مظاهرات غربية وعربية ومطالب بالتحقيق في اغتيال صحفيي الجزيرة
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
وجهت نقابات صحفية أوروبية خطابات إلى حكوماتها للمطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف المجازر بغزة، وسط مطالب بإجراء تحقيق مستقل في قتل الصحفيين، وسط حراك شعبي في عدة مدن أوروبية وعربية.
فقد ندد "الاتحاد الأوروبي للصحفيين" باغتيال 6 صحفيين في هجوم إسرائيلي استهدف خيمة قرب مستشفى الشفاء بغزة، وهم أنس الشريف ومحمد قريقع وزملاؤهما.
وقد دان وزير خارجية بلجيكا ماكسيم بريفو بشدة الحظر الذي تفرضه إسرائيل على دخول وسائل الإعلام إلى غزة، ودعا إلى إجراء تحقيق مستقل في جميع الهجمات التي أودت بحياة الصحفيين في مدينة غزة، مشيرا إلى أن مقتل 6 صحفيين في القطاع يثير قلقا، لأنه شمل القلة من الصحفيين الذين لا يزالون بالمدينة.
أما عضو البرلمان الأيرلندي روري أوماركو فقال إن الحكومات الغربية ينبغي أن تعتبر استهداف إسرائيل للصحفيين جريمة حرب وجزءا من الإبادة.
وأضاف في مقابلة مع الجزيرة أن إسرائيل لم تستطع تقديم أي أدلة بشأن استهدافها للصحفيين بغزة، مؤكدا أن الحكومات الغربية على وجه التحديد ينبغي أن تحاسب الاحتلال على ممارساته.
شكوى للجنائية
وكانت مؤسسة "هند رجب" قدمت شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد قتلة مراسل الجزيرة في غزة أنس الشريف وزملائه من طاقم الجزيرة وغيرهم من الصحفيين.
وحمّلت المؤسسة في شكواها 6 من قادة الجيش الإسرائيلي في مقدمتهم رئيس أركان الجيش إيال زامير، مسؤولية قتل هؤلاء الصحفيين.
وأشارت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للجنائية الدولية- يقف في القمة السياسية وهو من شجع إستراتيجية القضاء على الصحفيين كجزء من الهجوم على غزة.
وتأتي شكوى مؤسسة "هند رجب" في وقت تمتنع فيه إسرائيل عن الرد رسميا، بل تتجاهل الإدانات الدولية الواسعة النطاق لقتلها الصحفيين الستة في فلسطين بالرغم من إقرارها بارتكاب الجريمة فور وقوعها.
تحرك شعبيوإلى جانب التنديد والمطالبة بالتحقيق، شهدت عدة مدن غربية وعربية مظاهرات تضامنية مع غزة وفلسطين.
إعلانففي مدينة جنيف السويسرية نظم متضامنون وقفة أمام مقر الأمم المتحدة، احتجاجا على استهداف الاحتلال الإسرائيلي طاقم الجزيرة في قطاع غزة واغتيال مراسلَـيْها أنس الشريف ومحمد قريقع، ومصورَيْها محمد نوفل وإبراهيم ظاهر. ورفع المشاركون في الوقفة الاحتجاجية صورة الزميلين أنس ومحمد، كما قرؤوا وصية أنس الشريف.
وفي العاصمة الفرنسية باريس، طالب متظاهرون في وقفة احتجاجية بفتح ﺗﺤﻘﻴق دوﻟﻲ ﻋﺎﺟﻞ وﻣﺴﺘﻘﻞ ﻓﻲ جميع جرائم اﻏﺘﻴﺎل طاقم الجزيرة واﻟﺼﺤﻔﻴﻴن ﻓﻲ ﻏزة.
كما دعا المتظاهرون إلى إحالة قادة الاحتلال الإسرائيلي والمسؤولين العسكريين المتورطين في هذه الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية.
في العاصمة الألبانية تيرانا ندد متظاهرون باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لطاقم الجزيرة في مدينة غزة، مطالبين بوقف الحرب وإنهاء التجويع والحصار المفروض على القطاع. كما ندد المتظاهرون بدعم حكومة ألبانيا لإسرائيل وطالبوها بقطع فوري للعلاقات الدبلوماسية معها.
في بريطانيا نظم الاتحاد الوطني للصحفيين وقفة تأبينية لصحفيي الجزيرة الشهداء في غزة، وذلك أمام مكتب رئيس الوزراء كير ستارمر في لندن. وطالب المشاركون في الوقفة حكومة بلادهم بمحاسبة إسرائيل والامتثال للقوانين الدولية التي تكفل حماية الصحفيين.
كما شهدت مدينة برشلونة وقفة تضامنية دعت إليها أكثر من 120 منظمة نقابية وصحفية ووسيلة إعلام في إقليم كتالونيا، تنديدا باغتيال صحفيي الجزيرة في غزة.
وأصدرت المنظمات المشاركة في الوقفة بيانا قالت فيه إن إسرائيل تشن حربا دعائية ضد الصحافة عبر القتل الممنهج للعاملين في المجال الإعلامي، بهدف إسكات أي صوت يكشف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.
وطالب المشاركون بضمان سلامة الصحفيين، وفتح غزة أمام الإعلام الدولي، وفرض حظر على بيع الأسلحة لإسرائيل وتعليق العلاقات معها حتى وقف الحرب ورفع الحصار.
عربيا
كما نظمت نقابة الصحفيين الموريتانيين في العاصمة نواكشوط وقفة تضامنية مع قناة الجزيرة، بعد اغتيال 4 من صحفييها ومصوريها في غارة إسرائيلية في مدينة غزة.
ورفع المشاركون صور الشهداء ولافتات تشيد بدور الصحفيين بغزة في توثيق جرائم الاحتلال، كما نددوا باستهداف جيش الاحتلال للصحفيين في محاولاته لطمس الحقيقة.
ودعا المشاركون في الوقفة المنظمات الصحفية والحقوقية وهيئات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان إلى اتخاذ خطوات عملية لملاحقة قتلة الصحفيين ومحاكمتهم.
وشهدت مدينة تعز جنوب غربي اليمن، مساء أمس، مسيرة حاشدة رفضا لمخطط إسرائيل إعادة احتلال غزة، وتنديدا باستمرار الإبادة الجماعية والتجويع في القطاع الفلسطيني واغتيال الصحفيين.
وجابت المسيرة شارع جمال، أكبر شوارع المدينة، وردد المشاركون هتافات تؤكد دعمهم لغزة وفلسطين، منها "نحيي صمودك يا غزة.. غزة يا رمز العزة.. بالروح بالدم نفديك يا أقصى.. نتنياهو يا شيطان لا تهجير ولا استيطان".
وفي المغرب شهدت مدينة وجدة، شمال شرقي البلاد، مساء الأربعاء، وقفة احتجاجية للتنديد بالإبادة التي تواصل إسرائيل ارتكابها في قطاع غزة، واغتيالها للصحفيين بالقطاع.
إعلانوحمل خلالها مئات المشاركين صور المسجد الأقصى وصور الصحفيين الذين اغتالتهم إسرائيل الأحد الماضي، وفي مقدمتهم مراسلا قناة الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، وفق مراسل الأناضول.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات الجزیرة فی أنس الشریف فی الوقفة
إقرأ أيضاً:
عيون الحقيقة تُطفأ.. اغتيال صحفيي الجزيرة يشعل الغضب بوسائل التواصل
تفاعل مغردون بشكل واسع مع خبر اغتيال 6 صحفيين في قطاع غزة، منهم مراسلا الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، في ضربة إسرائيلية مباشرة استهدفت خيمتهم أمام مجمع الشفاء الطبي.
وجاءت هذه الجريمة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث استُشهد أكثر من 238 صحفيا منذ بداية العدوان، لكن هذه المرة اعترفت إسرائيل صراحة بالاغتيال في بيان رسمي، وهذا شكل سابقة جديدة في تعاملها مع استهداف الإعلاميين.
وأظهرت التفاعلات اتجاها عاما موحدا في إدانة الجريمة والحزن العميق على فقدان الصحفيين، مع تركيز واضح على الدور الاستثنائي الذي لعبه الشهيدان أنس الشريف ومحمد قريقع في نقل الحقيقة.
وبحسب حلقة (2025/8/11) من برنامج "شبكات" انقسمت تعليقات النشطاء بين رثاء شخصي عاطفي يبرز الجانب الإنساني للضحايا، وتحليل مهني يسلط الضوء على تميز صحافة غزة، بينما عبّر البعض عن يأسه من عدم وجود آليات دولية فعالة لمحاسبة إسرائيل على جرائمها المتكررة.
حمل الشمال لوحده
وفي هذا السياق، عبّر المغرد أحمد عن حجم الفقدان قائلا: "رحل من حمل تغطية الشمال لوحده وقت الذروة، رحل من كان يقذف بنفسه في قلب كل مجزرة ليريها لهذا العالم الأعور، اغتالت إسرائيل عين الحقيقة التي وثقت جرائمها منذ بداية الإبادة، رحل حبيبنا أنس الشريف".
في حين سلّط الناشط خالد الضوء على الجانب الإنساني المأساوي للحادثة، مشيرا إلى أن "أنس لحق أباه ومحمد لحق أمه، يلتحق الشهيد محمد قريقع بوالدته التي أعدمها الاحتلال في مستشفى الشفاء، ويمضي الشهيد أنس الشريف نحو ذات النهاية التي رحل بها والده شهيدا في قصف منزله".
ومن جهتها، أكدت الناشطة لانا على الطبيعة المهنية الاستثنائية للصحفيين المغتالين قائلة: "أنس الشريف ومحمد قريقع ما كانوا بس صحفيين كانوا صوت الحقيقة وسط بحر الدم وجاهدوا بأصواتهم وأنفاسهم حتى آخر لحظة ما تركوا الساحة ولا باعوا الكلمة، اغتيالهم جريمة حرب جديدة".
إعلانومن زاوية أخرى، قارن المغرد عبد الله بين صحفيي غزة وغيرهم قائلا: "حتى صحفيو غزة يختلفون عن بقية صحفيي العالم… كان طريق صحفيي غزة واضحا، طريق الحق والكلمة الحرة التي تصرخ في وجه الطغيان حين كان غيرهم أبواقا في محاضن الطغيان والفساد".
بينما عبّر المغرد أشرف عن إحباطه من عدم فعالية الآليات الدولية متسائلا: "هل يمكن للمجتمع الدولي أو المؤسسات الدولية المحسوبة على "الضمير العالمي" أن تحاسب إسرائيل على انتهاكاتها المتكررة لكافة الأعراف والقوانين الدولية".
11/8/2025-|آخر تحديث: 21:06 (توقيت مكة)