المحكمة الجزائية تقرر النشر عن المتهم الجرموزي في إحدى الصحف الرسمية
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
الثورة نت|
أقرت المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة بأمانة العاصمة، اليوم ، النشر في إحدى الصحف الرسمية عن المتهم محمد حسين علي الجرموزي، بجريمة إهانة القضاء.
وكلفت المحكمة، في جلستها المنعقدة برئاسة القاضي ، محمد عبدالله السفياني ، النيابة بتنفيذ قرار النشر، كون المتهم فار من وجه العدالة.
وأقرت المحكمة التأجيل لمدة شهر، لاستكمال إجراءات المحاكمة وفقا للقانون .
وكانت المحكمة كلفت في جلستها السابقة جهاز الأمن والمخابرات القبض على الجرموزي المتهم مع آخرين بجريمة الإهانة العلنية بالقول لموظف عام بسبب وظيفته القضائية، و أسندوا له وقائع جارحة من خلال نشر مقاطع فيديو على الإنترنت بذلك.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: صنعاء
إقرأ أيضاً:
محمد المر: الصحف الإماراتية لعبت دوراً محورياً في تشكيل الوعي الوطني
فاطمة عطفة
«فكرة معرض الصحافة العربية انطلقت من مسؤوليتنا الإنسانية وإيماننا الراسخ ورسالتنا في مكتبة محمد بن راشد، التي نهدف من خلالها للحفاظ على الأدب والإرث والذاكرة الثقافية العربية، ونقلها جيلاً بعد جيل، خاصة أن الصحافة شكلت ولا تزال تشكل على مر العقود أداة محورية في نقل المعرفة، وتوثيق التحولات الاجتماعية، وصياغة الرأي العام». بهذه الكلمات يضيء معالي محمد أحمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، على المعرض الذي لاقى إقبالاً وإعجاباً كبيرين حيث يحتضن أكثر من 500 دورية ومطبوعة بعضها يعود إلى القرن التاسع عشر، موزعة على 7 أقسام رئيسة: قسم المرأة، وقسم الطفل، وقسم الأدب، وقسم الفن، وقسم الصحافة الإماراتية، وقسم الصحافة المتخصصة، وقسم الصحف. مبيناً في حديثه لـ(الاتحاد) أن الرسالة التي يجسدها المعرض «تنسجم بشكل واضح مع رؤية قيادتنا الرشيدة في ترسيخ مكانة دولة الإمارات كمركز إشعاع ثقافي ومعرفي على مستوى العالم العربي، حيث يبرز المعرض الدور الرائد للدولة في دعم الإعلام المسؤول وتعزيز الحوار الفكري البناء».
ويضيف معالي محمد المر: «حين نعود إلى بدايات الصحافة العربية فإن البوصلة يجب أن تتجه إلى مصر، الدولة التي انطلقت منها الشرارة الأولى للصحافة العربية، وكانت صحفها منابر للفكر والتنوير، ومصانع لتشكيل الوعي العربي في مفترق تاريخي بالغ الأهمية». وأكد معاليه أن الصحافة المصرية جسدت، منذ القرن التاسع عشر، روح التجديد والإصلاح، وأسهمت في إرساء قواعد التعبير الحر، وكانت ملاذاً للمفكرين، ومسرحاً للجدل الثقافي والسياسي، ومحركاً للحركات الاجتماعية. وفي هذا المعرض، حين نطالع بأعيننا أعداداً نادرة من الوقائع المصرية، وروز اليوسف، وصباح الخير، وآخر ساعة، فإننا نقرأ فصولاً حية من سيرة العقل العربي، ومن إرث لا يزال يلهمنا حتى اليوم. ويكفي القول: إن بعض هذه الصحف لا يزال يصدر إلى الآن رغم مرور مئة عام على انطلاقتها».
وعن بداية الصحافة في الإمارات، قال معاليه: « لقد ارتبطت نشأة الصحافة في دولة الإمارات ارتباطاً وثيقاً بحركة التنوير الثقافي والفكري التي رافقت بدايات التأسيس، حيث لعبت دوراً جوهرياً في نقل المعرفة وترسيخ الهوية الوطنية، وأسهمت في نشر الثقافة الإماراتية والعربية محلياً وعالمياً، كما شكلت الصحافة منبراً لتوثيق التحولات الكبرى التي شهدها المجتمع».
وأضاف أن نشأة الصحف في دولة الإمارات كانت في ستينيات القرن الماضي، وكانت تطبع في مطابع متواضعة لكنها حملت التنوير والتثقيف للقارئ، وقد أسهمت هذه الصحف المبكرة في خلق مساحة للتعبير في زمنٍ كانت في وسائل الاتصال محدودة، وكانت الكلمة المطبوعة هي الوسيط لتداول الأخبار والأفكار. ومع إعلان قيام دولة الاتحاد في العام 1971، شهدت الصحافة الإماراتية نهضة نوعية، حيث صدرت صحف كبرى مثل «الاتحاد» و«الخليج» و«البيان»، ثم لاحقاً «الإمارات اليوم»، حيث لعبت هذه الصحف دوراً محورياً في تشكيل الوعي الوطني، وتعزيز الانتماء للدولة الحديثة، لم تكن تلك الصحف مجرد ناقل للأخبار، بل كانت منابر لبناء اللغة المشتركة والهوية الثقافية، وقدمت على صفحاتها أقلاماً محلية وعربية، طرحت قضايا الفكر والتنمية والحداثة، وكانت المجلات الأسبوعية ترافق الصحف، مما ساعد على ازدهار الصحافة المحلية واتساع رقعة تأثيرها.
صياغة الواقع
ولفت معالي محمد المر إلى أن الصحافة في الإمارات كانت شاهداً وفاعلاً، لا تكتفي برصد الواقع، بل تُسهم في صياغته، وقد تحولت خلال العقود الأخيرة إلى قوة ناعمة تعكس صورة الدولة إقليمياً وعالمياً، من خلال المهنية العالية، والانفتاح الثقافي، والدور الحضاري في تعزيز قيَم التسامح والتواصل بين الشعوب.
وحول أهمية المعارض الأرشيفية، قال معاليه: «يمثل الأرشيف ركيزة أساسية في حفظ الذاكرة الإنسانية، وهو أداة مهمة لفهم تحولات المجتمعات وتوثيق إنجازاتها. وعلى الصعيدين المحلي والعالمي، تبرز أهمية الأرشيف في حفظ الوثائق التاريخية والفكرية والثقافية، بما يتيح للأجيال الجديدة الاطلاع على المسارات التي صنعت حاضرها وأسست لمستقبلها. ومن هنا فإن المعارض الأرشيفية المتخصصة، كمعرض الصحافة العربية في مكتبة محمد بن راشد وغيرها، تؤدي دوراً محورياً في إبراز هذا البعد الحضاري».
وحول أهمية إقامة معرض للصحافة العربية في توعية الأجيال الجديدة بتاريخ الإعلام وهويته الثقافية، يقول معالي محمد المر: «تكمن أهمية هذا المعرض في كونه جسراً يربط الأجيال الجديدة بجذور الصحافة العربية ومسيرتها الطويلة، بما تحمله من أحداث، تحولات، وأصواتٍ شكّلت جزءاً كبيراً من الوعي الجمعي في المنطقة. فالمعرض لا يقتصر على عرض صفحات من صحف ودوريات قديمة، بل يمثل أرشيفاً حيّاً لأصوات الناس، نبض المجتمعات، وتحولات الفكر العربي عبر عقود، كما أن المعرض يتيح فرصة فريدة للجيل الرقمي الحالي لفهم كيف كانت الكلمة المطبوعة ذات تأثير نافذ، وكيف كان للصحافة دور رئيس في إشعال النقاشات الفكرية، وتأريخ الوقائع ونقلها بصورتها الأصلية، كما يساعد على توضيح السياقات التي ولدت فيها تلك الأحداث، والتي تحمل تيارات فكرية مختلفة، عبر المقالات الافتتاحية، الكاريكاتيرات والرسومات المعبرة، والتحقيقات التي كانت تتصدر الصفحات الأولى، إضافة إلى أن المعرض يمنح فرصة للزوار للتعرف على تاريخ الإعلام المكتوب، بوصفه أداة البناء للهويات الثقافية والاجتماعية، ويبرز مدارس فكرية واتجاهات تحريرية مختلفة من الصحافة القومية، إلى المستقلة، وصولاً إلى الصحافة المتخصصة الموجهة لكل شرائح المجتمع، وهو ما يعزز لدى الجيل الجديد فهماً عميقاً لكيفية تشكل السرديات الإعلامية، من خلال عرض مجموعات مميزة من صحف ومجلات، والتعرف إلى الأسماء اللامعة في عالم الصحافة العربية من كتَّاب ومفكرين».
أبرز المقتنيات
وعن أبرز المقتنيات المعروضة في أقسام معرض الصحافة العربية، يقول معالي محمد المر: «يضم المعرض مجموعة نادرة واستثنائية من المقتنيات الصحفية والمجلات المتخصصة والعامة، موزعة على عدة أقسام تعكس تنوع المحتوى وتطوره الزمني والثقافي. من بين أبرز المعروضات في قسم الصحافة الإماراتية نذكر: «أخبار دبي» (1969)، و«درع الوطن» (1971)، و«جريدة الاتحاد» (1969)، التي تمثل بدايات الإعلام الوطني. أما قسم الأطفال فيحتوي على مجلات أيقونية مثل «السندباد» (1952) و«ميكي» (1962) و«مانجا العربية» (2021)، ما يُظهر تطور صحافة الطفل عبر الأجيال. وفي قسم الفنون نجد إصدارات مثل «العفريت» (1924) و«الحياة السينمائية» (1978)، بينما يوثق قسم المرأة حضوراً مبكراً ومؤثراً من خلال مجلات مثل «أنيس الجليس» (1899) و«سيدتي» (2016). ورأى معاليه أن الصحف التاريخية تحضر بقوة في قسم الصحف مثل «الوقائع المصرية» (1893)، إلى جانب مجلات أدبية مؤثرة مثل «المقتبس» و«عالم الفكر» في قسم الأدب. كما يتضمن المعرض مجلات متخصصة مبكرة كـ«الفلاحة المصرية» (1898) و«روز اليوسف» (1925). ويبرز من بين الأندر: «صباح الخير» (1962)، و«أبو نظارة» بخط اليد (1895)، و«جريدة الخلافة» (1881). كما يعرض المعرض أحدث الإصدارات مثل «المقطع» (2023)، ليجمع بذلك بين التراث والحداثة، ويوفر توثيقًا حياً لمسيرة الصحافة العربية في مختلف مجالاتها وحقبها.