طرحت الزيارات التي تقوم بها المبعوثة الأممية لدى ليبيا، هانا تيتيه إلى عدة دول عربية وعالمية بعض التساؤلات عن علاقة هذه الخطوات بحشد موقف داعم لخارطة الطريق الأممية المرتقبة والدع نحو الانتخابات وملف إخراج المرتزقة من ليبيا.

وزارت تيتيه عدة عواصم من أجل التسويق لخارطة الطريق بدأتها بالعاصمة الإيطالية روما والتي عقدت فيها عدة اجتماعات مع مسؤولين إيطاليين، من بينهم مستشار رئيسة الحكومة الإيطالية، ميلوني.



حل شامل ومستدام
كما زات المبعوثة الأممية العاصمة البريطانية لندن التقت خلالها عددا من المسؤولين البريطانيين على رأسهم وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية البريطانية، هاميش فالكونر لبحث آخر التطورات السياسية والأمنية في ليبيا، وكذا التحضيرات لإحاطة البعثة المقبلة أمام مجلس الأمن الدولي المقررة في 21 أغسطس، وخطة إطلاق خارطة الطريق الأممية نحو حل شامل ومستدام في ليبيا.

وعربيا.. زارت تيتيه دولة المغرب التقت خلالها وزير الخارجية، ناصر بوريطة لبحث التطورات السياسية والأمنية في ليبيا، وملامح خارطة الطريق المقرر طرحها أمام مجلس الأمن الدولي.

فهل تنجح المبعوثة الأممية في حشد موقف دولي وعربي داعم لخارطة الطريق والانتخابات في ليبيا؟



تناغم وملامح خارطة الطريق
من جهته، قال رئيس اللجنة السياسية بالمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، محمد معزب إن "جولات المبعوثة الأممية الخارجية لحشد موقف داعم لخارطة الطريق المرتقبة قد تنجح لحساسية الوضع الليبي واتفاق الدول جميعها لضبط الوضع الداخلي الليبي، كما أن خارطة الطريق المقدمة تبدو مما تسرب منها مقبولة محليا وإقليميا ودوليا".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "ملامح الخارطة هي في تركيزها على توفير البيئة الملائمة لأي سلطات جديدة بحيث يكون هناك تناغم فيما بينها وتعالج جميع مكونات الدولة بمعني توحيد المؤسسات التي تدعم الحكومة في تنفيذ عملها ومعالجة السلطات التشريعية ومشروع الدستور، وبخصوص ما تردد عن خطة لإخراج المرتزقة فإن البعثة الأممية لا علاقة لها بهذا الملف"، وفق قوله.
"فشل وتعميق الأزمة"

في حين أكدت عضو هيئة صياغة الدستور الليبي، نادية عمران أن "المبعوثة الأممية لن تنجح في حشد أي دعم عربي ودولي لخارطة طريق تفضي لاعتماد دستور دائم ينهي المراحل الانتقالية وتجري استنادا عليه انتخابات رئاسية وتشريعية".

وأشارت خلال حديثها لـ"عربي21" إلى أن "البعثة الأممية لن تنجح في إخراج المرتزقة والأجانب، لكنها قد تنجح في زج ليبيا في مرحلة انتقالية تعمق الأزمة كسابقاتها من الخطوات التي اتخذتها البعثة"، وفق تقديرها.



حفتر وعرقلة أي حلول
الأكاديمي والمحلل السياسي الليبي، فرج دردور قال من جانبه إن "كل ما تقوم به تيتيه من تحركات تعد مكررة من ضمن وظائف رؤساء البعثة الذين  سبقوها، أما الدول الأربعة الأوروبية التي اعتادت أن تصدر بيانات مشتركة تعلن فيها مواقفها ودعمها لجهود الحل في ليبيا فهي أيضا معتادة، حيث لم تجد في الماضي أي صدى على أرض الواقع".

وأضاف: "قد تستطيع البعثة تغيير الحكومة في طرابلس وهذا الأمر حصل في السابق عدة مرات، ولكن سيبقى الوضع في المنطقة الشرقية مثلما هو عليه، فلن يعمل حفتر تحت إدارة أي حكومة لا في الماضي ولا مستقبلا، وسيستعمل "عقيلة صالح" لعرقلة أي جهود تلي تغيير الحكومة إن حصل"، حسب رأيه.

وتابع لـ"عربي21": "سيعود عقيلة صالح من جديد للعمل على انقسام المؤسسات، وهذا ما تعودنا عليه من حفتر في كل مراحل التسويات السابقة، والسبب أنه يعول على الوقت فلربما سيسيطر أبناؤه مستقبلا على كل ليبيا، عندها سيتم الاعتراف به"، كما صرح.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية ليبيا الانتخابات ليبيا الانتخابات الدبيبة المبعوثة الاممية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المبعوثة الأممیة لخارطة الطریق خارطة الطریق فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

"أهل مصر لعلاج الحروق" تنجح في استيراد أول شحنة من الجلد المجمد تحت رعاية حكومية كاملة

أعلنت مؤسسة ومستشفى أهل مصر لعلاج الحروق عن وصول أول شحنة من الجلد المخصص لعلاج حالات الحروق، في حدث هو الأول من نوعه في مصر، تحت رعاية رئاسة مجلس الوزراء، وزارة الصحة والسكان، وزارة التضامن الاجتماعي وهيئة الدواء المصرية. ويأتي هذا الإنجاز في إطار جهود المؤسسة لتعزيز قدرة المستشفى على إنقاذ المرضى وعلاجهم ورفع نسب الاستشفاء بشكل غير مسبوق.

ويمثّل وصول هذه الشحنة خطوة استراتيجية مهمة في تطوير منظومة علاج الحروق في مصر، خاصة في ظل الندرة العالمية لهذه المواد الحيوية.  ويواجه مرضى الحروق الكبيرة التي تتجاوز 40% من مساحة سطح الجسم تحديات خطيرة عند غياب غطاء بيولوجي فعّال بعد الاستئصال المبكر للحروق، إذ لا يمتلكون عادةً ما يكفي من الجلد السليم لترقيع الجروح، مما يؤدي إلى تأخر التغطية وزيادة احتمالات المضاعفات. ويساهم وصول الجلد المجمّد حديثًا بشكل مباشر في تحسين فرص النجاة، إذ يتيح إغلاق الجروح مبكرًا وتسريع عملية الشفاء، وتجهيز المرضى لمراحل العلاج اللاحقة بكفاءة أعلى.

وتُعد زراعة الجلد البشري المتبرَّع به أحد أهم الاكتشافات الطبية في علاج الحروق العميقة، إذ يوفر هذا الجلد حماية فورية للجسم تمنع العدوى والصدمة وتمنح المريض فرصة حقيقية للنجاة. وقد بدأت هذه التقنية عالميًا منذ عام 1949 مع إنشاء أول بنك للجلد، وأسهمت منذ ذلك الحين في خفض معدلات وفيات الحروق بشكل ملحوظ ورفع نسب النجاة إلى أكثر من 90%. ويُشحن الجلد في درجات حرارة شديدة الانخفاض تصل إلى –80° مئوية للحفاظ على سلامته، ما يجعل سرعة الإفراج عن الشحنات أمرًا بالغ الأهمية.

وتمكّن مستشفى أهل مصر من إدخال هذه التقنية إلى البلاد لأول مرة بعد الحصول على الموافقات الرسمية لاستيراد الجلد البشري المخصص لعلاج الحروق، ليصبح أول مستشفى في مصر يجري عمليات زراعة جلد طبيعي للمرضى. ويُعد هذا التقدّم نقلة نوعية في الرعاية الطبية للحروق، خاصة أن 70% من المصابين في مصر هم من الأطفال، ما يجعل توفر الجلد البشري وسيلة أساسية لإنقاذ الأرواح وتقليل المضاعفات الخطيرة للحروق العميقة.

وبهذه المناسبة، أعربت الدكتورة هبة السويدي، مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة ومستشفى أهل مصر لعلاج الحروق، عن سعادتها البالغة وفخرها الكبير بكون مستشفى أهل مصر أول جهة في مصر تنجح في إدخال هذا النوع المتقدّم من العمليات الحيوية، في حدث يُعد الأول من نوعه على المستوى الوطني. وأكدت أن هذا الإنجاز لا يمثل مجرد خطوة طبية جديدة، بل تحوّلًا استراتيجيًا في مسار علاج الحروق في مصر، وفتحًا لباب جديد أمام إنقاذ أرواح مرضى الحروق الشديدة الذين كانوا يفقدون فرص النجاة بسبب عدم توفر هذه التقنيات عالميًا ومحليًا.

وأضافت: "مستشفى أهل مصر يتطلع لأن يكون مركزًا رياديًا وإقليميًا في علاج الحروق، ليس فقط من خلال تقديم أحدث أساليب العلاج، بل عبر قيادة التغيير وإرساء معايير جديدة للرعاية المتقدمة في هذا المجال. وإن إدخال هذا النوع من العمليات إلى مصر لأول مرة يعد خطوة رائدة تُعزّز من دورنا ورسالتنا في إنقاذ الأرواح وتوفير أفضل رعاية ممكنة لمرضى الحروق."
وقال البروفيسور نعيم مؤمن، رئيس المجلس الطبي ومجلس البحث العلمي ورئيس الفريق الجراحي بمستشفى أهل مصر لعلاج الحروق: "من خلال هذا التطور، يصبح بإمكاننا تنفيذ الاستئصال المبكر للحروق بأمان أكبر، وتوفير حماية فورية للجرح، وتسريع مراحل التعافي، بما ينعكس مباشرة على معدلات النجاة. نحن في مستشفى أهل مصر ملتزمون بأن نكون في طليعة المؤسسات الطبية التي تعتمد أحدث التقنيات والمواد العلاجية، ونسعى باستمرار لتطوير معيار جديد للرعاية المتخصصة في الحروق على مستوى المنطقة."


ويعكس هذا الإنجاز التزام مستشفى ومؤسسة أهل مصر بمواصلة تطوير منظومة علاج الحروق في مصر عبر تبنّي أحدث الأساليب الطبية المعتمدة عالميًا، وتوفير حلول واقعية وفعالة لحالات الحروق الشديدة. كما يؤكد قدرة المؤسسة على قيادة التغيير في هذا التخصص الحرج، وفتح آفاق جديدة أمام المرضى للحصول على فرص أفضل للنجاة وجودة حياة أعلى. ويمثل إدخال الجلد المجمد حديثًا نقطة تحول في رعاية الحروق، وخطوة تأسيسية نحو مستقبل تتوفر فيه أحدث الوسائل العلاجية لكل من يحتاجها في مصر والمنطقة.

مقالات مشابهة

  • أوقاف الإسكندرية تُكثّف جولات التفتيش على إدارات الرمل وبرج العرب وغرب لتعزيز الانضباط
  • في آخر جولات دور المجموعات بكأس العرب 2025.. مصر والإمارات والكويت يتسابقون على بطاقة التأهل
  • رئيس مجموعة العمل الوطني الليبي: مصر رسمت خطوطاً حمراء أنقذت ليبيا من السقوط الكامل
  • "أهل مصر لعلاج الحروق" تنجح في استيراد أول شحنة من الجلد المجمد تحت رعاية حكومية كاملة
  • أونروا: إسرائيل طرف في اتفاقية امتيازات الأمم المتحدة التي تنص على حرمة المقار الأممية
  • سيغريد كاغ المبعوثة الأممية الخاصة في الشرق الأوسط
  • بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ترحب بمشاركة المؤسسات ومئات الليبيين في الحوار المهيكل
  • هل تنجح واشنطن في إنهاء حرب أوكرانيا؟
  • مقال دولي يدعو البعثة الأممية في ليبيا إلى مراجعة نهجها وتجاوز نموذج تقاسم السلطة
  • مع قرب انطلاق الحوار المهيكل في ليبيا.. ما التوقعات؟