صراحة نيوز- بقلم / أ. د. اخليف الطراونة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في زمن تتسارع فيه التحوّلات الاجتماعية والتقنية والمعرفية، تبرز الحاجة إلى قيادات تربوية ليست فقط قادرة على إدارة المؤسسات التعليمية، بل على إلهام التغيير وصناعة المستقبل. لم تعد القيادة التربوية مجرّد موقع وظيفي أو منصب إداري، بل أصبحت رسالة إنسانية وعلمية تتطلب وعيًا متقدمًا، ومرونة عقلية، ورؤية استراتيجية نافذة.

لقد أثبتت التجارب أن القيادة التربوية الفعّالة تُبنى على ثلاث ركائز رئيسية:

1. التمكين لا التسلّط

القائد التربوي الناجح هو من يمكّن فريقه ويمنحهم الثقة والمساحة للمبادرة، لا من يحتكر القرار أو يحكم بالعصا. فالمعلمون وأعضاء هيئة التدريس المُمكَّنون يبدعون، ويبتكرون، ويحدثون الفارق في حياة طلبتهم.

2. القدوة لا السلطة

ليس بالقرارات وحدها تُبنى المؤسّسات، بل بالمواقف والأفعال. حين يكون القائد قدوة في انضباطه، وعدله، وإنسانيته، يصبح التأثير مضاعفًا وتلقائيًا دون فرض أو ضغط.

3. التعلّم المستمر لا الجمود المعرفي

القيادة التربوية في العصر الحديث لا تحتمل الجمود؛ بل تتطلب قائدًا قارئًا، متابعًا، متعلمًا، قادرًا على مواكبة التحولات الرقمية، وتحديات الذكاء الاصطناعي، ومتغيرات سوق العمل.

إن المدرسة والجامعة ليستا مجرد مؤسستين لتلقين المعارف، بل هما فضاءان لتشكيل الإنسان وبناء منظومة القيم والهوية. والقيادة هي المفتاح الأول لإطلاق هذا التحوّل. فمن يُدرِك أهمية دوره، ويتقن أدواته، ويعمل بشغف ومسؤولية، يستطيع أن يصنع فرقًا حقيقيًا في الوعي الجمعي والنهضة الوطنية.

أخيرًا، نحن لا نحتاج إلى مزيد من القادة التربويين بمفهوم السيطرة، بل نحتاج إلى قادة مُلهمين، يربّون بالعقل، ويقودون بالحب، ويغرسون القيم في صمت الفعل، لا في ضجيج الشعارات. ــ الراي

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن الشباب والرياضة الشباب والرياضة الشباب والرياضة الشباب والرياضة الشباب والرياضة الشباب والرياضة الشباب والرياضة الشباب والرياضة الشباب والرياضة الشباب والرياضة القیادة التربویة

إقرأ أيضاً:

ليلى عبد المجيد: إدماج الكفاءات الشابة في الإعلام ضرورة لإنقاذ المؤسسات الحكومية من الجمود

في اجتماع موسع اليوم بالقاهرة، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بوضع خارطة طريق شاملة لتطوير الإعلام المصري، ترتكز على الاستعانة بالكفاءات المتخصصة، وإتاحة البيانات والمعلومات للإعلام خاصة في أوقات الأزمات، مع تعزيز دور الكوادر الشابة وبرامج التدريب والتثقيف. 

وشدد الرئيس على أهمية ترسيخ مبدأ “الرأي والرأي الآخر” ودعم حرية التعبير، معلنًا موافقته على صرف البدل النقدي للصحفيين وحل أزمة مكافأة نهاية الخدمة للعاملين في ماسبيرو.

غياب الدماء الجديدة عن الإعلام الحكومي منذ أكثر من 10 سنوات يهدد مستقبل

قالت الدكتورة ليلى عبد المجيد العميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة لـ صدى البلد، إن هذا الملف يرتبط بأمرين؛ الأول هو إتاحة الفرصة لبعض الكفاءات الشابة لتولي مواقع إدارية وقيادية بالمؤسسات، والثاني هو معالجة مشكلة غياب الدماء الجديدة عن المؤسسات الإعلامية المملوكة للدولة منذ أكثر من عشر سنوات، سواء كانت صحفية أو إذاعية أو تليفزيونية، مؤكدة أن هذا الوضع يمثل خطورة على مختلف المستويات.

وبينت أن دخول الشباب الجديد يضخ أفكارًا مبتكرة ويرتبط بالتغيرات السريعة التي يشهدها العالم، خاصة أن الجيل الحالي هو جيل رقمي منذ طفولته، يجيد التعامل مع التكنولوجيا، والإنترنت، والهواتف الذكية، وبالتالي فهو قادر على فهم احتياجات الأجيال الشابة من جيل “زد” و”ألفا” والتواصل معهم بلغة وأسلوب يتناسبان مع طبيعتهم، فضلًا عن تطوير الأداء الإعلامي والصحفي بما يجذب هذا الجمهور.

وأضافت: “هؤلاء الشباب يمكنهم تقديم محتوى مهني جديد قادر على مواجهة ما يجري عبر منصات التواصل الاجتماعي، التي أصبحت مصدرًا أساسيًا للمعلومات والأخبار لدى قطاعات واسعة، رغم ما تحمله من أخطاء ومشكلات مهنية وأخلاقية، أبرزها غياب التحقق من المعلومات، وعدم الالتزام بمعايير الدقة والتوازن، فضلًا عن انتهاك الخصوصية”.

خريجو كليات الإعلام يصابون بالإحباط لغياب الفرص الحقيقية في المؤسسات

وأكدت أن كليات الإعلام في مصر تخرج سنويًا أعدادًا كبيرة من الشباب الموهوب والمتفوق، المتمكنين من أدوات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، إلا أنهم يصابون بالإحباط لغياب الفرص الحقيقية سواء في الإعلام الحكومي أو الخاص، وفي بعض الأحيان تتم إزاحتهم لصالح أشخاص غير مؤهلين أكاديميًا. 

وشددت على أن انتقاء المتميزين من هؤلاء الخريجين وتوظيفهم في بيئة عمل محفزة سيحدث نقلة نوعية في الإعلام، بفضل طاقتهم العالية وقدرتهم على الإبداع.

وتطرقت عبد المجيد إلى بيئة العمل الإعلامية، مشيرة إلى ضرورة وضع خطة واضحة، ربما لثلاث سنوات، لتطوير الإعلام المملوك للدولة من خلال إيجاد موارد بديلة، وتحسين البيئة التكنولوجية، وتجهيز الاستوديوهات، وتشجيع الإنتاج البرامجي والدرامي، مع تبني أساليب إدارية حديثة تستفيد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإدارة والتسويق.

وقالت إن الصحف والقنوات الحكومية تمتلك بالفعل حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن المطلوب هو تفعيل استخدامها بشكل أكبر لجذب الجمهور مجددًا، لأن استعادة المشاهدين والمتابعين هي الخطوة الأساسية لزيادة الموارد، فلا يمكن أن تأتي الإعلانات أو الدعم لمحتوى لا يحظى بالمشاهدة.

واختتمت تصريحاتها بالتأكيد على ضرورة الانتقال من مرحلة الرغبة في التطوير إلى مرحلة الإرادة والتنفيذ الفعلي، مشيرة إلى أن القيادة السياسية طرحت بالفعل هذه الرؤية، وعلى الهيئات الإعلامية ومجالس إدارات المؤسسات الحكومية والخاصة أن تتحرك بجدية لترجمة هذه المبادئ إلى واقع، حتى يستعيد الإعلام المصري مكانته ودوره بحرية ومسؤولية.

 

طباعة شارك تطوير الإعلام المؤسسات الصحفية المؤسسات الإعلامية أزمة ماسبيرو الرئيس عبد الفتاح السيسي

مقالات مشابهة

  • برج الثور.. حظك اليوم الأربعاء 13 أغسطس 2025: صحتك تتطلب عناية
  • شاهد - التحولات التي أحدثها القرار اليمني في 19 مايو على موازين القوة البحرية
  • تيته وتكالة يتفقان على ضرورة كسر الجمود السياسي في ليبيا
  • زنازين التحوّل: ذوبان العداوات وإعادة التكوين
  • فعاليات للقطاع التربوية في مديرية الثورة بذكرى المولد النبوى
  • «القيادة والقدوة الإيجابية».. محور ندوة توعوية بمجمع إعلام الإسكندرية
  • ليلى عبد المجيد: إدماج الكفاءات الشابة في الإعلام ضرورة لإنقاذ المؤسسات الحكومية من الجمود
  • احذروا حملات هدم القيم
  • تتطلب مهارات.. وزير العمل: حريصون على توفير فرص عمل للشباب في الخارج