أعلنت حكومة أوروجواي الأسبوع الجاري تعليق تنفيذ اتفاقية التعاون الموقّعة في ديسمبر 2024 بين الوكالة الوطنية للبحث والابتكار والجامعة العبرية في القدس، إلى جانب إغلاق مكتب الابتكار التابع لها هناك. 

وجاء القرار في ظل ما وصفته الحكومة بـ"التطورات المأساوية" في الشرق الأوسط، وعلى خلفية التصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة.

وقال وزير الخارجية الأوروجواياني، ماريو لوبيتكين، إن بلاده لا يمكنها الاستمرار في هذا النوع من التعاون الأكاديمي في وقت يتواصل فيه "العدوان الذي يهدد حياة المدنيين ويقوّض فرص السلام".

واشنطن تعلّق إصدار تأشيرات زيارة للفلسطينيين من غزة بانتظار مراجعة إنسانيةاحتجاجات واسعة في تل أبيب وحيفا ضد الحرب على غزة.. صور

وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي لمدينة غزة يمثل "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي"، داعيًا المجتمع الدولي إلى ممارسة مزيد من الضغط لوقف التصعيد.

من جانبها، أبدت السفارة الإسرائيلية في مونتفيديو أسفها لقرار أوروجواي، معتبرة أن "التراجع عن التعاون العلمي بسبب الخلافات السياسية أمر مؤسف"، مشيرة إلى أن هذه الشراكات الأكاديمية كان من الممكن أن تسهم في تطوير البحث والابتكار بعيدًا عن التوترات الجيوسياسية.

ويأتي هذا الموقف الأوروجواياني بعد نحو عشرة أيام من قرار "الكابنيت" الإسرائيلي بالمضي في خطة "السيطرة الكاملة" على قطاع غزة، وما رافقها من اتهامات بارتكاب سياسة "التجويع الممنهج" بحق السكان.

ودفعت هذه التطورات نحو 24 دولة غربية إلى إصدار بيان مشترك الأسبوع الماضي تطالب فيه بالسماح الفوري بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع دون قيود.

كما أعلنت مجموعة من الدول، من بينها بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وأستراليا وكندا وأيرلندا والبرتغال ولوكسمبورغ، نيتها الاعتراف رسميًا بدولة فلسطينية خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبل في نيويورك، في خطوة يُنظر إليها كتصعيد دبلوماسي يهدف إلى محاصرة السياسات الإسرائيلية.

ويرى محللون أن قرار أوروجواي يحمل أبعادًا تتجاوز الطابع الأكاديمي، إذ يعكس توجهًا متناميًا في أمريكا اللاتينية للانخراط بشكل أكبر في الملف الفلسطيني. فإلى جانب المواقف السياسية السابقة لدول مثل تشيلي وبوليفيا وكولومبيا، تضيف هذه الخطوة زخمًا جديدًا للضغط الدولي على إسرائيل.

وفي السياق ذاته، حذّر خبراء في العلاقات الدولية من أن استمرار الحرب قد يدفع مزيدًا من الدول لاتخاذ إجراءات مشابهة، سواء عبر تجميد اتفاقيات تعاون أو من خلال اعترافات رسمية بالدولة الفلسطينية. ويؤكد هؤلاء أن مثل هذه الخطوات الرمزية، وإن بدت محدودة، فإنها تراكم تأثيرًا سياسيًا قد يُغير من ديناميات الملف الفلسطيني على الساحة العالمية.

وبينما تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية وسط انتقادات دولية متصاعدة، تبعث قرارات مثل الذي اتخذته أوروجواي رسالة واضحة مفادها أن العالم لم يعد ينظر إلى الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي بوصفه نزاعًا إقليميًا فحسب، بل كقضية إنسانية وأخلاقية تستدعي مواقف ملموسة.

طباعة شارك القدس حكومة أوروجواي غزة التصعيد العسكري الإسرائيلي وزير الخارجية الأوروجواياني ماريو لوبيتكين السفارة الإسرائيلية في مونتفيديو بريطانيا دولة فلسطينية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القدس غزة التصعيد العسكري الإسرائيلي بريطانيا دولة فلسطينية

إقرأ أيضاً:

مظاهرة في بيرايوس احتجاجًا على وصول سفينة سياحية إسرائيلية

توجه المتظاهرون نحو مبنى هيئة ميناء بيرايوس، حيث قاموا برشق واجهته بصلصة تزاتزيكي، في خطوة رمزية وصفوها بأنها "إظهار لكرم الضيافة اليونانية". اعلان

شهد ميناء بيرايوس في العاصمة اليونانية أثينا، الأربعاء، مظاهرة نظمتها نقابات عمالية وأعضاء من الحزب الشيوعي اليوناني "بامي" احتجاجًا على وصول السفينة السياحية الإسرائيلية "كراون إيريس".

Κλούβες της αστυνομίας στο λιμάνι του Πειραιά pame

تفاصيل المظاهرة

شارك المئات في المسيرة التي انطلقت باتجاه البوابة البحرية E12، حيث واجهتهم قوات الشرطة التي أغلقت الطريق باستخدام الحواجز المعدنية. وردّد المحتجون شعارات مناهضة لإسرائيل ومؤيدة لفلسطين.

Related غزة: ماذا تأكل العائلات الفلسطينية في ظل الجوع ونقص الإمدادات؟أحد "غاضب" في اليونان: جماعات مؤيدة لفلسطين تخطط لـ"يوم احتجاج" ضد السياح الإسرائيليين" فلسطين حرّة".. رسالة من مراقب جوي فرنسي إلى طياري شركة "إل عال" الإسرائيلية

وبعدها، توجه المتظاهرون نحو مبنى هيئة ميناء بيرايوس، حيث قاموا برشق واجهته بصلصة تزاتزيكي - وهو طبق يوناني تقليدي من الزبادي والخيار والثوم - في خطوة رمزية وصفوها بأنها "إظهار لكرم الضيافة اليونانية".

Τζατζίκια στο λιμεναρχείο pame

ردّد المشاركون هتافات عدة، بينها "فلسطين من أجل الحرية"، قبل أن ينهوا احتجاجهم ويغادروا المكان من دون تسجيل أي حوادث أمنية أو أعمال عنف.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • سلطان بن أحمد: التعاون الأكاديمي يدعم المسيرة التعليمية
  • جامعات الغرب بعد حرب غزة.. تحولات عميقة في الموقف الأكاديمي
  • احتجاج أمام منزل كاتس وعائلات الأسرى بغزة تنظم غدا عشرات المظاهرات
  • إيفان أوس: التصعيد النووي قد يكون جوهر القمة وليس «أزمة كييف»
  • احتجاجًا على الإبادة في غزة.. عمال بلجيكيون يمنعون تحميل طائرة متجهة إلى الكيان الصهيوني
  • العراق: مزاعم "إسرائيل الكبرى" تكشف عن الأطماع التوسعية للاحتلال
  • مظاهرة في بيرايوس احتجاجًا على وصول سفينة سياحية إسرائيلية
  • ارتفاع عدد الشهداء في عدوان الاحتلال على غزة إلى 61,776 شهيدًا
  • خيّم عليها التصعيد مع الهند.. باكستان تحتفل بذكرى استقلالها