اختفاء الحشرات النافعة يهدد البيئة.. ومختصون يحذرون من الإفراط في المبيدات الزراعية
تاريخ النشر: 15th, August 2025 GMT
تُعد المبيدات الزراعية من أبرز الأدوات المستخدمة في حماية المحاصيل من الآفات والأمراض والحشرات، إذ تسهم في رفع الإنتاجية وتحسين جودة المحاصيل، إلا أن الإفراط في استخدامها أو استعمالها بطرق غير آمنة يحمل مخاطر كبيرة على صحة الإنسان والبيئة، بدءًا من تلوث التربة والمياه، وصولًا إلى الإضرار بالتوازن البيئي واختفاء بعض الكائنات النافعة.
ومع تراكم آثارها الكيميائية في الغذاء والبيئة، تتزايد الحاجة إلى التوعية بالاستخدام الرشيد للمبيدات والبحث عن بدائل أكثر أمانًا، حفاظًا على سلامة الأجيال وصحة النظم البيئية.اختفاء الحشرات يخل بالتوازن البيئيويُعتبر اختفاء الحشرات نتيجة استخدام المبيدات الزراعية، من القضايا البيئية المقلقة التي أثارت انتباه المهتمين بالزراعة فالمبيدات، فرغم دورها الفعّال في مكافحة الآفات وحماية المحاصيل، تؤثر سلبًا على التنوع البيولوجي من خلال إبادة أعداد كبيرة من الحشرات، بما في ذلك الأنواع النافعة كالنحل والفراشات والخنافس.
أخبار متعلقة عزل تام وتحذيرات المركبات.. 30 اشتراطًا لتنظيم نقل المبيدات الخطرة - عاجل«البيوت المحمية» ترفع إنتاج مزارع الشرقية بنسبة 30 %صور | اللوز القطيفي.. محصول موسمي يدخل في العديد من الصناعاتوحذر مختصون من أن تراجع في أعداد الحشرات يخلّ بالتوازن البيئي، ويؤثر على عمليات التلقيح الطبيعية، ويهدد استدامة الإنتاج الزراعي على المدى الطويل، فضلًا عن انعكاساته على سلاسل الغذاء التي تعتمد على الحشرات كمصدر رئيسي للطعام فالمشكلة تتفاقم مع الاستخدام المفرط أو غير المدروس للمبيدات، ما يجعل الحاجة ملحّة للبحث عن بدائل أكثر أمانًا وصديقة للبيئة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } اختفاء الحشرات النافعة يهدد البيئة.. ومختصون يحذرون من الإفراط في المبيدات الزراعية - اليومبدائل لحماية استدامة الزراعةوقال مدير إدارة الزراعة بفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة الشرقية م. وليد الشويرد: "إن هناك عدة بدائل وممارسات زراعية مستدامة تقلل من الاعتماد على المبيدات الكيميائية، منها المكافحة الحيوية باستخدام الأعداء الطبيعية للآفات، كالحشرات المفترسة أو الطفيليات، والمكافحة المتكاملة للآفات، وهي إستراتيجية تجمع بين طرق مختلفة ”زراعية، حيوية، كيميائية عند الضرورة“ للسيطرة على الآفات بأقل ضرر ممكن للبيئة".م. وليد الشويرد
وأوضح أن البدائل تشمل كذلك ”الدورات الزراعية“، من خلال تغيير نوع المحصول المزروع في الحقل بشكل دوري يقلل من انتشار بعض الآفات والأمراض، واختيار أصناف مقاومة، عبر زراعة أصناف نباتية مقاومة للآفات أو الأمراض، إضافةً إلى تحسين الممارسات الزراعية كتنظيم الري والتسميد، والتخلص السليم من بقايا المحاصيل المصابة.حملات التوعية وتنظيم التراخيصوأشار إلى تنفيذ حملات توعوية مستمرة من قبل الوزارة والجهات المختصة لتوعية المزارعين حول طرق الاستخدام الآمن للمبيدات، وأهمية الالتزام بفترة الأمان قبل الحصاد، والقراءة الدقيقة لملصق المبيد وفهم تعليماته، اللبس الواقي أثناء الرش، وعقد ورش عمل ومحاضرات دورية بالتعاون مع الجمعيات الزراعية والإرشاد الزراعي، لتعزيز الوعي حول مخاطر الاستخدام الخاطئ للمبيدات.
وأضاف أن وزارة البيئة والمياه والزراعة تتولى مسؤولية تنظيم وترخيص استيراد وبيع واستخدام المبيدات في المملكة، وذلك بالتنسيق مع هيئة الغذاء والدواء والجهات الرقابية الأخرى، ويتم ذلك من خلال ترخيص محلات المبيدات، ومتابعة التزامها بالضوابط، وتسجيل المبيدات المعتمدة، ومراقبة تداولها، كذلك نقوم بتنفيذ جولات تفتيشية على محال بيع المبيدات والمزارع، ومع ذلك، فإن التحدي يكمن في تعزيز الرقابة الميدانية وتكثيف حملات التفتيش في جميع المناطق لضمان التزام الجميع.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } اختفاء الحشرات النافعة يهدد البيئة.. ومختصون يحذرون من الإفراط في المبيدات الزراعية - اليومالانتباه لنسب الجرعاتوأكمل: غالبًا ما تكون المشكلة في أسلوب الاستخدام والجرعات، أكثر من كونها في نوعية المبيد نفسه، فالاستخدام العشوائي أو غير المدروس للمبيدات، مثل زيادة الجرعة اعتقادًا بأنها أكثر فاعلية، والخلط العشوائي للمبيدات، وعدم الالتزام بفترة الأمان، يؤدي إلى أضرار بيئية وصحية كبيرة، وقد يسهم في ظهور سلالات مقاومة من الآفات، لذلك، التدريب والتوعية والإشراف الفني أمور ضرورية لضمان الاستخدام السليم.
وأكد أن البحث العلمي والتقنيات الحديثة يلعبان دورًا محوريًا في تطوير بدائل للمبيدات، ومن أبرز الجوانب ابتكار مبيدات حيوية صديقة للبيئة واستخدام الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيّرة لرصد أماكن الإصابة بدقة وتقليل كميات الرش، وتطوير أجهزة استشعار وتحاليل ميدانية للتشخيص المبكر للآفات تحسين سلالات النباتات المقاومة للأمراض من خلال التهجين، وكل هذه الابتكارات تساهم في تحقيق زراعة أكثر استدامة وأقل تأثيرًا بيئيًا.اختفاء الدعسوقة والفراشات.. جرس إنذاروذكر المختص في الشؤون البيئية الوليد الناجم أنه: "في السنوات الأخيرة، لاحظ الكثير من المزارعين والمهتمين بالبيئة اختفاء تدريجيًا للحشرات النافعة، مثل الدعسوقة والفراشات، والتي كانت يومًا ما رمزًا للجمال والتوازن البيئي، وهذا التغير لم يكن عشوائيًا، بل نتيجة لمجموعة من العوامل البيئية والإنسانية، أهمها الاستخدام المكثف للمبيدات الكيميائية".الوليد الناجم
ولفت إلى أن هذه الحشرة تلعب دورًا محوريًا في البيئة، إذ تُعد من الحشرات المفترسة التي تتغذى على الآفات الزراعية مثل المنّ، وتحافظ على صحة النباتات دون الحاجة لمبيدات، بما ينعكس على إنتاج الفواكه والخضراوات، بالإضافة إلى دورها في توازن السلاسل الغذائية.
وبيّن أن الدراسات أثبتت أن المبيدات الكيميائية، التي تقتل الحشرات النافعة دون تمييز، وتؤثر على مراحل الحياة البيض واليرقات، يمنع هذه الحشرات من التكاثر والانتشار، وتتسبب في تلوث رحيق الأزهار، خاصة المبيدات الجهازية التي تدخل في أنسجة النباتات، وتصل إلى غذاء الحشرات.
وتابع: اختفاء الدعاسيق والفراشات ليس مجرد خسارة جمالية، بل هو إشارة حقيقية إلى تدهور بيئي واسع يستوجب التحرك العاجل، فالحفاظ على هذه الكائنات لا يخدم الزراعة فقط، بل يحمينا نحن أيضًا من فقدان التوازن الطبيعي الذي نعيش ضمنه.سوء استخدام المبيدات يأتي بنتائج عكسيةوذكر أنه في السنوات الأخيرة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حملات ترويجية كثيرة تتحدث عن أهمية المبيدات الزراعية، ودورها في حماية المحاصيل وزيادة الإنتاج، ورغم أن بعض هذه المعلومات قد تحتوي على جزء من الحقيقة، إلا أن الغرض الأساسي في كثير من الأحيان يكون تسويقيًا بحتًا، يهدف إلى زيادة المبيعات أكثر من توعية المزارع أو المستهلك.
وأضاف أن المشكلة تكمن في أن هذا الأسلوب يغفل أو يتجاهل المخاطر المحتملة الناتجة عن الإفراط في استخدام المبيدات أو استخدامها بشكل غير مدروس، مثل تلوث التربة والمياه، أو تراكم المواد الكيميائية في النباتات، ما قد ينعكس سلباً على صحة الإنسان والحياة البرية.
وتابع: "المزارع أو المستهلك الواعي يجب أن يبحث عن المعلومة من مصادر موثوقة، ويوازن بين الفائدة والمخاطر، كما أن الحلول البديلة مثل المكافحة البيولوجية والزراعة العضوية يمكن أن توفر حماية فعالة للمحاصيل مع تقليل الأضرار البيئية".تراجع التنوع الحشري والطيور والأسماكمن جهتها ذكرت الدكتورة صالحة الزهراني أن الدراسات أظهرت ارتباطًا وثيقًا بين الاستخدام المكثف للمبيدات وتراجع التنوع الحشري والطيور، فبحسب دراسة واسعة النطاق في كل من أوروبا وأمريكا الشمالية، فإن الزراعة المكثفة، وخاصة زيادة استخدام المبيدات والأسمدة، تُعدُّ العامل الرئيسي لتراجع أعداد كثيرة من الطيور الحشرية وتؤثر المبيدات الحشرية ”خاصة مادتي النيونكوتينويد والفبرونيل“ بشكل مباشر على النحل والفراشات والدّيدان وغيرها من الحشرات النافعة؛ وبالتالي تقلّ مصادر الغذاء للطيور الحشرية.
وتابعت: "خلص تقييم دولي إلى أن هذه المبيدات تضرُّ التنوع البيولوجي ليس فقط في النحل، بل في الفراشات والديدان والطيور والأسماك كذلك، وتؤكد تقارير أخرى أن النيونكوتينويدات تهدد الملقحات عالميًا وفي المحصلة، أدى هذا الانخفاض في الحشرات إلى اختفاء أو تراجع بعض الأنواع".
وأكملت: "فعلى سبيل المثال، رُبط انهيار الفراشات بالحقول في أوروبا مباشرةً بالتغيرات الزراعية بعد الحرب العالمية الثانية، إذ أصبح استخدام مبيدات الحشرات أساسيًا في ذلك الوقت".
وأشارت إلى أن الاستخدام المستمر للمبيدات يضر بالمجتمعات الميكروبية المفيدة في التربة ويعرقل عمليات دورة المغذيات، ما يقلل من خصوبة التربة واستدامة إنتاج المحاصيل، ويؤدي إلى تدهور جودة البيئة بشكل عام بالإضافة إلى ذلك.
وأكملت أن بعض المبيدات القابلة للذوبان قد تتسرّب بعمق في التربة وتلوث المياه الجوفية، خاصة في التربة الرملية، مما يعرض الإنسان والحيوان لخطر التسمم عند استخدام هذه المياه، حتى بعد حظر استخدام بعض من المبيدات الحشرية، قد تظل منتجات التحلل نشطة في البيئة لسنين طويلة، محدثة خطرًا بيئيًا مستمرًا.المخاطر على صحة الإنسانأما عن خطورة المتبقيات الكيميائية في الخضروات والفواكه على صحة الإنسان، فذكرت بأن هنالك أدلة علمية تربط التعرض المزمن للمبيدات الحشرية حتى بكميات منخفضة بزيادة خطر الإصابة باضطرابات عصبية، واضطرابات هرمونية، مثل اضطرابات الغدد الصماء، وأنواع متعددة من السرطان، ومشاكل في النمو عند الأطفال، من ضمنها سرطان البروستات، والرئة، والدماغ.
واستطردت: "يوجد تناقض علمي بشأن الأثر الغذائي الكلي؛ فرغم أن بعض الدراسات تشير إلى أن الفوائد الصحية لتناول الخضروات والفواكه تفوق كثيرًا المخاطر المرتبطة ببقايا المبيدات منخفضة المستوى، إلا أن التأثيرات طويلة الأجل، خاصة الناتجة عن التعرض المتكرر، تظل موضع قلق وتتطلب تقييمًا دقيقًا".
واختتمت بأن هناك فترة زمنية محددة بين آخر رش للمبيد وقطف المحصول، تُعرف بفترة الأمان تم تصميم هذه الفترة للسماح للمادة الكيميائية بالتفكك أو التبدد إلى مستويات آمنة قبل الاستهلاك وعدم التقيد ب PHI يعني وجود مستويات أعلى من المتبقيات، واحتمالية وجود مبيدات ممنوعة أو تركيزات تتجاوز الحد المسموح، وأما عن مدى الالتزام بها، فبالرغم من وجود هذه الفترات في اللوائح، إلا أن التطبيق الفعلي يواجه تحديات عدة، مثل ضعف الرقابة التنظيمية، ونقص الوعي لدى بعض المزارعين، وضغوط السوق للإنتاج السريع.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: قبول الجامعات قبول الجامعات قبول الجامعات محمد السليمان الدمام البيئة المبيدات الزراعية صحة الإنسان الكائنات النافعة النحل الفراشات الخنافس المبیدات الزراعیة استخدام المبیدات على صحة الإنسان الإفراط فی article img ratio من خلال إلى أن إلا أن
إقرأ أيضاً: