مؤسسة غزة اللاإنسانية!
تاريخ النشر: 10th, August 2025 GMT
حمد الناصري
بعد حرب إبادة غير مسبوقة وبكل معنى الكلمة في عهد أمريكا راعية حقوق الإنسان والديمقراطية الأولى في العالم!! وبعد شهور طويلة من التجويع المُتعمَّد حتى الموت لأهلنا في غزة، وافق الكيان الإسرائيلي على صيغة جديدة لتوزيع المساعدات على الفلسطينيين في غزة دون تدخل منظمة الأونروا الأممية التي كانت هي المسؤولة عن توزيع المُساعدات لعقود طويلة ومن خلال مؤسسة تسمّى مؤسسة غزة الإنسانية؛ وهي منظمة أمريكية اتضح لاحقًا أنها وهمية مقرّها في ديلاوير، وتأسست في فبراير 2025 لذلك الغرض تحديدًا، وتم تعيين جيك وود كرئيس لتلك المنظمة، والذي لم يستمر في منصبه لأكثر من شهرين ونصف تقريبًا؛ حيث قدّم استقالته في 25 مايو 2025 بسبب غياب الاستقلالية واستحالة الالتزام بالمبادئ الإنسانية الأساسية حسب ادعائه!
ثمّ عيّن دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، جون مور رئيسًا للمؤسسة في 26 مايو 2025 وجون مور هو قِس إنجيلي معروف بتطرفه ومُستشار سابق في إدارة ترامب.
ورغم نشاط المؤسسة المُريب، فقد انتقدت إسرائيل عملها، رغم أن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة وافقت على توليها المسؤولية، واتهمتها بتسييس توزيع المساعدات.. وفي 3 يونيو 2025 أعلنت مجموعة بوسطن الاستشارية الأمريكية العاملة في إدارة عمليات الإغاثة إلى جانب مؤسسة غزة الإنسانية، بالتنسيق مع إسرائيل عن إلغاء عقدها مع "مؤسسة غزة الإنسانية" وأنها أعطت أحد كبار الشركاء الذي كان مديرًا للمشروع إجازة، ريثما تجري مراجعة داخليه.. وفي 11 يوليو 2025، قُتل الفلسطينيون عند نقاط التوزيع الإنسانية وتمّت مُهاجمة قوافل منظمات الإغاثة من قبل الجيش الإسرائيلي؛ علمًا أنّ تلك النقاط هي عبارة عن مصائد للموت وليس نقاطًا لتوزيع المساعدات، حيث قتل فيها أكثر من ألف فلسطيني عند محاولتهم الحصول على المساعدات في مجازر لم يشهدها التاريخ ضدّ أناسٍ عُزّل لا يملكون سلاحًا أو قُوة وجوعى وعلى أيدي قناصين ودبابات إسرائيلية وأمام الكاميرات والإعلام العالمي، والسؤال الذي نطرحه: إن لم تكن كلّ هذه جرائم وحشية وجرائم إبادة بشرية وجرائم حرب ضِدّ الإنسانية لا أخلاق فيها ولا قيَم، فكيف يكون شكل جرائم الحرب والإبادة البشرية؟
ومن الجرائم الصهيونية المُصورة والموثّقة، في غزة المحتلة جريمة قتل الطفل أمير الذي قطع مسافة 12 كيلومترًا للحصول على المُساعدات، من مؤسسة غزة؛ حيث أجبره الموظف الأمريكي انتوني أغيلار على تقبيل يده قبل أنْ يعطيه حصته من الغذاء فقام بعدها الجنود الإسرائيليون بقتل أمير في نفس المكان، قبل أن يوصل المساعدات لأهله.
كذلك كشف الصحفي توم باتمان من شبكة "بي بي سي"، أنّ مؤسسة غزة الإنسانية تعمل بعنوان وهمي في بلدة أمريكية نائية، دون أن يكون للمؤسسة وجود فعلي على الأرض، وأنها تُخفي مصادر تمويلها ويرأسها قِسّ إنجيلي مُتطرف مقرّب من ترامب.
وكشفت ناشطة أمريكية عن مُمارسات تلك المؤسسة القذرة بقولها: "تخيّل كم دقيقة فتحت مؤسسة غزة الإنسانية نقاطها لتوزيع المساعدات يوم الأحد؟ خمّنوا؟ 7 دقائق فقط، إنه أمر مقصود لإجبار الناس على المشي أميالا للحصول على المساعدات والعودة إما قتلى أو بدون مساعدات".
إنّ عملية الإبادة المجنونة التي يُخطط لها نتنياهو ويُنفذها ترامب بطريقة لا تمت إلى البشر بأي صلة يجب أن تتوقف الآن وأنْ يُحاكم الرجلان بتهمة الإبادة البشرية وجرائم الحرب أمام محكمة دولية نزيهة.
خلاصة القول.. اتضح وبشكل لا يقبل الخطأ أنّ ما يهتم به ترامب ودول الغرب ليس غزة ولا أهلها ولا تقديم المُساعدات والإغاثة، ولا أنصاف الحق، ولا الاهتمام بحقوق الإنسان في فلسطين، ولكن جُلّ همّهم هو سعادة نتنياهو وابتسامته الصفراء وهو يُمعن قتْلًا ويُنهي حياة الفلسطينيين وتجويع الملايين منهم؛ ذلك لأنّ غزة فضحت النظام العالمي الجديد وكشفته لشعوب العالم أنه نظام وحشي لا إنساني، خالٍ من القِيم الإنسانية لا يأبه بحقوق الإنسان.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
قيادي بحماة الوطن: اعتداء المستوطنين على قوافل المساعدات جريمة ضد الإنسانية
أدان الدكتور هاني حليم، القيادي بحزب حماة وطن، بأشد العبارات الاعتداءات الإجرامية التي ارتكبها المستوطنين الإسرائيليين عبر اعتراض شاحنات المساعدات الإنسانية المتجهة إلى قطاع غزة، وسرقة محتوياتها وإتلافها بشكل متعمد، في مشهد يكشف عن وجه الاحتلال البشع وعدائه السافر للإنسانية.
وأكد حليم، في بيان له اليوم ، أن هذه الجريمة تتجاوز كونها انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، إلى كونها سلوكًا لا يفرق بين الحرب ضد المدنيين وتجويع الأطفال والمرضى، وهو ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، بضرورة وقف تلك الممارسات بشكل فوري، ومحاسبة مرتكبيها.
وأشار القيادي بحزب حماة الوطن ، إلى أن الاعتداء على قوافل الإغاثة يعد جريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان تستوجب تدخلًا دوليًا عاجلًا لردع المعتدين، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني في غزة يعاني من حصار خانق وظروف إنسانية بالغة الصعوبة، وأن المساعدات الإنسانية هي شريان حياة لا يجوز المساس به تحت أي ذريعة.
وأشاد حليم، بحديث الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا حول تطورات الأوضاع فى غزة ، والذي جدّد فيه التزام مصر بدعم الشعب الفلسطيني واستمرار تقديم المساعدات رغم كل التحديات، في موقف يعكس مسؤولية أخلاقية وإنسانية راسخة ويؤكد ثبات الدولة المصرية تجاه القضية الفلسطينية.
واختتم الدكتور هاني حليم بيانه بمطالبة مجلس الأمن والأمم المتحدة وجميع المنظمات الدولية، بإدانة واضحة وصريحة لهذه الجرائم، واتخاذ خطوات عملية لضمان حماية المساعدات الإنسانية، ومحاسبة من يتعمد إهدارها أو منع وصولها إلى مستحقيها في قطاع غزة المحاصر.