اعترف وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، بسعيه لتخصيص أموال من ميزانية الدولة لما وصفه بـ"الاحتياجات الإنسانية" في قطاع غزة، مؤكدًا أن الهدف من ذلك هو دعم جهود استمرار الحرب وليس التعاطف مع سكان القطاع.

وجاءت تصريحاته مساء الأربعاء عبر حسابه على منصة "إكس"، تعليقًا على تقرير بثته هيئة البث العبرية الرسمية، كشف عن جهود يقودها سموتريتش لتحويل مليارات الشواكل من الميزانية الإسرائيلية لصالح ما يُزعم أنها مساعدات إنسانية للفلسطينيين في غزة.

وفي رده على الانتقادات التي تلقاها من المعارضة، قال سموتريتش: "الغزيون لا يهمونني، ما يهمني هو النصر والتدمير الكامل لحماس". وأضاف: "العالم يضغط علينا، أوروبا تضغط، حماس تريدنا أن نتوقف، واليسار في إسرائيل كذلك، لكنني قلت منذ بداية الحرب: لا يمكن هزيمة حماس دون خنقها اقتصادياً وفصلها عن السكان".

السفير الفرنسي في إسرائيل: لا تحتلوا غزة واستغلوا فرصة الاتفاقالأولى من نوعها.. وزير خارجية جنوب السودان يزور إسرائيل

وتابع: "لو تم تنفيذ اقتراحاتي منذ البداية، لانتهت الحرب منذ وقت طويل، ولكنا وفرنا عشرات المليارات من الشواكل". وكشف الوزير أن الحرب في غزة كلّفت إسرائيل حتى الآن نحو 300 مليار شيكل (ما يعادل 87 مليار دولار)، معلنًا عن سعيه لإنشاء "صندوق أمني كبير" لمواجهة تبعات الحرب، لا سيما إذا تطورت إلى مواجهة مع إيران.

وفي هذا السياق، قال سموتريتش إنه يسعى لضمان ميزانية تتيح لإسرائيل تمويل المساعدات الإنسانية في غزة من مواردها، في حال توقف التمويل الدولي. وأضاف: "الاحتلال والمناورة العسكرية أمر مهم، لكن لا انتصار دون خنق اقتصادي ومدني، هذه هي الطريق لاستعادة المختطفين وهزيمة حماس".

ويأتي هذا التصعيد بالتزامن مع اجتماع مرتقب للمجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) يوم الخميس، لبحث خطة لاحتلال قطاع غزة بالكامل، وهي الخطة التي يرفضها رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، واصفًا إياها بـ"الفخ الاستراتيجي".

وبحسب هيئة البث العبرية، فقد ناقشت وزارة المالية مؤخرًا إمكانية تجاوز ميزانية عام 2025 لزيادة الإنفاق الدفاعي، بما يشمل 3 مليارات شيكل للاحتياجات الإنسانية في غزة، دون وضوح بشأن ما إذا كانت هذه الأموال موجهة لإنشاء "مدينة إنسانية" أو لدعم آلية المساعدات.

التحرك أثار غضبًا واسعًا في الأوساط السياسية، حيث هاجم أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، الخطوة، معتبرًا أنها بمثابة "تمويل للإرهاب"، بينما تساءل بيني غانتس، زعيم حزب "أزرق- أبيض"، عن جدوى سحب مليارات الشواكل من قطاعات التعليم والصحة لدعم سكان غزة، في وقت يشهد فيه القطاع تجويعًا ممنهجًا وواقعًا إنسانيًا متدهورًا.

يُذكر أن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أعلن دخول 853 شاحنة مساعدات فقط خلال 10 أيام، من أصل 6,000 شاحنة مطلوبة لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات، بينما حذر برنامج الأغذية العالمي من أن ثلث سكان القطاع "لم يأكلوا منذ أيام"، واصفًا الوضع بأنه غير مسبوق في مستويات الجوع واليأس.

طباعة شارك بتسلئيل سموتريتش وزير المالية الإسرائيلي قطاع غزة الاحتياجات الإنسانية غزة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بتسلئيل سموتريتش وزير المالية الإسرائيلي قطاع غزة الاحتياجات الإنسانية غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

إسحاق بريك يستغيث بترامب: أوقفوا الحرب وأنقذوا إسرائيل من الانهيار

وجه الجنرال احتياط إسحاق بريك نداء عاجلا إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مطالبا إياه بالتدخل الفوري وفرض وقف الحرب في غزة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من أجل الإفراج عن الأسرى، والشروع في إعادة بناء إسرائيل وإنقاذها من "التفكك والانهيار الوشيك".

وفي مقاله المنشور بصحيفة هآرتس اليوم الاثنين، اعتبر بريك، القائد السابق للفرقة 36 في الجيش الإسرائيلي وقائد الفيلق الجنوبي، والمفوض الأسبق لشكاوى الجنود، أن القيادة الإسرائيلية الحالية "فقدت عقلها تماما" وأنها تقاتل من أجل بقائها السياسي وليس من أجل استمرار وجود الدولة، مضيفا أنها ستُسجّل في تاريخ إسرائيل "بالخزي والعار" بسبب ما وصفه بالفشل الإستراتيجي والكارثي في إدارة الحرب على غزة.

وأوضح بريك أن الحكومة تروج يوميا لخيارين وهميين لحسم الوضع في غزة، الأول: أن يسيطر الجيش الإسرائيلي على كامل القطاع ويقيم فيه إدارة عسكرية، مع ضم أراضٍ منه واستبدال حكم حماس.

والثاني: أن ترضخ حماس وتفرج عن الأسرى من دون التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب. واعتبر أن هذين الخيارين غير واقعيين على الإطلاق، ولا يطرحهما سوى "وزراء جهلة لم يدركوا حقيقة ما يجري في الميدان".

انتحار سياسي

وبشأن الخيار الأول، أكد بريك أن الجيش الإسرائيلي غير قادر على السيطرة الكاملة على قطاع غزة، ولا على إدارة حكم عسكري فيه، نظرا لصغر حجم قواته البرية وإرهاقها الشديد بعد شهور من القتال.

وأوضح أن القوات، حتى حين تدخل مناطق مثل بيت حانون، لا تسيطر عليها بالكامل، بل توجد في نقاط محدودة، ولا تتحرك بحرية، وتتعرض بشكل مستمر لعبوات ناسفة وعمليات قنص توقع قتلى وجرحى.

وأضاف أن بقاء هذه القوات مدة طويلة لإدارة حكم عسكري أمر غير ممكن، لعدم وجود قوات بديلة تحل محلها، مما يجبرها على الانسحاب في نهاية المطاف.

إعلان

أما فكرة ضم أراضٍ من غزة، فاعتبرها الجنرال "انتحارا سياسيا" وقطعا نهائيا للعلاقات الدولية لإسرائيل، مؤكدا أن العالم يقف اليوم تقريبا بالإجماع ضد تل أبيب.

وأشار إلى أن العديد من الدول أعلنت بالفعل أنها ستدعم في سبتمبر/أيلول المقبل مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، ليس بالضرورة إيمانا بهذا الحل، بل كرد فعل عقابي على سياسة إسرائيل في القطاع.

وأضاف أن إسرائيل بدأت تشعر فعلا بوطأة المقاطعات الاقتصادية والثقافية وعزلتها المتزايدة عن المحافل الدولية، محذرا من أن الكراهية المتأججة لكل إسرائيلي أينما كان أصبحت واقعا ملموسا، وأن الدولة باتت منبوذة ومرفوضة مع ما لذلك من تبعات خطيرة لعقود مقبلة.

وبشأن الخيار الثاني، شدد بريك على أنه لا يوجد أي احتمال أن توافق حماس على الإفراج عن الأسرى من دون وقف الحرب، إذ إن ورقة قوتها الأساسية هي هؤلاء الأسرى، ولن تتخلى عنهم بلا ثمن سياسي يتمثل في إنهاء القتال.

وختم بريك مقاله بالقول إن الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي يقودها "تيار متطرف" برئاسة نتنياهو، قد أوصلت الدولة إلى طريق مسدود ونهاية وجودها ككيان سياسي فاعل، داعيا إلى استبدالها فورا، ومجددا مناشدته لترامب أن "يتصرف بسرعة قبل فوات الأوان".

مقالات مشابهة

  • سموتريتش لا يهمه سكان غزة ويريد خنقها وتدمير حماس لتحقيق النصر
  • تقرير عبري: مصر بدأت تدريب قوات لتولي الأمن في غزة لمرحلة ما بعد الحرب
  • رئيس الوزراء البريطاني: سنعترف بدولة فلسطين في سبتمبر حال استمرار الأزمة الإنسانية بغزة
  • صحيفة: حماس تأخذ تهديدات إسرائيل لغزة على محمل الجد
  • هل ستحتل إسرائيل قطاع غزة بأكمله؟.. محلل عسكري إسرائيلي يجيب
  • أستاذ علوم سياسية: نتنياهو يسعى لاستمرار الحرب في غزة للسيطرة على القطاع
  • صلاح يناقش مع رئيسة بعثة الصليب الأحمر احتياجات إب الإنسانية
  • نادية صبرة تكتب: الحملات ضد مصر لن تبيض وجه الخيانة
  • إسحاق بريك يستغيث بترامب: أوقفوا الحرب وأنقذوا إسرائيل من الانهيار