأمريكي، وعنكبوت الذئب فيما يلتهم ضفدعًا.
ويوضح أوجو: "أشعر بالرهبة منها أثناء التصوير. أرى فيها كيف أن الخالق هو المصمم المثالي، وأدرك حاجتنا لحمايتها".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: المملكة المتحدة التصوير حشرات حيوانات مهددة بالانقراض صور
إقرأ أيضاً:
في لفتة إنسانية.. محافظ المنيا يمازح طفلة صغيرة ويصفها بـ "أصغر ناخبة" في انتخابات الشيوخ
في مشهد إنساني لافت يعكس الأجواء الإيجابية لانتخابات مجلس الشيوخ، توقف اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، خلال جولته التفقدية على اللجان الانتخابية، ليمازح طفلة صغيرة كانت برفقة والدتها.
التقى المحافظ بالطفلة أمام إحدى اللجان، ووصفها بـ "أصغر الحاضرين في الانتخابات بالمنيا"، في إشارة إلى حرصها على مرافقة والدتها، رغم أنها لا تزال في عمر لا يسمح لها بالتصويت، وقد لاقت هذه اللفتة استحسانًا كبيرًا من الحاضرين، واعتبرت رمزًا لغرس قيم المشاركة الوطنية في نفوس الأجيال الجديدة.
جاء هذا الموقف ضمن جولة المحافظ لتفقد سير العملية الانتخابية في عدد من اللجان بالمحافظة، حيث أشاد بوعي المواطنين وحرصهم على الإدلاء بأصواتهم، مؤكداً أن الإقبال الكبير على المشاركة يعكس إدراك المواطنين لأهمية دعم المسار الديمقراطي والمشاركة في بناء مستقبل البلاد.
وأشار المحافظ إلى أن اللجان الانتخابية على مستوى المحافظة تعمل بكفاءة عالية، مشيدًا بوعي المواطنين الذين توافدوا للمشاركة في هذا الاستحقاق الدستوري، مؤكداً أن المشاركة الإيجابية تعكس إدراك أبناء المحافظة لأهمية دعم المسار الديمقراطي، فهم خط الدفاع الأول في بناء الوطن وحماية مكتسباته.
وأضاف المحافظ أن الدولة وفرت كافة الإمكانات لتيسير عملية التصويت، بما في ذلك تجهيز اللجان، وتوفير أماكن انتظار ومظلات لكبار السن، وكراسي متحركة لذوي الهمم، بالإضافة إلى خطة تأمين طبي ووقائي متكاملة، ومصادر كهرباء احتياطية، إلى جانب التنسيق الدائم بين غرف العمليات لمتابعة الموقف أولاً بأول.
كما دعا المحافظ المواطنين إلى التوجه لصناديق الاقتراع لأداء واجبهم الوطني، واختيار من يمثلهم بحرية وشفافية، مؤكداً أن المنيا كانت دائمًا نموذجًا في المشاركة السياسية الفاعلة خلال جميع الاستحقاقات السابقة، وهو ما يعكس عراقة شعبها ووعيه وحرصه على أداء دوره الوطني.
ويُذكر أن محافظة المنيا تضم نحو 3 ملايين و800 ألف ناخب وناخبة، موزعين على 469 مقرًا انتخابيًا بإجمالي 476 لجنة فرعية على مستوى مراكز المحافظة، حيث تستمر عملية التصويت في اليوم الأول حتى الساعة التاسعة مساءً، على أن تُستأنف غدًا الثلاثاء الموافق 5 أغسطس، وسط متابعة دقيقة من غرفة عمليات المحافظة لضمان سير العملية الانتخابية بكل شفافية وانسيابية.