بوابة الوفد:
2025-08-16@16:36:59 GMT

فلسفة التأمين الصحى فاشلة "2"

تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT

مازال الحديث مستمرا حول التأمين الصحي الذى يواجه بسببه المرضى شتى ألوان العذاب، على يد القائمين على هذه المنظومة.
إن النظام الحالي للتأمين الصحى رغم الجهود المبذولة بشأنه، يعاني من قصور جوهري نابع من فلسفته القائمة على رد الفعل وليس على الاستباقية والوقاية، وهو ما يتطلب تحولا جذريا في الفكر الذي يحكمه، من نموذج علاجي بحت إلى نموذج وقائي شامل يضع صحة المواطن على رأس أولوياته قبل وقوع المرض، وهو تحول لا يمثل رفاهية بل ضرورة حتمية لتحقيق الاستدامة المالية والاجتماعية للنظام وضمان توفير رعاية صحية لائقة للجميع.

فالفلسفة الحالية التي تركز بشكل أساسي على تغطية تكاليف العلاج بعد حدوث المرض، تضع عبئا ماليا هائلا على كاهل الدولة والمواطنين على حد سواء. فالمرضى لا يلجأون إلى النظام الصحي إلا في حالات متأخرة، مما يزيد من تكلفة العلاج ويقلل من فرص الشفاء الكامل، في حين أن التركيز على الوقاية كان من شأنه أن يمنع أو يقلل من انتشار العديد من الأمراض المزمنة والمعدية التي تستنزف الميزانيات وتؤثر على الإنتاجية العامة. هذا النهج السلبي يغفل حقيقة أن الاستثمار في الصحة العامة، من خلال حملات التوعية، والفحوصات الدورية، وتوفير التطعيمات، يعد استثمارا يعود بالنفع الاقتصادي والاجتماعي على المدى الطويل، إذ أن المجتمع السليم هو مجتمع منتج قادر على تحقيق التنمية. ولتحقيق هذا التحول، يجب أن تتغير فلسفة التأمين الصحي لتشمل ثلاثة أبعاد رئيسية وهى الوقاية، وذلك عبر إدماج برامج الفحص المبكر للأمراض غير المعدية مثل السكر والضغط والسرطان ضمن الخدمات الأساسية للتأمين، وتوفير حوافز للمواطنين للمشاركة في هذه البرامج، بالإضافة إلى تنظيم حملات توعية مستمرة حول أنماط الحياة الصحية. وكذلك لا يجب أن يقتصر التأمين على فئات معينة من المجتمع، بل يجب أن يمتد ليشمل جميع المواطنين، بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي أو قدرتهم المالية، مع مراعاة العدالة في توزيع الموارد الصحية بين المناطق الحضرية والريفية، وتوفير خدمات متكاملة لا تقتصر على العلاج الطبي بل تشمل الصحة النفسية والاجتماعية. وهذا يتطلب إعادة هيكلة نظام التمويل ليصبح أكثر كفاءة وشفافية، مع تطبيق نظام تسعير عادل للخدمات الطبية يشجع على المنافسة ويضمن جودة الرعاية، ووضع آليات للحد من الهدر وسوء استخدام الموارد، بالإضافة إلى استكشاف مصادر تمويل جديدة ومبتكرة مثل الضرائب على المنتجات غير الصحية مثل التبغ والمشروبات السكرية، وتوجيه عائداتها مباشرة لدعم نظام التأمين الصحي. إن تبني هذه الفلسفة الجديدة لن يقتصر أثره على تحسين المؤشرات الصحية للمواطنين فحسب، بل سيعزز من قدرة الاقتصاد المصري على النمو والازدهار، فالمجتمع السليم هو أساس التنمية المستدامة، والتحول من علاج المرض إلى الاستثمار في الصحة هو خطوة حتمية نحو بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إطلالة التأمين الصحي

إقرأ أيضاً:

التحول الصحي: خطة لتغطية 88% من التجمعات السكانية بالخدمات الصحية

كشفت لجنة برنامج تحول القطاع الصحي عن مواصلة المنظومة الصحية جهودها لتحقيق المستهدفات لأحد أهم برامج رؤية السعودية 2030، مؤكدةً أن العمل يتقدم لإعادة هيكلة القطاع بالكامل ليصبح نظامًا صحيًا شاملاً وفعالًا، يضع صحة الفرد والمجتمع في مقدمة أولوياته.
ويستهدف البرنامج تحقيق تحسينات نوعية في جودة الخدمات الصحية، وسرعة الوصول إليها، وتعزيز الوقاية من المخاطر الصحية، فضلاً عن رفع مستوى السلامة المرورية.مؤشرات دقيقة
أخبار متعلقة بمشاركة خبراء دوليين.. "مكة الصحي" يبحث آليات إشراك المريض في علاجه5900 مستفيد من برامج التدريب بهيئة الهلال الأحمر بمكة خلال شهرإيطاليا تقدم 3 ملايين يورو لتعزيز القطاع الصحي في سورياويعمل البرنامج على تحقيق 20 هدفاً صحياً، تشمل أربعة أهداف استراتيجية و16 هدفاً غير مباشر، عبر تنفيذ 55 مبادرة مرتبطة بمؤشرات دقيقة، تم تصميمها لتوفير نظام صحي متكامل على مستويات متعددة.
وعلى المستوى الأول، يركز البرنامج على تمكين حياة صحية ومستدامة، فيما يسعى المستوى الثاني إلى رفع جودة الخدمات الصحية وتحسين مستوى الحياة في المدن السعودية. أما المستوى الثالث فيهدف إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية للبرنامج من خلال تسهيل الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، رفع كفاءة وجودة الخدمات، تعزيز الوقاية من المخاطر الصحية، ودعم السلامة المرورية.رضا المستفيدين
وتشير البيانات الرسمية إلى أن البرنامج يهدف لزيادة نسبة رضا المستفيدين من تجربة الخدمات الصحية أثناء التنويم بالمستشفيات لتصل إلى 85,76%، وتعميم السجل الطبي الرقمي الموحد ليشمل جميع السكان بنسبة 100%.
ويسعى البرنامج للوصول إلى نسبة جاهزية 90% في المناطق الصحية لمواجهة المخاطر الصحية، والحد من متوسط عدد الوفيات الناتجة عن حوادث الطرق إلى 5 حالات لكل 100 ألف نسمة، مع ضمان تغطية 88% من التجمعات السكانية، بما في ذلك المناطق الطرفية، بخدمات صحية شاملة بحلول عام 2023م.

مقالات مشابهة

  • الرئاسة: 2.3 مليار جنيه تحملتها الدولة لعلاج غير القادرين بـ التأمين الصحي الشامل
  • الرئيس السيسي يوجه بتعزيز الأداء المالي للدولة.. والحكومة تتحمل اشتراكات غير القادرين في التأمين الصحي
  • علاج 80 ألف حالة حرجة.. كجوك: الدولة تحملت 2.3 مليار جنيه اشتراكات التأمين الصحي عن غير القادرين
  • التحول الصحي: خطة لتغطية 88% من التجمعات السكانية بالخدمات الصحية
  • نشرة التوك شو| موعد انكسار الموجة الحارة وتفاصيل جديدة عن منظومة التأمين الصحي الشامل
  • عوض تاج الدين: ملف طبي لكل مواطن ضمن استراتيجية التأمين الصحي الشامل
  • محافظ كفر الشيخ يبحث تطوير وميكنة خدمات التأمين الصحي.. صور
  • د. فاروق يؤكد قدرة التأمين الصحي علي انفاذ خطة المائة يوم لحكومة الامل
  • تشغيل وحدة السمعيات بعيادة بن سينا بالمحلة الكبرى لخدمة منتفعي التأمين الصحي