أحمد خالد يعيد السلطانة «فاطمة الشقراء» إلى «كازان» بعد 5 قرون
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
أكد المخرج والكاتب الصحفي أحمد خالد، أن فيلمه التسجيلي الجديد «فاطمة الشقراء.. الروسية التي كانت سلطانة مصر» يستعيد من قلب «تتارستان» الروسية إلى حواري القاهرة القديمة، سيرة امرأة تحولت من أسيرة في زمن الحروب إلى واحدة من أكثر النساء تأثيرا فى تاريخ الدولة المملوكية.
المخرج أحمد خالد كعادته في البحث والتنقيب عن المجهول الذي يصبح معلوما بعد بحثه، استطاع أن يعيد «فاطمة الشقراء، أو فاطمة الروسية» سلطانة مصر المجهولة، بعد أن نفض عنها غبار النسيان من خلال هذا العمل، الذي تم اختياره للمشاركة فى مهرجان «كازان» السينمائي الدولي ـ المنبر الذهبي ـ والمقرر إقامته في سبتمبر المقبل.
وأضاف أحد خالد أن الفيلم يقدم رحلة بحث عن شخصية فريدة، ليست فقط لكونها أول سيدة من خارج البيت النبوى يخلد اسمها على أحد مساجد القاهرة، بل لأنها السيدة الوحيدة من زوجات سلاطين المماليك الذي يحمل مسجدها اسمها منقوشا فوق بوابته، فى زمن حرص فيه السلاطين على تخليد أسمائهم عبر الآثار.
وأشار المخرج أحمد خالد إلى أن الفيلم ينتقل بين القاهرة التاريخية و«كازان»، عاصمة جمهورية تتارستان، حيث يعتقد أن فاطمة ولدت هناك قبل أن تأتى أسيرة عقب الحرب بين السلطان قايتباي والمماليك من جهة، والسلطان العثماني بايزيد الثاني، فى أواخر القرن الـ15.
اقرأ أيضاًفاطمة الشقراء تقودنا إلى «حب التتار»
في حب التتار 4 - الروسية التي أصبحت سلطانة مصر
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فيلم تسجيلي القاهرة التاريخية أحمد خالد مساجد القاهرة تتارستان السلطان قايتباي فاطمة الروسية الدولة المملوكية مهرجان كازان السينمائي تاريخ المماليك أحمد خالد
إقرأ أيضاً:
كتابة سرية اخترعتها النساء في الصين قبل قرون تلقى رواجا من جديد
داخل مشغل هادئ في مقاطعة هونان بوسط الصين تمسك إحدى المعلمات بفرشاة حبر، وتخط بلطف حروفا أنيقة وهامسة.
هذه ليست مجرد خطوط فنية، بل هي كلمات الـ"نوشو"، وهي كتابة سرية اخترعتها نساء صينيات قبل قرون في زمن كان فيه التعليم الرسمي حكرا على الرجال، وبالتالي كانت الكتابة والقراءة محرمة عليهن.
نشأت الـ"نوشو" -التي تعني حرفيا "كتابة النساء"- قبل نحو 400 عام في مقاطعة جيانغ يونغ، لتكون شفرة نسائية خاصة، ومن خلالها تمكنت النساء من التواصل سرا، وتبادلن الرسائل والأغاني وقصص الأفراح والأحزان، بل وحتى طرزنها على القماش، كانت همسا مكتوما في وجه مجتمع ذكوري.
واليوم، وبعد أن توارثتها نساء جيانغ يونغ جيلا بعد جيل تعود هذه الكتابة الفريدة لتكتسب شعبية واسعة في مختلف أنحاء الصين، ليس كأداة للتخفي، بل كرمز للاحتفاء بالنساء والتراث الثقافي.
وبالنسبة للجيل الجديد، تمثل الـ"نوشو" أكثر من مجرد نظام كتابة قديم، وتوضح بان شينغ ون -وهي طالبة تبلغ من العمر 21 عاما- أن هذه الكتابة تتيح للنساء التواصل بأمان.
وتقول لوكالة الصحافة الفرنسية "إنها توفر لنا نوعا من الملاذ الآمن، يمكننا التعبير عن أفكارنا وتبادل الأحاديث كأخوات والتحدث عن أي شيء".
وبمقارنتها بالحروف الصينية التقليدية تُعد كلمات الـ"نوشو" صوتية، وتتميز بخطوطها الأقل تربيعا والأكثر رشاقة، حيث تبدو كأنها أوراق شجر رقيقة متصلة.
وتقول الشابة بان وهي تصف عملية الكتابة "عندما نكتب ينبغي أن نتنفس بهدوء، وأن تكون الفرشاة ثابتة".
هذا السحر الهادئ وجد طريقه إلى العالم الرقمي، فعلى تطبيق "شياوهونغشو" الصيني المشابه لإنستغرام حصدت المنشورات التي تحمل وسم "نوشو" 72 مليون مشاهدة، معظمها لشابات يشاركن صورا للوشوم أو تصاميم إبداعية أخرى تتضمن هذه الكتابة الأنيقة.
إعلانهي جينغيينغ طالبة أخرى تشير إلى أن والدتها هي من سجلتها في صف لتعلم الـ"نوشو"، وهي تجربة تمنحها "شعورا عميقا بالسكينة"، مضيفة "عندما تلمس الفرشاة الورقة تشعر بنوع من القوة في داخلك".
صرخة بالكتابةوالـ"نوشو" ليست مجرد نظام كتابة، بل هي سجل لتجارب النساء في مقاطعة جيانغ يونغ الريفية.
وتشرح تشاو ليمينغ الأستاذة في جامعة تسينغهوا ببكين -والتي كرست 40 عاما لدراسة هذه الكتابة- "كان مجتمعا يهيمن عليه الرجال، وشكلت أعمال هؤلاء النساء صرخة ضد الظلم".
تُقرأ كلمات الـ"نوشو" باللهجة المحلية لمنطقة جيانغ يونغ، مما يجعل تعلمها صعبا على سكان المناطق الأخرى، لكن أناقتها وندرتها -بحسب الأستاذة هي يويجوان- هما سر الاهتمام المتجدد بها.
وتقول يويجوان -وهي إحدى "ورثة" الـ"نوشو" الـ12 المعترف بهن رسميا من الحكومة- "يبدو أنها تحظى بشعبية كبيرة، وتحديدا بين طلاب الفنون".
وتوضح الأستاذة -التي تنحدر من جيانغ يونغ- أن الـ"نوشو" كانت "جزءا من الحياة اليومية" في طفولتها، واليوم بصفتها وريثة معتمدة يحق لها تدريس هذا الفن، وهي تعرض في معرضها مجوهرات وشالات ملونة مزينة بنقوش الـ"نوشو"، لتنقل هذا التراث من الأوراق إلى الحياة العصرية.
وعلى بعد ساعة بالسيارة تقريبا اجتمع نحو 100 طالب في قاعة فندق لحضور ورشة عمل نظمتها السلطات المحلية للترويج للـ"نوشو".
وتقول زو كيكسين -وهي إحدى الشابات الحاضرات- إنها تعرفت على هذه الكتابة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأرادت "تجربتها بنفسها".
وتضيف الطالبة من جامعة سيتشوان "إنه نظام كتابة فريد للنساء، مما يجعله مميزا جدا".
ولم يقتصر الحضور على النساء، فقد كان تاو يوشي -وهو طالب متخصص في الرسوم المتحركة ويبلغ من العمر 23 عاما- من بين الرجال القلائل المشاركين، وجاء ليتعلم الـ"نوشو" بحثا عن الإلهام الفني، ولكنه يحمل أيضا رؤية أعمق.
ويعتقد تاو أنه رغم أن الـ"نوشو" من ابتكار النساء فإنها أصبحت جزءا من التراث الثقافي الوطني.
ويختم "على الجميع العمل على الحفاظ عليها، سواء كانوا نساء أم رجالا"، وبهذا تكمل الـ"نوشو" رحلتها المدهشة، من همس سري في غرف النساء إلى صرخة فنية مسموعة تحتفي بها أمة بأكملها.