بعد فرض قيود على المكالمات.. واتساب يتهم روسيا بمحاولة حرمان أكثر من 100 مليون روسي من الاتصال الآمن
تاريخ النشر: 15th, August 2025 GMT
فرضت روسيا قيودًا على المكالمات عبر تطبيق واتساب، ما دفع المنصة لاتهام موسكو بمحاولة حرمان أكثر من 100 مليون روسي من الاتصال الآمن، وسط مساعٍ حكومية لترويج بدائل محلية. اعلان
اتهمت منصة واتساب، المملوكة لشركة "ميتا"، الحكومة الروسية بمحاولة حرمان أكثر من 100 مليون شخص في البلاد من الوصول إلى اتصال آمن، بعد تقييد المكالمات عبر التطبيق، فيما تروّج موسكو لمنصات محلية وتسعى إلى مزيد من التحكم بفضاء الإنترنت.
وبحسب تقرير لوكالة رويترز، تأتي الخطوة الروسية في سياق سياسة أوسع لدفع المستخدمين نحو بدائل محلية وتقليص الاعتماد على خدمات أجنبية.
قيود على المكالماتأعلنت السلطات الروسية الأربعاء 13 آب/أغسطس إنها بدأت تقييد بعض مكالمات واتساب وتلغرام، متهمةً المنصتين بعدم مشاركة معلومات مع أجهزة إنفاذ القانون في قضايا الاحتيال والإرهاب. وأوضحت أن الرسائل النصية والملاحظات الصوتية لا تزال غير متأثرة.
وتصاعد الخلاف مع شركات التكنولوجيا الأجنبية منذ فبراير/شباط 2022، فقد حظرت روسيا فيسبوك وإنستغرام، وأبطأت يوتيوب، وفرضت مئات الغرامات على منصات لم تمتثل لقواعد المحتوى وتخزين البيانات.
موقف واتساب وتلغرامقالت واتساب إن منصتها خاصة ومشفرة من الطرف إلى الطرف وتقاوم محاولات الحكومات انتهاك حق الناس في اتصالٍ آمن، معتبرةً أن ذلك سبب سعي روسيا لحجبها عن أكثر من 100 مليون شخص، مع التعهد بمواصلة إبقاء الخدمات المشفرة متاحة.
من جهته، قال تلغرام إنه يكافح الاستخدام الضار لمنصته، بما في ذلك الدعوات للتخريب أو العنف والاحتيال، وإن مشرفيه يستخدمون أدوات ذكاء اصطناعي لإزالة ملايين الرسائل الضارة يوميًا.
Related هيئة مكافحة الاحتكار الإيطالية تحقق مع "ميتا" بشأن دمج الذكاء الاصطناعي في "واتساب"بعد حظر نحو 7 ملايين حساب احتيالي.. "واتساب" يطلق تحديثًا أمنيًا جديدًا روسيا تفرض قيودًا على المكالمات عبر "واتساب" و"تلغرام" أرقام الاستخدام ومؤشرات على تراجع الخدمةأظهر قياس Mediascope في يوليو/تموز 2025 أن مؤشر وصول واتساب الشهري بلغ 97.3 مليون شخص في روسيا، مقابل 90.8 مليون لتلغرام، فيما حلّ VK Messenger ثالثًا بـ17.9 مليون مستخدم.
وسجلت مواقع متابعة الأعطال مثل Downdetector وSboy ارتفاعًا في شكاوى ضعف أداء واتساب. وفي إقليم كراسنودار جنوب البلاد، أفادت تقارير محلية بتراجع في جودة الاتصال الهاتفي، ما انعكس على مجموعات مهنية كالسائقين الذين اشتكوا من تعطل الخرائط والاعتماد على بدائل أوفلاين.
ترويج حكومي لتطبيق "MAX"يتزامن تقييد المكالمات مع ترويج حكومي لتطبيق مراسلة مملوك للدولة يُدعى MAX، سيجري دمجه مع الخدمات الحكومية، وسط مخاوف منتقدين من قدرته على تتبّع المستخدمين. بدأ ساسة بارزون الانتقال إلى التطبيق وحثّ متابعيهم على اللحاق بهم.
وقال ميخائيل كليماريف، مدير "جمعية حماية الإنترنت" الروسية، لرويترز، إن الهدف النهائي هو "التحكم بالمستخدمين والمعلومات التي يتلقونها"، محذرًا من أن تطبيق "MAX" قد لا يتحمل تدفقًا ضخمًا من المستخدمين إذا انتقلوا إليه دفعة واحدة، وأن تبنيه بشكل تدريجي سيكون أفضل. وأضاف أن هناك بعدًا اجتماعيًا يجب أخذه في الاعتبار، فـ"الناس لا يحبون أن يُجبَروا على التسجيل في مكان جديد".
نهج "التدهور التدريجي" وتشديد الرقابةلا تزال خدمات واتساب الأخرى متاحة، لكن التدهور التدريجي لخدمة ما أسلوب استخدمته روسيا سابقًا، ولا سيما مع يوتيوب حيث جعلت سرعات التحميل البطيئة الوصول إلى المحتوى أصعب.
وقالت هيومن رايتس ووتش في تقرير الشهر الماضي إن موسكو توسّع بشكل منهجي أدواتها القانونية والتكنولوجية لعزل جزء الإنترنت الروسي ضمن فضاء مراقَب بإحكام. وأقرّ المشرّعون قانونًا جديدًا يضيّق الخناق على الخصوصية الرقمية، ويعرّض الروس لغرامات إذا بحثوا عن محتوى تعتبره السلطات "متطرفًا"، حتى عبر الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN) التي يستخدمها الملايين لتجاوز الحجب.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس روسيا فلاديمير بوتين غزة دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس روسيا فلاديمير بوتين غزة تلغرام روسيا واتساب دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس روسيا فلاديمير بوتين غزة أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أزمة المهاجرين حرائق غابات مصر سياسة واشنطن أکثر من 100 ملیون على المکالمات
إقرأ أيضاً:
إعصار فونغ-وونغ يجتاح الفلبين ويجبر أكثر من 1.4 مليون على الإجلاء
في واحدة من أكثر العواصف تدميراً خلال السنوات الأخيرة، ضرب إعصار فونغ-وونغ المعروف محلياً باسم أوان الأرخبيل الفلبيني بعنف غير مسبوق، تاركاً خلفه قتلى، وخسائر واسعة، وانهيارات أرضية، ومقاطعات كاملة غارقة في الظلام.
ومع أن الفلبين معتادة على موسم الأعاصير، فإن هذا الإعصار جاء في وقت لم تلملم فيه البلاد بعد جراحها من الإعصار السابق كالمايجي، الذي أودى بحياة نحو 200 شخص قبل أيام فقط.
منذ مساء الأحد، بدأ فونغ-وونغ اجتياح اليابسة عبر بلدة دينالونغان في جزيرة لوزون الرئيسية، مصحوباً برياح بلغت سرعتها 185 كيلومتراً في الساعة، وهبات تخطت 230 كيلومتراً، وسط تحذيرات عاجلة من الفيضانات والانهيارات الأرضية.
ومع الساعات الأولى من الإثنين، كانت مناطق واسعة من شمال البلاد قد تحولت إلى بحيرات طينية، فيما عُلقت آلاف الأسر فوق أسطح المنازل هرباً من المياه الصاعدة.
السلطات أعلنت أن أكثر من 1.4 مليون شخص اضطروا لإخلاء منازلهم، لجأوا إلى صالات رياضية ومسارح ومنازل أقارب، في واحدة من أكبر عمليات الإجلاء خلال العام الحالي.
لكن المأساة لم تخلُ من خسائر بشرية: فقد لقي طفلان مصرعهما بعد أن دفن انهيار أرضي منزلهما في بلدة كايابا بوسط لوزون، كما غرق شخص في مقاطعة كاتاندوانس، ولقيت امرأة حتفها عندما انهار منزلها في كاتبالوغان.
وعلى الرغم من تراجع قوة الإعصار خلال عبوره الجبال الشمالية، فإن دائرة تأثيره بقيت هائلة بامتداد بلغ 1,800 كيلومتر، أي ما يغطي كامل الفلبين تقريباً.
الصور التي خرجت من البلاد كانت كفيلة برسم حجم الكارثة: بلدات كاملة غارقة، حقول مُدمرة، طرق محاصرة بالطين، وأمواج عاتية تضرب الساحل الشرقي للبلاد.
في مقاطعة نويفا إيسيجا، أظهرت لقطات جوية مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية وقد تحولت إلى بحيرات.
وفي أورورا، شوهدت المياه وهي تقتحم المباني وسط صراخ السكان ،أما في الملاجئ، فكانت الطوابير تمتد لساعات أمام مراكز توزيع الغذاء، فيما بقي 318 ألف شخص على الأقل داخل المراكز الرسمية حتى مساء الإثنين.
شهادات الناجين حملت مشاعر خوف ورعب استمرت طوال الليل. يقول روميو ماريانو من مقاطعة إيزابيلا: “لم نستطع النوم. الرياح كانت تضرب السقف المعدني بعنف، وكل دقيقة كنا نظن أن المنزل سينهار فوق رؤوسنا.”
أما جدته، فقد جلست طوال الليل بجوار أحفادها تصلي، وهي تقول: “كنت أسمع الأشجار تتساقط، وكل ما فعلته هو الانتظار.”
الأضرار لم تقتصر على المنازل والطرق إذ أعلنت السلطات أن نحو 3 ملايين شخص انقطع عنهم التيار الكهربائي، وجرى إلغاء أكثر من 380 رحلة جوية، بينما علق 6,600 مسافر في الموانئ بعد منع السفن من الإبحار بسبب ارتفاع الأمواج. كما أعلنت الحكومة تعليق الدراسة وإغلاق معظم المصالح الرسمية حتى الأربعاء.
وبينما كانت جهود الإنقاذ مستمرة بعد كارثة كالمايجي، أجبرت قوة الإعصار الجديد فرق الاستجابة على الانتقال بكامل طاقتها نحو المناطق الأكثر تضرراً.
منظمات الإغاثة المحلية قالت إن البلاد دخلت مرحلة “إرهاق طوارئ” بعد أربعة أعاصير وزلزالين خلال سبعة أسابيع فقط. رئيس مؤسسة المرونة الفلبينية، بوتش ميلي، قال: “الناس مصدومون… مواردنا المالية واللوجستية قربت تخلص.”
ومع خروج فونغ-وونغ من البلاد عبر مقاطعة لا أونيون متجهاً إلى تايوان، بدأت الأخيرة الاستعداد لمرحلة ما بعد الفلبين، فأعلنت تعليق الدراسة في عدة مناطق، وأصدرت أوامر إجلاء في المناطق الحساسة للانهيارات.
في الفلبين، أعلن الرئيس فرديناند ماركوس جونيور حالة طوارئ وطنية، مؤكداً أن الأولوية القصوى الآن هي “إنقاذ الأرواح واستعادة الخدمات الأساسية”، بينما تواصل فرق الإنقاذ البحث عن مفقودين في مناطق ما تزال الطرق المؤدية إليها مقطوعة بسبب الانهيارات.
ومع أن البلاد لم تطلب مساعدات دولية بعد إعصار كالمايجي، فإن تقارير رسمية أشارت إلى استعداد كل من الولايات المتحدة واليابان لتقديم الدعم عند الحاجة، وسط مخاوف من اتساع حجم الدمار، خصوصاً في المناطق الريفية التي تعتمد بالكامل على الزراعة.
ورغم خروج الإعصار من سماء الفلبين، فإن آثاره باقية—آثار تظهر في وجوه آلاف المشردين، وفي قرى فقدت بيوتها ومحاصيلها، وفي أطفال ينتظرون عودة الكهرباء والمياه والطعام .. وما زال موسم الأعاصير مستمراً… والبلاد مهددة بالمزيد.