لقي 300 شخص حتفهم في باكستان جراء الأمطار الغزيرة والسيول المستمرة على مدى يومين، في حين تحدث الأهالي لوسائل الإعلام عن حزنهم لرحيل أحبائهم وانهيار منازلهم ومزارعهم.

وقال مسؤولون إن جهود الإنقاذ وفتح الطرق المغلقة مستمرة مع صرف أموال مخصصة للطوارئ، وأوضحوا أن الأمطار الغزيرة ستستمر حتى 21 أغسطس/آب.

وتسببت الأمطار والسيول المفاجئة وصواعق البرق والانهيارات الأرضية وانهيار المباني في موجة هي الأكثر إزهاقا للأرواح خلال موسم الأمطار هذا العام.

وبحلول صباح اليوم السبت، تأكدت وفاة 340 شخصا مع وجود المزيد في عداد المفقودين في تلال وجبال إقليم خيبر بختونخوا، وفقا لهيئة إدارة الكوارث الإقليمية.

الأمطار ألحقت أضرارا كبيرة بالبنى التحتية والممتلكات (الأوروبية)اجتماع طارئ

وأكد إسحاق دار وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء الباكستاني أن فرقا مدنية وعسكرية تنفذ عمليات إنقاذ وإغاثة، بينما ترأس رئيس الوزراء اجتماعا طارئا.

وتحطمت طائرة هليكوبتر في مهمة إنقاذ أمس الجمعة بسبب سوء الأحوال الجوية مما أدى إلى مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 5.

ووقع أكبر عدد من الضحايا في ولاية خيبر بختونخوا الجبلية المحاذية لأفغانستان والتي سجلت وحدها 307 وفيات، وفق هيئة إدارة الكوارث المحلية.

ولقي معظم الضحايا حتفهم جراء الفيضانات المفاجئة وانهيار منازل أو تعرضوا لصعق كهربائي أو صاعقة رعدية.

وقالت هيئة إدارة الكوارث في خيبر بختونخوا إن العديد من المناطق أُعلنت "منكوبة".

 وأشارت إلى نشر أكثر من ألفي عنصر إنقاذ للمشاركة في انتشال الجثث من تحت الركام وتنفيذ عمليات الإغاثة بينما لا تزال الأمطار تعيق جهود الإنقاذ.

وأفاد المتحدث باسم الوكالة في ولاية خيبر بختونخوا بلال أحمد فائزي بأن "هطول الأمطار الغزيرة وانزلاقات التربة والطرق المقطوعة تعيق وصول سيارات الإسعاف ويضطر عناصر الإنقاذ إلى التنقل سيرا على الأقدام".

إعلان

وقال فائزي إن "فرق الإنقاذ تريد إجلاء الناجين، لكن عددا قليلا منهم على استعداد للمغادرة لأن أقاربهم ما زالوا محاصرين تحت الركام".

مشهد من نهر سوات في سوات بإقليم خيبر بختونخوا (الأوروبية)اختفاء الحقل

وقال محمد خان -أحد سكان مقاطعة بونر التي قتل فيها 91 شخصا- "عندما استيقظت هذا الصباح، كانت الأرض التي تزرعها عائلتنا منذ أجيال، والحقل الصغير حيث كنا نلعب الكريكت على مدى سنوات، قد اختفيا".

وأضاف الرجل البالغ 48 عاما "يبدو كأن الجبل انهار، المنطقة مغطاة بالطين والصخور الضخمة"، مشيرا إلى أنه انتشل "19 جثة من تحت الركام".

وتابع "نواصل البحث عن أقارب مفقودين، وفي كل مرة نعثر على جثة نشعر بحزن عميق لكن أيضا بارتياح لمعرفة أن العائلة ستتمكن من استعادة الجثة".

وأوضح سيف الله خان (32 عاما) أن "السكان يقومون بجمع الجثث ويقيمون صلاة الجنازة عليها… لكن ما زلنا لا نعرف من على قيد الحياة ومن فارقها".

وفي منطقة سوات، غمرت السيول الطينية الطرق والعديد من المركبات، كما كانت أعمدة الكهرباء ملقاة على الأرض.

وقُتل 11 شخصا في الشطر الباكستاني من كشمير، بينما قُتل ما لا يقل عن 60 شخصا في قرية بجبال هملايا في الشطر الهندي من كشمير، حيث لا يزال 80 شخصا في عداد المفقودين.

كذلك، قتل 5 أشخاص في منطقة غلغت بالتيستان السياحية الواقعة في أقصى شمال باكستان والتي تحظى بشعبية خاصة في الصيف إذ يقصدها متسلقو الجبال من كل أنحاء العالم، وتوصي السلطات الآن بتجنبها.

وفي المجموع، قُتل منذ بداية موسم الأمطار "غير الاعتيادي" في يونيو/حزيران 657 شخصا بينهم مئات الأطفال، كما أُصيب 888 شخصا بجروح، بحسب السلطات.

أحد السكان ظهر في شارع غمرته المياه في مدينة مينجورا (الفرنسية)نوعية المباني 

وقال سيد محمد طيب شاه، من الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث، إن "أكثر من نصف الضحايا قُتلوا بسبب سوء نوعية الأبنية".

وأوصى بتنظيف مزاريب المنازل بانتظام لتجنب تراكم المياه الذي قد يتسبب في انهيار الأسطح.

وأشار إلى أن "ذروة الأمطار الموسمية" التي تستمر عادة حتى منتصف سبتمبر/أيلول قد بدأت للتو.

وباكستان خامس أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، وتعدّ واحدة من أكثر الدول عرضة لتأثيرات تغيّر المناخ.

ولم تقتصر الأمطار الغزيرة والسيول والحوادث المرتبطة بها على باكستان، بل لحقت أضرار شديدة أيضا بأجزاء من الهند ونيبال المجاورتين خلال الأسبوع الماضي.

وتحمل الأمطار الموسمية إلى جنوب آسيا نحو 70 إلى 80% من أمطارها، وهو أمر حيوي للزراعة والأمن الغذائي، لكنها تجلب أيضا الأضرار.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات الأمطار الغزیرة خیبر بختونخوا

إقرأ أيضاً:

عاصفة ثلجية تحاصر مئات السياح قرب جبل إيفرست والصين تواصل عمليات الإنقاذ

تواصل فرق الإنقاذ في الصين، اليوم الأحد، عملها لفتح الطرق المؤدية إلى مواقع التخييم على المنحدر الشرقي لجبل إيفرست في إقليم التبت، بعدما تسببت عاصفة ثلجية في محاصرة نحو ألف شخص في المنطقة، وفق ما أوردته تقارير إعلامية رسمية.

وأوضح تقرير نشرته منصة "جيمو نيوز" أن مئات القرويين انضموا إلى فرق الإنقاذ في إزالة الثلوج التي تغلق الطرق المؤدية إلى مواقع التخييم الواقعة على ارتفاع يزيد على 4900 متر، مشيرا إلى أن عددا من السائحين تمكنوا من النزول من الجبل بالفعل.

بدأ تساقط الثلوج منذ مساء الجمعة، واستمر حتى السبت، مما دفع السلطات إلى وقف بيع التذاكر وتعليق دخول الزوار إلى منطقة جبل إيفرست منذ مساء أمس.

وفي الجانب المقابل من الحدود في النيبال، قالت الشرطة إن الأمطار الغزيرة قد تسبّبت منذ يوم الجمعة في انهيارات أرضية وسيول أدّت إلى إغلاق طرق وتدمير جسور، ومقتل ما لا يقل عن 47 شخصاً.


وأضافت الشرطة النيبالية أنّ: "35 شخصا لقوا حتفهم في انهيارات أرضية متفرقة بمنطقة إيلام شرق البلاد قرب الحدود مع الهند، في حين جرفت مياه الفيضانات تسعة أشخاص ما زالوا في عداد المفقودين، كما توفي ثلاثة آخرون إثر صواعق برق في مناطق مختلفة من البلاد".

ويُعد جبل إيفرست أعلى قمة في العالم، إذ يبلغ ارتفاعه نحو 8848 مترا فوق سطح البحر، ويقع في سلسلة جبال الهملايا على الحدود بين نيبال والصين، يشتهر الجبل بظروفه المناخية القاسية التي تتسم بالبرودة الشديدة والرياح العاتية، مما يجعله تحدياً كبيراً أمام المتسلقين والرحلات الاستكشافية، كما يُعد وجهة رئيسية لمحبي المغامرة من مختلف أنحاء العالم.

مقالات مشابهة

  • الأمطار الغزيرة تغمر شوارع فيتنام بسبب العاصفة الاستوائية ماتمو
  • 67 قتيلا حصيلة انهيار المدرسة في إندونيسيا مع انتهاء عمليات البحث
  • إندونيسيا.. ارتفاع عدد ضحايا مدرسة مدينة سيدوارجو المنهارة إلى 67 شخصا
  • ارتفاع حصيلة ضحايا الانهيارات الأرضية شرقي الهند إلى 24 قتيلاً
  • نيبال.. 52 قتيلاً جرّاء الأمطار الغزيرة والانهيارات الأرضية (فيديو)
  • ارتفاع عدد ضحايا انهيار مدرسة في إندونيسيا إلى 54 قتيلا
  • ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار مدرسة في إندونيسيا إلى 50 قتيلاً
  • ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار مبنى مدرسة داخلية في إندونيسيا إلى 50 قتيلا
  • عاصفة ثلجية تحاصر مئات السياح قرب جبل إيفرست والصين تواصل عمليات الإنقاذ
  • أكثر من 60 قتيلا في النيبال والهند بسبب الفيضانات